وزيرة الخزانة الأمريكية السابقة تصف سياسات ترامب الجمركية بـ «غير الواضحة»
تاريخ النشر: 15th, April 2025 GMT
وصفت وزيرة الخزانة الأمريكية السابقة، جانيت يلين، سياسات الرسوم الجمركية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأنها «غير واضحة وغير معقولة على الإطلاق، وأن الصين على الأرجح ترغب في خفض حدة هذا الصراع».
ونقلت وكالة أنباء «بلومبرج» الأمريكية عن يلين، التي شغلت أيضا منصب رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي خلال عهدي الرئيسين باراك أوباما وبداية إدارة ترامب الأولى، قولها - في تصريحات متلفزة - إن الاضطرابات الأخيرة في أسواق السندات وتراجع الدولار تعكس فقدانا للثقة، لكنها أكدت أن الأوضاع لم تصل بعد إلى مرحلة تستدعي تدخلا من البنك المركزي الأمريكي.
واعتبرت يلين أن أي خطوات نحو إزالة الرسوم أو خفضها تعد «إيجابية» لكنها حذرت من أن العالم يعيش حالة من «عدم اليقين الهائل».
وأعربت عن استغرابها من بعض أهداف الحملة الجمركية التي يقودها ترامب، مشيرة إلى أن الرسوم التي وعد بأنها ستكون "متبادلة" تم تحديدها فعليا استنادا إلى العجز التجاري الثنائي، وهو ما أدى أحيانا إلى معاقبة دول تعاني من عجز تجاري ناتج عن تحويل سلاسل التوريد بعيدا عن الصين، وهو أمر كانت واشنطن قد شجعته لأسباب أمنية.
وتساءلت يلين: «أنا في حيرة بشأن ما الذي تتوقعه إدارة ترامب من فيتنام، على سبيل المثال، نحن من شجعنا فيتنام على تصنيع المنتجات التي كنا نعتمد في السابق على الصين من أجلها، لقد أردنا تنويع سلاسل التوريد لدواع أمنية وطنية».
وأضافت يلين «أن الصين على الأرجح تفضل إزالة الحواجز التجارية الأخيرة في حال قامت الولايات المتحدة بخطوة مماثلة».
وحذرت يلين من أن مستوى الرسوم الجمركية بين البلدين أصبح شبه مانع للتجارة، وهو ما قد يؤدي إلى فك ارتباط فعلي بين أكبر اقتصادين في العالم.
وقالت: «أعتقد أن الرسوم التي فرضناها على الصين ستلقي بأعباء كبيرة جدا على الأسر الأمريكية. وبالطبع، الأمور تتغير يوما بعد يوم».
ورغم حالة عدم اليقين التي تواجه المستثمرين والحكومات والمستهلكين، أكدت يلين أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال قويا، ولا ترى حتى الآن ضرورة لتدخل البنك المركزي.
وأوضحت: «إذا ظهرت مخاطر حقيقية على الاستقرار المالي، أعتقد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يفكر في استخدام أدوات السيولة، كما فعل في بداية الجائحة لكننا لم نصل إلى تلك المرحلة بعد».
اقرأ أيضاًاجتماع مرتقب لمحافظ البنك المركزي ووزير المالية و«جانيت يلين» لبحث التمويل الإضافي من جانب صندوق النقد الدولي
وزيرة الخزانة الأمريكية: لن نتراجع عن تجميد أصول روسيا
وزيرة الخزانة الأمريكية تحاول إقناع الصين خفض الطاقة الإنتاجية الزائدة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: ترامب دونالد ترامب بنك الاحتياطي الفيدرالي جانيت يلين وزيرة الخزانة الأمريكية وزیرة الخزانة الأمریکیة
إقرأ أيضاً:
احتجاجات واسعة بأميركا ضد سياسات الهجرة وسط تصعيد رئاسي
اندلعت احتجاجات في أنحاء الولايات المتحدة ضد سياسات الهجرة المتشددة التي تنتهجها إدارة الرئيس دونالد ترامب بعد أيام من المظاهرات في لوس أنجلوس، في وقت تستعد فيه كالفورنيا اليوم الخميس لمواجهة قانونية على خلفية نشر ترامب الجيش.
في مدينة لوس أنجلوس، احتشد أكثر من ألف متظاهر في اليوم السادس من الاحتجاجات التي اتسمت في معظمها بالسلمية، رغم فرض حظر تجول ليلي للحد من أعمال التخريب والنهب التي شهدتها بعض المناطق.
وأعلنت شرطة المدينة أنها نفذت نحو 400 اعتقال منذ السبت الماضي، معظمها بسبب رفض المحتجين مغادرة المناطق المحظورة، في حين وُجهت تهم خطيرة لعدد محدود من المعتقلين، بينها الاعتداء على عناصر الشرطة، وحيازة أسلحة نارية وزجاجات حارقة.
وقالت المتظاهرة لين ستورجيس، وهي مدرسة متقاعدة، "مدينتنا لا تحترق كما يحاول رئيسنا الفظيع أن يقول لكم"، في إشارة إلى تصريحات ترامب التي اعتبر فيها أن تدخله حال دون "احتراق لوس أنجلوس بالكامل".
وفي مؤتمر صحفي، أعربت رئيسة بلدية المدينة كارين باس عن قلقها من عسكرة الأزمة، قائلة "أريد التحدث إلى الرئيس.. أريد أن يفهم أهمية ما يحدث هنا"، مؤكدة أن الأزمة "صُنعت في واشنطن" وأن المداهمات التي بدأت يوم الجمعة الماضي كانت السبب الرئيسي في تصاعد التوتر.
إعلانوتزامن ذلك مع إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن نشر القوات سيكلف دافعي الضرائب نحو 134 مليون دولار، حيث يعمل آلاف الجنود إلى جانب عناصر إدارة الهجرة والجمارك، في حين يخضع آخرون لتدريبات على التعامل مع الاضطرابات المدنية.
وفي سبوكين بولاية واشنطن، فرضت السلطات حظرا ليليا للتجول بعد اعتقال أكثر من 30 متظاهرا، واستخدام الشرطة كرات الفلفل لتفريق الحشود. كما شهدت مدن مثل سانت لويس، ورالي، ومانهاتن، وإنديانابوليس، ودنفر احتجاجات مماثلة، في وقت خرج فيه الآلاف في سان أنتونيو قرب مبنى البلدية رغم نشر حاكم تكساس الحرس الوطني.
مواجهة قانونيةفي الأثناء، تتجه ولاية كاليفورنيا نحو مواجهة قانونية مع الحكومة الفدرالية، حيث يسعى محامو الولاية لاستصدار أمر قضائي يمنع الجنود من مرافقة عناصر الهجرة أثناء تنفيذ عمليات التوقيف، في خطوة وصفها محامو إدارة ترامب بأنها "مناورة سياسية مبتذلة".
ومن المتوقع أن تتصاعد وتيرة الاحتجاجات السبت المقبل ضمن حركة "لا ملوك" (No Kings)، بالتزامن مع عرض عسكري نادر في العاصمة واشنطن بمناسبة مرور 250 عامًا على تأسيس الجيش الأميركي، والذي يصادف أيضا عيد ميلاد ترامب الـ79.
هجوم على الديمقراطيةفي الإطار ذاته، انتقد حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم إجراءات ترامب، وقال في تصريحات لقناة أميركية أمس الأربعاء إن "الديمقراطية تتعرض لهجوم أمام أعيننا، حانت اللحظة التي نخشاها"، معتبرًا أن الإجراءات العسكرية التي اتخذها ترامب ضد الاحتجاجات تمثل بداية لهجوم أوسع على المعايير السياسية والثقافية التي تدعم الديمقراطية الأميركية.
وأضاف أن "نشر الحرس الوطني ومشاة البحرية لم يكن بهدف قمع الاحتجاجات فحسب، بل هو حرب متعمدة لزعزعة المجتمع وتركيز السلطة في البيت الأبيض"، محذرا من أن كاليفورنيا قد تكون البداية، لكن ولايات أخرى ستتبعها.
إعلانورغم محاولة نيوسوم وقف استخدام القوات الفدرالية في قمع الاحتجاجات عبر طلب قضائي عاجل، فإن قاضيا فادراليا رفض هذا الطلب، مانحًا إدارة ترامب مزيدا من الوقت للرد على الدعوى.
ووسط هذا المشهد المحتقن، تتزايد المخاوف من أن تتحول الأزمة إلى مواجهة سياسية وقانونية طويلة الأمد، في ظل اتهامات متبادلة بين البيت الأبيض وحكومات الولايات، وقلق متصاعد من تأثير عسكرة الشوارع على الحريات المدنية والديمقراطية الأميركية.