نيويورك «أ.ف.ب»: سيتعيّن على مالكي ومشغّلي السفن المصنوعة في الصين دفع رسوم جديدة عندما ترسو في الموانئ الأمريكية، وهو إجراء من المقرر دخوله حيز التنفيذ في غضون 180 يوما، على أن تزداد هذه الرسوم تدريجيا، وقال مكتب الممثل التجاري الأمريكي في بيان: إن الإجراء يشمل أيضا المالكين والمشغلين الصينيين للسفن غير المصنعة في الصين.

وستُفرض هذه الرسوم عن كل زيارة إلى الولايات المتحدة، وليس عن كل ميناء أمريكي تدخله السفينة، وبحدّ أقصى يبلغ خمس مرات لكل سفينة في السنة، وفي تعليق على الخطوة الأمريكية، قالت الصين اليوم الجمعة: إن هذه الرسوم «ستكون مضرة لجميع الأطراف، فهم يرفعون بذلك تكاليف الشحن العالمية ويمسون باستقرار الإنتاج العالمي وسلاسل التوريد» على ما قال الناطق باسم الخارجية الصينية لين جيان.

وأضاف: «لن ينجحوا في إنعاش صناعة بناء السفن الأمريكية».

ويعتزم مكتب الممثل التجاري الأمريكي فرض رسوم محددة على السفن الأجنبية الصنع التي تحمل مركبات، على أن تدخل حيز التنفيذ أيضا في غضون 180 يوما، فضلا عن رسوم خاصة بالسفن التي تنقل الغاز الطبيعي المسال.

وجاء في البيان: «اتخذ مكتب الممثل التجاري الأمريكي اليوم إجراءً مُستهدفا لإحياء صناعة السفن الأمريكية والرد على الإجراءات والسياسات والممارسات الصينية غير المنطقية للهيمنة على القطاعات البحرية واللوجستية وبناء السفن»، وكان الرئيس السابق جو بايدن كلف مكتب الممثل التجاري الأمريكي التحقيق في «ممارسات الصين غير العادلة في قطاعات بناء السفن والشحن البحري والخدمات اللوجستية»، وأبقى خلفه دونالد ترامب على هذا التحقيق معلنا أيضا في مطلع مارس إنشاء مكتب لبناء السفن يكون تابعا للبيت الأبيض.

وكانت الولايات المتحدة تسيطر على قطاع بناء السفن عند انتهاء الحرب العالمية الثانية إلا أنها تراجعت رويدا في هذا المجال ولم تعد تشكل سوى 0,1 % من بناء السفن على مستوى العالم. وباتت آسيا تسيطر على هذا القطاع مع الصين التي تبني قرابة نصف السفن متقدمة على كوريا الجنوبية واليابان، وتبني الدول الآسيوية الثلاث أكثر من 95 % من السفن المدنية في العالم على ما يفيد مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية.

- حرب تجارية

وأتى هذا الإعلان في خضم حرب تجارية بين واشنطن وبكين على وقع رسوم جمركية باهظة، وقال جايمسون جرير ممثل البيت الأبيض للتجارة في بيان «السفن والتجارة البحرية أساسية للأمن الاقتصادي الأمريكي وحرية التجارة»، وأوضح أن الهدف يتمثل في «قلب الهيمنة الصينية وإزالة التهديدات التي تطال سلاسل التوريد الأمريكية وتوجيه رسالة حول الطلب على السفن الأمريكية الصنع».

وتعتزم الولايات المتحدة في غضون 180 يوما جعل السفن المصنوعة في الصين تدفع 18 دولارا على كل طن صاف و120 دولارا على كل حاوية مع زيادة من خمس دولارات سنويا على ثلاثة أعوام، وسيرتفع الرسم المفروض على الحاوية إلى 154 دولارا في العام الثاني.

أما بالنسبة للسفن التي يملكها أو يشغلها صينيون وليست مصنوعة في الصين فقد قرر المكتب فرض 50 دولارا لكل طن صاف مع زيادة سنوية قدرها 30 دولارا إضافيا خلال السنوات الثلاث التالية.

من جهة أخرى، وللحث على صنع سفن لنقل المركبات في الولايات المتحدة، سيفرض على كل تلك غير المبنية في الأحواض الأمريكية مبلغ 150 دولارا كحد أدنى على كل «وحدة مكافئ سيارة» ( سي إي يو) على أن يبدأ سريان الإجراء في غضون 180 يوما.

ومن أجل تحفيز بناء ناقلات أمريكية الصنع للغاز الطبيعي المسال، ستفرض «قيود» لم توضح بعد، بعد ثلاث سنوات على تلك المصنوعة في الخارج. وأوضح المكتب أنها «سترتفع تدريجيا على مدى 22 عاما».

لكن في حال «أثبت» المشغل أو مالك السفينة المرتبطة بالصين أنه تقدم بطلبية لشراء سفينة موازية أمريكية الصنع فإن الرسوم والقيود «ستعلق مدة ثلاث سنوات كحد أقصى».

وكانت اتحادات أمريكية في حوالى ثلاثين قطاع نشاط مختلفا أعربت في مارس عن قلقها من خطر إجراءات كهذه على أسعار السلع المستوردة، وأشارت إلى أن هذه الإجراءات «ستفيد صناعة السفن» لكن «الكثير من القطاعات ستتأثر وفي بعض الحالات سيكون التأثير كبيرا»، ذاكرة خصوصا القطاع الزراعي والخدمات في القطاعات الصناعية المختلفة من دون أن تورد أرقاما محددة في هذا المجال.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة بناء السفن فی الصین

إقرأ أيضاً:

مصر تتعاقد على بناء سفينتين جديدتين من طراز "KAMSARMAX"

شهد الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، توقيع عقد جديد لبناء سفينتين من سفن الصب الجاف العملاقة طراز "KAMSARMAX"، بين شركة الملاحة الوطنية المصرية وترسانة هانتونج الصينية.

وجرى التوقيع بحضور عدد من قيادات قطاع النقل البحري، حيث وقّع الاتفاق محمد سليمان متولي، العضو المنتدب لشركة الملاحة الوطنية، ومينج شينجون، رئيس مجلس إدارة الترسانة الصينية.

6 سفن جديدة في 3 سنوات

وأوضح الوزير أن هذا التعاقد يعكس التقدم السريع في تنفيذ خطة تحديث الأسطول التجاري المصري، حيث تم دعم شركة الملاحة الوطنية بـ6 سفن جديدة خلال السنوات الثلاث الماضية، ليصل إجمالي عدد السفن في أسطولها إلى 18 سفينة، بعد إحلال وتجديد نحو 54% من إجمالي السفن.

تقنيات متطورة ومعايير بيئية حديثة

السفينتان الجديدتان ستُبنيان وفقًا لأعلى المعايير البيئية والتقنيات الحديثة، مع الاعتماد على تصميمات تقلل استهلاك الوقود وتخفض الانبعاثات، إلى جانب تزويدهما بمحركات متطورة من إنتاج MAN B&W بقدرة تصل إلى 7،490 كيلو وات. وتبلغ حمولة كل سفينة 82 ألف طن، بطول 229 مترًا، وعرض 32.26 مترًا، ومن المقرر تسلمهما في شهري سبتمبر ونوفمبر 2028.

استكمال لمسيرة تطوير الأسطول

يأتي هذا التوقيع ضمن سلسلة من التعاقدات التي أبرمتها شركة الملاحة الوطنية مؤخرًا، والتي شملت تدشين سفينة "وادي الملوك" عام 2023 بحضور الرئيس السيسي، واستلام "وادي العريش" مطلع 2024، التي شهد الدكتور مصطفى مدبولي رفع العلم المصري عليها ضمن إطلاق خط الرورو المصري الإيطالي.

خطة لأسطول من 36 سفينة بحلول 2030

وأكد الوزير أن الوزارة تسعى إلى رفع عدد السفن التجارية بالشركات التابعة لها إلى 36 سفينة بحلول عام 2030، عبر شركات الملاحة الوطنية، الجسر العربي، القاهرة للعبّارات، والمصرية لناقلات البترول، بهدف تعزيز قدرة مصر على نقل البضائع الاستراتيجية والحبوب والركاب، وتوسيع حضورها في الأسواق الإقليمية والدولية.

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض: الولايات المتحدة الأمريكية لن تنخرط في حروب بلا نهاية
  • الكرملين: ينبغي تذكير الولايات المتحدة بأنها الدولة الوحيدة التي استخدمت الأسلحة النووية
  • هل تنجرف الولايات المتحدة نحو حرب ضد الصين بسبب تايوان؟
  • واشنطن تراقب تهديدات إيرانية.. ماذا يجري داخل الولايات المتحدة؟
  • واشنطن تخفف الخناق عن النفط الإيراني.. لإغراء الصين بشراء الخام الأمريكي
  • الدعم الأمريكي لإسرائيل| تورط مباشر وأبعاد استراتيجية في المواجهة مع إيران.. ماذا يحدث؟
  • مصر توقع اتفاقا مع الصين لتصنيع سفن ضخمة تصل حمولتها 82 ألف طن
  • كم كلفت الضربة الأمريكية التي أنهت الحرب بين إيران والاحتلال؟ (أرقام)
  • الصين تبني لمصر سفنا ضخمة
  • مصر تتعاقد على بناء سفينتين جديدتين من طراز "KAMSARMAX"