الصين توجه ضربة موجعة لترامب.. كيف قلبت موازين الحرب التجارية؟
تاريخ النشر: 18th, April 2025 GMT
مع تتصاعد وتيرة الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، لم تعد المواجهة مقتصرة على الرسوم الجمركية والبيانات الرسمية، بل امتدت لتغزو هواتف الأمريكيين عبر تطبيقات مثل تيك توك، حيث يروج موردون صينيون لمنتجاتهم بأسعار "مُغرية"، مطالبين المستهلك الأمريكي بالتحايل على قرارات رئيسه، كما أصبحت المعادن النادرة روقة رابحة جديدة في أيد الحكومة الصينية.
وظهر أحد الموردين، المعروف باسم وانغ سين، في مقطع فيديو يقف أمام أكوام من حقائب "بيركين" الفاخرة، مدّعيًا أنه المصنع الأصلي لهذه العلامات التجارية العالمية.
قال ببساطة: "لماذا لا تتواصلون معنا وتشترون منا مباشرة؟"، لكن الفيديو اختفى لاحقًا من تيك توك، ربما بسبب مخالفته للسياسات أو لتضليله.
إلى جانب هذه المقاطع، صعد تطبيق DHgate -المعروف ببيع السلع المقلدة- إلى المرتبة الثانية في متجر أبل الأمريكي، في حين حل تطبيق Taobao الصيني في المرتبة السابعة، مما يعكس اهتمامًا متزايدًا من قبل المستهلك الأمريكي بالتسوق من الصين مباشرة، رغم القيود والرسوم الجمركية المفروضة.
وخلف هذه المشاهد، يكمن واقع آخر: العديد من هذه المنتجات قد تكون مقلدة أو غير مطابقة للمواصفات، خصوصًا أن العلامات التجارية الكبرى مثل Lululemon نفت أي علاقة لها بالمصانع التي تظهر في هذه المقاطع، وأكدت أنها لا تتعامل مع الموردين المذكورين.
وبحسب تقرير لسى إن إن شكك الخبراء في صدق هذه الادعاءات، مشيرين إلى أن المصنعين الرسميين يخضعون لاتفاقيات عدم الإفصاح ولا يمكنهم البيع مباشرة.
ورغم ذلك، تبدو الرسالة واضحة: السياسات الحمائية التي يتبناها ترامب، وعلى رأسها فرض رسوم جمركية تصل إلى 145 بالمئة، لا تعزل الصين بقدر ما تضغط على المستهلك الأمريكي نفسه، الذي يجد نفسه إما مضطرًا لدفع المزيد، أو التوجه نحو أسواق "الظل" المليئة بالمجهول والمقلد.
الصين ترد بسلاح المعادن النادرة
لكن الرد الصيني لم يتوقف عند حدود التجارة الإلكترونية، بل اتخذ منعطفًا استراتيجيًا أكثر خطورة، في خطوة وُصفت بأنها "موجعة"، أعلنت بكين عن فرض قيود على تصدير المعادن الأرضية النادرة – وهي عناصر ضرورية لصناعة الإلكترونيات، ومحركات السيارات الكهربائية، والطائرات، وحتى المعدات العسكرية.
هذه المعادن – وعددها 17 عنصراً مثل النيوديميوم والإيتريوم – تُعد شريانًا حيويًا لصناعات التقنية الفائقة، ومع أن بعضها موجود في الولايات المتحدة، فإن عملية استخراجه وتنقيته باهظة التكلفة ومعقدة بيئيًا، ما جعل أمريكا تعتمد بشكل شبه كلي على الصين، التي تسيطر على ما يصل إلى 80% من السوق العالمي لهذه المعادن.
ردًا على هذا الضغط، وجّه ترامب وزارة التجارة للبحث عن حلول لتقليل الاعتماد على بكين، لكن بحسب المراقبين، فإن تعويض هذا النقص ليس بالأمر السهل، وقد يستغرق سنوات، ويكلف الاقتصاد الأمريكي كثيرًا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي الحرب التجارية الرسوم الجمركية الصينية ترامب امريكا الصين ترامب الرسوم الجمركية الحرب التجارية المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
وسط الحرب التجارية.. انخفاض مبيعات «تسلا» الشهرية في أوروبا إلى النصف
انخفضت مبيعات تسلا في جميع أنحاء أوروبا إلى النصف الشهر الماضي، حتى مع تسارع نمو سوق السيارات الكهربائية، وفقًا لبيانات صدرت يوم الثلاثاء.
تُعد هذه الأرقام أحدث مؤشر على مدى معاناة علامة تسلا التجارية بسبب الانتقادات الموجهة ضد الرئيس التنفيذي الملياردير إيلون ماسك بسبب آرائه اليمينية المتطرفة.
انخفضت مبيعات سيارات تسلا في 32 دولة أوروبية بنسبة 49% لتصل إلى 7، 261 سيارة في أبريل، مقارنةً بـ 14، 228 سيارة في الشهر نفسه من العام السابق، وفقًا للأرقام الصادرة عن رابطة مصنعي السيارات الأوروبية (ACEA).
ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارياتفي الوقت نفسه، ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات من جميع الشركات المصنعة بنحو 28%، في الوقت نفسه، انخفضت مبيعات السيارات التي تعمل بالبنزين والديزل.
الأرقام، التي تغطي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة وخمس دول أخرى خارجه، تدعم البيانات الأولية الصادرة عن السويد وهولندا والدنمارك في بداية هذا الشهر، والتي أشارت إلى انهيار المبيعات.
تعاني شركة تسلا من الاحتجاجات والمقاطعات بسبب تدخل ماسك في السياسة، لكنها تواجه أيضًا عوامل أخرى، بما في ذلك تقادم مجموعة طرازاتها واحتدام المنافسة من شركات تصنيع السيارات الكهربائية المنافسة، وخاصةً من الصين.
أدت الحرب التجارية التي شنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى عزوف الأوروبيين عن شراء العلامات التجارية الأمريكية، ففي الأيام الأخيرة، هدد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على سلع الاتحاد الأوروبي، متهمًا الاتحاد بأنه "صعب التعامل معه للغاية"، قبل أن يوافق على تأجيل الرسوم حتى يوليو.
وفي إشارة إلى تراجع تسلا أمام العلامات التجارية الصينية منخفضة الأسعار، ارتفعت مبيعات شركة SAIC الصينية بنسبة 54% في أبريل، وفقًا لأرقام ACEA. وتمتلك SAIC عددًا كبيرًا من علامات السيارات، بما في ذلك MG البريطانية، المعروفة بطرازاتها الكهربائية منخفضة التكلفة.
وتعاني تسلا أيضًا من اضطرارها لإغلاق مصانعها لعدة أسابيع هذا العام أثناء تحديث سيارتها الرياضية متعددة الاستخدامات الأكثر مبيعًا، موديل Y، مما أدى إلى تقليص المعروض.
خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام، انخفضت مبيعات تسلا في أوروبا بنسبة 39% تقريبًا لتصل إلى 61، 320 سيارة، بينما لم يشهد سوق السيارات في القارة تغيرًا يُذكر خلال الفترة نفسها، وفقًا للبيانات.
وارتفعت مبيعات السيارات في الاتحاد الأوروبي بنسبة 1.3% في أبريل مقارنة بالعام السابق، مظهرة علامات التعافي على الرغم من البيئة الاقتصادية العالمية غير المتوقعة المستمرة، حسبما قالت المجموعة في بيان صحفي.
اقرأ أيضاًتراجع مبيعات تسلا الأوروبية بنسبة 49% وسط مقاطعة للمبيعات ومنافسة شرسة
تسلا تقلص إنتاج «سايبر تراك» وسط تراجع الطلب وتحديات تشغيل الخطوط
إيلون ماسك يحذر من تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على «تسلا»