الاقتصاد نيوز - متابعة

توقفت واردات الصين من الغاز المسال الأميركي منذ ما يزيد على 70 يومًا مع تصاعد حرب الرسوم الجمركية بين البلدَيْن، وسط مخاوف من أن استمرار الوضع يحرم واشنطن من الوصول إلى أكبر مستورد للوقود في العالم.

وكشفت بيانات حديثة، عن توقف الصين عن استيراد الغاز المسال الأميركي بصورة كاملة منذ أكثر من 10 أسابيع.

وكانت آخر واردات الصين من الغاز المسال الأميركي، في 6 فبراير/شباط الماضي، عندما وصلت ناقلة تبلغ حمولتها 69 ألف طن من كوربوس كريستي في تكساس إلى مقاطعة فوجيان الجنوبية.

وتُظهر بيانات الشحن تحويل ناقلة ثانية إلى بنغلاديش بعد فشلها في الوصول إلى بكين، قبل أن تفرض الصين تعرفة جمركية بنسبة 15% على الغاز المسال الأميركي في 10 فبراير/شباط.

واردات الصين من الغاز المسال

ارتفعت تعرفة الرسوم الجمركية على واردات الصين من الغاز المسال الأميركي إلى 49%، وهو ما يجعل الغاز الأميركي غير مجدٍ اقتصاديًا للمستوردين الصينيين في المستقبل المنظور.

ويُعد تجميد واردات الصين من الغاز المسال الأميركي تكرارًا لحظر الواردات الذي استمر لأكثر من عام خلال ولاية الرئيس دونالد ترمب الأولى.

وعلى الرغم من كون الصين ثاني أكبر مستورد للغاز المسال خلال الربع الأول من العام الجاري (2025)، وفق بيانات وحدة أبحاث الطاقة، فإنها لم تكن في قائمة أكبر 10 دول مستوردة للغاز الأميركي.

وتربّعت الولايات المتحدة على رأس قائمة أكبر مصدري الغاز المسال في العالم، مع ارتفاع صادراتها بنسبة 13.5% إلى 25.58 مليون طن في الربع الأول من 2025.

وجاءت الصين في المرتبة الثانية خلف اليابان في قائمة أكبر 10 دول مستوردة للغاز المسال خلال الربع الأول من عام 2025، إذ تراجعت واردات الصين من الغاز المسال بمقدار 4.8 مليون طن (23.7%)، لتسجل 15.43 مليون طن، مقارنة بـ20.23 مليونًا في المدة نفسها من العام الماضي.

وتصدّرت أوروبا قائمة أكبر الدول المستوردة للغاز المسال الأميركي خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى نهاية مارس/آذار مع استحواذ الـ10 الكبار على قرابة 19.06 مليون طن، أو ما يعادل 74.5% من إجمالي صادرات الغاز المسال الأميركي.

ولم تستبعد وحدة أبحاث الطاقة تأثير حرب الرسوم الجمركية على تراجع واردات الصين من الغاز المسال خلال الربع الأول، بعد أن فرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب رسومًا جمركية متعددة على الواردات الصينية، وردّت بكين بفرض تعرفة على السلع الأميركية منها الغاز المسال، كما توقفت عن استيراده منذ 60 يومًا.

تأثير وقف واردات الصين من الغاز المسال الأميركي

يتوقع محللون أن يكون لتأثير المواجهة آثار بعيدة المدى، إذ قد يعزّز علاقة الطاقة بين الصين وروسيا، ويثير تساؤلات حول التوسع الهائل في محطات الغاز المسال التي تبلغ قيمتها عدة مليارات من الدولارات التي تجري في الولايات المتحدة والمكسيك.

وقالت اختصاصية الغاز في مركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا، آن صوفي كوربو: "ستكون هناك عواقب طويلة الأمد، لا أعتقد أن مستوردي الغاز المسال الصينيين سيتعاقدون على أي واردات جديدة من الغاز الطبيعي المسال الأميركي".

ومنذ غزو أوكرانيا، استوردت الصين حصةً ضئيلةً نسبيًا من الغاز المسال من الولايات المتحدة، إذ يُفضّل المشترون الصينيون إعادة بيع الغاز إلى أوروبا لتحقيق ربح.

وفي العام الماضي، لم تستورد الصين سوى 6% من الغاز المسال من الولايات المتحدة، بانخفاض عن ذروتها البالغة 11% في عام 2021.

ومع ذلك، وقّعت شركات صينية، بما في ذلك بتروتشاينا وسينوبك، 13 عقدًا طويل الأجل لشراء الغاز المسال من محطات أميركية، بعضها يمتد حتى عام 2049، وفقًا لبيانات من كبلر.

وكانت مثل هذه الصفقات طويلة الأجل ضرورية لإطلاق مشروعات الغاز المسال الضخمة في الولايات المتحدة، على الرغم من أن كوربو قالت إن المطورين حاولوا مؤخرًا إعادة التفاوض على الشروط مع الأخذ في الاعتبار ارتفاع التضخم وتكاليف التعرفات الجمركية الأميركية.

وقالت المحللة في شركة كبلر، جيليان بوكارا، إنها لا ترى أي سبب لاستئناف التجارة بين البلدَيْن في الأمد القريب.

في المرة الأخيرة التي حدث فيها توقف واردات الصين من الغاز المسال الأميركي، كان هناك توقف تام حتى منحت السلطات الصينية إعفاءات للشركات، ولكن ذلك كان في وقت ازدهار الطلب على الغاز.

وقال المحلل من شركة إنرجي أسبكتس، وهي شركة استشارات في مجال الطاقة، ريتشارد برونز: "مع ارتفاع الرسوم الجمركية إلى مستوى يُصبح بمثابة حظر فعلي، سنشهد إعادة ترتيب لتدفقات التجارة".

وأضاف: "نتوقع أيضًا انخفاض الطلب الآسيوي على الغاز بمقدار 5-10 ملايين طن ككل، إذ من المتوقع أن يُؤدي ذلك إلى انخفاض طفيف في أسعار الغاز في أوروبا".


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الولایات المتحدة الرسوم الجمرکیة الربع الأول ملیون طن

إقرأ أيضاً:

الملك يستضيف اجتماعًا ثلاثيًا مع نظيره السوري والمبعوث الأميركي لبحث إعادة إعمار سوريا

صراحة نيوز- عقد جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم الثلاثاء، لقاءين منفصلين مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، والمبعوث الأمريكي الخاص لسورية وسفير الولايات المتحدة لدى تركيا، توماس باراك، لمناقشة آخر تطورات الأوضاع في سوريا وسبل دعم جهود إعادة بنائها .

وأكد جلالته، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وقوف الأردن إلى جانب الأشقاء السوريين في حفظ أمن بلدهم واستقراره وسيادته، مشددًا على أهمية دور الولايات المتحدة في دعم عملية إعادة الإعمار بما يحفظ حقوق جميع السوريين .

ولفت إلى استعداد الأردن لتقديم خبراته في مختلف المجالات لدعم المؤسسات السورية وتعزيز قدراتها، مع التأكيد على ضرورة تكثيف التعاون الثلاثي لمكافحة الإرهاب ووقف تهريب الأسلحة والمخدرات .

كما شهدت العاصمة عمّان انعقاد اجتماع ثلاثي ضم الأردن وسوريا والولايات المتحدة لمتابعة المباحثات السابقة التي استضافتها عمّان الشهر الماضي، ويركز على دعم سوريا سياسياً وأمنياً ومن خلال إعادة الإعمار.

حضر اللقاء بيت الملك كلا من نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية أيمن الصفدي، ومدير مكتب جلالة الملك المهندس علاء البطاينة.

مقالات مشابهة

  • الملك يستضيف اجتماعًا ثلاثيًا مع نظيره السوري والمبعوث الأميركي لبحث إعادة إعمار سوريا
  • الصين تُمدد تعليق جزء من الرسوم الجمركية على واردات أميركية لمدة 90 يوماً
  • ترامب: لا رسوم جمركية على واردات الذهب رغم الجدل في الأسواق
  • أكد أن روسيا تستحق ضغطاً أكبر.. زيلينسكي: التنازلات لن توقف الحرب  
  • شركة البحري السعودية تنفي نقل شحنات أسلحة إلى إسرائيل
  • وزير الطاقة الإسرائيلي السابق يشرح مزايا صفقة الغاز مع مصر وكيف مُررت؟
  • انخفاض محتمل في أسعار الغاز الطبيعي المسال بالصين
  • بعد توقيع أكبر اتفاق للطاقة في تاريخها.. هل تقترب أفغانستان من الاكتفاء الذاتي؟
  • وزير الطاقة الإسرائيلي يكشف تفاصيل عن صفقة كبرى مع مصر
  • واردات أميركا من الصين تتراجع لأدنى مستوى لها منذ 16 عاماً