يمانيون../
في قلب صنعاء القديمة، حيث تُلامس مآذن الجامع الكبير السحاب، كان التاريخ يُدوّي بصرخةٍ غيّرت مصير مَن حملوها، لم تكن جدران الجامع شاهدةً على صلوات المُصلين فحسب، بل على معركةٍ بين صلاةٍ تُرفع وسياطٍ تُلهب ظهور الفتية المكبرين.

هنا، حيث تُناطح قبّة الجامع جبروت السفارة الأمريكية القريبة، بدأت حكاية صلاح حطبة ورفاقه، أولئك الذين حوّلوا سجادة الصلاة إلى ساحة حربٍ بالكلمات.

حطبة، أحد الفتية القلائل، الذين عايشوا تلك البدايات، يلخص دوافعهم بكلمات قليلة لكنها عميقة: “عندما ترى أن التكليف يقتضي منك موقفاً ربما تستجِن، بسببه، أنت تريد أن تجاهد في سبيل الله أو تضحك على نفسك؟ إذا كان كذلك، لا بد عليك أن تتحمل”.

ويضيف: “أفضل عمل الآن في الساحة يخدم المشروع القرآني هو الصرخة في الجامع الكبير”.

كانت اللهفة تدفعهم للانطلاق، لإيصال صوت سخطهم إلى مسامع القوى المتغطرسة، ورغم القمع والاعتقالات، كانوا يشعرون برعاية الله وعونه.

الجمعة التي هزت قلوب صانعي القرار في البيت الأبيض:

مع إطلاق أذان صلاة الجمعة، تدافعت الجموع إلى الجامع الكبير، لكن قلوباً حملت أكثر من مجرد نيّة الصلاة، بينهم صلاح، شبلاً في عمر المراهقة وتحمل المسؤولية، عيناه تشعان بإيمانٍ يذيب الخوف، يتذكّر كلمات الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي _رضوان الله عليه: “اذهبوا.. ولو ضُربتم، ولو سُجنتم، اصرخوا ولا تقاوموا، فالسجون ستصير منابر”.

كان التكليف الإلهي – كما يراه – ثقيلاً كالجبال، لكن صوت الضمير كان أثقل، بعد التسليم، التقط فتية المِكبرين لحظة الهدوا، وانفجرت حناجرهم بصوتٍ واحد: ” الله أكبر، الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام”.

في تلك اللحظة، تحوّل هتافُهم إلى زلزالٍ يهزّ جنوب الجزيرة العربية، وسرعان من وصلت أصداءه وتشققاته إلى أعمدة البيت الأبيض وقلوب صانعي القرار فيه.

“أثناء صلاة كل جمعة كانت شاحنات أجهزة الدولة القمعية جاهزة على ابوب الجامع الكبير، ومعها عدد من الأطقم المحملة بالأفراد المدججين بالسلاح، تنتظر انتهاء الصلاة لتنقض على كل من تجرأ على رفع صوته بهتاف الصرخة في وجوه المستكبرين.
حين دوّت صرخة حطبة مع غيره من الشباب المكبرين، بشعار ” الله أكبر، الموت لأمريكا والموت لإسرائيل، واللعنة على اليهود، والنصر للإسلام” لم يتوقع أن تكون هذه الكلمات جوازه إلى عالم آخر، عالم خلف القضبان، يتذكر حطبة كيف تحولت ساحة الصلاة إلى مسرح لاعتقالات مهينة.

“في الأول بعد ما يمسكوا المكبرين في الجامع الكبير، بعد الصرخة، كان يوصلوهم الغرفة التي خارج السجن… كان عددنا 18 فرد في ذاك اليوم مسكونا كلنا… وبعدها دخلونا صالة الاستقبال أولاً، واخذوا منا ملابس الشيلان والاكوات، تركوا لنا الأثواب فقط”.

لم تكن الصرخة مجرد هتاف، بل كانت شرارة أضرمها الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي “رضوان الله عليه” في قلوبهم: “اذهبوا.. ولو ضُربتم، ولو سُجنتم، اصرخوا ولا تقاوموا، فالسجون ستصير منابر”، كانت التعليمات بسيطة، لا جنبية، لا عنف، فقط صوتٌ يهز عروش الطواغيت”.

فيما لم يكن ترديد عبارات الصرخة، في نظر حملتها، مجرّد كلمات، بل كانت شفرات تقطع صمت الخوف، لكن القوى المتغطرسة رأتها سكاكين، فقبل أن يجفّ صوت الفتية المرددين للشعار، انقضّت قوات الأمن كالنسور على فريستها، “المكبّرين”، أيدٍ تُقيد خلف الظهور بالحديد الحادّ، وأحذية عسكرية تدوس على السجاجيد المزيّنة برسوم رزينة.

الجمعة التالية.. نفس السيناريو:

رغم الدماء التي لطّخت أرض الجامع، ورغم اختفاء الوجوه خلف القضبان، أقدمت فتية من شباب أخرين في الجمعة التالية، فالقمع لم يقتل الصرخة، بل حوّلها إلى نارٍ تحت الرماد.

يصف شاهد عيان اللحظة:” كان هناك سياسة تظليل تدفع بعض المواطنين الجهلة للمشاركة في هذه المظالم، وكان واضح أن لدى الشباب برنامج عملي للهتاف بالصرخة بعد التسليم من صلاة الجمعة، فيما كان الأمنيين مجهزين أعمالهم، على أساس يضربوهم ويعتقلوهم، لكن بدأ فتية الصرخة، بترديدها بعد نهاية الخطبة الثانية على الفور، قبل الإقامة، وما كان عندنا رؤية لطبيعة المشروع القرآني”.

منصور البكالي | المسيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الجامع الکبیر

إقرأ أيضاً:

شيري عادل تستعد لتصوير ديجافو ضمن حكايات مسلسل ما تراه ليس كما يبدو

تستعد الفنانة شيري عادل لبدء تصوير حكاية "ديجافو" ضمن أحداث مسلسل "ما تراه، ليس كما يبدو"، بمشاركة النجوم أحمد الرافعي، عمرو وهبة، وهند عبدالحليم، في إطار درامي إنساني غامض.

وتدور أحداث الحكاية حول قصة قريبة من الواقع تتناول العلاقات الزوجية وتشابكاتها النفسية والاجتماعية، بما يتماشى مع الخط العام للمسلسل الذي يحمل طابعًا غامضًا ويوحي بأن الحقيقة غالبًا ما تكون مغايرة لما يبدو على السطح.

ويُجري فريق العمل حاليًا الاستعدادات النهائية تمهيدًا لانطلاق التصوير، وذلك بعد الانتهاء من عدد من بروفات الترابيزة للاستقرار على الشكل النهائي للشخصيات، والحكاية من تأليف وسيناريو وحوار نسمة سمير، وإخراج محمد خضر.

ويضم مسلسل "ما تراه، ليس كما يبدو" سبع حكايات مستقلة، تمتد كل منها على مدار خمس حلقات، ويشارك في بطولة كل قصة فريق عمل مختلف، في تجربة درامية جديدة من إنتاج كريم أبوذكري، ومن المقرر عرضها خلال شهر أغسطس المقبل على شاشة قناة DMC ومنصة Watch It.

وكان صناع العمل قد انتهوا بالفعل من تصوير حكايتين هما "فلاش باك" و "بتوقيت 28"، ويواصلون حاليًا تصوير الحكايتين "Just You" و "هند". ومع انضمام حكاية "ديجافو" إلى الجدول، يجري التحضير أيضًا للإعلان قريبًا عن تفاصيل حكاية جديدة بعنوان "الوكيل".

وقد طرحت الشركة المنتجة البوستر الرسمي للمسلسل، بالتزامن مع عرضه عبر قناة DMC ومنصة Watch It، ولاقي البوستر تفاعلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أثار فضول الجمهور حول العمل، لا سيما مع مشاركة نخبة من النجوم الشباب على مستوى التمثيل والإخراج والكتابة، ما يجعله من أكثر الأعمال المنتظرة في الموسم المقبل.

طباعة شارك شيري عادل الفنانة شيري عادل أحمد الرافعي عمرو وهبة ديجافو مسلسل ما تراه ليس كما يبدو

مقالات مشابهة

  • أحلام البسطاء تنسج حكايات مجموعة “خطوة لليأس خطوتان للأمل”
  • شبكة ألمانية: إسرائيل والحوثي.. من يحسم المعركة؟
  • امتعاض نجل الزوكا يشكّك في مصداقية وثائقي المعركة الأخيرة لصالح
  • غدا.. عرض الحلقة الأخيرة من مسلسل «حرب الجبالي» لـ أحمد رزق
  • الجامع الأزهر يناقش «حقوق الأبناء» في ملتقاه الفقهي: تكريم الإنسان يبدأ من الطفولة
  • المعركة الأكثر دموية.. كيف صمدت أوكرانيا في وجه الزحف الروسي نحو بوكروفسك؟
  • حضرموت الجامع يحذر من استغلال الإحتجاجات الغاضبة لفرض واقع يتعارض مع إرادة أبناء المحافظة
  • شيري عادل تستعد لتصوير ديجافو ضمن حكايات مسلسل ما تراه ليس كما يبدو
  • موسم إجازات في الدولة.. ماذا بعد عطلة المولد النبوي 2025
  • وزارة الأوقاف تعقد 27 ندوة علمية للأطفال عن صلة الأرحام .. صور