رغم ما تحظى به دولة الاحتلال من دعم سياسي وعسكري غير مسبوق من المنظومة الغربية، فقد شهدت شهور العدوان الدامي على قطاع غزة تراجعا في الخطاب الدبلوماسي الغربي في نيويورك وباريس وأماكن أخرى، وبات ينظر لدولة الاحتلال باعتبارها مشكلة عالمية، و"عدوانية" بشكل مفرط، بما قد يؤثر على المصالح الأمريكية والغربية في المنطقة.



ديفيد واينبرغ المدير المشارك بمعهد مسغاف للأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية، زعم أن "هناك دعوات غربية متزايدة تطالب بكبح جماح دولة إسرائيل، والحد من تصرفاتها، وتقييد قدراتها، وفي نهاية المطاف إخضاعها، بهدف تصحيح "عدم التوازن في القوة" المزعوم في الشرق الأوسط. في إشارة للقوة الإسرائيلية المفرطة مقابل نظيرتيها الإيرانية والتركية، وسط تقديرات غربية مفادها أن تحقيق انتصار إسرائيلي كبير سيُلحق الضرر بالمصالح الأمريكية والغربية، وهو ما عبر عنه الرئيس الفرنسي ماكرون حين زعم أن "لإسرائيل الحق بالدفاع عن نفسها، ولكن بطريقة متناسبة".



وأضاف في مقال نشره موقع "ميدا"، وترجمته "عربي21" أن "مثل هذه المواقف تعني أن اليسار السياسي في الغرب لم يتعلم الدرس من هجمات حماس في السابع من أكتوبر، مما يثير القلق من محاولة إنكار مشروعية العقيدة العسكرية الإسرائيلية المرتكزة على إحباط تهديدات العدو بطريقة وقائية واستباقية، وتشمل الهجوم الجاري ضد حماس في غزة، وحزب الله في لبنان، ومختلف القوات الجهادية والإيرانية في سوريا، والجيوب المسلحة في يهودا والسامرة، والاحتلال العسكري طويل الأمد خارج الحدود، فضلاً عن مهاجمة إيران نفسها".

وأوضح أن "القناعة السائدة في الغرب اليوم هي أن دولة إسرائيل لا يمكن أن تكون بهذه القوة والهيمنة، لأنها مستفزة جدًا، بل يجب إخضاعها تحت سيطرة الغرب "المسؤول"، وهذا خطاب خطير يحذر من القوة الإسرائيلية المفرطة، ومع مرور الوقت يسعى لتشويه صورتها باعتبارها "قوة مهيمنة" مثيرة للمشاكل في الشرق الأوسط، ولابد من "أخذها في الاعتبار"، عبر ضغط واشنطن عليها لحملها على التراجع، ووضع مصالحها الخاصة جانباً من أجل تحقيق "توازن المصالح" الأمريكي".

وأوضح أن "المواقف السياسية الأخيرة في المنصات الرسمية والمباحثات المغلقة تسعى في مجملها إلى أن استعادة "توازن القوى الصحي" و"توازن القوى" في الشرق الأوسط، يتطلب بشكل خاص الضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "وائتلافه اليميني المتطرف"، وإرغامه على التوصل لاتفاقيات تشمل السلطة الفلسطينية، والانسحاب من جميع جبهات القتال، بهدف تحويل الهيمنة العسكرية لترتيبات واتفاقات أكثر استقرارا، رغم الاعتراف الغربي بأن الرد الإسرائيلي على هجوم حماس في أكتوبر 2023 غيّر بشكل جذري ميزان القوى في الشرق الأوسط بطريقة غير مسبوقة منذ حرب 1967.

واستدرك بالقول: "صحيح أن الغرب بمجمله أشاد بالهجوم العسكري الاسرائيلي، وكسره لمحور المقاومة بين حماس وحزب الله، وكشفه عن هشاشة وضعف طهران، وإلحاقه أضرارا كبيرة بالدفاعات الجوية الإيرانية وإنتاج الصواريخ، لكن الغرب ذاته يسارع لتوضيح أن هذه "الهيمنة" الإسرائيلية مُحرِجة، وتتعارض مع المصالح الأمريكية والغربية في المنطقة، وبذلك فإنهم يلقون باللوم على إسرائيل في كل ما هو سيئ يحدث في الشرق الأوسط".


واتهم الكاتب "القادة الغربيين الضاغطين على إسرائيل لكبح جماحها بكراهيتها، بزعم أنهم لا يستطيعون تحمّل وجودها قوية، رغم أنها الحليف الحقيقي الوحيد لأمريكا في الشرق الأوسط، لكنهم يشوّهون سمعتها باعتبارها مثيرة للمشاكل، أو ما هو أسوأ، بل ينحدرون إلى شيطنتها باعتبارها تهديداً، رغم أنها أهم الأصول الغربية في إعادة تشكيل المجال الاستراتيجي والمساعدة في كسب الحرب ضد محور روسيا والصين وإيران".


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال الغربية امريكا الاحتلال الغرب صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

سنتكوم تُطلق أول سرب من المسيّرات الهجومية في الشرق الأوسط

أعلنت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" عن تشكيل قوة المهام "ضربة العقرب" التي تشرف على أول سرب أمريكي من الطائرات الهجومية أحادية الاتجاه المتمركز في الشرق الأوسط، من دون ذكر البلد المستضيف ولا لمهمتها أو عدد الطائرات المنتشرة.

https://t.co/e7wPknswla — U.S. Central Command (@CENTCOM) December 3, 2025
وأوضحت القيادة، في بيان، أن: "سنتكوم أطلقت فرقة العمل Scorpion Strike (TFSS) بعد أربعة أشهر من توجيه وزير الحرب، بيت هيغسيث، لتسريع الاستحواذ على تكنولوجيا الطائرات بدون طيار ونشرها بأسعار معقولة، وبحسب البيان، تم تصميم TFSS لتقديم قدرات الطائرات بدون طيار منخفضة التكلفة وفعالة بسرعة في أيدي مقاتلي الحرب، وأشارت القيادة المركزية الأميركية إلى أن فرقة العمل الجديدة شكلت، بالفعل، سرباً من الطائرات بدون طيار منخفضة التكلفة لنظام الهجوم القتالي بدون طيار (LUCAS) ومقرها حاليًا في الشرق الأوسط.


طائرات LUCAS.. نسخة مطورة من "شاهد"الإيرانية"
وتتمتع طائرات LUCAS بمدى تشغيلي واسع وقدرة على العمل بصورة مستقلة، كما يمكن إطلاقها عبر آليات متعددة، من بينها المقاليع، والإقلاع المعزز بالصواريخ، إضافة إلى أنظمة الإطلاق الأرضية والمتحركة، وقال قائد القيادة المركزية، الأدميرال براد كوبر: "تُهيئ هذه الفرقة الجديدة الظروف لاستخدام الابتكار كوسيلة ردع.. إن تزويد مقاتلينا بقدرات مسيرة متطورة وبوتيرة أسرع يجسد قوة الابتكار العسكري الأميركي ويُسهم في ردع الجهات الخبيثة". 

وتبلغ كلفة الطائرة الواحدة خمسة وثلاثين ألف دولار، ويقول مسؤولون في وزارة الحرب الأمريكية إنها نسخة محسّنة عن النموذج الإيراني، وقادرة على العمل ذاتيًا وقطع مسافات طويلة، كما يمكن إطلاقها عبر منصات متعددة تشمل المقاليع والإقلاع بمساعدة صاروخية وأنظمة إطلاق أرضية ومتحركة.

الطائرات "تقلب المعادلة" في مواجهة إيران
قال قائد القيادة المركزية الأميركية الأدميرال براد كوبر إن قوة المهام الجديدة "تضع الأسس لاستخدام الابتكار كوسيلة ردع"، موضحًا أن تجهيز القوات بقدرات متطورة في مجال الطائرات المسيرة وفي وقت قصير يعكس قوة وابتكار الجيش الأمريكي ويحد من نشاط الجهات التي وصفها بالسيئة.

وأضاف مسؤول أميركي أن نشر هذه الطائرات "يقلب المعادلة" في مواجهة إيران التي استخدمت طائرات شاهد ضد إسرائيل، في حين استخدمتها روسيا في هجمات واسعة على أوكرانيا، وأشار المسؤول إلى أن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف إيران أدى إلى تعطيل جزء كبير من الدفاعات الجوية الإيرانية المتطورة، ما يجعلها أقل قدرة على اعتراض الطائرات الهجومية أحادية الاتجاه. وأضاف أن اعتماد واشنطن على هذه التكنولوجيا يخفض المخاطر مقارنة باستخدام الطائرات المأهولة، وقال "نحن نقلب السيناريو على إيران والسلاح الجديد يشكل رادعًا أكثر فاعلية".

تزويد القوات المنتشرة بقدرات مبتكرة
وكانت القيادة المركزية أطلقت، في أيلول/ سبتمبر الماضي، فرقة المهام المشتركة للتوظيف السريع REJTF، بقيادة رئيس قسم التكنولوجيا في "سينتكوم"، بهدف تسريع تزويد القوات المنتشرة بقدرات مبتكرة، وتعمل هذه الفرقة المشتركة على تنسيق جهود الابتكار بين مكونات القوات المسلحة الأميركية، ضمن ثلاثة محاور رئيسية هي القدرات والبرمجيات والدبلوماسية التقنية.


وتتولى فرق من قيادة العمليات الخاصة المركزية قيادة الجهود الرامية إلى إنشاء سرب الطائرات الهجومية أحادية الاتجاه ضمن فرقة TFSS، وذلك بما ينسجم مع محور تطوير القدرات في فرقة المهام REJTF، وفي نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، منحت القوات الجوية الأمريكية عقدًا بملايين الدولارات لتوريد أنظمة جوية مسيّرة "انتحارية" صغيرة يمكنها دعم قوات العمليات الخاصة.

مقالات مشابهة

  • سنتكوم تُطلق أول سرب من المسيّرات الهجومية في الشرق الأوسط
  • الشرق الأوسط وامتداد الأزمة
  • «دي إتش إل» تفتتح مركز ابتكار في دبي الجنوب
  • أندرسون: لقاء قادة الشرق والغرب كان أولوية لتشجيع “الحوار المفتوح” والعمل المشترك
  • عمر سلطان العلماء أول قائد دولي من الشرق الأوسط في عضوية إدارة «مجلس أخلاقيات الذكاء الاصطناعي»
  • سفير روسيا في لندن: نعد رداً قانونياً ومالياً حال مصادرة الغرب أصولنا السيادية
  • اللواء المعايطة يشارك بمؤتمر قادة الشرطة والأمن الغرب بتونس
  • واشنطن تطلق أول سرب من الطائرات المسيّرة الهجومية في الشرق الأوسط
  • الرئيس تبون: لا سلم في الشرق الأوسط إلا بحل عادل للشعب الفلسطيني
  • محرز في القائمة النهائية لأفضل لاعب في الشرق الأوسط