تمثل صناعة الحديد والصلب إحدى الصناعات الاستراتيجية بالاقتصاد القومي والتي تفي باحتياجات السوق المحلي والتصدير للأسواق الخارجية، كما تسهم في توفير عدد كبير من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.

وتمتلك مصر كافة الإمكانات والمقومات الصناعية للنهوض بصناعة الحديد والصلب وبما يؤهلها للمنافسة بالأسواق المحلية والإقليمية والعالمية والتي تشمل توافر المواد الخام والأيدي العاملة المؤهلة ومصادر الطاقة إلى جانب الخبرات والتكنولوجيات الحديثة المطبقة في هذه الصناعة الهامة.

وقد أولت القيادة السياسية الاهتمام البالغ بتطوير هذه الصناعة، ومن ضمنها شركة السويس للصلب التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، لتكون من أهم الشركات الوطنية في مجال التصنيع المتكامل للحديد والصلب، حيث يُعد إنتاج الحديد والصلب واحدة من أهم القضايا التي تتطلب تحرك مكثف لدعم هذه الصناعة باعتبارها العمود الفقري للتنمية.

وتعد شركة السويس للصلب مجمعاً متكاملاً لإنتاج الصلب من المواد الخام، حيث تضم الشركة مصنع الاختزال المباشر، ومصنعين لصهر الحديد، و3 مصانع للدرفلة، ومصنع لتشكيل الحديد، ومصنع لإنتاج مكورات الحديد والحديد الاسفنجي والبيلت وقضبان حديدية ولفائف الصلب المسطح المخصوص وثاني اكسيد التيتانيوم والحديد الزهر السائل، ومجموعة من المصانع المساعدة لإتمام العملية الإنتاجية.

مصنع قضبان السكك الحديدة والستائر المعدنية بشركة السويس للصلب

صناعة إستراتيجية

وللحديث أكثر عن الطفرة التي شهدتها شركة السويس للحديد والصلب، كان لـ "صدى البلد" لقاء مع "رفيق ضو"، العضو المنتدب لشركة السويس للصلب ونائب رئيس مجلس الإدارة، الذي أكد أن صناعة الحديد والصلب تندرج ضمن الصناعات الاستراتيجية للدول، وأن أي بلد يقاس تطورها ونموها عبر الصناعات الثقيلة التي تمتلكها.

إعادة إحياء الحلم المصري

وأوضح في تصريحات خاصة له لـ "صدى البلد" على هامش جولة نظمتها إدارة الشئون المعنوية داخل شركة السويس للصلب لتفقد أحدث مصنعين لديها، وهما مصنع "مكورات الحديد" ومصنع "قضبان السكك الحديدية والستائر المعدنية"، بأنه كانت هناك توجيهات رئاسية واضحة من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي بإعادة إحياء صناعة الحديد والصلب مرة أخرى والتي كانت تشتهر بها مصر منذ خمسينات وستينات القرن الماضي، ولكن باستخدام التكنولوجيا الحديثة والمتطورة والتي تحافظ على البيئة والتنمية المستدامة.

مصنع قضبان السكك الحديدة والستائر المعدنية بشركة السويس للصلب

تصدير الحديد والصلب المصري لأوروبا

وأشار "رفيق ضو" أن أولى هذه الخطوات كانت اعتماد مصر على الغاز الطبيعي بدلا من الفحم في عملية إنتاج الحديد والصلب، وهذا ما تم داخل شركة السويس للصلب، حيث استخدمت الشركة الغاز الطبيعي بدلا من الفحم منذ سنوات كثيرة هي وشركات وطنية أخرى، وذلك من أجل الحفاظ على البيئة ومواجهة التغير المناخي، في الوقت الذي كانت تستخدم فيه أوروبا الفحم في عملية الإنتاج، ولكن الآن، تحولت أوروبا إلى استخدام الغاز الطبيعي بدلا من الفحم بعد سنوات من الخطوة المصرية.

وكشف خلال حديثه لـ "صدى البلد" أن العديد من المصانع الكبرى والعملاقة المتخصصة في إنتاج الحديد والصلب في دول التكتل الأوروبي أغلقت مصانعها، وأن هذه فرصة كبيرة للصناعة المصرية بأن تقوم بسد هذا العجز، وأن الشركة تقوم بالفعل حاليا بالعديد من المفاوضات لتصدير الحديد والصلب المصري للعديد من الدول الأوروبية الكبرى.

مصنع قضبان السكك الحديدة والستائر المعدنية بشركة السويس للصلب

الاعتماد على الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة 

وعن التوجه العالمي في الاعتماد على الطاقة المتجددة أو ما يعرف باسم "الطاقة النظيفة"، أشار رفيق ضو العضو المنتدب لشركة السويس للصلب، أن هناك استراتيجية واضحة للشركة بالاعتماد على الطاقة النظيفة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية في عملية إنتاج الحديد والصلب، كذلك استخدام "الهيدروجين الأخضر" ليندرج إنتاج الشركة من الحديد والصلب تحت مسمى "إنتاج أخضر" وستكون مصر سباقة في هذا المجال.

وشدد على أن الشركة تعمل بأحدث السبل العلمية المتبعة في صناعة الصلب، وتقوم بتوفير أفضل مستويات الجودة في صناعة الحديد وكفاءة عمليات الإنتاج، والتطوير المستمر والاهتمام بالعامل البشري لضمان الاستمرارية وتوافق امكانياتها مع المتطلبات المتنامية لاحتياجات السوق.

مصنع قضبان السكك الحديدة والستائر المعدنية بشركة السويس للصلب

مصنع قضبان السكك الحديدة .. الوحيد في الشرق الأوسط وأفريقيا

من جهته، قال دكتور مهندس محمود فكري محمود رئيس مجلس ادارة شركة السويس للصلب، أن مصنع قضبان السكك الحديدة والستائر المعدنية هو المصنع الوحيد في الشرق الأوسط وأفريقيا، وأن التكنولوجيا المستخدمة فيه، هي أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا العالمية في مجال الحديد والصلب.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن مصر كانت تستورد جميع قضبان السكك الحديدة ولم يكن لديها هذه الصناعة المهمة، ومع دخول المصنع الجديد الإنتاج الفعلي، توفر مصر فتورة استيراد سنوية تتجاوز 600 مليون دولار، في خطوة مهمة نحو توطين الصناعات الاستراتيجية في مصر.

وأشار "فكري" خلال حديثه لـ "صدى البلد"، أن مصنع قضبان السكك الحديدة والستائر المعدنية يقوم بإنتاج 740 منتج مختلف، كانت تستورد مصر أغلب هذه المنتجات، ولكن مع إنشاء المصنع العملاق ودخوله للخدمة الفعلية، فإن مصر بذلك لن تقوم باستيراد القضبان مرة أخرى من الخارج.

وأوضح رئيس الشركة أن الطاقة الإنتاجية لمصنع قضبان السكك الحديدة والستائر المعدنية تتجاوز 800 ألف طن من القضبان سنويا مستهدفة بذلك تلبية احتياجات السوق المحلي والتصدير للأسواق العربية والأفريقية.

مصنع قضبان السكك الحديدة والستائر المعدنية بشركة السويس للصلب

مصنع مكورات الحديد

وللحديث عن صراح عملاق آخر جديد داخل شركة السويس للصلب، وهو مصنع "مكورات الحديد"، قال دكتور مهندس محمود فكري محمود رئيس مجلس ادارة شركة السويس للصلب، أن المصنع ينتج مكورات الحديد، والحديد الإسفنجي، والبيلت، ولفائف الصلب المسطح المخصوص، بالإضافة إلى ثاني أكسيد التيتانيوم والحديد الزهر السائل.

وأضاف خلال حديثه لـ "صدى البلد" أن الطاقة الإنتاجية للمصنع تصل لـ 5 ملايين طن سنويا، وأن المصنع ساهم في تقليل عملية الاستيراد في المنتجات التي كانت تستوردها مصر بنحو 400 مليون دولار سنويا.

مصنع قضبان السكك الحديدة والستائر المعدنية بشركة السويس للصلب

معجزة عالمية على أرض مصرية

وأثناء جولة "ًصدى البلد" داخل مصنعي "قضبان السكك الحديدية" و "مكورات الحديد"، تحدث العديد من المهندسين والفنيين والعمال عن المعجزة الوطنية التي تمت في قلب مدينة الصمود وهي مدينة السويس، تحديدا في منطقة عتاقة، والذي وصفوا إنشاء المصنعين العملاقين الجديدين بأنها "معجزة عالمية على أرض مصرية". 

طباعة شارك مجمع السويس للصلب الحديد والصلب الهيدروجين الأخضر السويس للصلب الطاقة المتجددة التنمية المستدامة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الحديد والصلب الهيدروجين الأخضر السويس للصلب الطاقة المتجددة التنمية المستدامة إنتاج الحدید والصلب صناعة الحدید والصلب شرکة السویس للصلب هذه الصناعة صدى البلد

إقرأ أيضاً:

بسبب حرب غزة.. الناتو يواجه نقصا بتوفير تي إن تي لأوكرانيا

تواجه دول حلف شمال الأطلسي أزمة متصاعدة في مادة تي إن تي (TNT)، بعد أن استُنزف جانب كبير من إنتاجها لتلبية احتياجات القصف الإسرائيلي المكثف على غزة، مما أدى إلى تعثر قدرة أوروبا على تزويد أوكرانيا بالذخائر اللازمة في حربها ضد روسيا.

التقرير منشور في صحيفة تلغراف البريطانية، وأعدّته سوفيا يان، كبيرة المراسلين الخارجيين، مستندة إلى بيانات وتحقيقات أعدّتها منظمات حقوقية دولية معنية بتتبّع مسارات توريد المتفجرات.

ويكشف التقرير أن مصنع نيتروكيم الحكومي في بولندا -وهو المنشأة الأوروبية الوحيدة المنتجة لتي إن تي- أصبح عاجزًا عن مواكبة الطلب، وسط اعتماد دولي واسع عليه، إذ يوفّر نحو 90% من واردات " الأميركية المستخدَمة في صنع قنابل مثل MK-84 "البانكر باستر" وBLU-109 التي زُوّدت إسرائيل بها "بكميات هائلة"، ووفق التقرير الحقوقي المشار إليه، فإن "القصف الجوي غير المسبوق الذي دمّر ظروف الحياة في غزة… لم يكن ممكنا دون تي إن تي المصنوع في بولندا".

هذا الضغط على الإنتاج تسبب في عرقلة إمدادات الذخيرة إلى أوكرانيا، ودفع كييف إلى ترشيد استخدام قذائف المدفعية، في وقت يسعى فيه الغرب إلى تجديد مخزوناته، وتُقدّر قدرة نيتروكيم الإنتاجية بنحو 10 آلاف طن سنويا، وهو إنتاج يكفي نظريا لصناعة مليون قذيفة من عيار 155 ملم، في حين تعهّد الاتحاد الأوروبي بتسليم أكثر من مليون قذيفة لأوكرانيا خلال 2025، وهي وعود لم تتحقق بالكامل خلال الأعوام الماضية.

ويشير التقرير إلى أن واشنطن عززت اعتمادها على المصنع البولندي عندما وقّعت في أبريل/نيسان الماضي أكبر اتفاقية في تاريخه بقيمة 310 ملايين دولار لتوريد 18 ألف طن من تي إن تي بين 2027 و2029، وذلك بعد إرسالها دفعة إضافية لإسرائيل تضم 1800 قنبلة إم كي-84 وإخطار الكونغرس بصفقة جديدة تشمل 2800 قنبلة إم كي-82.

إعلان

ورغم المطالبات التي وجهتها المنظمات الحقوقية بوقف تزويد إسرائيل بهذه المتفجرات، رفضت إدارة نيتروكيم التعليق، مكتفية بالقول إن أنشطتها "تتوافق مع القانون الدولي".

ويُبرز التقرير أن اعتماد الغرب شبه الكامل على مصنع واحد جاء نتيجة توقف الإنتاج المحلي في الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أوروبية أخرى لاعتبارات بيئية، إذ أغلقت بريطانيا آخر مصنع لها عام 2008، وأغلقت الولايات المتحدة آخر منشأة مماثلة في الثمانينيات.

ولمواجهة الأزمة، يجري العمل على مشاريع بديلة، منها خطة شركة سويبال السويدية لبناء مصنع جديد يرفع قدرة أوروبا الإنتاجية بنسبة 75%، وهي خطة يقول مديرها التنفيذي إن "اللوائح الأوروبية المعقدة تؤخر تنفيذها بلا مبرر. كما أعلنت بريطانيا استثمار 1.5 مليار جنيه في مصانع ذخيرة جديدة، بينما موّلت الولايات المتحدة منشأة لإنتاج تي إن تي في كنتاكي بقيمة 435 مليون دولار، يتوقع أن تُنجز بحلول 2028، لتكون أول مصنع أميركي لتي إن تي منذ 1986.

ويحذر التقرير من أن نقص هذه المادة بات يؤثر في قطاعات التعدين والبناء والإلكترونيات، مع قفزة في سعر الطن من 38 بنسا للرطل قبل عقدين إلى أكثر من 15 جنيها للرطل اليوم.

مقالات مشابهة

  • «كانت كالبلسم».. مصطفى بكري: كثيرون سعدوا بكلمات الرئيس السيسي في أزمة الانتخابات الأخيرة
  • محفظة التعاون التنموي المصري الكوري تتجاوز 1.3 مليار دولار وتشمل النقل والتعليم والطاقة
  • باستثمارات 123 مليون دولار.. مصر تجذب العلامة الصينية «جيتور» لإنشاء مصنع جديد
  • مصرع عامل داخل مصنع طوب بقرية فى العياط
  • بسبب حرب غزة.. الناتو يواجه نقصا بتوفير تي إن تي لأوكرانيا
  • رئيس اقتصادية قناة السويس: جذبنا استثمارات بقيمة 2.5 مليار دولار في 4 شهور
  • 2.3 مليار دولار استثمار أجنبي مباشر داخل فلسطين
  • التضامن تقرر إعادة إحياء مسابقة الدكتور أحمد خليفة
  • بعد انتشار مقطع فيديو.. تنفيذ أعمال صيانة وإصلاح لقضبان السكة الحديد بشبرا الخيمة
  • ماكرون ينطلق في جولة أفريقية جديدة لتعزيز النفوذ الفرنسي المتراجع