الغافري لـ"الرؤية": اللاعب المحلي سر صعود سمائل إلى "دوري عُمانتل".. ونسعى لنكون رقمًا صعبًا في المنافسات
تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT
الرؤية- أحمد السلماني
أكد عيسى الغافري مدرب نادي سمائل، أن عودة النادي إلى دوري عُمانتل بين كبار الأندية العُمانية تعد حدثا تاريخيا بعد 41 عاماً من المعاناة، لافتاً إلى أن هذا الإنجاز سيُخلد في ذاكرة كل عشاق النادي.
وأشار الغافري- في تصريحات لـ"الرؤية"- إلى أنه منذ تولى تدريب الفريق لم يكن هدفه مجرد المشاركة المشرفة، بل كان يُؤمن بقدرة الفريق على تحقيق الصعود، مضيفا: "راهنت وإدارة النادي على اللاعبين المحليين بنسبة 100% دون أي محترف أجنبي، في خطوة جريئة ونادرة تعكس الثقة العميقة في أبناء الفريق، وكانت المسألة بالنسبة لنا تتعلق ببناء هوية لا بجلب أسماء".
وأضاف الغافري: "لم يكن الطريق للصعود مفروشا بالورود، فقد واجهنا تحديات فنية عديدة، أبرزها قلة الخبرة في المباريات المصيرية، لكن بتكامل الجهود مع الطاقم المعاون واللاعبين والإدارة تعاملنا مع هذه الصعوبات بالإصرار والانضباط والمرونة التكتيكية، مؤمنين بأن اللعب الجماعي والروح القتالية كفيلة بتجاوز كل العقبات، واعتمدنا على بناء فريق منظم وصلب ويتنفس التكتيك ويؤمن بالهدف، فكان النصر على نادي الاتحاد بهدف وحيد هو نقطة التحول الكبرى التي وضعت قدم الفريق رسميًا في دوري عُمانتل".
وأشار مدرب نادي سمائل إلى أن غرفة الملابس شاهدة على الكثير من الكواليس واللحظات التي لا تنسى، إذ إنها لم تكن فقط ساحة للاستعداد البدني بل كانت منبرًا لتحفيز الروح، مبينا: "بين الشوطين كنت أكرر للاعبين: نحن نكتب التاريخ مجددا، وهذه العبارة أعادت شحن الطاقة لدى اللاعبين وأعطتهم دفعة قلبت الموازين في أكثر من مناسبة".
ويرى المدرب أن النجاح الذي حققه النادي كان بفضل الجماعية وليس العمل الفردي، موضحا أن الإنجاز شارك في الجميع دون استثناء، كما أدى الجهاز الفني المساعد واجباته بإخلاص إلى جانب دعم الإدارة بتوفير البيئة المناسبة للوصول إلى هذا لإنجاز.
وحول الطموحات المستقبلية يقول الغافري: "فهدف الفريق الأول هو البقاء بثبات في دوري عُمانتل، لكن ذلك لا يمنع من الحلم بمراكز متقدمة، والتخطيط مستمر وهناك توجه لتدعيم الفريق بعناصر جديدة وتطوير البنية التحتية ليكون سمائل رقمًا صعبًا في الكرة العُمانية".
وخص الغافري جماهير سمائل برسالة وفاء وامتنان، مؤكدًا أن هذا الإنجاز ثمرة لصبرهم وولائهم، واعدًا إياهم بأن القادم سيكون أفضل.
وعلى المستوى الشخصي، يمثل هذا الصعود تتويجا لمسيرة الغافري شاقة، والتي بدأت من بطولات الفرق الأهلية والفئات السنية، وتدريب أندية محلية في بدوري عُمانتل ودوري الأولى وصولًا إلى قيادة فريق سمائل، ليعود مرة أخرى إلى دوري الكبار بعد غياب على مدى 4 عقود كانت كفيلة بتحطيم أحلام أي طامح للعودة والصعود بين الكبار، فلم تكن مسيرة الغافري سهلة لكنها مليئة بالدروس والمحطات التي صقلت شخصيته كمدرب، وكان للدعم العائلي والمهني أثرٌ عميق في استمرار هذه الرحلة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مختصّون لـ"الرؤية": الفضول والأفكار المغلوطة تقود الشباب إلى هاوية الإدمان
◄ الغسانية تحذّر من تناول الأدوية العلاجية كبديل للتعاطي
◄ سارة بنت محمد: الإدمان قد يزيد من الميول الانتحارية
◄ الغماري: مركز مسقط للتعافي خطوة مهمة لتعزيز خدمات علاج الإدمان
الرؤية- فاطمة البادية
يُؤكد عددٌ من المختصين أن إدمان المؤثرات العقلية يعد من أكثر القضايا الصحية والاجتماعية تعقيداً؛ نظراً لما يخلفه من آثار اجتماعية وصحية مدمرة. وأضافوا- في تصريحات للرؤية- أن المصحات العلاجية الحكومية والتابعة للقطاع الخاص تستقبل أعدادا كبيرة لعلاج حالات الإدمان.
وقالت أمل بنت خلفان الغسانية، اختصاصية اجتماعية بمركز مسقط للتعافي، إن الدوافع خلف الإدمان تكمن في حب التجربة والفضول، والأفكار المغلوطة حول تجربة التعاطي مثل الثقة بالنفس، إلى جانب التفكك الأسري، وأصدقاء السوء، والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية كذلك، وأيضا الدوافع النفسية الأخرى مثل إشباع الشعور بالنقص ولفت الانتباه.
وأضافت أن الإدمان يخلف العديد من الآثار الصحية كالإصابة بفايروس نقص المناعة المكتسب، وضعف أداء أعضاء الجسم لأدوارها الحيوية؛ نظراً لسُمية المواد المخدرة وخطورتها، إضافة إلى الآثار النفسية، من هلوسات سمعية وبصرية، وضعف القدرات الإدراكية، لافتة إلى أن الآثار الاجتماعية تتمثل في العزلة والانسحاب من المسؤوليات الاجتماعية، إلى جانب الاثار الاقتصادية والقضائية، كالتورط في قضايا ترويج أو حيازة المخدرات، والديون.
وحذّرت الغسانية من اتجاه البعض لتناول الأدوية والعقاقير العلاجية كبديل للتعاطي والذي بدوره يؤدي إلى الإدمان، إذ إن بعض المصابين بالأمراض المزمنة لاسيما أمراض الدم، والتي قد يصف الطبيب لها مسكنات للآلام أو وصفة علاجية، قد تكون مصنفة على أنها مواد مخدرة أو إدمانية، وذلك في حال تم استخدامها بغير الأغراض العلاجية، لافتة إلى أن معظم حالات إدمان الأدوية تكون ناتجة عن تناولها بدون وصفة طبية.
وصنّفت الغسانية مراحل التعافي من الإدمان إلى عدة مراحل، أولها التقييم الطبي، والذي يتم فيه معاينة المريض وتحديد وضعه النفسي والاجتماعي وغيره، ليتم تحويله إلى التخصصات المعنية، ثم مرحلة تشخيص نوع الإدمان وآثار التعاطي، وعلى إثر ذلك يتم ترقيد المريض في أجنحة علاج الإدمان، يليه مرحلة إزالة السموم على مدى 7-10 أيام، والمصحوبة بالأعراض الانسحابية، وأخيراً، مرحلة التأهيل والتي يتلقى فيها المريض الرعاية والعلاج من تخصصات متعددة، مثل طاقم الأطباء والممرضين والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين والعلاج الطبيعي لملاحظة حالة المريض، وضمان استكمال العلاج.
من جانبها، أوضحت سارة بنت محمد عبد الرحمن، أخصائية نفسية وعلاج الإدمان، أن التداعيات النفسية التي يخلفها الإدمان كثيرة، ومنها التغيرات في الشخصية كالانفعالات الحادة التي من شأنها التأثير على العلاقات الاجتماعية والأداء الوظيفي، والتقلبات المزاجية الحادة بين النشوة والاكتئاب، إضافة إلى استمرار الشعور بالقلق، واللامبالاة والهلاوس والأوهام التي تؤدي إلى التصرف بطريقة غير منطقية أو خطيرة.
وأكّدت سارة أن الإدمان قد يتسبب في زيادة الميول الانتحارية لدى المدمن بسبب تدهور حالته النفسية، واتجاهه نحو العزلة الاجتماعية وصعوبة التركيز واتخاذ القرارات، إضافة إلى تعاطي جرعات زائدة التي قد تؤدي إلى الوفاة، كما يكتسب المدمن سلوكيات سيئة مثل الكذب والإنفاق المفرط على المخدرات والسرقة.
وشدّدت سارة على أهمية التوعية المبكرة بمخاطر التدخين إذ إن المتعاطي يبدأ غالباً بتدخين التبغ والمواد المخدرة، موضحة أن أكثر طرق التعاطي انتشاراً هي التدخين والبلع والاستنشاق والحقن، ولذلك يجب توخي الحذر من تناول أي أدوية بدون إشراف طبي.
وأشارت سارة إلى أن الفئة الأكثر عرضة للتعاطي هم فئة الشباب والمراهقون ممن تتراوح أعمارهم بين 12 و25 عامًا، إذ يعود ذلك إلى عدة عوامل مثل وجود تاريخ عائلي للإدمان وضعف مهارات الرفض والتجارب المبكرة، كما أن الذكور مهددون بخطر التعاطي أكثر من الإناث وذلك لأسباب اجتماعية وثقافية، إلى جانب انتشار التعاطي بينهم بشكل أكبر.
وقالت سارة إن بعض الأفراد يلجؤون للتعاطي للهروب من الضغوطات النفسية والاكتئاب، مبينة: "التعاطي يزيد هذه المشاكل النفسية سوءا، وقد يصاب المتعاطي بالصدمات النفسية وتغلب عليه مشاعر التمرد".
وذكر أحمد بن خلفان الغماري، ممرض متخصص في الصحة النفسية، أن مركز مسقط للتعافي متخصص في تقديم خدمات العلاج والتأهيل من الإدمان بمختلف أنواعه مثل إدمان الكحول والمخدرات والمؤثرات العقلية، مضيفا أن السعة الاستيعابية للمركز تقدر بـ130 سريرا، مع 40 سريرا لبيوت التعافي، تشمل قسمين لإزالة السموم، وقسمين لإعادة التأهيل قصير الأمد، والقسم العدلي، وبرنامج بيوت التعافي لبرنامج طويل الأمد.
ولفت أحمد إلى أبرز المرافق التي يضمها المركز، منها العيادة الخارجية، والأقسام الداخلية، وقسم إعادة التأهيل، والصيدلية، والمختبر، إلى جانب المرافق المتخصصة للعلاج النفسي والاجتماعي من قاعات التقييم، والعلاج الجمعي، ومرافق التأهيل البدني، وغيره.
وأوضح: "افتتاح مركز مسقط للتعافي يُعد خطوة مهمة في تعزيز خدمات علاج الإدمان في سلطنة عُمان، ويعكس حرص وزارة الصحة على توفير رعاية نفسية متكاملة وشاملة". وأضاف أن المركز يجسد رؤية عُمان الصحية والتي تهدف إلى نظام صحي مستدام يركّز على الوقاية والعلاج، ويرتقي بجودة حياة الأفراد والمجتمع.