السودان.. هجوم بمسيّرات على بورتسودان والخارجية تدين المجزرة الدامية في النهود
تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT
شهد السودان، اليوم الأحد، تطورات ميدانية وإنسانية خطيرة مع تصعيد غير مسبوق من قبل قوات الدعم السريع، تمثل في هجوم جوي بمسيّرات على مطار بورتسودان شرق البلاد، وارتكاب مجزرة مروعة راح ضحيتها نحو 300 مدني في مدينة النهود بولاية غرب كردفان جنوبًا، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية السودانية.
ففي بورتسودان، شنت قوات الدعم السريع هجومًا باستخدام طائرات مسيّرة استهدف مطار المدينة وعددًا من المنشآت الحيوية، من بينها قاعدة عثمان دقنة الجوية ومستودعات للبضائع، وفق ما أكدته وسائل إعلام محلية.
وأوضحت المصادر أن المضادات الأرضية التابعة للجيش السوداني تصدت للهجوم دون تسجيل خسائر بشرية، مشيرة إلى أن هذا التطور يشكل تهديدًا جديدًا لأهم مركز حكومي ما يزال تحت سيطرة السلطات السودانية.
في المقابل، اتهمت وزارة الخارجية السودانية، قوات الدعم السريع بارتكاب “مجزرة بشعة” في مدينة النهود، بعد يوم من إعلان الأخيرة السيطرة الكاملة على المدينة ومقر اللواء 18 مشاة التابع للجيش السوداني هناك.
وذكرت الخارجية في بيان رسمي أن الهجوم استهدف المدنيين على أسس عرقية، وأسفر عن مقتل نحو 300 شخص، مضيفة أن “عناصر المليشيا قاموا بتوثيق الجرائم، بما فيها دهس الجثث وتسويتها بالأرض، تباهيًا بما يعتبرونه انتصارًا”.
وأشارت الوزارة إلى أن هذه الجريمة تبرهن على “الثمن الباهظ للإفلات من العقاب”، داعية مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى التخلي عن “اللامبالاة والتساهل” تجاه المليشيا و”راعيتها الإقليمية التي تزودها بالدعم اللوجستي والعسكري”.
وفي دارفور، تتواصل المعارك في مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه في الإقليم، حيث تسعى قوات الدعم السريع إلى استكمال سيطرتها على دارفور بالكامل، بعد تمددها في معظم مناطقه منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023.
ومع اشتداد العمليات العسكرية في مختلف مناطق البلاد، يتفاقم الوضع الإنساني بشكل كارثي. فقد أعلنت منظمة “أوكسفام” أن عدد النازحين داخل السودان ارتفع إلى 12.7 مليون شخص، في ظل شحّ حاد في المواد الغذائية والطبية، وتدمير ممنهج للبنى التحتية.
آخر تحديث: 4 مايو 2025 - 13:40المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الجيش السوداني الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الحرب السودانية الدعم السريع السودان قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
هجمات بمُسيرات تهز مدينة بورتسودان .. وتهدد وصول المساعدات
الخرطوم "رويترز": قال شاهد عيان إن انفجارات وحرائق هزت مدينة بورتسودان اليوم ضمن هجوم بطائرات مسيرة مستمر منذ أيام أدى إلى إحراق أكبر مستودعات الوقود في السودان وإلحاق أضرار بأهم بوابة لإدخال المساعدات الأجنبية.
وقالت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري إن الضربات شملت هجوما بطائرات مسيرة شنته قوات الدعم السريع شبه العسكرية السودانية على مرافق الميناء في بورتسودان، حيث تم استهداف محطة الحاويات.
الأكثر كثافة
وهذه الضربات هي الأكثر كثافة منذ بدء الهجوم على بورتسودان الأحد، في صراع تلعب فيه الطائرات المسيرة دورا متزايدا.
وقال شاهد في مدينة الخرطوم إن أعمدة ضخمة من الدخان الأسود تصاعدت من مخازن الوقود الاستراتيجية الرئيسية في السودان بالقرب من الميناء والمطار اليوم في حين أصابت الضربات أيضا محطة كهرباء فرعية وفندقا بالقرب من المقر الرئاسي.
ويهدد تدمير منشآت الوقود والأضرار التي لحقت بالمطار والميناء بتفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، والتي تصفها الأمم المتحدة بأنها الأسوأ في العالم، من خلال وضع المزيد من الضغوط على عمليات تسليم المساعدات عن طريق البر والتأثير على إنتاج الكهرباء وإمدادات غاز الطهي.
وكانت مدينة بورتسودان تتمتع بهدوء نسبي منذ اندلاع الحرب الأهلية في أبريل 2023 حينما أصبحت قاعدة للحكومة المتحالفة مع الجيش بعد أن فقدت القوات المسلحة السودانية السيطرة على جزء كبير من العاصمة الخرطوم في بداية الصراع مع قوات الدعم السريع شبه العسكرية.
ولجأ مئات الآلاف من النازحين إلى المدينة التي انتقل لها مسؤولو ودبلوماسيو ووكالات الأمم المتحدة، مما جعلها القاعدة الرئيسية لعمليات الإغاثة.
وقال الشاهد إن الهجوم على محطة الكهرباء الفرعية في بورتسودان أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في أنحاء المدينة، بينما انتشرت وحدات الجيش حول المباني الحكومية.
وشهد الصراع مرارا فترات احتدام وهدوء، لكن من غير المرجح أن يحقق أي من الطرفين انتصارا حاسما. وتفتح الهجمات بالطائرات المسيرة جبهة جديدة في الصراع، مستهدفة المعقل الرئيسي للجيش في شرق السودان. وكان الجيش قد طرد في مارس قوات الدعم السريع من معظم مناطق وسط السودان حيث تقع العاصمة الخرطوم ودفعها غربا.
واتهمت مصادر عسكرية قوات الدعم السريع بشن هجمات على بورتسودان منذ الأحد رغم أن القوات لم تعلن مسؤوليتها عن ذلك حتى الآن.
وجاءت الهجمات بعدما قال مصدر عسكري إن الجيش دمر طائرة ومستودعات أسلحة في مطار نيالا الخاضع لسيطرة قوات الدعم السريع في دارفور المعقل الرئيسي لها.
جوع ونزوح
اجتذب الصراع في السودان قوى إقليمية تسعى إلى بناء نفوذ في دولة تتمتع بموقع استراتيجي بمحاذاة جزء كبير من ساحل البحر الأحمر، مع حدود مفتوحة على دول في شمال أفريقيا وأفريقيا الوسطى والقرن الأفريقي.
ونددت مصر والسعودية بالهجمات، وعبرت الأمم المتحدة أيضا عن قلقها.
واندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع بسبب خلافات قبل الانتقال إلى الحكم المدني. وتقول الأمم المتحدة إن الصراع أدى إلى نزوح أكثر من 12 مليون شخص ودفع نصف السكان إلى براثن الجوع.
وبعد عامين من نشوب الحرب، نجح الجيش في طرد قوات الدعم السريع من معظم أنحاء وسط السودان، وحولت هذه القوات شبه العسكرية أسلوبها من التوغلات البرية إلى شن هجمات بطائرات مسيرة تستهدف محطات الطاقة وغيرها من المرافق في عمق الأراضي التي يسيطر عليها الجيش.
ويواصل الجيش شن غارات جوية في إقليم دارفور، معقل قوات الدعم السريع. كما يخوض الجانبان معارك برية للسيطرة على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وفي أماكن أخرى.