في ظل تصاعد التوترات جنوب سوريا، وما رافقها من اشتباكات وتحذيرات من انزلاق الأوضاع نحو مواجهات أوسع، خرجت مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز في السويداء بموقف موحد بعث برسالة واضحة مفادها: لا للانفصال، لا للتدخل الخارجي، نعم للتهدئة والحل الداخلي.

وأصدرت القيادة الروحية للطائفة بيانًا حاسمًا أكدت فيه التزامها التام بمخرجات الاجتماع الذي عُقد يوم الخميس، بحضور شيوخ العقل الثلاثة ووجهاء وممثلين عن الفصائل، في خطوة اعتُبرت نقطة تحول في مسار الأحداث التي أثارت قلقًا عامًا خلال الأيام الأخيرة.

وأكد البيان، المنشور على الصفحة الرسمية للرئاسة الروحية، ضرورة التمسك بالخيار الوطني السوري كمرجعية وحيدة لضبط الأوضاع، مشددًا على الإسراع في تفعيل قوى الأمن الداخلي من الكوادر السابقة المنتمية لأبناء المحافظة، وتفعيل الضابطة العدلية من داخل السويداء فقط.

كما دعا إلى رفع الحصار عن السويداء ومناطق جرمانا وصحنايا وأشرفية صحنايا، وإعادة الحياة إلى طبيعتها، مع ضمان سلامة طريق دمشق – السويداء، الذي تتحمل السلطة السورية مسؤولية تأمينه. وجرى التأكيد على وقف إطلاق النار في جميع المناطق، باعتباره شرطًا أساسيًا لوقف التصعيد، محذرًا من أن أي إعلان يخالف هذه البنود يُعد خطوة أحادية لا تمثل التوافق الداخلي.

من جهته، أكد محافظ السويداء، الدكتور مصطفى البكور، أن الاتفاق لا يزال ساريًا، وأن تنفيذه جارٍ تدريجيًا. وأوضح في تصريحات صحفية أن تعديلات طفيفة أُجريت على بعض البنود لتسريع التطبيق، مضيفًا أن التواصل مستمر مع مشايخ الطائفة والجهات المعنية لضمان تنفيذ شامل، مشددًا على أن الاتفاق يمثل مبادرة داخلية أهلية تعكس رغبة أبناء السويداء في الحفاظ على الأمن تحت مظلة الدولة.

وكانت قد اندلعت اشتباكات عنيفة هذا الأسبوع في جرمانا وصحنايا وأشرفية صحنايا، إثر انتشار تسجيل صوتي منسوب لأحد مشايخ الطائفة يتضمن إساءات دينية، ما أثار موجة غضب أسفرت عن مواجهات دموية أوقعت قتلى وجرحى من المدنيين وقوات الأمن، بينهم 16 عنصرًا من الأمن العام، ما استدعى تدخلاً عاجلًا من السلطات لاستعادة السيطرة ومنع تفاقم الفوضى.

وبالتوازي، أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذه ضربات جوية جنوب سوريا استهدفت، حسب زعمه، مجموعات مسلحة كانت تخطط للاعتداء على الدروز، مؤكدًا أنه لن يسمح بالمساس بالطائفة. وقد قوبل هذا الإعلان برفض واسع من الأوساط الدرزية، التي أكدت أن أمن السويداء شأن داخلي لا يُحلّ بطائرات أجنبية أو رسائل تهديد من الخارج.

وفي أول رد دولي، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها إزاء تصاعد التوتر في سوريا، داعية جميع الأطراف السورية إلى العمل على وقف نزيف الدماء، وضبط النفس، والتوجه نحو التهدئة.

وفيما تتابع الأوساط الشعبية السورية تطورات المشهد في السويداء بترقّب، يبدو أن المبادرات المحلية وعودة التواصل بين الدولة والقيادات المجتمعية تحمل مؤشرات على بداية احتواء الأزمة، في ظل توافق عام يؤكد أن السويداء جزء لا يتجزأ من الدولة السورية، وأن أبناءها متمسكون بوحدة البلاد ورافضون لأي مشاريع انفصالية أو تدخلات أجنبية.

“حسين عبد الله السلامة” رئيسًا لجهاز الاستخبارات العامة في سوريا

أصدرت السلطات السورية، قرارًا بتعيين حسين عبد الله السلامة رئيسًا لجهاز الاستخبارات العامة، خلفًا للقيادة السابقة، وذلك في خطوة تأتي ضمن سلسلة تغييرات تشهدها البنية الأمنية في البلاد.

وينحدر السلامة من بلدة الشحيل في ريف دير الزور الشرقي، من مواليد عام 1984، تلقى تعليمه الثانوي في دير الزور، وتخرج من معهد المراقبين الفنيين، قبل أن يُكمل تحصيله العلمي بالحصول على دبلوم في الإدارة والاقتصاد.

وشغل السلامة عدة مناصب إدارية في المنطقة الشرقية والشمال السوري، كما انخرط في العمل العسكري ضمن صفوف هيئة تحرير الشام. وبعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2025، أوكلت إليه مهمة إدارة محافظات دير الزور، الرقة، والحسكة، لكنه استقال بعد أقل من شهر مفضّلًا العودة للعمل الميداني، بسبب تعقيدات الواقع العشائري والإداري في تلك المناطق، حسب تقارير محلية.

وعقب توقيع اتفاق الشراكة بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، عيّنه الرئيس السوري أحمد الشرع على رأس لجنة خاصة مؤلفة من خمسة أعضاء.

ويُعد حسين السلامة من الشخصيات البارزة في المشهدين السياسي والعسكري، خصوصًا في شرق سوريا، إذ يُعرف بسجله الحافل في العمل القيادي والميداني، ومشاركته الفاعلة في رسم ملامح التحولات السياسية والعسكرية خلال سنوات الأزمة وما تلاها.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الطائفة الدرزية سوريا حرة سوريا وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

الشيباني من موسكو: لا خطة أو نية لـإبادة الدروز.. وحمايتهم مسؤولية الدولة

(CNN) – أكد وزير الخارجية السورية، أسعد الشيباني، عدم وجود "خطة أو نية لإبادة الدروز" مشيرا إلى أن حماية من ينتمون لهذه الطائفة "مسؤولية الدولة السورية"، لافتا إلى وجود "استغلال" لاسم هذه الطائفة من أجل التدخل بالشؤون الداخلية في البلاد من جانب إسرائيل. 

وقال الشيباني في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، خلال زيارة يقوم بها إلى موسكو: "ما يحدث في السويداء، ليس هناك خطة أو نية من الحكومة السورية لإبادة الدروز أو الهجوم على الدروز. الدروز هم أهلنا وهم موجودون في جميع أنحاء الجمهورية العربية السورية، وحمايتهم هي مسؤولية الدولة السورية".

مقالات مشابهة

  • «الأمن والسلامة في محطات الوقود» تتواصل بنجاح في نسختها السادسة
  • عن سوريا والشرع وحزب الله.. إليكم ما قاله تقريرٌ إسرائيلي
  • وزارة العدل السورية تُشكّل لجنة للتحقيق في أحداث السويداء الأخيرة
  • سوريا: ولاء الغالبية العظمى من الدروز لدمشق وإسرائيل تدرك ذلك
  • وزير الإعلام السوري: إسرائيل تريد بلادنا ممزقة وغير مستقرة
  • الخارجية السورية: لا نية لإبادة الدروز وإسرائيل تستغلهم
  • الشيباني من موسكو: لا خطة أو نية لـإبادة الدروز.. وحمايتهم مسؤولية الدولة
  • الأمن السوري يفتح ممرا لإخراج العائلات من السويداء باتجاه الشام
  • الوزير الشيباني: الدولة السورية تعد بمحاسبة جميع من ارتكبوا انتهاكات في السويداء، وهناك محاولات لاستغلال الأحداث فيها للتدخل في الشؤون السورية
  • ما الذي يخطط له الاحتلال في السويداء؟ ممر إنساني أم فخ عسكري؟