نظرية الأحذية: حين يكون الفقر أغلى تكلفة
تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT
ظهرت هذه النظرية في رواية الكاتب البريطاني تيري براتشيت، على لسان شخصية «سامويل فايمز»، رجل الشرطة الفقير الذي قال:
«الرجل الغني يشتري حذاءً جلديًا جيدًا بخمسين دولارًا يدوم عشر سنوات، أما أنا، فلا أستطيع دفع هذا المبلغ، فأشتري حذاءً بعشرة دولارات لا يدوم إلا سنة واحدة. بعد عشر سنوات، أكون قد دفعت مائة دولار على الأحذية، بينما الغني لا يزال ينتعل حذاءه الأول».
وهي تُعد تشريحًا دقيقًا لعلاقة الفقر بالاختيارات المحدودة. فالفقير لا يستطيع الاستثمار في الخيار الأفضل، سواء كان ذلك حذاءً، أو جهازًا منزليًا، أو حتى تعليمًا عالي الجودة. فهو يُضطر إلى دفع المبلغ الصغير مرارًا وتكرارًا، ليشتري شيئًا رخيصًا يتوافق مع إمكانياته المادية، لكنه في النهاية سيكتشف أنه دفع أكثر بكثير مما دفعه صاحب الإمكانيات المادية الكبيرة.
فالأسرة ذات الدخل المحدود قد تختار أن تُدخل أبناءها في جامعة متواضعة نسبيًا لأنها لا تستطيع دفع تكاليف الجامعة الأفضل، لكن على المدى البعيد ستكتشف أن ما وفرته يزيد عن الرسوم التي دفعتها العائلة الغنية، فالشهادة التي حصل عليها الابن قد لا تؤهله للمنافسة على الوظائف التي قد يحصل عليها ابن الغني مباشرة، كونه متسلّحًا بشهادة قوية ومهارات عالية، فيظل رقمًا في قائمة الباحثين عن عمل فترة طويلة، وحتى لو حصل على وظيفة، فسيحصل عليها في مستوى أقل.
والمثال ذاته يسري على الطعام الجيد، فقد يختار ذو الدخل المحدود الطعام الأرخص، الذي يتوافق مع ميزانيته، والذي غالبًا ما يكون أقل فائدة صحية، مما يؤدي إلى أمراض مزمنة وتكاليف علاج مستقبلية. وقد يضطر أيضًا إلى شراء أجهزة منزلية منخفضة الجودة تتعطّل سريعًا، مما يُجبره على استبدالها باستمرار.
وفي السكن، قد يختار - مضطرًا - العيش في منزل ذي إيجار منخفض يفتقر لاشتراطات السلامة، بعيدًا عن مقر عمله ومدارس أبنائه والخدمات، مما يضيف أعباء التنقل والمخاطر الصحية. وحتى لو كان منزلًا خاصًا، فإنه سيختاره بعيدًا عن مركز المدينة حيث الأراضي أرخص وكلفة البنيان أقل، وسَيُضَيِّع كل ما وفّره في أعمال الصيانة المتكررة.
الوعي بهذه النظرية يساعدنا على اتخاذ قرارات مالية سليمة؛ فعند الاختيار، اختر الأجود دائمًا وإن غلا سعره، في حال كان في متناول يدك، عوضًا عن اختيار الأرخص الذي سيستنزف مالك على المدى البعيد.
حمدة الشامسية كاتبة عُمانية في القضايا الاجتماعية
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
أحمد المالكي يروّج لأول تعاون له مع مصطفى حجاج: "أغلى وأقرب أغنية لقلبي"
روّج الشاعر الغنائي أحمد المالكي لأحدث أعماله الفنية، التي تجمعه لأول مرة بالنجم مصطفى حجاج، في عمل غنائي جديد من المنتظر طرحه خلال الأيام المقبلة.
ونشر المالكي عبر حساباته الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي منشورًا أعرب فيه عن سعادته البالغة بهذا التعاون المرتقب، وكتب قائلًا:
"مصطفى حجاج من أحلى الأصوات اللي ظهرت على الساحة في السنين اللي فاتت، ومبسوط بأول تعامل بيني وبينه الأيام الجاية، في أغنية من أغلى وأقرب الأغاني لقلبي."
الأغنية تحمل توقيع الملحن محمد يحيى، أحد أبرز الأسماء في صناعة الموسيقى، فيما يتولى مهمة التوزيع الموسيقي المايسترو أسامة الهندي، ما يجعل العمل واعدًا بتقديم تجربة موسيقية متكاملة تمزج بين الكلمة الراقية واللحن المعبر والإيقاع المتجدد.
ويأتي هذا التعاون في توقيت مميز، حيث يحظى مصطفى حجاج بجماهيرية واسعة على الساحة الغنائية، ويُعرف بصوته القوي وأدائه المميز الذي يجمع بين الطرب والألوان الشعبية الحديثة، في حين يُعد أحمد المالكي من أنجح شعراء جيله، وسبق أن قدّم عددًا من الأغاني الناجحة مع كبار النجوم.
ولم يُكشف حتى الآن عن اسم الأغنية أو موعد طرحها الرسمي، ما يزيد من حالة الترقب بين الجمهور، خاصة في ظل الإشادة الكبيرة من المالكي بهذا العمل، واعتباره واحدًا من أقرب الأعمال إلى قلبه.
الجمهور مدعو للبقاء على تواصل وترقّب المفاجأة القادمة، والتي قد تشكل واحدة من أقوى الإصدارات الغنائية هذا العام.