بركان يستيقظ بعد 250 ألف عام.. هل يشهد العالم ثوراناً جديداً؟
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
بدأ بركان أوتورونكو في بوليفيا، الذي يُعرف بـ"بركان الزومبي"، في إظهار نشاط مثير بعد أكثر من 250 ألف عام من السكون، ما دفع العلماء للتساؤل حول احتمالية ثورانه مجدداً أو ما إذا كانت هناك تفاعلات جيولوجية أخرى تحدث في عمق الأرض.
بركان خامد منذ 250 عاميُعد أوتورونكو، الذي يتربع على قمة جبال الأنديز الوسطى، أحد البراكين التي كان يُعتقد أنها خامدة لفترة طويلة، إلا أن مؤشرات مثل تصاعد الغازات والنشاط الزلزالي أعادت فتح التساؤلات حول وضعه الحالي.
قبل نحو عقدين، كشفت صور الأقمار الصناعية عن ارتفاع وانخفاض في منطقة قطرها 150 كيلومتراً حول قمة أوتورونكو، مما شكل ما يشبه القبعة المكسيكية "السومبريرو".
في الآونة الأخيرة، أجرى العلماء دراسة معمقة جمعت بين بيانات الأقمار الصناعية، وتحليل النشاط الزلزالي، ونماذج حاسوبية لتشريح البنية الداخلية للبركان.
ونشرت نتائج الدراسة في مجلة "Proceedings of the National Academy of Sciences"، حيث أوضح الباحثون أن النشاط الزلزالي والتشوهات الجيولوجية ناتجة عن تفاعل الصهارة والغازات والسوائل المالحة داخل شبكة هيدروليكية معقدة تحت البركان.
خزان ضخم من الصهارةاكتشف العلماء أن بركان أوتورونكو يحتوي على خزان ضخم من الصهارة على عمق يتراوح بين 10 و20 كيلومتراً، يُعرف بجسم الصهارة ألتيبلانو-بونا، وهو الأكبر من نوعه في قشرة الأرض ويمتد لمسافة 200 كيلومتر.
1,700 زلزال صغير بين عامي 2009 و2012وخلال الدراسة، تم تسجيل أكثر من 1,700 زلزال صغير بين عامي 2009 و2012، مما مكن الباحثين من رسم خريطة تفصيلية للقنوات والتجاويف تحت البركان، حيث تنتقل الغازات والسوائل الساخنة، مسببة اهتزازات وارتفاعات سطحية تُقدر بسنتيمتر واحد سنوياً.
الباحثون أكدوا أن هذه النشاطات الجيولوجية لا تشير بالضرورة إلى ثوران وشيك، يقول الدكتور مايك كيندال، أستاذ علوم الأرض بجامعة أكسفورد: "لا نرى زيادة في النشاط الزلزالي الذي يشير إلى تحرك الصهارة نحو السطح. ما نرصده هو إطلاق للغازات والبخار، دون علامات واضحة على ثوران قادم".
من جانبه، أشار الدكتور بنيامين أندروز، مدير برنامج البراكين العالمي في متحف سميثسونيان، إلى أن الجمع بين تقنيات متعددة لتحليل النشاط الجيولوجي كان مفتاحاً لفهم طبيعة هذا البركان الزومبي. وأضاف: "نتائج الدراسة تقدم رؤية واضحة حول تفاعل السوائل والصهارة داخل البركان، ما قد يساعد في تقييم أخطار براكين مشابهة حول العالم".
برنامج البراكين العالميجدير بالذكر أن برنامج البراكين العالمي يرصد نحو 50 بركاناً من نوع "الزومبي"، أعمارها تتراوح بين 12,000 و2.6 مليون عام. ويشير العلماء إلى أن الاكتشافات الحديثة قد تساهم في تحديد أي من هذه البراكين قد يصبح نشطاً مجدداً، بالإضافة إلى استغلالها كمصادر للطاقة الحرارية الجوفية أو المعادن الثمينة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بركان بركان على وشك الانفجار ثوران بركاني البراكين النشاط الزلزالی
إقرأ أيضاً:
رصد أضخم بقعة شمسية لعام ٢٠٢٥ في سماء سلطنة عُمان
مسقط - العُمانية
رصد أعضاء الجمعية العُمانية للفلك والفضاء واحدة من أضخم البقع الشمسية التي ظهرت على سطح الشمس خلال الدورة الشمسية الخامسة والعشرين، والمعروفة بالبقعة رقم 4079، والتي تجاوز حجمها 11 ضعفًا مساحة كوكب الأرض.
وتمكّن الراصدون من تصوير هذه البقعة بوضوح من سماء محافظة مسقط باستخدام تجهيزات فلكية متخصصة، في مشهد نادر يعكس ذروة النشاط الشمسي الذي تمر به الشمس حاليًّا.
وقالت وصال بنت سالم الهنائية نائبة رئيس لجنة التواصل المجتمعي بالجمعية العُمانية للفلك والفضاء: تمثل هذه البقعة الشمسية رقم 4079 واحدة من أكبر الظواهر التي رصدناها خلال الدورة الشمسية الحالية، ويُعد تصويرها من سلطنة عُمان إنجازًا علميًّا وفلكيًّا يبرز جهود الجمعية في متابعة الظواهر الكونية ذات التأثير المباشر على الأرض، ما يتطلب وعيًا مجتمعيًّا بمخاطر الطقس الفضائي وتأثيراته المحتملة على الاتصالات وأنظمة الملاحة والطاقة.
وأضافت في تصريح خاص لوكالة الأنباء العُمانية: "تُعد البقع الشمسية إحدى أبرز الظواهر المرتبطة بالنشاط المغناطيسي للشمس، وهي تمثّل مؤشرًا بالغ الأهمية في فهم سلوك نجم مجموعتنا الشمسية وتأثيراته المتعدّدة على كوكب الأرض، حيث تخضع الشمس لدورات منتظمة من النشاط المغناطيسي تُعرف باسم “الدورات الشمسية”، تستمر كل منها بمتوسط حوالي 11 عامًا خلال هذه الدورات ويمر سطح الشمس بتغيرات ملحوظة في عدد البقع الشمسية، وشدة التوهجات والانبعاثات الإكليلية، مما ينعكس مباشرة على الطقس الفضائي والبيئة الجيومغناطيسية المحيطة بالأرض.
وتُعد البقع الشمسية المظهر الأكثر وضوحًا لهذه الدورة، إذ تزداد وتيرتها مع تصاعد النشاط الشمسي وتتناقص مع اقتراب نهاية الدورة، وفي الوقت الحالي، تمر الشمس بذروة نشاط الدورة الشمسية الخامسة والعشرين التي بدأت في ديسمبر 2019، وهي مرحلة من الاضطراب المغناطيسي الشديد تشهد خلالها زيادة ملحوظة في عدد البقع الشمسية.
وكان قد تم تسجيل متوسط يومي بلغ حوالي 215.5 بقعة شمسية في أغسطس 2024، وهو أعلى معدل منذ أكثر من عقدين، مما يشير إلى أن الدورة الشمسية الخامسة والعشرين قد دخلت ذروتها في وقت أبكر من المتوقع.
وفي أواخر فبراير 2025، أطلقت الشمس توهجًا شمسيًّا قويًّا، تم رصده بواسطة مرصد الديناميكا الشمسية التابع لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، وتُصنّف هذه التوهجات ضمن الفئة X، وهي الأقوى من حيث الشدة، وقد تبع هذا الحدث اندفاع كتلي إكليلي أحدث عاصفة جيومغناطيسية وصلت إلى الأرض في أبريل 2025، ما أدى إلى ظهور الشفق القطبي في مناطق واسعة من خطوط العرض المتوسطة، إضافة إلى تأثيرات جزئية على أنظمة الاتصالات الراديوية عالية التردد.
وتُظهر الشمس في مايو 2025 نشاطًا آخر غير مسبوق، حيث تجاوز عدد البقع الشمسية التوقعات السابقة، مما يشير إلى ذروة قد تكون الأقوى منذ عقود، ويترافق هذا النشاط مع توهجات شمسية قوية وانبعاثات إكليلية كتلية، يُحتمل أن تؤدي إلى عواصف جيومغناطيسية قد تؤثر على الأرض. وتشير التوقعات إلى استمرار هذه الدورة حتى عام 2030، مع بدء الانخفاض التدريجي في النشاط الشمسي بعد مرور الذروة.
يُذكر أن من أبرز الظواهر التاريخية المرتبطة بالنشاط الشمسي الشديد، ما يُعرف بظاهرة “كارينجتون”، وهي أقوى عاصفة شمسية موثقة في العصر الحديث، وُقّعت في عام 1859، وقد رصد الفلكي البريطاني ريتشارد كارينجتون في 1 سبتمبر من ذلك العام توهجًا شمسيًّا شديدًا انطلق من بقعة شمسية ضخمة وفي غضون 24 ساعة، وصلت جسيمات شمسية عالية الطاقة إلى الأرض مسببةً عاصفة مغناطيسية واسعة النطاق وشوهد الشفق القطبي في مناطق غير معتادة كجزر الكاريبي، وظهرت تأثيراته حتى في هونغ كونغ وروما، كما تسببت العاصفة في تعطيل شبكات التلغراف واندلاع حرائق نتيجة شرارات كهربائية.
وتُعد هذه الحادثة إنذارًا مبكرًا بما قد تسبّبه العواصف الشمسية في عصر يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا، مثل الأقمار الصناعية وشبكات الكهرباء والاتصالات.