خبير إسرائيلي: حصار غزة غير الأخلاقي فشل رغم وصوله حد المجاعة
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
رغم تشديد الحصار الإسرائيلي الخانق على قطاع غزة منذ قرابة ثلاثة أشهر، ومنع المساعدات الإنسانية عن الفلسطينيين فيه، لكن القناعة الإسرائيلية أن ذلك لم يُغيّر مواقف المقاومة تجاه قضية المختطفين فحسب، بل عززها، كما اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا.
وأكد الخبير الاقتصادي الإسرائيلي بصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، سيفر بلوتسكر٬ أن "قرار حصار المساعدات لغزة كان بائسا، وغير فعّال، وغير أخلاقي، واستند للمفهوم الخاطئ الذي كُشف عنه في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وهو أن الوسائل الاقتصادية، إيجابية كانت أم سلبية، قد تؤثر على سلوك حماس، لأن الاعتبارات الاقتصادية لا تملك القدرة على التأثير على مواقفها".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أنه "على مدار السنوات التي سبقت السابع من تشرين الأول/أكتوبر٬ جادل كبار الخبراء الأمنيين والسياسيين، بجانب معاهد بحثية غير حكومية، بأن الطريقة الصحيحة لكبح جماح حماس تتمثل بتحسين الوضع الاقتصادي للسكان الذين تعمل في محيطهم، وبناءً على هذا التقييم، تم ضخ أموال لقطاع غزة، 500 مليون دولار سنويًا عبر المنحة القطرية، وسُمح تدريجيًا لمزيد من عمال غزة بالعمل في الداخل المحتل، وبدأت غزة تتعافى، وارتفع مستوى المعيشة، وظهرت براعم طبقة متوسطة راسخة نسبيًا".
وأوضح أن "صناع القرار الإسرائيلي أشادوا بأنفسهم من هذه النتائج، وأعلنوا أن أسلوب ترويض حماس بالمال قد نجح، لأنها تهتم برفاهية سكان غزة، وتنأى بنفسها عن العمل المسلح، لكن الخبرة المتراكمة في القرنين الـ20و21، تُظهر أن الحركات الأيديولوجية مثل حماس، لا تهتم بالتحسين الاقتصادي في المناطق التي تسيطر عليها، مما جعل من مفهوم ترويضها ليس له أي أساس واقعي، انطلاقا مما صاغه فلاديمير لينين، زعيم ثورة أكتوبر البلشفية، في مقولته الشهيرة "كلما ساءت الأحوال، كان ذلك أفضل، بزعم أنه كلما ازدادت صعوبة وضع السكان، سهّل ذلك على الثوار العمل داخلهم، والسيطرة عليهم".
وأشار إلى أنه "بحلول شهر آذار/مارس الماضي٬ استطاعت إسرائيل القضاء على قيادة حماس المسلحة، وكانت في طريقها لتحقيق شعارها بالنصر الذي طال انتظاره، لكن هذا الإنجاز تراجع واختفى، عندما أدت مطالب الوزراء بن غفير وسموتريتش وأصدقائهما، بدعم لا لبس فيه من رئيس الوزراء نتنياهو، لاتخاذ خطوة مدمرة بقطع المساعدات عن غزة، وتقليص إمدادات الغذاء إليها إلى حدّ المجاعة التدريجية".
وأوضح أن "قيادة الجيش أدركت أن العقاب الجماعي غير فعّال، وأوصت بوقفه، لكن الائتلاف الذي يسيطر عليه الوزراء المتشددون ورئيس الوزراء أداروا ظهرهم لهذه التوصية، وأصبح هذا المفهوم الخاطئ سياسة راسخة، وكما هو متوقع، لم يُحقق سوى زيادة المعاناة".
ولفت إلى أنه "من أجل إبعاد حماس عن غزة، يتطلب الأمر مبادرة سياسية استراتيجية واسعة، تشمل عودة السلطة الفلسطينية للقطاع، رغم أنه خيار غير واقعي بنظر نتنياهو، الذي زعم أنه لا فرق لديه بين حماس والسلطة الفلسطينية في سعيهما المشترك لتدمير دولة إسرائيل وبالتالي، فهو يُعامل السلطة معاملة حماس، رغم أنها اعترفت بدولة إسرائيل٬ وألغت الميثاق الوطني، ووقعت اتفاقيات معها، وتتعاون في الحرب على المقاومة، لكن نتنياهو يتجاهل كل ذلك، ويتشبّث بعالم وهمي صنعه بلسانه".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الحصار غزة الفلسطينيين حماس فلسطين حماس غزة حصار تجويع صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ضابط إسرائيلي كبير يعترف: لهذا كان من الضروري قتل 50 ألف فلسطيني
القدس المحتلة - ترجمة صفا
أقرّ قائد شعبة الاستخبارات الأسبق في جيش الاحتلال الإسرائيلي والذي شغل منصبه خلال هجوم 7 أكتوبر "أهارون خليوة" في تسجيلات مغلقة بأنه كان من الضروري قتل 50 ألف فلسطيني كرسالة ردع للأجيال القادمة مقراً بأنه فشل في القيام بمهامه المطلوب في ذلك اليوم.
ونقلت القناة "12" العبرية عن "خليوة" قوله في تسجيلات مغلقة، وفق ترجمة وكالة "صفا"، أن "حقيقة وجود 50 ألف قتيل في غزة كانت ضرورية ومطلوبة للأجيال القادمة، لنقول لهم: لقد أهنتمونا وقتلتم ولكن هذا هو الثمن، قلت بعد السابع من أكتوبر إنه يتوجب قتل 50 فلسطيني لقاء كل إسرائيلي قتل، لا يهم إذا ما كانوا أطفال أو نساء، هذا مطلوب كرسالة للأجيال القادمة فيجب أن يترسخ في ذاكرتهم بين الحين والآخر أن هنالك نكبة جديدة حصلت وهذا ثمنها".
ووصف ما حصل في صبيحة 7 أكتوبر قائلاً: "انهار كل شيء صبيحة السابع من أكتوبر والاعتقاد بأن أحداً نجح في إدارة المعركة في هذه الساعات لا أساس له من الصحة لأنه تم إخضاع فرقة غزة وعندما يتم حسم الفرقة فلا يوجد ما يمكن القيام به".
وحول مدى الصدمة من الهجوم الواسع الذي قام به مقاتلو القسام في 7 أكتوبر قال: "لو استمعنا قبيل الهجوم للضيف والسنوار وهم يتحدثون عن الهجوم المرتقب فلم يكن أحد ليأخذ الأمر على محمل الجد لأن احداً لم يتخيل هكذا هجوم، لقد استهترنا بقدرات حماس وعندما تم طرح سيناريو هجوم حماس فوق الأرض استهتر قادة الجيش وقالوا لماذا يشيدون الأنفاق إذاً، فليأتوا من فوق الأرض!!".
وأضاف: "ما حصل في 7 أكتوبر كان خارج المنطق والتفكير والعقيدة العسكرية الإسرائيلية وبالتالي لو حصلنا على معلومة تفيد بإمكانية تنفيذ ذلك الهجوم فلن يتغير شيئ ولن يأخذها أحد على محمل الجد".
وتابع خليوة: "لدينا خلل استراتيجي رهيب على مدار سنوات بأننا الدولة الأقوى في المنطقة ولديها كل الطاقات الاستخباراتية والعسكرية ولا يمكن التغلب علينا، كنا نقول: نحن دولة إسرائيل لدينا استخبارات قوية جداً، شاباك، موساد، أمان، الخ .. لدينا جيش قوي ومراقبة، لدينا كل شيء وعدونا مرتدع وسنهدئه بالمال القطري".
وعلى صعيد الحديث الإسرائيلي قبل الحرب عن أن حماس مرتدعة قال "اطلعت على المواد الاستخباراتية قبل الهجوم والتي دللت بدون شك على أن حماس مرتدعة وأنها أوقفت الحروب في القطاع وتركز جهدها على الضفة الغربية وهذا كان جزءاً من تضليل حماس لنا".
وتحدّث "خليوة" عن أن الغرور كان أحد أسباب السابع من أكتوبر قائلاً: "السابع من أكتوبر أحد نتائج الغرور والغطرسة التي أصابتنا فلم نكن نتخيل أن يتجرأ أحد علينا أو أن نغفل عن هكذا هجوم دون أدنى معلومة مسبقة".
ووصف "خليوة" نتنياهو بالجبان جداً والفاشل في منصبه وأنه يتوجب تشكيل لجنة تحقيق رسمية في هجوم السابع من أكتوبر، بينما وصف قائد الأركان الأسبق هرتسي هليفي بأنه كان مصابا بداء العظمة.
واتهم "خليوة" الشاباك بالمسئولية عن الفشل الاستخباري قبيل الهجوم قائلاً: "المسئولية الاستخباراتية حول ما يجري في القطاع خاضعة للشاباك وهم أول من فشلوا في الحصول حتى على وشاية من عميل بقرب الهجوم على الرغم من أن الدولة تنفق المليارات على الجهاز".
وحول خطة "سور أريحا" التي أعدتها حماس للهجوم على الغلاف أردف: "درسنا الخطة قبل الهجوم بفترة ولم نأخذ بها على محمل الجد وكان التوقع حال تنفيذها أن تقتصر على كيبوتس أو اثنين وليس ما حصل".
وهاجم "خليوة" كلاً من وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلائيل سموتريتش قائلاً إنهما لا يفقهان شيئاً في الأمن ولا يقرءون تقارير الاستخبارات أصلاً، وهم لم يكونوا يعلمون بوجود قوات نخبة لدى حماس أصلاً، واليوم يدعون بعدم وجود مجاعة في غزة فأي استخبارات يقرأ هؤلاء.