“أعيش على حافة الهاوية”… صرخة مرضى السكري في غزة وسط مجاعة خانقة
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
يمانيون|
بصوت خافت تقطعه أنفاس متعبة ودموع مكبوتة، عبّر الحاج أحمد درابية (87 عامًا) عن واقعه القاسي كمريض سكري محاصر بالجوع والمرض في قطاع غزة، حيث يستمر بروز المجاعة مجددا للشهر الثالث على التوالي بفعل الحصار والإغلاق المستمر للمعابر، منذ بدء العدوان الإسرائيلي قبل أكثر من عام ونصف.
منذ عقد من الزمن، كان درابية يلتزم يوميًا بأخذ جرعات الأنسولين.
علامات الهزال تظهر على وجهه، ويداه المرتجفتان تعكسان تدهورًا صحيًا عميقًا. يعاني أيضًا من تقرحات القدم السكرية، ما يزيد ألمه ومخاوفه. “أشعر كمن يسير في طريق موحش نحو نهاية محتومة”، يضيف بصوت يرتجف.
ومعاناة درابية ليست سوى صورة من واقع آلاف المرضى في غزة. الحاجة عبير البيرم (75 عامًا) تحكي قصتها أيضًا مع هذا الواقع القاسي. تعيش على وجبات تُقدمها التكايا القريبة، لكن محتواها الغذائي ضعيف لا يكفي لحماية جسدها من نوبات هبوط السكر المتكررة.
“لم أعد أتناول دوائي لأن الطعام لا يناسبه، أفقد الوعي أحيانًا أكثر من مرة في اليوم”، تقول بمرارة.
خطر مزدوج وأزمة صحية خانقة
تحذر منظمات صحية، بينها منظمة الصحة العالمية، من تدهور خطير في أوضاع المرضى المزمنين، خصوصًا مرضى السكري الذين يقدر عددهم في غزة بأكثر من 60 ألف شخص.
وتشير إلى أن غياب التوازن بين الغذاء والعلاج يعرض حياتهم للخطر.
وفي هذا السياق، توضح خبيرة التغذية العلاجية د. سعاد عبيد أن “مريض السكري يعتمد على توازن دقيق بين الوجبات والأدوية. هذا التوازن لم يعد ممكنًا وسط الأزمة الغذائية الحالية”.
وتتابع: “الاختيار بين تناول الدواء بلا طعام أو العكس، كلاهما يؤدي إلى نتائج خطيرة كالغيبوبة أو حتى الموت”.
وتلفت عبيد إلى أن المساعدات الغذائية التي تصل غالبًا ما تقتصر على الأرز والخبز وبعض النشويات، وهي أطعمة ترفع نسبة السكر في الدم وتزيد من تدهور صحة المرضى، في حين تغيب بشكل شبه تام الفواكه والخضراوات والبروتينات الضرورية.
ووفقا للاختصاصي في داء السكري الدكتور محمد صيام، فإن “المريض الذي لديه داء السكري من النوع الأول قد يفقد حياته إذا أصيب بنوبة من الحماض الكيتوني السكري ولم تتوفر أسرّة في وحدات العناية المركزة”.
الجوع يفتك
تقرير دولي حديث يكشف أن 96% من سكان غزة يعانون من انعدام شديد في الأمن الغذائي، فيما يعيش أكثر من نصف مليون شخص في مستويات تُصنَّف على أنها “كارثية”.
ويحذر التقرير من أن المجاعة الشاملة قد تصبح واقعًا وشيكًا إذا استمرت القيود على إدخال المساعدات.
في غزة، لم يعد السكري مجرد مرض مزمن، بل تحول إلى معركة قاسية مع الحياة، حيث يتحول كل يوم إلى اختبار للبقاء. مع كل وجبة مفقودة، وكل دواء لا يُؤخذ في وقته، تتقلص فرص النجاة وتقترب النهاية أكثر.
المصدر ـ المركز الفلسطيني للإعلام
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
للتخفيف عن مرضى السرطان وإنقاذ الحياة.. شفاء الأورمان بالأقصر تستقبل 2375 حالة عمليات خلال عام
استقبلت مستشفى شفاء الأورمان لعلاج الأورام بالمجان 2375 حالات العمليات والإجراءات الجراحية من شهر مايو 2024 وحتى مايو الجاري لإنقاذ الحياة، والتخفيف عن الأطفال مرضى السرطان.
وتواصل مستشفى شفاء الأورمان لعلاج الأورام بالمجان، فى تقديم خدمات طبية مجانية تضاهي المستشفيات العالمية، وكل حالة من المترددين لها قصة خاصة، تكون المستشفى داعمة في علاجه، من خلال الخدمات الطبية المميزة التى تقدمها المستشفى لمختلف الأعمار ومختلف التخصصات في المستشفى.
وأكد الدكتور هانى حسين؛ المدير التنفيذي لمستشفى شفاء الأورمان، ان المستشفى تستقبل يوميا أعدادا كبيرة من المرضى المترددين على الأقسام المختلفة، الذين يحتاجون إلى إجراء عمليات جراحية وتتم وفق رؤية الأطباء المعالجين، وتلقى العلاج المجاني والإقامة في غرف مجهزة بأحدث الإمكانيات، موضحا ان المستشفى تقدم الخدمات الطبية المميزة المجانية التى تقدمها المستشفى للتخفيف عن كاهل المرضى وذويهم، والمساهمة في رفع معدلات الشفاء.
ومن جانبه، اكد الاستاذ محمود فؤاد، الرئيس التنفيذي لمؤسسة شفاء الأورمان، ان المستشفى تسعى جاهدة لتوفير كافة الإمكانيات للتخفيف عن المرضى، داخل الأقسام المختلفة، ومنها إجراء العمليات والإجراءات الجراحية التى يشرف عليها ويجريها أساتذة متخصصين في مجال الأورام، بما يعود بالنفع على المرضى.