هل تذكي العملات المهترئة العنف في السوق المحلي؟
تاريخ النشر: 26th, May 2025 GMT
بين ركام المنازل والخيام المتهالكة، داخل سوق معسكر الشاطئ غرب مدينة غزة ، يسير المواطن محمد الحسيني (28 عاما) بخطوات متثاقلة نحو بائع الخضار. تحت أشعة الشمس الملتهبة، وجبينه يتصبب عرقاً محاولاً إقناع بائع البسطة أخذ ورقة نقدية من فئة " 20شيقل" ، تبدو قديمة، لتبوء محاولته بلا جدوى.
"يا بتشوف غيرها يا بتمشيها بمعرفتك يا معلم هاي ما بتمشي"، تلك العبارة التي أصبحت تكرر صباحاً ومساءً على ألسنة الباعة والسائقين، في وجه من يعرض عليهم العملة الورقية المهترئة.
وقال أحد المواطنين: "هالجملة صرت حافظها بصم اكتر من اسمي"، مشيراً إلى أنها تحولت إلى هاجس وكابوس يومي بين المواطنين في قطاع غزة بسبب منع تدفق السيولة بفعل الحرب وإغلاق المعابر، مما يعكس أزمة اقتصادية في ظل غياب البنوك المصرفية.
اهتراء العملات الورقية وتآكل المعدنية، جراء تناقلها بين الأيدي المرهقة منذ عامين من الحرب، خلق أزمة بين السكان وزاد من حدة الاحتقان في المعاملات المالية وبخاصة البيع والشراء.
وزادت تلك العملات من الأعباء الملقاة على كاهل السكان، وسط الغلاء الفاحش وانعدام فرص العمل، فكل ورقة مهما كانت قيمتها قليلة إلا أنها، قد تعني وجبة غداء كاملة، أو أجرة مواصلات ليومين، لعائلة لاحول لها ولا قوة، تحاول التعايش مع الواقع الأليم .
ونشب خلاف بين زبون وبائن على بسطة معلبات في سوق الزاوية وسط مدينة غزة، نتيجة عرض رفض الأخير التعامل مع فئة العشرين شيكل الورقية. وقال الزبون: "إذا كنتم ترفضون أن تتعاملون فيها نحن كمواطنين مغلوب على أمرهم من أين نأت لكم بالعملات السليمة؟.
وذلك ليس الخلاف الأول، ولن يكون الأخير، لاسيما أن المركبات أيضا باتت تشهد مشاحنات بين الركاب والسائقين على خلفية الامتناع عن تداول العملات المتهالكة.
وللتحايل على هذا الموضوع، برزت مهن جديدة في غزة ألا وهي مهنة مصلح العملات الورقية الذائبة أو المتهالكة.
أمام بسطةٍ صغيرة عل مفترق السرايا وسط مدينة غزة، يقول العم أبو وسيم ( 55 عاماً)، "حتى الورقة الدايبة بنردلها الروح وبتصير تقاوم زي الناس اللي بغزة بالزبط"، جاءت فكرة تصليح العملات الورقية بعد أن أصبح من المستحيل الحصول على عملة جديدة في السوق .
وبيّن أهمية هذه المهنة كبديل مؤقت حالياً، رغم أنّه لا غنى عن العملة السليمة، لكن يعين الناس على تجاوز المشكلات البسيطة ، بعد إجراء عمليات صيانة لها بشكل دقيق ( تلصيق ، تلوين ،ترميم) محاولةً إعادتها إلى حالة مقبولة للاستخدام اليومي .
ويرى الباحث الاقتصادي معين أبو شمالة أنّ العملة بغزة أصبحت رمزاً للأزمة المركبة، ليس فقط الاقتصادية، بل الاجتماعية، لأن التعامل بها بات مشحونا بالتوتر وعدم الثقة.
وأشارت سلطة النقد الفلسطينية، إلى نظام المدفوعات والحوالات الفورية وتنفيذ المعاملات المالية من خلال خدمات الدفع الإلكتروني الأمر الذي يواجه صعوبات عدّة خاصة في انقطاع الكهرباء والإنترنت عن معظم أنحاء القطاع.
ومع تزايد الأزمة الاقتصادية، يصبح المواطن الغزي عالق بين مطرقة حرب لا تنتهي وسندان عملة متهالكة، لتبقى " العملة الممزقة" صورة عن واقع تآكلت فيه الحياة كما تآكلت النقود.
ملاحظة : هذا النص مخرج تدريبي لدورة الكتابة الإبداعية للمنصات الرقمية ضمن مشروع " تدريب الصحفيين للعام 2025" المنفذ من بيت الصحافة والممول من منظمة اليونسكو.
المصدر : وكالة سوا - رغد الغصين اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين كيف أصبحت الطاقة الشمسية أكسجين الغزيين؟ بعد استقالة مديرها - "إغاثة غزة" تبدأ توزيع المساعدات في القطاع اليوم فتوح يدين مجزرة "حي الدرج" ويدعو إلى تدخل دولي لوقف العدوان الأكثر قراءة هذه ليست «أمّ المعارك» ولا آخرها انهيار غير مأسوف عليه نتنياهو: على إسرائيل أن تمنع حدوث مجاعة في غزة "لأسباب دبلوماسية" ألوية الناصر: استشهاد القائد أحمد سرحان بعد إفشاله عملية إسرائيلية خاصة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
وزير التموين: تطوير محطة المكس نقلة نوعية في منظومة تخزين الزيوت وتأمين السوق المحلي
تفقد اليوم الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، محطة الزيوت بمنطقة المكس التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية بمحافظة الإسكندرية، يرافقه الدكتور/ بهاء الغنام، المدير التنفيذي لجهاز “مستقبل مصر”، والفريق/ أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، وذلك في إطار تنفيذ رؤية الدولة لتعزيز الأمن الغذائي المستدام، في إطار جهود الدولة لتطوير البنية التحتية لقطاع التجارة الداخلية والتوسع في المشروعات القومية بمجال الأمن الغذائي.
وتبلغ السعة التخزينية الحالية للمحطة نحو 72 ألف طن، ويُجرى حاليًا تنفيذ أعمال تطوير تستهدف مضاعفة السعة إلى 150 ألف طن، بما يواكب خطط الدولة في التوسع الاستراتيجي لتخزين الزيوت الخام والمكررة.
ومن المتوقع أن يسهم هذا التطوير في رفع السعة التخزينية بما يزيد من مدى الكفاية، ما يمثل نقلة نوعية في تأمين احتياجات السوق المحلي من الزيوت، وتقليل الاعتماد على التخزين الخارجي.
وخلال الزيارة، أكد الدكتور/ شريف فاروق أن مضاعفة السعة التخزينية تأتي ضمن خطة متكاملة تنفذها الوزارة بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين، لتطوير منظومة تداول وتخزين الزيوت بما يحقق أعلى مستويات الكفاءة والسلامة الغذائية.
من جانبه، أوضح الدكتور/ بهاء الغنام أن المشروع يُعد أحد المحاور الرئيسية في خطة الدولة لتعزيز سلاسل الإمداد الغذائي، مشيرًا إلى أن محطة المكس ستصبح بعد تطويرها من أكبر المحطات المتخصصة في تخزين الزيوت على مستوى الجمهورية.
وأكد الفريق/ أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، أن المشروع يندرج ضمن الجهود التنموية لتحديث البنية التحتية الاستراتيجية بالمحافظة، وسيسهم في خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، ويدعم النشاط الاقتصادي بالمنطقة.
يُذكر أن محطة الزيوت والشحوم بالمكس تُعد من المحطات الحيوية في منظومة تداول الزيوت بمصر، وتخدم العديد من القطاعات الصناعية والغذائية، وتسهم في تعزيز قدرة الدولة على مواجهة التحديات المرتبطة بالإمدادات الغذائية.