شاهد.. خطبة الشيخ الشعراوي على جبل عرفات
تاريخ النشر: 5th, June 2025 GMT
يوم عرفة، أصبح يوم عرفة نسبة لـ جبل عرفات محل بحث الكثير على محرك البحث العالمي جوجل من مساء أمس الى اليوم، ويبحث الكثير عن يوم عرفة ودعاء يوم عرفة، وذلك بالتزامن مع يوم التاسع من شهر ذي الحجة، الذي يؤدي فيه الحجاج ركن الحج الأعظم على جبل عرفات، وعلى جميع المسلمين ان ينتهزوا ويستغلوا فرصة هذا اليوم فى الدعاء والتقرب لله بـ دعاء يوم عرفة.
والقى الشيخ محمد متولي الشعراوي إمام الدعاء خطبة على جبل عرفات عام 1976، والذي حظى أن يكون الوحيد من خارج السعودية بإلقاء خطبة يوم عرفة، وبدأ الشعراوي، في الخطبة : “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك.. هذا هو شعار اليوم ونشيد الساعة فلترددوه طوال يومكم”..
خطبة الشيخ الشعراوي على جبل عرفاتبصوته المميز وأدائه الخطابي المختلف استهل الشيخ الشعراوي خطبته الشهيرة وسط ملايين من كل صوب وحدب «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، ثم قال: هذا هو شعار اليوم ونشيد الساعة فلترددوه طوال يومكم، وانطلق في الحديث عن أفضال يوم وقفة عرفات وصيامه لدى المسلمين، ففيه تصبح لغة القرآن هي السائدة في ذلك اليوم، فلا ترد لأي عبدٍ دعوة مهما كانت، ولا ترد مغفرة لمؤمن مهما بلغت ذنوبه عنان السموات، فتلك هي دعوة من الرب لعباده المخلصين فاستجابوا لها، ليكون جزاؤهم المغفرة والرحمة».
وتحدث الشيخ الشعراوي عن إعجاز آيات القرآن الخاصة بالحج: «كان الإعجاز الخالد في القرآن مصدقاً لقوله: «وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق»، فالله يعلم أن مجرد النداء في الناس بالحج سيأتون من كل صوب وحدب كي يلبوا ذلك النداء، فسبحان ربي خصصت هذا الركن العظيم في حج بيتك الحرام، والوقوف في تلك الساحة العظيمة من بيتك، فهذا ركن الوقوف فيه جزاؤه عظيم في حياة الإنسان طوال عمره إلى أن تقوم الساعة».
ويواصل الشيخ الراحل كلامه عن الركن الأعظم: «وكذلك حكمت في هذا الركن إذا أذنت للحج يأتيك القوم رجالاً ونساءً من كل فج عميق، فتلك الرقعة العظيمة تعد ظاهرة عجيبة نرى فيها أناساً تسير على منهج الله، ويتخلقون بعبودية التكبير، نراهم يحرصون على هذا الركن ويزدادون إقبالاً يضيق به كل توسع، اللهم فقد أذنت وقلت يأتوك فأتى القوم، سبحانك يا رب حين تريد أن يكون لا مرد لما تريد أن يكون».
ويستكمل الشعراوي فضائل يوم عرفة: «قد كلفت ربي عبادك بالصيام والزكاة والصلاة وتركت العبيد أخياراً يختارون الطاعة التي تقربهم منك، أو المعصية التي تبعدهم عنك».
وعن سبب وجود ذلك الركن في الحج وأهميته يقول الشعراوي: «يا رب جعلت عبيدك يزورون بيتك، ويقفون بعرفات وأنت تريد لهم الخير والرحمة، فذلك التكريم وتلك الاستجابة لهما ثوابهما عندك، لأن الداعي هو الرب الذي يقدر على كل شيء».
وتابع الشعراوي: «في ذلك اليوم لو سألوك قضاء حوائجهم أعطيتها لهم، فما نقص ذلك عندك يا رب، فكلماتك ورحمتك لا تنفد، وعلى المؤمن أن يكون على ثقة في يوم عرفات أن الإجابة آتية لا محال، فالعبيد يتذللون لك لتأتيهم الخير وتستجيب لهم، فاليوم نحن نبتهل بالدعاء لنا ولأزواجنا وأحبابنا والمؤمنين والمؤمنات، فالملائكة بحفاوتها تحيط بهم على جبل عرفات في ذلك الزحام الذي يشع بياضاً، ملائكة الله في عليائها وعبوديتها المكرمة يتلقون إقبال الحجاج بالعناق ويتلقون الصائمين بالمصافحة، فالله يكافئ على قدر الجزاء».
وعن ثواب ذلك اليوم أكّد الشعراوي في خطبته: «كان جزاء الإنسان أن يخرج الحاج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، ولكن بعد وقفته بعرفات، فأنت يا رب حين تكلف العباد تكلفهم بالفعل، وتترك لهم حرية الزمان أو المكان، وهذا هو الركن الوحيد الذي اجتمع فيه الأمر والنهي بالفعل في مكان برحابك اخترته أنت».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جبل عرفات يوم عرفة الشیخ الشعراوی على جبل عرفات یوم عرفة أن یکون
إقرأ أيضاً:
«نعمة المياه مقوم أساس للحياة».. الأوقاف تحدد موضوع خطبة غدا الجمعة
خطبة الجمعة.. حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة الأول من أغسطس 2025، الموافق 7 صفر 1447 هـ، وهي بعنوان «نعمة المياه مقوم أساس للحياة».
وقالت الأوقاف إن الهدف من خطبة الجمعة القادمة بيان عظم نعمة المياه، وأنها المقوم الأساس للحياة، وأنها أرخص موجود وأغلى مفقود، وأن الحفاظ على كل قطرة مياه واجب على كل إنسان.
وتوفر «الأسبوع»، لزوارها ومتابعيها كل ما يخص نص خطبة الجمعة، وذلك من خلال خدمة إخبارية شاملة يقدمها الموقع على مدار اليوم من خلال السطور التالية:
نص خطبة الجمعة القادمة نعمةُ المياهِ مقوِّمٌ أساسٌ للحياةالهدف المراد توصيله إلى جمهور المسجد: بيان عظيم نعمة المياه، وأنها المقوم الأساسي للحياة، وأنها أرخص موجود وأغلى مفقود، والحفاظ على كل قطرة ماء واجب على كل إنسان.
العناصر:إِنَّ نعم الله تعالى لا تُعدُّ ولا تُحصى.
حافظوا على قطرة الماء حفاظكم على الحياة.
رسالة إلى كل من يستهين بنعمة الماء.
أيها الناس، كونوا يدا واحدة، فإن التكاتف هو أحوج ما تكون إليه الأمة في وقت الأزمات.
الأدلة من القرآن الكريم:
قوله تعالى: {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}.
قال سبحانه: {فَانظُرْ إِلَىٰ آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ}.
قال عز وجل: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاءٍ مَّعِينٍ}.
قال سبحانه: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}.
قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}.
قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
قال عز وجل: {اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون}.
الأدلة من السنة النبوية
حديث: « أبْشِرْ، فَوَاللَّهِ لا يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا، إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوَائِبِ الحَقّ”.
حديث: عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ مرَّ بسَعدٍ وَهوَ يتوضَّأُ، فقالَ: ما هذا السَّرَفُ يا سَعدُ؟ قالَ: أفي الوضوءِ سَرفٌ قالَ: نعَم، وإن كنتَ على نَهْرٍ جارٍ”
وحديث: جاء أعرابيٌّ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يسأَلُه عن الوُضوءِ؟ فأَراه ثلاثًا ثلاثًا، قال: هذا الوُضوءُ، فمَن زاد على هذا، فقد أساءَ وتعدَّى وظلَمَ”.
حديث: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُسأَلُ عَنهُ يَومَ القيامةِ مِنَ النَّعِيمِ أَنْ يُقالَ لَهُ: أَلَمْ نُصِحَ لَكَ جِسْمَكَ، ونُرُويَكَ مِنَ الماءِ الباردِ؟!».
الخطبة الأولي
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، أنزلَ منَ السماءِ ماءً بِقَدَر، فعمَّ بهِ جميعَ خلقهِ في البوادي والحضر، وسلكهُ في ينابيعَ وعيونٍ، وجعلهُ مباركًا وطهورًا، أَقَامَ الكَوْنَ بِعَظَمَةِ تَجَلِّيه، وَأَنْزَلَ الهُدَى عَلَى أَنْبِيَائِهِ وَمُرْسَلِيه، وأشهدُ ألَّا إِلهَ إِلَّا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنا محمدًا عبدهُ ورسولهُ، أحيا بهِ القلوبَ والأرواحَ، وبعثهُ للعالمينَ رحمةً ونورًا، وبهجةً وسرورًا، شَرَحَ صَدْرَهُ، وَرَفَعَ قَدْرَهُ، وَشَرَّفَنَا بِهِ، وَجَعَلَنَا أُمَّتَهُ صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَ.
أما بعدُ:
فإنَّ نعمَ اللهِ تعالى لا تُعدُّ ولا تُحصى، فمِنهَا مَا ظَهرَ، ومِنها مَا بطنَ، وقَد استأثرَ اللهُ بِعدِّهَا وعِلمِها، فقالَ جل جلالُه: }وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا{، ومنْ أعظمِ هذه النعمِ: نعمةُ الماءِ، الَّتي هي أساسُ الحياةِ وسرُّ الوجودِ في هذا الكونِ، فلولَا الماءُ ما كانَ إنسانٌ، وما عاشَ حيوانٌ، ولا أَزهرت أرضٌ ولا رَبتْ، فالماءُ غِذاءُ الكائناتِ وحياتُها، وبفقدهِ تُفقَدُ الحياةُ، ألا ترىَ الأرضَ هامدةً يابسةً، فَإذَا نزلَ عليهَا الماءُ تحركتْ فيهَا الحياةُ، وتلألأتْ بالخُضرةِ والنضارةِ، قال تعالى: }فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{.
أيها المكرمون انتبهُوا، فإن بعض الناس قدْ يرىَ الماءَ أرخصَ موجودٍ، لكنهم لو تأمَّلوا فِي حالِ مَنْ حُرمُوا منهُ، كَيفَ يعيشُونَ فِي فَقرٍ وفاقةٍ ومرضٍ وموت، لعرفوا سُموَّ قدرِه، وأدركوا شرفَه وأهميته، لذلك ذَكَّرَنَا اللهُ جل جلالُه بِهذهِ النعمةِ فِي حالِ الإيجادِ وحالِ الفقدِ، لنذكُر عَظيمَ نِعمِهِ علينَا، ولنحذر من تضييعِها والتفريطِ فيها، فقالَ سبحانه: {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ}، وقالَ عز وجل: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ}.
عباد الله، حافظوا على قطرةِ الماء حفاظَكم على الحياة! وإياكم والإسرافَ والتبذيرَ والإهدارَ، أتطيقون أن لا تكونوا من أهل محبةِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ؟! تأملوا هذه الآية: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ{، أتتحملون أن توصفوا بهذا الوصفِ؟! {إِنَّ الْـمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا{.
ألا تعلمون أيها النبلاءُ أنَّ الاقتصادَ في استخدامِ الماء شأنُ الأولياءِ الصالحين والعلماء الربانيين، قال الإمام أحمد رحمه الله: «مِن فقهِ الرجلِ قلةُ ولوعِه بالماءِ»، وقال المروزي رحمه الله: «وضَّأتُ أبا عبد اللهِ الإمامَ أحمدَ، فسترتُه مِن الناسِ، لئلا يقولوا: إنه لا يحسنُ الوضوءُ، لقلةِ صبِّه الماءَ، وكان أحمدُ يتوضأُ فلا يكادُ يبلُّ الثَّرى»،
أرأيتم أيها السادة! إن هذا شأنُ الأكابرِ في حرصهم على الماء، يحرصون على الماءِ جدًّا، وكلما زاد قربُهم من الله، نوَّر اللهُ بصائرَهم، فعظَّموا نعمَ اللهِ وصانوها، هكذا كانوا يصونون الماءَ تعبدًا للهِ جلَّ جلالُه.
وهذه رسالةٌ إلى كل من يستهينُ بنعمةِ الماء، فيا من يفتحُ الصنبورَ لأقصى درجةٍ عند الوضوءِ أو غسلِ الأواني أو غسلِ الأسنانِ تاركًا الماءَ ينسابُ بلا حاجةٍ، ويا من يتركُ خراطيمَ المياهِ تغسلُ السياراتِ أو تنظفُ الساحاتِ وهو منشغلٌ بحديثٍ مع صديقِه ولا يعبأُ بالماء المهدرِ، ويا من تفرطُ في استخدامِ المياهِ أثناء ريِّ الحدائقِ فتتسببُ في هدرِ كميات كبيرة من الماء الصالحةِ للشربِ، أفيقوا! واعلمُوا أنَّ نعمةَ الماءِ هِي مِنْ أَوَّلِ مَا تُسأَلونَ عنهُ يومَ القيامةِ، قَالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: “إنَّ أوَّلَ مَا يُسأَلُ عَنهُ يَومَ القيامةِ مِنَ النَّعيمِ أنْ يُقالَ لَهُ: أَلَمْ نُصِحَّ لَكَ جِسْمَكَ، ونُرْويَكَ مِنَ الماءِ الباردِ؟!»، فَأحسنُوا جوارَ نِعمَ اللهِ عَليكُم، ولا تنسوا قول الله جل جلاله الذي يقرع القلوب ويفزع الأفئدة: {وإذ تأذن ربُّكم لئن شكرتُم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديدٌ{.
الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ الذي أمرَ بالبِّرِ والتقوى، ونهى عن العداوةِ والفرقةِ، وجعل التراحمَ والتعاونَ شعارنَا، وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهَ، وأن سيدنا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه، وعلى آلهِ وصحبِه أجمعين، أما بعدُ:
فإنَّ التكاتفَ الاجتماعيَّ ليس خُلُقًا محمودًا فحسب، بل هو ضرورةٌ إنسانيةٌ، وفريضةٌ إسلاميةٌ شرعيةٌ، وسبيلٌ للإصلاحِ، والاستقرارِ والقوةِ للأمةِ، قالَ الله جل جلالُه: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا{، وهذ أمرٌ إلهيٌّ لا سبيلَ إلى تحقيقِهِ إلا بالتعاونِ والتكاتفِ، قالَ سبحانَهُ: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ{.
أيها الناس، كونوا يدًا واحدة، فإن التكاتفَ هو أحوجُ ما تكون إليه الأمةُ في وقتِ الأزماتِ التي تنزلُ بساحتِها، وتطرأُ على واقعِها ما بين الحينِ والآخرِ، وهذا خلقٌ لا بد أن نحققَه بيننا، ونقتديَ فيه بالحبيبِ الأعظمِ صلى الله عليه وسلم الذي كان عونًا لكل محتاجٍ، سندًا لكل ضعيفٍ، أنسًا لكل وحيدٍ، وقد وصفتْهُ أمُّنَا خديجةُ رضي اللهُ عنها، فقالتْ باعثةً في روحه الطمأنينةَ: “أَبْشِرْ، فَوَاللهِ لَا يُخْزِيكَ اللهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ“.
عباد الله، تراحموا، تكاتفوا، تعاونوا، {اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا اللهَ لعلكم تفلحون{، فإن وطنَنا الغالي مصرَ بتآلفكم قويٌّ عزيزٌ، غالبٌ، منصورٌ، محفوظٌ بأمان الله وحفظه.
اللهم حبِّب إلينا الإيمانَ وزينه في قلوبنا
وأدم علينا نعمَك وارزقنا شكرَها
اقرأ أيضاً«نعمة المياه مقوم أساس للحياة».. موضوع خطبة الجمعة القادم
«إدارة الوقت مفتاح بناء الإنسان الناجح».. موضوع خطبة الجمعة اليوم 25 يوليو 2025
«إدارة الوقت مفتاح بناء الإنسان الناجح».. موضوع خطبة الجمعة القادم لـ وزارة الأوقاف