سواليف:
2025-10-16@00:01:24 GMT

تأملات قرآنية

تاريخ النشر: 12th, June 2025 GMT

#تأملات_قرآنية

د. #هاشم_غرايبه

يقول تعالى في الآية 28 من سورة آل عمران: “لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ”.


تعتبر هذه الآية من أركان التوجيه السياسي، سواء للمجتمع المسلم أو للسلطة الحاكمة له، وتكتمل عناصر هذا التوجيه مع آيتين أخريين، هما قوله تعالى:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ” [المائدة:51]، والثالثة هي: “وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ” [هود:113].
بهذه الآيات الثلاث يوضح الله المنهج السياسي الذي يتوجب على المسلمين اتباعه، وبما لا يدع مجالا للاجتهاد البشري، واالاحتجاج بمقولات متهافتة مثل: ضرورات المرحلة، أو الواقعية، أو مقتضيات المصلحة العامة، أوغير ذلك من تبريرات تسوغ النكوص عن هذه الثوابت المنهجية.
في الاية الأولى تحدد العلاقة الاستراتيجية مع الكافرين.
وفي الثانية مع أهل الكتاب.
وفي الثالثة داخل المجتمع المسلم فيما لو تولى الحكم ظالمون لا يقيمون منهج الله.
بداية يجب ان نفهم ان الاسلام يتعامل مع المجتمع الاسلامي جماعيا، فكل مسلم لا يقول في صلاته: اهدني الصراط المستقيم، بل اهدنا، لأن الصلاحات الفردية لا تكفي لتحقيق صلاح المجتمع والنهوض بالأمة، بل الصلاح العام، والذي لا يتحقق بغير سلطة حاكمة مؤمنة متبعة للدين، تعتمد منهج الله منهجا للدولة.
ومن المهم معرفة أن الرسالات التي ارسلها الله الى الأمم السابقة كانت محددة بها زمانا ومكانا، بدليل أنه لم يكن مطلوبا من أي من الرسل دعوة أحد غير قومهم، ولم يكن مطلوبا منهم تغيير السلطة الحاكمة، بل كانت دعوتهم تتركز على التوحيد والاستقامة الفردية.
وعندما وصل التطور الطبيعي الذي قدره الخالق للبشرية الى الدرجة التي تمكنهم من استيعاب الدين، أنزل رسالته الخاتمة التي أكمل لهم الدين بها، ليصبح منهجا سياسيا تتبعه المجتمعات المؤمنة، وليس مجرد صلاح فردي كما هو دأب الشرائع الأولية السابقة.
من هنا نفهم لماذا فرض الله الهجرة الى المدينة، فهي لأجل قيام كيان سياسي يقيم الدين منهجا لمواطنيه، والذي عندما بلغ أشده وأصبح دولة قادرة على حماية مواطنيها عسكريا، فرض الله في سورة التوبة تحرير كامل الجزيرة من دنس المشركين، وليبقى فيها الدين خالصا لله، ولتظل هذه المنطقة بؤرة الدعوة لكل بقاع الأرض.
لذلك أنزل الله الآيات السالف ذكرها، لكي تشكل مرجعية للأفراد وللمجتمع، متمثلا بسلطته الحاكمة، في تحديد العلاقات الخارجية والداخلية للدولة الإسلامية.
كانت السياسة زمن الدعوة بسيطة، ولأنه لا يجوز للدولة الاسلامية شن الحروب الاستعمارية ولا الاعتداء على من لم يعتدي عليها، لذلك كانت العلاقات مع الدول الخارجية مبنية على المسالمة والتعاون، ما لم تبادر الى العدوان، لكن كون الأمة مكلفة بالدعوة، فقد بات واجبا دعوة غير المسلمين الى دين الله سلميا وبالإقناع، فإن تيسر لهم ذلك، وسواء استجيبت دعوتهم أم رفضت فقد ابرؤوا ذمة الأمة، لكن إن منعوا من تأدية مهمتهم، فعلى الدولة حمايتهم، وذلك ما يسمى (جهاد الطلب).

في الزمن المعاصر، وبعد تمكن معادي منهج الله من اسقاط الدولة الإسلامية، فإن شرعية الأنظمة الحاكمة تتمثل بتطبيق شرع الله، والإثبات يكون بالتزامها بالتوجيهات السياسية الواردة، وفي جميع الأحوال لا يجوز للمجتمع المسلم أن يسمح لها بمخالفة أوامر الله، وفي الحد الأدنى يحرم على المسلم تأييدها أو الدفاع عن مواقفها المخالفة، وتتلخص هذه المخالفات بما يلي:
1 – الاقرار للعدو بحقه في احتلال ديار المسلمين، وعقد معاهدات تطبيع لأجل إقامة علاقات تعاون تجاري معه.
2 – قد يجوز تنظيم اتفاقيات هدنة مؤقتة معه الى حين التمكن من مناجزته عسكريا، لكن مع اخلاص النية والعمل الدؤوب على اعداد المستطاع من قوة.
3- لا توجد أية حالة تبرر عقد معاهدات دفاعية مع العدو، ناهيك أنه يحرم محالفته ضد مسلمين مهما كانوا ضالين.
الحاكم الذي يفعل أيا من ذلك هو عاص لله، ومن يؤيده شريك له في الإثم.

مقالات ذات صلة بلا مواربة 2025/06/11

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: تأملات قرآنية هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

الغارديان: هكذا كانت ظروف اعتقال الأسرى الفلسطينيين المحررين

نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرًا سردت فيه "معاناة" أحد الأسرى الفلسطينيين الذين أُطلق سراحهم في صفقة التبادل بين حماس وإسرائيل مؤخرًا، وكشفت خلاله عن تعرضهم "لسوء المعاملة والتعذيب" أثناء فترة الاحتجاز. اعلان

وذكرت الصحيفة أن السلطات الإسرائيلية "ودّعت الأسير نسيم الردي بالطريقة ذاتها التي استقبلته بها: مقيد اليدين، مُلقى على الأرض، يتعرض للضرب بلا رحمة".

ونقلت عنه قوله إن أول مشهد لغزة بعد عامين من الاعتقال بدا ضبابيًا بسبب آثار لكمة على عينيه أثرت على نظره ليومين كاملين. وأكدت الصحيفة أن مشاكل البصر رافقته طوال مدة احتجازه التي بلغت 22 شهرًا.

والردي موظف حكومي يبلغ من العمر 33 عامًا من بيت لاهيا، اعتُقل على يد القوات الإسرائيلية في مدرسة كانت قد تحولت إلى ملجأ للنازحين في غزة بتاريخ 9 ديسمبر 2023.

وقضى الردي أكثر من 22 شهرًا في السجن، منها 100 يوم في زنزانة تحت الأرض، قبل الإفراج عنه يوم الاثنين إلى غزة برفقة 1700 معتقل فلسطيني آخر.

وأوضحت "الغارديان" أن حالة الردي تشبه حال العديد من المحررين إلى غزة، حيث لم تُوجّه إليه أي تهمة رسمية، وتعرض خلال احتجازه "للتعذيب والإهمال الطبي والحرمان من الطعام على يد حراس السجون الإسرائيليين".

ظروف الاعتقال

ووصف الردي فترة احتجازه في سجن نفحة بصحراء النقب قائلًا: "كانت الظروف قاسية للغاية، بدءًا من تقييد الأيدي والأرجل ووصولًا إلى أقسى أشكال التعذيب".

وأضاف: "استخدموا الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتخويفنا، إلى جانب الإهانات والشتائم المستمرة. كان لديهم نظام صارم للقمع؛ فالبوابة الإلكترونية للقسم كانت تُفتح عند دخول الجنود، ليدخلوا مع كلابهم وهم يصرخون 'على بطنك!' ثم يبدأون بضربنا بعنف".

وقال الأسير إن الزنزانات كانت مزدحمة بشكل كبير، حيث يحتجز 14 شخصًا في غرفة صممت أساسًا لخمسة أشخاص فقط.

وأشار إلى أن هذه الظروف غير الصحية أدت إلى إصابته بأمراض جلدية وفطرية، ولم تُجدِ العلاجات الطبية المقدمة في السجن نفعًا في تخفيفها.

استقبل الفلسطينيون الأسرى المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية عند وصولهم إلى خان يونس جنوب غزة، الاثنين 13 أكتوبر 2025. Jehad Alshrafi/AP

محمد العصالية، طالب جامعي يبلغ من العمر 22 عامًا، أُفرج عنه من سجن نفحة يوم الاثنين، وقد أصيب خلال احتجازه بمرض الجرب.

وقال العصالية، الذي اعتُقل في 20 ديسمبر 2023 من مدرسة في جباليا: "لم نحصل على أي رعاية طبية. حاولنا معالجة جروحنا باستخدام مطهرات الأرضيات، لكن ذلك زاد الوضع سوءًا. كانت الفرشات متسخة، والبيئة غير صحية، ومناعتنا ضعيفة، والطعام ملوثًا".

وأضاف العصالية: "كان هناك مكان نطلق عليه اسم 'الديسكو'، حيث يشغلون الموسيقى الصاخبة بشكل متواصل ليومين كاملين. كانت هذه إحدى أسوأ وأقسى طرق التعذيب لديهم. كما كانوا يعلقوننا على الجدران، ويرشوننا بالماء والهواء البارد، وأحيانًا يرمون مسحوق الفلفل الحار على المعتقلين".

ويشير التقرير إلى أن كلا الرجلين فقدا قدرًا كبيرًا من وزنهما أثناء الاعتقال. فدخل الردي السجن بوزن 93 كيلوغرامًا وخرج بوزن 60 كيلوغرامًا. بينما كان وزن العصالية 75 كيلوغرامًا عند الاعتقال، وانخفض إلى 42 كيلوغرامًا في إحدى مراحل احتجازه.

Related الفلسطينيون يستقبلون الأسرى المحررين في صفقة تبادل مع إسرائيلالأسرى المحررون يجتمعون بعائلاتهم في تل أبيب بعد عامين من الأسرأسرى فلسطينيون يصلون قطاع غزة بعد الإفراج عنهم بموجب الاتفاق بين حماس وإسرائيل العودة إلى غزة كانت أصعب

ورغم الفرح بالحرية، يقول الردي إن العودة إلى غزة كانت أكثر قسوة من الاعتقال نفسه، فهو عندما خرج من السجن، حاول الاتصال بزوجته ليجد هاتفها خارج الخدمة. واكتشف لاحقًا أن زوجته وجميع أبنائه تقريبًا، باستثناء واحد، قُتلوا في غزة بغارات إسرائيلية أثناء فترة احتجازه.

استقبل الفلسطينيون الأسرى المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية عند وصولهم إلى خان يونس جنوب غزة، الاثنين 13 أكتوبر 2025. Abdel Kareem Hana/ AP حالة صحية سيئة

وبحسب أطباء فلسطينيين، فإن العديد من المعتقلين الذين أُطلق سراحهم يوم الاثنين وصلوا إلى غزة في حالة صحية متردية.

وقال إياد قديح، مدير العلاقات العامة في مستشفى ناصر جنوب غزة، الذي استقبل الأسرى: "كانت آثار الضرب والتعذيب واضحة على أجسادهم، مثل الكدمات والكسور والجروح وآثار السحب على الأرض وعلامات القيود على أيديهم".

وأضاف أنهم اضطروا لنقل العديد من المحررين إلى قسم الطوارئ لسوء حالتهم الصحية. كما بدا أن المعتقلين قد حُرموا من الطعام لفترات طويلة.

تزايد الاعتقالات منذ 7 أكتوبر

وتشير اللجنة العامة لمناهضة التعذيب في إسرائيل إلى أن هناك نحو 2800 فلسطيني من غزة في السجون ومراكز الاعتقال الإسرائيلية دون تهمة.

ومنذ هجوم 7 أكتوبر، سمحت التعديلات على القانون الإسرائيلي باحتجاز أعداد أكبر من الفلسطينيين دون تهم رسمية.

وقال تال ستاينر، المدير التنفيذي للجنة: "شهدت وتيرة التعذيب والإساءة في السجون والمخيمات العسكرية الإسرائيلية ارتفاعًا هائلًا منذ 7 أكتوبر. نرى أن هذا جزء من سياسة يقودها صناع القرار الإسرائيليون مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وآخرون".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • «الشارقة للتراث» يبحث التعاون الثقافي مع بوركينا فاسو
  • باحثة سياسية : جاهزية مصر كانت وراء نجاح قمة السلام في شرم الشيخ | فيديو
  • خالد أبو بكر: تضحيات الشهداء كانت الأساس في استقرار الدولة وأمنها
  • الغارديان: هكذا كانت ظروف اعتقال الأسرى الفلسطينيين المحررين
  • علي جمعة: التمسك بآل بيت النبي ﷺ وصية نبوية مستمرة إلى يوم الدين
  • خالد أبو بكر: شرم الشيخ كانت محط أنظار العالم بتغطية إعلامية غير مسبوقة
  • الهدم المتواصل للمساجد في الهند: التفسيرات القانونية وجراح المجتمع المسلم
  • يد الله كانت معنا اليوم.. نشأت الديهي يهنيء الرئيس السيسي بتوقيع اتفاق السلام
  • "ترامب" في الكنيست: على إيران أن تحدد ما إذا كانت مستعدة للسلام
  • كلما قسوت على ChatGPT كانت إجاباته أفضل!