بقلم : د. سمير عبيد ..

أولا : إيران تخوض معركتها بوتيرة سريعة من خلال إطلاق موجات من الصواريخ بعيدة المدى والباليستية ” والمفارقة لم نشهد اي مشاركة لطائرات حربية إيرانية ” وهذه ثلمة استراتيجية كبيرة في المعركة لصالح إسرائيل. إيران تريد ان تثبت للعالم ولإسرائيل انها لم تتأثر بخسائرها الجسيمة في الساعة الاولى للعدوان الاسرائيلي والذي قتل معظم قيادات الخط الثاني في إيران.

. بل سارعت لتأخذ زمام المبادرة من خلال إطلاق مئات الصواريخ والمسيرات بأتجاه إسرائيل !
ثانيا :- ولكن هناك مجازفة من قبل القيادة الإيرانية لأنها لحد هذه اللحظة لم تفكر بالشق الإستراتيجي وهو الشق الأهم ( ويبدو انها تراهن على توقف الحرب بفعل النار وتثوير الإسرائيليين ضد حكومتهم لإيقاف الحرب).وهذا لن يحصل. بل استفادت إسرائيل من تلك النيران وتهديم البيوت لتقدم نفسها للعالم بانها الضحية .وبالفعل نجحت بتحريك بريطانيا وفرنسا والمانيا وحتى حدث انقسام داخل الادارة الاميركية عالجه ترامب بتصريح قال فيه ” يحتمل سوف نشارك بالحرب لجانب إسرائيل”.
نقطة نظام :-
وايران بالفعل ضغطت على دول صديقه لها من اجل التوسط لإيقاف الحرب .فردت إسرائيل بالقول ” لدينا جدول تسير عليه الحرب وللآن لم ينتهي ..وبالتالي ان ايقاف الحرب سابق لأوانه الآن )
رابعا :- والموضوع الاستراتيجي الذي ليس بصالح إيران والذي اشرنا له أعلاه . هو ان إيران ليس لديها حلفاء شجعان يمدوها بما تحتاج إذا نفذ ( خزينها من الصواريخ الباليستية) .وبالتأكيد ان طالت الحرب سوف ينفذ خزين الصواريخ من جهة ،ومن جهة آخرى ان ايران ليس لديها اقتصاد حرب بسبب العقوبات والحصار وبالتالي سوف تتقهقر . وفي آخر المطاف ستسوقها إسرائيل حيث تريد فتذهب إيران لتتخذ قرار استخدام ( مضيق هرمز ) كسلاح ضغط وهنا ستعم السعادة في أمريكا وبريطانيا والغرب لأن هناك ( تحالف جاهز ) للانقضاض بحجة حماية التجارة الدولية وحماية خطوطها وتأمينها واخراج مضيق هرمز من السيطرة الإيرانية وسوف تكون ضربة استراتيجية واقتصادية للصين !
خامسا : بالمختصر :- إيران تقدمت كثيرا لتقترب من مفترق الطرق الخطير ومن هذه الطرق ( انشقاق من داخل النظام وستدعمه أمريكا والغرب ، او ثورة شعبية ضد النظام تدعمها واشنطن ، او تمرد قومي كردي او عربي او بلوشي او أذري … الخ او جميعها مجتمعة وفي توقيت محدد لا ندري ) فلا نجامل فالنظام الإيراني في وضع لا يُحسد عليه. وسوف يتشظى حال اغتيال المرشد الإيراني من قبل أسرائيل وهي لوحت بذلك !
سادساً:- ننتقل للوتيرة الاسرائيلية !
أ:- إسرائيل تخوض حربها بكل أريحية وبدون عجلة خصوصا عندما وفر لها سقوط نظام بشار الاسد فضاء إستراتجي نحو العراق ثم ايران فأصبحت الطائرات الاسرائلية تضرب طهران وتعود بكل أريحية، ولم تحتاج للتزود بالوقود أصلا والتي كانت معضلة كبيرة امام اسرائيل قبل سقوط نطام الاسد !
ب:- إسرائيل لديها راحة ومساحة لاستعمال صنوف مختلفة في هذه الحرب واهمها الطائرات الحربية التي نجحت بتحويل سماء طهران إلى ملعب للطيارين الإسرائيليين. والطيران المسيّر ، والصواريخ بعيدة المدى ، والأهم ادواتها” الطابور الخامس وخلايا الموساد” التي تعمل وترصد وتُخرّب وترسل وهي على الارض في داخل ايران !
ج:- ترسانة إسرائيل لن تنفذ سواء من الصواريخ او الطائرات او المسيرات او الاقتصاد والسبب لأن لها حلفاء وأصدقاء جاهزين لتزويدها بما تحتاج بحربها الدائرة ضد ايران . واول هؤلاء الولايات المتحدة واخيراً اعلنت بريطانيا والمانيا وفرنسا استعدادها لمساندة اسرائيل ضد إيران !
د:- لازالت بيد إسرائيل امكانيات اخرى غير متوفرة عند الإيرانيين وهي ” القنابل النووية التكتيكية ، والقنابل الثقيلة والذكية التي تصل إلى ١٠٠ متر – وإلى ٢٠٠ متر تحت الأرض والتي زودتها بها الولايات المتحدة ( وهنا لسنا مهولين بل هذه هي الحقيقة )
وأخيرا ….ملاحظة مهمة :-
عندما كتبت عنوان المقال لكي أبدأ بالتحليل سارع زميل لي مختص بشرق اسيا والصين فقال لي ( أستعد للشتائم لأنهم لا يفرقون بين المحلل السياسي المحايد والذي هذه مهمته ، وبين الجنرال الاسرائيلي) فكان جوابي اطمئن ( فلن اجعل الحجر بدينار) .. اي سألتزم بمقولة ” إذا كل كلب ???? عوى لجمتهُ بحجرٍ ..سوف يكون الحجر بدينارِ”!
سمير عبيد
١٥ حزيران ٢٠٢٥

سمير عبيد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

الملاجئ الإسرائيلية في مواجهة الصواريخ الإيرانية: قصورٌ في العدد وأسئلة حول الفعالية

استيقظ الإسرائيليون على وقع صدمة آخر الهجمات الإيرانية.. قتلى وتساؤلات حول مدى فعالية الملاجئ بعد ان اخترق صاروخ باليستي أحدها. وبات على حكومة نتنياهو التعامل مع أزمة مستجدة واحتواء ذعر السكان بعد وصول الصاروخ إلى عمق الأرض وتدمير غرفة محصنة. اعلان

كشف تحقيق أولي من قيادة الجبهة الداخلية أن صاروخًا باليستيًا إيرانيًا أصاب فجر الإثنين جدار بناية في وسط البلاد، وضرب غرفة الحماية، ما أسفر عن سقوط أربعة قتلى على الأقل، ثلاثة منهم وُجدوا جثة هامدة داخل الملجأ، وآخر في المبنى المقابل، يُعتقد أنه قُذف من شدة الانفجار، فيما كانت فرق الإسعاف تعمل على انتشال عالقين تحت الأنقاض.

وقد أثارت هذه الحادثة الذعر داخل الدولة العبرية، وزادت غضب السكان على الحكومة، مع تزايد التقارير التي تتحدث عن عدم فعالية الغرف المحصنة لتتحمّل صواريخ ثقيلة ومباشرة.

المتحدث باسم الجيش الإيراني يحذر الإسرائيليين من التواجد في الملاجئ

في أعقاب الهجوم، توعّد وزير الدفاع الإسرائيلي سكان طهران بأنهم سيدفعون الثمن، وقال إن "الديكتاتور المتغطرس في طهران تحول إلى قاتل جبان يطلق نيرانًا متعمدة نحو الجبهة الداخلية المدنية"، في إشارة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي.

وكانت صحيفة "يسرائيل هيوم" نقلت عن الجبهة الداخلية أن نحو 40% من ساكني تل أبيب يعيشون في مبانٍ ليس فيها ملاجئ مطابقة للمعايير، وأن عشرات آلاف المباني القديمة في العاصمة غير مجهزة أصلا بهذا النوع من الحماية.

مراسل صحيفة "هآرتس" عبر إكس: ساحة معركة أخرى صعبة في مدينة وسط البلاد: دمار هائل عندما أصاب الصاروخ مؤسسة تعليمية في قلب حي سكني مكتظ. هنا لا توجد ملاجئ محصنة لمعظم الشقق. عمليات بحث واسعة عن عالقين تحت الأنقاض.

وتعاني تل أبيب وحيفا أساسًا من نقص حاد في الغرف المحصنة في ظل الهجمات الإيرانية العنيفة، وقد نقلت الصحيفة ذاتها عن شهود عيان في العاصمة قولهم إنهم "لا يملكون ملجأ، وأن جيرانهم يغلقون أبواب ملاجئهم في وجوهنا" في ظل الاكتظاظ.

ويتصدر موضوع نقص الملاجئ وعدم أهليتها المشهد بعدما حذر المتحدث باسم الجيش الإيراني بأن "الملاجئ لم تعد آمنة"، ونصح الإسرائيليين بمغادرة جميع الأراضي.

Relatedتضرر مبنى السفارة الأمريكية في تل أبيب إثر صاروخ إيراني.. هل يغير الهجوم موقف واشنطن؟بسبب الضربات الإيرانية... ارتفاع قياسي في طلبات الدعم النفسي داخل إسرائيلولا تزال السماء تمطر غارات وصواريخ في معركة كسر العظم بين إيران وإسرائيل

ينص قانون الدفاع المدني الإسرائيلي لعام 1951 على ضرورة وجود ملاجئ ضد القنابل في جميع المنازل والمباني السكنية والصناعية، ورغم ذلك، يمكن لعدة منازل أو مبانٍ سكنية مشاركة ملجأ واحد.

أما بالنسبة للمشرّدين، فقد أنشأت منظمة "غاغون" غير الحكومية في عام 1986 أول مأوى مؤقت للمشردين لتلبية احتياجاتهم، ولاحقًا اندمجت مع منظمة "لاسوفا"، مما أسفر عن وجود 13 مأوى للمشردين حاليًا في تل أبيب.

المناطق العربية

في المقابل، تعاني المناطق العربية داخل الخط الأخضر من نقص في الجهوزية لتحمّل الرشقات الصاروخية، وذلك نتيجة الإهمال، سواء من ناحية عدم توفير الملاجئ الكافية أو التمييز الواضح في منظومة الدفاعات الجوية الإسرائيلية، التي تتعامل مع البلدات العربية كمناطق مفتوحة، أي مستثناة من الحماية في أوقات الطوارئ، فضلًا عن استهتار المواطنين العرب بتعليمات الجبهة الداخلية.

وقبل يومين، أصاب صاروخ إيراني، لم تتصدى له الدفاعات الجوية الإسرائيلية، مبنىً بشكل مباشر في مدينة طمرة، إحدى مدن الجليل، ما أدى إلى مقتل أربع سيدات من عائلة واحدة وجرح العديد.

مقاطع فيديو متداولة للمناطق العربية عقب تعرضها للهجوم

وعن ذلك، قال رئيس بلدية طمرة لشبكة "سي إن إن" إن 40% فقط من سكان البلدة، البالغ عددهم 37 ألف نسمة، لديهم غرف آمنة أو ملاجئ صالحة للاستخدام. وأوضح أن البلدة تفتقر إلى المخابئ أو الملاجئ العامة التي تُعتبر منتشرة في معظم المدن والبلدات الإسرائيلية.

وأضاف أنه، وفي أعقاب الهجمات الإيرانية، قررت البلدية فتح المنشآت التعليمية في طمرة لتُستخدم كملاجئ لأولئك الذين لا يشعرون بالأمان في منازلهم. وقال أبو رومي: "لم تموّل الحكومة يومًا بناء الملاجئ في بلدتنا، لأن لديهم أولويات أخرى".

الملاجئ حول العالم.. لا معايير ثابتة

تعتمد دول العالم معايير غير موحّدة فيما يتعلق بالملاجئ، نظرًا لاختلاف تقييم التهديدات الأمنية والقدرات الاقتصادية والبنية التحتية، بالإضافة إلى الأطر التنظيمية المعمول بها. وفي دول أخرى مثل إيران ولبنان واليمن، تستعين السلطات بمحطات المترو والمدارس لاستخدامها كملاجئ، حيث لا توجد غرف محصنة لحماية المدنيين رغم أنها مناطق نزاع.

وتختلف كذلك معايير بناء الغرف المحصنة من حيث التصميم ومدى الانتشار والقدرة الاستيعابية لتغطية كامل أراضي الدولة. فعلى سبيل المثال، تضم سويسرا أكثر من 370,000 ملجأ نووي، وهو عدد يكفي لإيواء كل فرد من سكانها.

أما في أوبيدوم، بالقرب من براغ، فهناك ملجأ نووي يعد من أكثر المشاريع سرّية، حيث تم تطويره في الثمانينيات بالتعاون بين الاتحاد السوفيتي وتشيكوسلوفاكيا (التي أصبحت اليوم الجمهورية التشيكية وسلوفاكيا). ويُعتبر هذا الملجأ الآن أكبر ملجأ تحت الأرض في العالم، وقد جُدد ليشمل حمام سباحة ومنصة لهبوط المروحيات ونظام دفاع متطور.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تعترف.. الصواريخ الإيرانية أصابت أهدافا مدنية وعسكرية
  • سمير فرج: نتنياهو و5 ملايين في الملاجئ بسبب صواريخ إيران.. وهدف إسرائيل لم يتحقق
  • الصواريخ الإيرانية تواصل دك قلب الكيان الإسرائيلي
  • الملاجئ الإسرائيلية في مواجهة الصواريخ الإيرانية: قصورٌ في العدد وأسئلة حول الفعالية
  • الصواريخ الإيرانية تدمر ملجأ صممه الاحتلال لحماية المستوطنين 
  • خطوة تصعيد جديدة.. إسرائيل تضرب عشرات منصّات الصواريخ في غرب إيران
  • ايران تتهم اسرائيل بتوسيع نطاق الحرب وتؤكد أنه فعل متعمد وخطأ استراتيجي كبير
  • عكاشة: المنطقة تشهد متغيرًا استراتيجيًا وإسرائيل تخوض حربًا ممتدة ضد محور إيران
  • صور جوية تظهر حجم الدمار في قلب إسرائيل بفعل الصواريخ الإيرانية