الكشف عن تفاصيل أضخم مشروع للرئيس العليمي لإحداث نقلة نوعية في اليمن
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
(عدن الغد) الشرق الاوسط :
كشف مسؤول حكومي بارز، عن مشروع ضخم، بتوجيهات من رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي، لإحداث نقلة نوعية في مختلف المحافظات المحررة، والبداية ستكون من محافظات حضرموت وعدن وتعز .
وبحسب صحيفة الشرق الأوسط، فإن مسؤولون يمنيون يعكفون على إعداد خريطة طريق تعطي السلطات المحلية في المحافظات مزيداً من الصلاحيات والاستقلالية عن الحكومة المركزية.
ويهدف المشروع إلى البدء في التطبيق في كل من عدن، وحضرموت وتعز في مرحلة أولى لتطبيق التجربة والاستفادة منها قبل تعميمها على بقية المحافظات، وفقاً لحديث أجرته الصحيفة مع المهندس بدر باسلمة رئيس اللجنة الفنية لمشروع «تمكين السلطات المحلية».
وقال المهندس بدر باسلمة، وهو رئيس الهيئة التأسيسية لمجلس حضرموت الوطني، إن «بناء القدرات سيكون في المحافظات كلها، لكن التوجه هو التركيز على (المحافظات الثلاث) للاستفادة من الدروس فيها، وتعديل بعض الأمور التي قد نحتاجها لتكون نموذجاً لبقية المحافظات».
المشروع الجديد الذي يحظى بموافقة رئاسية، ودعم إقليمي وأيضاً دولي، يهدف إلى تمكين السلطات المحلية في المحافظات من إحداث تنمية اقتصادية مستدامة بمشاركة مجتمعية، وإشراك القطاع الخاص بما يخلق فرص عمل، ويحدد العلاقة بين المركز والسلطة المحلية، والقطاع الخاص.
وكان الرئيس العليمي، أكد في أواخر يونيو (حزيران) الماضي، خلال زيارته محافظة حضرموت، التزام مجلس القيادة والحكومة تعزيز دور السلطات المحلية في المحافظات المحررة كافة، ودعم جهود الأمن والاستقرار وتحسين الخدمات.
وأكد المهندس بدر باسلمة رئيس اللجنة الفنية لمشروع «تمكين السلطات المحلية» أن المحافظات بعد تطبيق المشروع ستكون قادرة على تقديم الخدمات بمشاركة القطاع الخاص، وستكون لديها التمويلات الكافية لتنفيذ المشروعات، حيث يعاد مفهوم الدولة ودورها لتصبح وظيفتها تنظم آلية العمل، ووضع معايير وتنظيم السوق والاقتصاد.
تفكك مؤسسات الدولة
أوضح باسلمة أن واقع الحرب لثماني سنوات في اليمن أدى إلى تفكك مؤسسات الدولة بشكل كامل، وإلى هشاشتها وضعفها، ولم تعد المؤسسات قادرة على تقديم الخدمات، كما أن السلطات المحلية وجدت نفسها في واقع لم تكن مستعدة له نهائياً.
وأضاف: «كانت 97 في المائة من المشروعات تأتي من السلطات المركزية، وكان على السلطات المحلية متابعة عملية التنفيذ، والآن مع الحرب تم إلقاء المسؤولية كاملة على السلطات المحلية لتوفير الخدمات، والقيام بمهام كبيرة لم تكن قادرة ولا مهيأة للقيام بها».
ولفت باسلمة إلى أن السلطات المحلية اجتهدت وفقاً لقدراتها لإيجاد مخارج، وتوفير الخدمات، والتنمية في حدها الأدنى، وأخذ بعض المحافظين صلاحيات أكثر مما يمنحه القانون لهم. وتابع: «المحافظات مارست صلاحيات فوق ما أعطى لها القانون، بسبب ظروف الحرب (...) كما أن وجود الأموال التي لم تعطَ للمركز خلق نوعاً من الفوضى في المحافظات بدرجة كبيرة، وخلق فساداً محلياً كبيراً دون رقابة».
في الجانب الآخر – والحديث للمهندس بدر - السلطات المركزية غير قادرة على مواكبة الأمر؛ بسبب تفكك الدولة ومؤسساتها وضعفها، واختيار وزراء بناء على المحاصصة.
ملامح المشروع الجديد
يركز مشروع «تمكين السلطات المحلية» الجديد على تقديم الخدمات، والتنمية المحلية، وتوفير فرص العمل بما يحقق الاستقرار المستدام، وفقاً للمهندس باسلمة، وقال: «هذا المشروع يهتم بأكبر شاغل على مستوى المحافظات، وهو الخدمات والتنمية المحلية وتوفير فرص العمل. التوجه من رئيس مجلس القيادة يتمثل في خلق مشروع لتمكين السلطات المحلية من تقديم الخدمات، والقيام بالتنمية المحلية لخلق فرص العمل».
وبموجب خريطة الطريق، فإن السلطات المحلية سوف تُمنح مزيداً من الصلاحيات، بحيث يتم تعديل أي قوانين تتعارض مع قانون السلطة المحلية رقم 4 لعام 2000، في ظل وجود نحو 80 قانوناً تحتاج إلى تعديل، بحسب باسلمة.
وأضاف: «كذلك الموارد، حيث إن تقسيمها يمثل معضلة ما بين احتياجات المركز والسلطة المحلية، وسيتم حل ذلك عبر جدولة العملية في خريطة الطريق بتزمين إعطاء الصلاحيات والموارد وبناء قدرات، وفق جدول زمني. لن أعطي الصلاحيات والموارد كلها مرة واحدة، لعدم تأثر المركز من فقدانه بعض الموارد، وعدم إعطاء السلطة المحلية فوق طاقتها».
إعادة تنشيط القطاعات الاقتصادية
أشار رئيس اللجنة الفنية للمشروع إلى أن هناك فهماً خاطئاً لمسألة الموارد لدى البعض، ويفند ذلك بقوله: «البعض يعتقد بأن الموارد هي النفط والغاز فقط، بينما مفهوم الموارد أوسع من ذلك بكثير. إذا نظرنا إلى قطاع الأسماك فإن أغلب المحافظات، خصوصاً الجنوبية لديها سواحل (...) علينا البحث عن موارد أخرى، الزراعة كذلك أذكر قبل الاستقلال كان القطن طويل التيلة من أبين يباع في بورصة لندن من أفضل أنواع القطن في العالم، لماذا لا نعيده؟، نحتاج لإعادة تنشيط القطاعات الاقتصادية، ولن تكون هناك محافظة دون موارد».
ويفيد المهندس باسلمة بأن خريطة الطريق تهدف إلى أن تبحث كل محافظة عن مصادر نمو وثروة وفقاً لإمكاناتها ومصادر القوة الاقتصادية لديها، وقال: «الشيء الأهم أن القطاع الخاص لفترة طويلة كان غائباً عن التنمية، ولو دخل في السابق بشكل طفيلي، أما الآن فيجب دخوله بطريقة مقننة وواضحة. يجب خلق شراكة بين السلطة المحلية والقطاع الخاص، لكن ذلك يتطلب توفير بيئة جاذبة، قضائية وأمنية، ومع التنظيم سيأتي القطاع الخاص المحلي والإقليمي والدولي».
ويرى باسلمة أن من أبرز التحديات التي ستواجه المشروع هو تمسك المؤسسات المركزية الحكومية بالصلاحيات الممنوحة لها، التي تعدّ التخلي عنها للسلطات المحلية إشكاليةً كبيرةً، بينما يكمن التحدي في إعادة ضبط الممارسات خارج إطار القانون التي حصلت أثناء الحرب في المحافظات، و«كوّنت مراكز قوى كبيرة»، بحسب تعبيره.
دعم إقليمي ودولي
«مشروع تمكين السلطات المحلية من التنمية الاقتصادية وخلق فرص العمل يحظى بدعم الإقليم والمجتمع الدولي»، كما يؤكد رئيس اللجنة الفنية للمشروع، الذي أشار إلى أن «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» بدأ فعلاً دعم إعداد خريطة الطريق، كما تقود ألمانيا الجهود الدولية لإنجاح هذا المشروع الحيوي.
وأضاف: «الأمر يحتاج لحوار بين المركز والسلطات المحلية، عبر مراحل من الأسفل للمستوى الأعلى، بحيث يمكن التطبيق، ووافقت المجموعة الدولية على الدعم والبحث عن خبرات دولية في هذا الجانب، وكان لهم شرطان: الأول الاستقلالية والنزاهة للجنة الفنية وألا تتبع المركز ولا المحليات، والثاني أن تتوج الخريطة بقرارات رئاسية للتنفيذ وليس مجرد توصيات، وهو ما وافق عليه رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي»، وفقاً لباسلمة.
مشروع تنموي
شدد المهندس بدر باسلمة على أن مشروع إعداد خريطة طريق لتمكين السلطات المحلية من التنمية الاقتصادية لا علاقة له بالسياسة أو التجاذبات السياسية بين الأطراف اليمنية إطلاقاً، مبيناً أن الهدف هو تمكين السلطات المحلية من تقديم الخدمات والتنمية وتوفير فرص العمل لتحقيق الاستقرار، وهو ما يخدم الجميع، بحسب وصفه.
النتائج المتوخاة
«ستكون المحافظات قادرة على تقديم الخدمات بمشاركة القطاع الخاص وبتمويلات ذاتية كافية بعيداً عن تدخل المركز بعد تطبيق المشروع»، كما يؤكد باسلمة، مشيراً إلى أن «وظيفة الدولة ستصبح تنظيم آلية عمل تدخل القطاع الخاص، ووضع معايير لتنظيم السوق والاقتصاد أكثر مما هي داخلة في الاقتصاد، ويتم تحديد العلاقة بين المركز والسلطة المحلية، ومع القطاع الخاص».
وفي ختام حديثه، اعترف باسلمة بأن «الواقع في اليمن صعب ومعقد، لكن يجب علينا التفاؤل وعدم فقدان الأمل. علينا أن نحفر في الصخر ورؤية النور في أي جانب».
ويعيش اليمن حرباً منذ نحو 8 سنوات بعد سيطرة الميليشيات الحوثية، المدعومة من إيران، على مؤسسات الدولة في العاصمة صنعاء بقوة السلاح.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: على تقدیم الخدمات خریطة الطریق القطاع الخاص مجلس القیادة فی المحافظات قادرة على فرص العمل إلى أن
إقرأ أيضاً:
المحافظات تستعد لـ ماراثون انتخابات مجلس الشيوخ 2025 | تفاصيل
تستعد المحافظات لإجراء انتخابات مجلس الشيوخ 2025 التى من المقرر إجراؤها يومى 4 و5 اغسطس.
تكليفات وزيرة التنمية المحلية للمحافظاتوجهت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، باتخاذ كافة الإجراءات اللوجستية والتنظيمية التي من شأنها تيسير كافة جوانب العملية الانتخابية لانتخابات مجلس الشيوخ 2025 والمقرر إجراؤها يومي الاثنين والثلاثاء الموافق 4 و5 أغسطس 2025 وفقاً لقرار الهيئة الوطنية للانتخابات .
وأكدت وزيرة التنمية المحلية أهمية التنسيق مع مديريات الأمن لتوفير وسائل تأمين اللجان الانتخابية ، والتنسيق مع مديريات التربية والتعليم وكافة الأجهزة المعنية لتجهيز اللجان الانتخابية وتشكيل لجان للمرور على المقرات للتأكد من جاهزيتها وتكثيف أعمال الإنارة والنظافة وإزالة الإشغالات وتجهيز مداخل اللجان.
وشددت الدكتورة منال عوض على أهمية العمل على تجهيز كافة وسائل الراحة للناخبين ومظلات وأماكن انتظار لكبار السن والفئات المختلفة من الذين يحق لهم الانتخاب وكذا مصادر للكهرباء في حالة الطوارئ، موجهة بضرورة التنسيق مع مديريات الصحة لوضع خطة للتأمين الطبي وتوفير الرعاية الصحية والخدمات الخاصة بالإسعاف في مقار اللجان.
وطالبت الوزيرة بتجهيز وفتح مراكز السيطرة للشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة بالمحافظات والتنسيق والربط مع مركز السيطرة بالوزارة قبل وأثناء يومى الانتخابات ، وشددت على أهمية تضافر جهود كافة الجهات التنفيذية والمعنية بالمحافظات لنجاح العملية الانتخابية وخروجها بصورة تليق بالدولة المصرية والشعب المصرى .
محافظة اسوانتواصل الأجهزة المختصة داخل محافظة أسوان جهودها المكثفة لتجهيز مقار اللجان الانتخابية لأداء المواطنين لأصواتهم فى إنتخابات مجلس الشيوخ.
وأعطى اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان توجيهاته للمسئولين بالوحدات المحلية بالإستمرار فى تجهيز مقار اللجان الإنتخابية لتهيئة الأجواء المناسبة أمام الناخبين للإدلاء بأصواتهم .
وكلف محافظ أسوان بقيام اللواء ياسر عبد الشافى معاون المحافظ بالمرور على مقار اللجان الإنتخابية التى يصل عددها إلى 190 لجنة بمختلف المراكز والمدن لمتابعة التجهيزات الإدارية والفنية المطلوبة داخل وخارج اللجان ، وأيضاً بالإستراحات الملحقة باللجان وضرورة أن يتوازى مع ذلك تكثيف أعمال النظافة العامة ، ورفع كفاءة دورات المياه العمومية والمرافق العامة من كهرباء ومياه شرب وصرف صحى وغير ذلك من المهام والمسئوليات الأخرى .
المنيا
أعلن اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، الانتهاء من كافة الاستعدادات اللازمة لإجراء الانتخابات ، والمقرر عقدها يومي 4 و5 أغسطس الجاري وذلك عقب إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات الجدول الزمني الرسمي.
وأوضح محافظ المنيا أنه تم تجهيز 469 مقرًا انتخابيًا بإجمالى 476 لجنة فرعية على مستوى المحافظة، استعدادًا لاستقبال 3 ملايين و797 ألفًا و577 ناخبًا، مشيرًا إلى رفع درجة الاستعداد القصوى بكافة الأجهزة التنفيذية، وإلغاء الإجازات والراحات للعاملين بالوحدات المحلية ومديريات الخدمات خلال فترة الانتخابات لضمان الجاهزية التامة.
وأشار إلى أن التوزيع الجغرافي للمقار الانتخابية يشمل: 25 مقرًا بالعدوة، 50 بمغاغة، 53 ببني مزار، 33 بمطاي، 24 بسمالوط شرق، 44 بسمالوط غرب، 60 بمركز المنيا، 18 بقسم المنيا، مقر واحد بالمنيا الجديدة، 55 بأبوقرقاص، 60 بمركز ملوي، 12 بقسم ملوي، و34 بديرمواس.
اسيوطأكد اللواء هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، أن المحافظة أنهت كافة الاستعدادات والتجهيزات اللازمة لاستقبال انتخابات مجلس الشيوخ المقررة يومي 4 و5 أغسطس 2025، مشيرًا إلى التعاون الكامل بين الأجهزة التنفيذية ومديرية التربية والتعليم لتجهيز مقار اللجان الانتخابية التي تم تخصيصها داخل بعض مدارس المحافظة، بما يضمن سير العملية الانتخابية في أجواء آمنة ومنظمة.
وأوضح المحافظ أنه تم خلال الاجتماع استعراض جاهزية مقار اللجان من حيث استكمال أعمال النظافة الداخلية والخارجية، وتوفير الإضاءة والمظلات داخل وخارج المدارس، وكراسي الانتظار والكراسي المتحركة لكبار السن وذوي الهمم، بالتنسيق مع رؤساء المراكز والأحياء والجهات المعنية مشددًا على أهمية الانتهاء من جميع التجهيزات قبل تسليم المقار للجان القضائية المشرفة على الانتخابات، مع ضمان التأمين الكامل بالتعاون مع أجهزة الشرطة.