أزمة تحتاج تدخلًا عاجلًا
تاريخ النشر: 8th, July 2025 GMT
حمود بن سعيد البطاشي
يشهد قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في سلطنة عُمان، وبخاصة في مجال المقاولات، تراجعًا واضحًا في أدائه ونشاطه. ويمكننا القول إن نشاط المقاولات قد شارف على الانتهاء تمامًا في هذا القطاع، نتيجة عوامل متداخلة ومتراكمة، بدأت بالقيود الإدارية، ومرورًا بتضخم التكاليف، وانتهاءً بمنافسة غير عادلة من الشركات الكبيرة المدعومة أو المتنفذة.
في السابق، كانت المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عمادًا رئيسًا في مجال البناء والمقاولات، وأسهمت في خلق فرص عمل، وتنمية المهارات، ودفع عجلة الاقتصاد المحلي. لكن اليوم، تذبل هذه المؤسسات الواعدة أمام أعين الجميع، في ظل غياب دعم حقيقي يتناسب مع تحديات السوق.
من أبرز أسباب هذا التراجع، تعقيد إجراءات التراخيص والتسجيل، وصعوبة الوصول إلى التمويل المناسب، فضلًا عن تأخر المستحقات المالية من بعض الجهات، وهو ما يدفع بالمقاولين الصغار إلى الإفلاس أو الإغلاق القسري. كما أن قلة المشاريع الحكومية المسندة للمؤسسات الصغيرة، واعتماد جهات كثيرة على شركات كبرى أو مقاولين خارجيين، زاد الطين بلّةً.
الأخطر من ذلك، هو غياب الحماية القانونية والرقابية التي تضمن حقوق المقاولين الصغار، وعدم وجود آلية واضحة وشفافة لإعطاء الأولوية للمؤسسات الوطنية الصغيرة في المشاريع الحكومية والخاصة. هذا الانكماش الحاد في النشاط تسبب في إضعاف الثقة بالقطاع، وأدى إلى تسرب أصحاب الكفاءة إلى مجالات أخرى أو مغادرة السوق نهائيًا.
اليوم، أصبح لزامًا على الجهات المعنية، وفي مقدمتها هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ووزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، أن تراجع السياسات الحالية، وأن تعيد النظر في آليات إسناد المشاريع، وتضع خطة إنقاذ واقعية. الدعم لا يكون فقط بالتمويل، بل بالتشريعات، والتحفيز، وتوفير الحماية العادلة من الإغراق والمنافسة غير المنصفة.
القضاء على نشاط المقاولات من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ليس مجرد قضية تجارية، بل هو مؤشر على ضعف بيئة الأعمال، وخلل في تحقيق رؤية التمكين الاقتصادي. نحن أمام مسؤولية وطنية لإنعاش هذا القطاع من جديد، عبر خلق بيئة عادلة ومحفزة، تحترم الكفاءة وتعطي الفرص للجميع.
فالمؤسسات الصغيرة ليست عبئًا، بل ركيزة من ركائز الاقتصاد، وضياعها هو ضياع لفرص مستقبلية، ولتنمية مستدامة كنا نطمح إليها.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: المؤسسات الصغیرة والمتوسطة
إقرأ أيضاً:
الأحساء.. تدخل قسطري عاجل ينقذ حياة رضيعة من عيوب خلقية معقدة
تمكن فريق طبي متخصص في مركز الأمير سلطان لمعالجة وجراحة أمراض القلب بالأحساء، في إنقاذ حياة طفلة مقيمة لم تتجاوز يومها الثالث، وذلك عبر تدخل قسطري دقيق وعالي الخطورة صحح عيوبًا خلقية معقدة في قلبها.اكتشاف مبكر للحالة وسرعة التعاملوكانت تفاصيل القصة قد بدأت بعد 24 ساعة فقط من ولادة الطفلة قيصريًا في أحد مستشفيات الدمام، حيث لاحظ الأطباء ظهور علامات خطيرة تمثلت في نقص حاد في نسبة الأكسجين بالدم وتسارع في نبضات القلب.
هذه الأعراض استدعت نقلها على الفور إلى مستشفى آخر يمتلك تجهيزات أكثر تقدمًا للتعامل مع حالتها الحرجة.
أخبار متعلقة لأول مرة بالقصيم.. إطلاق برنامج لتسريع شفاء مرضى القلبالأحساء.. بروتوكول علاجي متكامل يساعد بشفاء ستيني من سرطان القولونبمعدل 120 عملية شهرياً.. 1500 جراحة تغير حياة مرضى السمنة في الأحساءوبعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة، كشفت النتائج عن وجود عيوب خلقية مركبة وخطيرة في قلب الرضيعة، وهو ما تطلب وضعها على نظام إنقاذ الحياة العاجل.فريق طبي وتجهيزات على أعلى مستوىوفي ظل هذا الوضع الحرج، برزت قدرات مركز الأمير سلطان للقلب بالأحساء الذي استجاب بشكل فوري، حيث تم قبول الحالة وتنسيق عملية نقلها من الدمام إلى الأحساء في غضون ساعات قليلة.
وفور وصولها، عقد الفريق الطبي المكون من استشاريي قلب الأطفال وجراحي القلب اجتماعًا طارئًا لمناقشة وضعها الصحي، وتم إقرار خطة علاجية عاجلة تضمنت إجراء قسطرة تداخلية دقيقة لتوسيع الشريان الرئوي.
وأثمر هذا التدخل الطبي المتقدم، الذي وُصف بأنه عالي الخطورة نظرًا لعمر الطفلة وحالتها المعقدة، عن نجاح باهر أدى إلى تحسن فوري في مؤشراتها الحيوية واستقرار نسبة الأكسجين في الدم.
وبعد قضائها خمسة أيام تحت المراقبة الطبية المكثفة في المركز، غادرت الطفلة بصحة جيدة وحالة مستقرة.
وأعربت أسرتها عن بالغ سعادتها وامتنانها للرعاية الفائقة التي تلقتها طفلتهم الأولى، موجهة شكرها العميق لحكومة المملكة العربية السعودية وللكوادر الطبية المتميزة في مركز الأمير سلطان على ما بذلوه من جهود جبارة لإنقاذ حياة ابنتهم.