الرئيس الفرنسي: الحرب الإسرائيلية على فلسطين غير مبررة
تاريخ النشر: 8th, July 2025 GMT
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الثلاثاء خلال زيارة المملكة المتحدة البريطانية،ولقاء الملك تشارلز الثالث بإن السبيل الوحيد لتحقيق السلام بالشرق الأوسط هو إقامة الدولة الفلسطينية،وتنفيذ حل الدولتين.
وحذر ماكرون من استمرار الحرب الإسرائيلية بفلسطين واصفها بإنها حرب غير مبررة،وبلا هدف مطالبا المجتمع الدولي بممارسة مسؤوليته لوقف الحرب الحالية.
وفي وقت سابق عندما إندلعت الحرب الإسرائيلية ضد إيران حذر ماكرون من قيام نتنياهو باتخاذ قرار منفرد لضرب إيران لصرف أنظار العالم عن الأضرار الواقعة على قطاع غزة.
داعيا لإقامة دولة فلسطينية دون جيش في إطار تنفيذ حل الدولتين لإحلال السلام بمنطقة الشرق الأوسط.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحقيق السلام الشرق الأوسط إقامة الدولة الفلسطينية
إقرأ أيضاً:
السلام العادل والمنصف.. دلالة العبارة في بيان حكومة السودان
في خضم هذه الحرب التي أنهكت السودان، وبدّدت طاقاته، وجعلت أبناءه بين نزوحٍ ولجوء وانتظار، صدر أمس بيان حكومة السودان في التاسع عشر من نوفمبر 2025، مرحباً بجهود المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية لإحلال السلام، ومؤكداً الاستعداد للانخراط الجاد في أي مساعٍ توقف نزيف الدم.
لكن ما لفت الأنظار حقاً هو تلك العبارة الدقيقة التي وردت في البيان: «السلام العادل والمنصف». عبارة قصيرة في ظاهرها، لكنها تختصر الموقف كله، وتضع النقاط على الحروف.
منذ اندلاع الحرب، تعددت المبادرات وتنوعت المقترحات، لكن أغلبها كان يسير في اتجاهٍ يُساوي بين الدولة والمليشيا، أو يخلط بين الجاني والمجني عليه. لذلك جاء هذا البيان ليقول بوضوح إننا مع السلام، ولكن ليس أي سلام؛ سلامٌ يقوم على الحق لا على المجاملة، وعلى سيادة الدولة لا على اقتسامها. فـ«السلام العادل» هو الذي يعيد للدولة هيبتها، ويحفظ للجيش مكانته، ويرفض منطق التسوية التي تكافئ من اعتدى على الوطن.
ومن نافلة القول إننا لسنا دعاة حرب ولا نرغب في استمرارها، فالحرب في ذاتها ليست هدفاً لأحد، ولا تسرّ أحداً، لكن السؤال كان دوماً عن طبيعة السلام الذي نبحث عنه. وقد جاء بيان مجلس السيادة اليوم ليحسم هذا الجدل بعبارته الواضحة: «السلام العادل والمنصف». فالموقف لم يتغير، وإنما صار أكثر وضوحاً وثباتاً، خالياً من المواربة أو الالتباس.
أما صفة «المنصف»، فهي تحمل بعداً إنسانياً وأخلاقياً عميقاً؛ إذ لا يمكن لأي سلام أن يعيش إذا تجاهل الضحايا أو طمس حقوقهم. المنصف يعني إنصاف الوطن أولاً، إنصاف جيشه الذي صمد، وشعبه الذي تهجّر، ونسائه وأطفاله الذين دفعوا ثمن الحرب دون ذنب. فالسلام المنصف لا يُبنى على النسيان، بل على الاعتراف والشجاعة في مواجهة الحقائق.
وفي القانون الدولي، يقال إن “السلام الحقيقي لا يولد إلا من رحم العدالة”، لأن العدالة ليست ترفاً سياسياً، بل شرطاً لبناء دولةٍ تستحق الحياة. ومن هنا جاءت دلالة العبارة في البيان، كتحصين للموقف الوطني من أي محاولات لفرض تسوية تُغفل جوهر العدالة أو تُضفي شرعية على التمرد.
ومن المهم في هذا المقام التذكير بأن جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية ظلتا منذ اندلاع الحرب تؤكدان على دعم وحدة السودان وسيادته ومؤسساته الوطنية، وهو موقف يصب في جوهره في التفريق بين الدولة والمليشيا، ويعبّر عن وعيٍ عربيٍ عميق بأن استقرار السودان لا يتحقق إلا عبر مؤسساته الشرعية، لا عبر من خرج عليها بالسلاح.
إن عبارة «السلام العادل والمنصف» ليست مجرد توصيف دبلوماسي، بل رؤية وطنية تعبّر عن فلسفة الدولة في المرحلة القادمة. فالسودان لا يرفض السلام، لكنه يرفض سلاماً ناقصاً، يساوي بين الضحية والجلاد. إنه يدعو إلى سلامٍ يقوم على العدالة والإنصاف، ويعيد بناء الوطن على أسسٍ راسخة من القانون والكرامة.
فحين يقترن السلام بالعدل، يتحول من توقيعٍ على ورق إلى مشروعٍ وطني جامع، ومن هدنةٍ مؤقتة إلى بداية طريقٍ جديدٍ نحو السودان الذي نحلم به جميعاً.
عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان