صحيفة صدى:
2025-07-27@00:01:35 GMT

من يظن نفسه محور الكون

تاريخ النشر: 22nd, July 2025 GMT

من يظن نفسه محور الكون

أنت نعم أنت أسأل نفسك، من الذي وهبك القدرة؟ من الذي أعطاك المكان؟ من الذي بيده القلوب والمناصب؟ قبل الإجابة تذكر بأن الله تعالى قال: ﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾.

البعض من الموظفين أو المديرون والأخ/ت أو الابن/ة أو الأب أو الأم يرى نفسه بداية القصة ونهايتها، يُخيل إليهم أن الحياة لا تكتمل إلا بهم، يتصرفون وكأنهم محور القرار، ونقطة الارتكاز، فالاجتماعات تنتظره، والمشاريع تتوقف عليه، والإنتاجية تهبط إذا غاب، وكأن المنظمة والحياة، كلها معلقةً في رقبته، بل قد يقولون في سرهم “أنا العمود الذي لو انكسر، لسقطة المنظمة”.

كُنّ واعيًا ولا ترى نفسك محور المنظمة والحياة “المنقذ، الحاكم، النجم الوحيد، واليد التي لا تُصفق دونها”، ولكي لا تصاب بمرض هذا الوهم، حينما تعتقد أن العمل والحياة لا تتحرك إلا بك ولا تكتمل إلا بك.

حديثي سيكون عن الموظف أو المدير داخل المنظمة، بدأت بالموظف لأن من يصنعه هو المدير.

هذه الحالة (انا محور الكون) ليست احترافية، بل “وهم يصنف بالمرض النفسي”، يعيش في عقل صاحبه فقط، ولا يراه غيره!

هذا النمط منتشر في بيئة العمل، نراهم يرفضون تفويض المهام، بحجة أن لا أحد يؤديها مثلهم، يبالغون في إظهار مجهودهم، ويخفون مساهمات الآخرين، يعتقدون أن الخطأ من غيرهم، والصواب لا يأتي إلا منهم، يربطون استقرار المنظمة بوجودهم، وكأن الله لم يجعل للكون نظامًا إلا بحضورهم.

الله عز وجل يقول عن فرعون المتغطرس: ﴿فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾، ثم ماذا كانت النتيجة؟ ﴿فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى﴾.

رسالتي للموظف وللمدير: كُنّ ميسرًا لا معطلًا داخل المنظمة، لا تكن الشمس التي تحرق كل من يقترب، بل كُنّ القمر الذي ينير ظلمة الآخرين، فقد قال ﷺ: “إن الله أوحى إليّ أن تواضعوا، حتى لا يفخر أحد على أحد”.

وقد نَبَّهَ القرآن الكريم إلى خطورة هذا الشعور حين قال تعالى على لسان قارون: ﴿إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي﴾ كأنّه يقول: أنا فوق الجميع ولا أحد صنع ما صنعت، ولكن جاءت الخاتمة لتؤكد أن من جعل نفسه محورًا سقط خارج المدار: ﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ﴾.

ولمّا جلس النبي ﷺ بين أصحابه، ما كان يعرفه الزائر من بينهم، تواضعًا وبُعدًا عن التصدر، ومع ذلك، حمل أعظم رسالة، وقاد أعظم أمة، وبنى أعظم حضارة.

إن الموظف والمدير المتزن، هو من يرى نفسه جزءً من منظومته، هو من يُلهم ولا يستأثر، من يُوجّه ولا يُقصي، من يُعلي صوت الفريق لا صوته، ولا تجعل من مكتبك مملكة، بل اجعله محرابًا للآخرين، وسلمًا لرقيهم.

الخلاصة:

إعلم بأن المنظمة لا تنهار بغياب أحد، وإنما حين يعلو صوت الغرور ويصمت صوت التعاون.

تذكر قول الله تعالى: ﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾، فالمناصب تُعطى وتُؤخذ، والناس تُذكر بما زرعت، لا بما تفرعنت، وقد قال النبي ﷺ:”من تواضع لله رفعه”، فهل بعد هذا الوعد، نرضى أن نبني المجد على كبرياء زائف؟

 هل ما زلت تظن بأنك محور الكون!

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: محور ا

إقرأ أيضاً:

خطيب الجامع الأزهر: الإسلام أولى الوقت والزمان عناية فائقة.. فيديو

قال الدكتور ربيع الغفير أستاذ اللغويات بجامعة الأزهر، إن الإسلام أولى قضية الوقت والزمن عناية فائقة وشغل الحديث عن الزمان مساحة واسعة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.

بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من رحاب الجامع الأزهروفاة الدكتور محمود مزروعة عميد كلية أصول الدين الأسبق بجامعة الأزهر

وأضاف الغفير، في خطبة الجمعة اليوم من الجامع الأزهر، أن القرآن تحدث عن الزمان والوقت في حياة الإنسان، بأن جعل الله الزمان دليلا على خلقه وقوته وعظمته على هذا الكون، بل أمرنا أن نتفكر في ذلك.

واستشهد بقوله تعالى (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).

وتابع: جعل الله خلق الزمان وتقسيمه إلى ليل ونهار، مظهرا من مظاهر قدرته وعظمته، كما أقسم الله بكثير بأجزاء الزمان في كثير من سور القرآن حاملة أسماء هذه الأجزاء من الزمان، فهناك سورة العصر وسورة الفجر وسورة الليل، وأقسم سبحانه في مطالع هذه السور  بأجزاء الزمان.

واستشهد بقوله تعالى (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ) كما قال تعالى (وَالضُّحَى ۝ وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى) وقال تعالى (وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ) وقال تعالى (وَٱلۡعَصۡرِ (1) إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ).

وأكد أنه معلوم عند العلماء أن الله لا يقسم في كتابه بشيء إلا  بشيء ذي قيمة عنده تعالى، وما دام القرآن نظر إلى الوقت تلك النظرة المعظمة وجاءت السنة النبوية فأكدت ذلك وأهمية هذا الخلق في حياة الإنسان فلابد للإنسان من التفكر والتدبر تجاه الوقت والزمان.

طباعة شارك الأزهر الجامع الأزهر خطبة الجمعة خطبة الجمعة اليوم الوقت الزمن

مقالات مشابهة

  • التقوى.. تعرف على معناها وثمراتها وكيف يكون المسلم من المتقين
  • دعاء الحر الشديد والرطوبة .. اللهم قنا عذاب نار جهنم وزمهريرها
  • لماذا يعطي الله العاصي الخير ويغنيه؟.. انتبه لـ10 أسرار
  • سبيل السعادة في الدنيا والآخرة .. خطيب المسجد النبوي: أعظم نعم الله
  • خطيب المسجد النبوي: لو أجاب الله طلبات المشركين لزادوا استكبارًا وعنادًا
  • "الأرصاد": رياحٌ نشطة وأتربة مُثارة على المنطقة الشرقية
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
  • خطيب الجامع الأزهر: الإسلام أولى الوقت والزمان عناية فائقة.. فيديو
  • نذرت سجدة شكر لله شهراً.. فهل يلزم ذلك الوضوء وهل يجوز وقت الكراهة؟
  • ذكر واحد يحفظ لك النعم من الزوال.. رددها بيقين