لأول مرة منذ 2008.. أميركا تعيد نشر أسلحة نووية في بريطانيا
تاريخ النشر: 22nd, July 2025 GMT
كشفت تقارير صحفية أن الولايات المتحدة أعادت نشر أسلحة نووية في الأراضي البريطانية لأول مرة منذ عام 2008، في خطوة وصفها خبراء بأنها تأتي ضمن تعديل في استراتيجية حلف شمال الأطلسي (الناتو) النووية في أوروبا، عقب الحرب في أوكرانيا.
وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن طائرة نقل عسكرية أميركية من طراز C-17 حطت يوم الخميس الماضي في قاعدة "آر إيه إف ليكنهيث" الواقعة في مقاطعة سوفولك بشرق إنجلترا، قادمة من قاعدة كيرتلاند الجوية في نيو مكسيكو، حيث يتم تخزين الأسلحة النووية التابعة للقوات الجوية الأميركية.
وأشارت تحليلات عسكرية إلى أن الرحلة على الأرجح كانت تحمل رؤوسا نووية، وهو ما يعيد تواجد الأسلحة النووية الأميركية في المملكة المتحدة بعد سحبها في عهد إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما عام 2008.
وقد لاحظ مراقبون أن المجال الجوي فوق القاعدة تم تقييده خلال هبوط الطائرة، وأنها لم تعد فورًا إلى الولايات المتحدة، ما يشير إلى أن الرحلة كانت "لنقل دائم" وليس مجرد تمرين أو مهمة مؤقتة.
وتعليقا على ذلك، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "نرى اتجاها نحو تصعيد التوتر، نحو التسلح، بما في ذلك التسلح النووي".
وأردف يقول: "تتابع جهاتنا المعنية التطورات في هذه المنطقة وتعد التدابير اللازمة لضمان أمننا على خلفية ما يحدث".
وكانت صحيفة "التلغراف" قد كشفت في وقت سابق عن تفاصيل "مهمة نووية مرتقبة" في ليكنهيث، استنادًا إلى وثائق أميركية غير سرية نُشرت عن طريق الخطأ.
ورفضت وزارتا الدفاع الأميركية والبريطانية التعليق على الأنباء، التزاما بسياساتهما التي تمنع الإفصاح عن مواقع الأسلحة النووية.
وتُعد قاعدة ليكنهيث مقرا للجناح القتالي 48 التابع لسلاح الجو الأميركي، والذي يضم أسرابا من مقاتلات F-15E "سترايك إيغل" والطائرات المتطورة من الجيل الخامس F-35A. ومن المتوقع أن تقوم المملكة المتحدة بتجهيز سربها الجديد من طائرات F-35A بذخائر نووية أميركية مخزنة في البلاد.
وأكدت وزارة الدفاع البريطانية في وثيقة صدرت مؤخرًا أن هذه الخطوة "تعيد الدور النووي لسلاح الجو الملكي البريطاني لأول مرة منذ سحب قنابل WE.177 النووية في نهاية الحرب الباردة عام 1998".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات نيو مكسيكو الأسلحة النووية الأميركية الأسلحة النووية بريطانيا أميركا نووي نيو مكسيكو الأسلحة النووية الأميركية الأسلحة النووية أخبار العالم نوویة فی
إقرأ أيضاً:
على غرار الرومان والإغريق.. هل الحضارة الأميركية آيلة للسقوط؟
بينما تستعد الولايات المتحدة للاحتفال بمرور 250 عاما على تأسيسها، يتجدد السؤال القديم حول مصير الإمبراطوريات: هل يقترب العصر الأميركي من نهايته؟
وفي مقال بصحيفة واشنطن بوست للباحث يوهان نوربرغ، يقارن الكاتب بين صعود وسقوط الحضارات القديمة وتجربة أميركا الحديثة، محذرا من أن أخطر تهديد تواجهه الولايات المتحدة اليوم لا يأتي من الخارج، بل من داخلها ويتجلى ذلك في تراجع الثقة والانقسام الحاد وفقدان الروح “الأثينية” التي تصنع العصور الذهبية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب إسرائيلي: نتنياهو متخوف من وقف المساعدات الأميركيةlist 2 of 2طبيب غزاوي للوموند: هذه هي المعركة التي تنتظرنا بعد انتهاء الحربend of listويستهلّ نوربرغ -الزميل الأقدم في معهد كاتو للأبحاث في العاصمة واشنطن– مقاله بالتذكير بأن سقوط الإمبراطورية الرومانية ظل شبحاً يطارد المخيلة الغربية، لافتا إلى أنه حتى أكثر المجتمعات قوة يمكن أن تنهار.
ويقول إن الآباء المؤسسين لأميركا صاغوا "بوعي" دولتهم الجديدة، بل وحتى طراز عمارتها، على غرار أثينا وروما القديمتين. ومنذ ذلك الحين، ظل الأميركيون يخشون تكرار نفس المصير الذي آلت إليه كل من أثينا وروما.
واليوم، فإن مزيجا من العوامل، من بينها تصاعد الديون وعدم الاستقرار العالمي والانقسام السياسي، تضافرت جميعها لتجدد تلك المخاوف، مما حدا بالبعض إلى عقد مقارنات بين أميركا المعاصرة وروما القديمة في مراحلها المتأخرة قبل أن تنهار عام 476 قبل الميلاد، وفقا للكاتب.
نوربرغ: صعود اليمين القومي واليسار غير الليبرالي على حد سواء يعبر عن نزعة مشتركة لقمع الرأي المخالف وفرض التجانس الأيديولوجي، وهو ما يهدد جوهر الديمقراطية نفسها
ويرى نوربرغ أن الحضارات العظيمة في التاريخ -من أثينا وروما إلى بغداد العباسية، وإيطاليا عصر النهضة، والصين في عهد أسرة سونغ ما بين 960 و1279، والجمهورية الهولندية- لم تسقط بفعل الحروب أو الأوبئة أو الكوارث وحدها، بل نتيجة تآكل داخلي أعمق متمثل في فقدان الثقة والفضول اللذين كانا مصدر حيويتها.
فالعصور الذهبية، كما يقول، تميّزت بـ"الروح الأثينية" المنفتحة على التجارة والهجرة والابتكار والحوار. أما التراجع فبدأ حين تبنّت تلك المجتمعات "العقلية الإسبرطية" المهووسة بالسيطرة والتشابه والخوف من الاختلاف، في إشارة إلى إسبرطة الدولة المدينة في اليونان القديمة عندما كانت القوة العسكرية المهيمنة بين عامي 650 و371 قبل الميلاد.
ويُسقِط نوربرغ هذا النموذج على الصين والولايات المتحدة معا. فصعود الصين السريع في عهد رئاسة دينغ شياو بينغ بين عامي 1978 و1992 كان ثمرة الانفتاح، لكن تحوّلها في ظل حكم الرئيس الحالي شي جين بينغ نحو السلطوية يعكس ما حدث في الإمبراطوريات التي جنحت نحو الانغلاق.
إعلانوبالمثل -وفق المقال- شهد الغرب في العقود الأخيرة تراجعا في التسامح بفعل الإرهاب وجائحة كورونا والاضطرابات الاقتصادية، مما غذّى الانقسام الداخلي.
ويرى نوربرغ أن صعود اليمين القومي واليسار غير الليبرالي على حد سواء يعبر عن نزعة مشتركة لقمع الرأي المخالف وفرض التجانس الأيديولوجي، وهو ما يهدد جوهر الديمقراطية نفسها.
ومع ذلك، يؤكد نوربرغ أن الانحدار ليس قدرا محتوما، إذ يمكن للحضارات أن تجدد نفسها بالإرادة والشجاعة، كما فعلت الصين في عهد سلالة سونغ وأوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
ولا تزال الولايات المتحدة -بحسب المقال- تمتلك المؤسسات والحريات اللازمة للنهوض من جديد، إذا ما قاومت النزعة القَبَلية واستعادت روح التجريب والانفتاح.
ويختتم نوربرغ مقاله مستعيدا كلمات الرئيس الأميركي الــ16 أبراهام لينكولن "إن كان دمارنا قدرنا، فسيكون من صنع أيدينا. وكأمة من الأحرار، إما أن نعيش عبر كل الأزمنة، أو نموت انتحارا".