صحيفة إيرلندية: إغلاق ميناء إيلات الإسرائيلي انتصار لقوات صنعاء
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
إذ يشكل الميناء ما يصل إلى 7% من التجارة البحرية الإسرائيلية وهو جزء من جهاز الأمن في جنوب إسرائيل..ويرى المراقبون أن هذا انتصار للقوات المسلحة اليمنية وهزيمة ساحقة لإسرائيل.. حيث شُيّد الميناء بين عامي 1952 و 1956، وفُتح للملاحة عام 1957.. ومثّل ما بين 5 و7% من التجارة البحرية الإسرائيلية، وساهم في الاقتصاد المحلي، وجذب السياح، وتولى مهمة أمنية لجنوب إسرائيل.
وأكدت أن خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2023، وصلت إلى الميناء 134 سفينة..وتم استيراد حوالي 150 ألف مركبة من الصين، التي تُشكّل عادةً 50 % من السيارات الداخلة إلى إسرائيل.. وتم استيراد النفط الخام من إيلات ونقله عبر الأنابيب إلى عسقلان لتكريره.. كما تم تصدير البوتاس والأسمدة والمعادن عبر ميناء إيلات.
وأفادت أن في نوفمبر/تشرين الثاني، شنّت القوات المسلحة اليمنية هجمات على سفن شحن إسرائيلية وأمريكية وبريطانية راسية في إيلات، وأطلقت صواريخ وطائرات مُسيّرة على مدينة إيلات للضغط على تل أبيب للموافقة على وقف إطلاق النار أو إنهاء حرب غزة.. جاء ذلك بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أسفر، بحسب إسرائيل ، عن مقتل 1200 شخص واختطاف 150 آخرين في جنوب إسرائيل.
وذكرت أن بحلول شهر ديسمبر من ذلك العام، انخفضت حركة الشحن في إيلات بنسبة 85%، وفي مارس 2024، تم تعليق عمل نصف موظفي الميناء على الرغم من دفع رواتبهم.. وخلال ذلك العام، رست 16 سفينة في إيلات، بينما لم تصل إلى الميناء إلا ست سفن بحلول منتصف مايو من هذا العام.. قد يؤثر إغلاق الميناء التجاري سلبًا على البحرية الإسرائيلية، التي تمتلك قاعدة في إيلات تُشغّل زوارق دورية لتوفير الأمن لحوض بناء السفن البحري في إيلات.
وأضافت أن في يونيو/حزيران، قدمت الحكومة الإسرائيلية منحة طارئة بقيمة 4 ملايين دولار (3.4 مليون يورو)، إلا أن هذا المبلغ لم يكن كافيًا لتغطية ديون إيلات وضمان استمرارية عملياتها.. ومع ذلك تراكمت على شركة ميناء إيلات المخصخصة ديونٌ لمقدمي الخدمات تجاوزت 8.5 مليون دولار، مع تجاوز الالتزامات المالية 8.5 مليون دولار، حسبما ورد.. كما جمدت بلدية إيلات الأسبوع الماضي 3 ملايين دولار من الحسابات المصرفية للميناء لسداد متأخرات ضريبية.
وفي السياق ذاته أجبرت هجمات القوات المسلحة اليمنية شركات الشحن الكبرى، بما في ذلك ميرسك وهاباج لويد، على إعادة توجيه السفن حول رأس الرجاء الصالح في أقصى أفريقيا، مما أدى إلى زيادة التكاليف بنسبة 30-40 في المائة للبضائع المتجهة إلى موانئ البحر الأبيض المتوسط..زاد وقت العبور بمقدار سبعة إلى عشرة أيام.. وارتفعت أقساط التأمين على السفن التي لا تزال تسلك طريق البحر الأحمر بنسبة تتراوح بين 300 و400%.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: فی إیلات
إقرأ أيضاً:
اليمن يتقدّم أولويات إسرائيل .. خطة موسّعة ضد صنعاء
ووفقاً لمعلومات نقلتها القناة، فإن الجهات المختصة في الجيش والأجهزة الاستخباراتية تعمل «على مدار الساعة»، في انتظار الإشارة السياسية للانطلاق، وإن تل أبيب «تعرف كيف تكرّر ما فعلته خلال 12 دقيقة في إيران، وتنفّذه في اليمن»، في إشارة إلى العملية الجوية الخاطفة التي نفذتها إسرائيل ضد منشآت عسكرية إيرانية أخيراً واغتالت خلالها عدداً من القادة العسكريين الإيرانيين.
خطة إسرائيلية لضرب «أنصار الله» في اليمن تعكس تحوّلاً في الأولويات الأمنية، وسط فشل الحسم الأميركي ومأزق الردع في البحر الأحمر.
وجاء هذا التصريح في سياق تقييم أمني شامل أجراه وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الذي اعتبر أن غزة واليمن باتا الجبهتين الأكثر سخونة، مقابل فتور نسبي في جبهتي لبنان وسوريا. وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن اليمن لم يعد ساحة هامشية كما كان خلال العامين الماضيين، حيث تولّت الولايات المتحدة بالوكالة عن إسرائيل استهدافه؛ وبات حالياً يتقدّم اليمن إلى مركز الأولويات الأمنية الإسرائيلية، خصوصاً بعد أن أصبحت العمليات اليمنية (صواريخ ومسيّرات) تشكّل تهديداً ماثلاً لإسرائيل.
ويأتي هذا التصعيد الإسرائيلي المتزايد، في ظل تعطّل كامل في العمل في ميناء «إيلات» - المنفذ البحري الحيوي الوحيد لإسرائيل على البحر الأحمر -، بعد سلسلة استهدافات شنتها حركة «أنصار الله» ضد سفن شحن متّجهة نحو الموانئ الإسرائيلية. ودفعت هذه الهجمات شركات الملاحة إلى تقليص رحلاتها في اتجاه إسرائيل، وهو ما رفع بدوره كلفة التأمين البحري، وحمّل الاقتصاد الإسرائيلي أعباءً إضافية.
ويخشى المسؤولون الإسرائيليون من أن يؤدي استمرار هذا الواقع إلى تكريس «تفاهم غير معلن» بين واشنطن وصنعاء في شأن وقف إطلاق النار، وهو ما تعتبره تل أبيب مقدمة لتثبيت واقع إستراتيجي جديد يكرّس دور «أنصار الله» كقوة بحرية فاعلة من مضيق باب المندب إلى قناة السويس، الأمر الذي ترى فيه إسرائيل تهديداً يتجاوز أمنها القومي ليطال الأمن البحري الإقليمي والدولي.
وليست تلك المخاوف وليدة اللحظة؛ إذ سبق أن وجهت إسرائيل، منذ أكتوبر 2023، نحو ست ضربات إلى اليمن، استهدفت - بحسب ادعائها - منشآت مرتبطة بالبنية اللوجستية والعملياتية للحركة؛ لكن تل أبيب، كما واشنطن قبلها، لم تحقّق «حسماً عملياتياً» من ذلك. وتفيد تقارير عسكرية واستخباراتية غربية بأن «أنصار الله» أعادت بناء قوتها العسكرية على قاعدة التحصينات التحتية، حيث أنشأت شبكة أنفاق تمتد لعشرات الكيلومترات، مزودة بمصاعد كهربائية، وأنظمة تهوئة ذكية، ومولدات مستقلّة، وتضم مخازن للصواريخ ومراكز قيادة محصّنة يصعب استهدافها جواً. وقد عجزت القوات الأميركية، خلال حملتها المكثّفة في البحر الأحمر مطلع 2024، عن تعطيل هذه البنية أو وقف الهجمات «الحوثية» الجوية والبحرية.
وبالتوازي مع التهديدات العسكرية، أفادت تقارير عبرية بأن إسرائيل أعادت توجيه أقمارها الصناعية نحو اليمن، وبدأت عمليات استخبارية لالتقاط بيانات الاتصالات الهاتفية من المحطات الهوائية داخل مناطق سيطرة «أنصار الله»، في محاولة لتفكيك بنية القيادة والسيطرة التابعة للحركة، بالاستفادة من تجربتَي حربيها على لبنان وإيران.
ورغم تسارع التحضيرات العسكرية، تبدو إسرائيل مدركة لتعقيدات الساحة اليمنية. فالجغرافيا الصعبة، والبعد الكبير عن حدودها، والتجربتان السعودية والأميركية، كلها أمور غير مشجعة، وتجعل من خيار «حرب الاستنزاف» أمراً مستبعداً، على عكس ما يجري في غزة أو جرى في إيران. وحتى الضربات الجوية المحدّدة، تواجه تحديات كبيرة في فعالية التدمير، نظراً إلى طبيعة الأهداف المحصّنة.
ويرى محللون أن إسرائيل تميل، في ضوء ذلك، إلى تبني نهج «الضربات الذكية»: عمليات دقيقة عالية التأثير الرمزي، تستهدف شخصيات قيادية أو منشآت ذات بعد سياسي أو معنوي، مع تضخيم إعلامي يخلق انطباعاً بالردع ويعزّز معنويات الجبهة الداخلية الإسرائيلية، من دون الانجرار إلى صراع طويل ومكلف في ساحة بعيدة.
في المحصّلة، إسرائيل أمام معضلة إستراتيجية؛ فمن جهة، ثمة ضغوط متزايدة لضمان أمن الملاحة وكبح قوة «أنصار الله» المتنامية في البحر الأحمر، ومن جهة أخرى، ثمة إدراك بأن اليمن ليس مسرحاً قابلاً للحسم العسكري السريع. وهكذا، تتحرّك المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بين خياري «الرسائل المحدّدة» و«الضربات الرمزية»، في محاولة لاحتواء التهديد، من دون إشعال حرب استنزاف جديدة.
"نقلاً عن الأخبار اللبنانية"