عاجل. خاص يورونيوز: عشية قمة بكين.. السفير الصيني لدى الاتحاد الأوروبي يفتح باب الشراكة الاقتصادية
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
في مقال رأي حصري لـ "يورونيوز"، أبرز السفير حجم التبادل التجاري والتكامل الاستثماري بين الجانبين، إضافة إلى الشراكة في قضايا المناخ والابتكار. اعلان
عشية قمة أوروبية صينية مرتقبة في بكين، أكد رئيس بعثة الصين لدى الاتحاد الأوروبي، السفير تساي رن، أن آفاق التعاون البراغماتي بين الجانبين لا تزال واعدة، رغم التوترات السياسية والخلافات التجارية القائمة.
وفي مقال رأي حصري لـ "يورونيوز"، استعرض السفير جملة من مؤشرات التعاون والاستثمار، مشيرًا إلى أن الشركات الأوروبية تجد في السوق الصينية فرصًا واسعة للتوسع، حيث تعتمد علامات تجارية بارزة مثل "بي إم دبليو" و"مرسيدس بنز" و"فولكس فاغن" على السوق الصينية في أكثر من 30% من مبيعاتها العالمية، وتحقق فيها أرباحًا تفوق تلك المحققة في أسواقها المحلية بثلاثين ضعفًا.
وأوضح تساي أن المنتجات الأوروبية تشكل أكثر من 30%، وأحيانًا تتجاوز 50% من واردات الصين في مجالات رئيسية مثل الكيماويات والبصريات والفضاء والطيران، ما يعكس عمق التشابك الاقتصادي بين الجانبين.
في المقابل، استعرض المقال الاستثمارات الصينية في أوروبا، ومنها جسر بيليشاك في كرواتيا، وسكة حديد المجر - صربيا، التي وُصفت بأنها أول مشروع صيني للسكك الحديدية عالية السرعة في أوروبا، إلى جانب تطوير ميناء بيرايوس في اليونان، الذي أشار السفير إلى أنه وفّر أكثر من 4,300 وظيفة محلية وأسهم بإضافة 1.4 مليار يورو للناتج المحلي الإجمالي لليونان، أي نحو 1% من إجمالي الناتج الوطني.
الشراكة البيئية والابتكار العلمي في صلب العلاقة
شدد السفير الصيني على أن مواجهة التغير المناخي تُعد أرضية مشتركة لتعزيز الشراكة بين بكين وبروكسل، لافتًا إلى أن قطاعات السيارات الكهربائية وبطاريات الطاقة الجديدة الصينية أصبحت من أبرز روافد الاستثمار في أوروبا، ما يعزز التعاون في مجالات الاقتصاد الأخضر وخفض الانبعاثات الكربونية.
كما أكد التزام بلاده بسياسة منفتحة في مجال الابتكار، مع إعطاء أولوية للاتحاد الأوروبي كشريك استراتيجي في التعاون العلمي والتكنولوجي.
وأشار تساي إلى اتفاقية المؤشرات الجغرافية بين الجانبين، واصفًا إياها بأنها أول اتفاقية ثنائية شاملة لحماية المؤشرات الجغرافية، ومرحلة مهمة في تعزيز حماية حقوق الملكية الفكرية، إذ أتاحت، وفق المقال، تبادل منتجات مثل الشمبانيا الفرنسية وفاكهة الكيوي الصينية، ما أسهم في الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز التبادل التجاري.
Related برلين تتهم بكين بشنّ هجوم بالليزر على طائرة تابعة لسلاح الجوّ الألمانيواشنطن وبكين على طاولة ستوكهولم قريبًا: مفاوضات لاحتواء التصعيد الجمركي تصعيد تجاري بين الصين والاتحاد الأوروبي: بكين تقيّد مشتريات الأجهزة الطبيةقمة تحت ظلال الخلافات
ورغم النبرة الإيجابية للمقال، تهيمن أجواء من الحذر على التوقعات بشأن قمة الخميس، التي تتزامن مع مرور خمسين عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والاتحاد الأوروبي.
ويتصدر جدول الخلافات بين الطرفين شراكة الصين "غير المحدودة" مع روسيا، إلى جانب المخاوف الأوروبية من الاختلالات التجارية الناجمة عن فائض الطاقة الإنتاجية في الصناعة الصينية.
وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد أعرب، في مايو/أيار، عن أمله بأن تكون الذكرى السنوية فرصة لمعالجة الخلافات وفتح آفاق جديدة في العلاقات الثنائية، وهو ما لقي استجابة من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، اللذين أبديا التزامًا بتعميق الشراكة مع بكين.
غير أن هذا الزخم الإيجابي تراجع لاحقًا، خاصة بعد أن فرضت الصين قيودًا على تصدير العناصر الأرضية النادرة المستخدمة في الصناعات التكنولوجية المتقدمة، ما أثار قلقًا واسعًا في الأوساط الصناعية الأوروبية، ودفع فون دير لاين إلى اتهام بكين باستغلال "شبه الاحتكار" كسلاح اقتصادي.
وقالت فون دير لاين في قمة مجموعة السبع التي عقدت في يونيو/حزيران: "لا تكتفي الصين باستخدام هذا شبه الاحتكار كورقة مساومة، بل تحوّله إلى أداة لإضعاف المنافسين في الصناعات الاستراتيجية".
وردت بكين على هذه التصريحات واصفة إياها بـ"المنحازة" و"الخالية من الأساس"، لكنها في المقابل أعادت التأكيد على رغبتها في إقامة شراكة تقوم على "الربح المتبادل" مع الاتحاد الأوروبي.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل غزة دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة المساعدات الإنسانية ـ إغاثة إسرائيل غزة دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة المساعدات الإنسانية ـ إغاثة شي جينبينغ سيارات كهربائية أخبار أورسولا فون دير لايين إسرائيل غزة دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة المساعدات الإنسانية ـ إغاثة مجاعة الصحة فرنسا تحقيق بريطانيا كير ستارمر بین الجانبین
إقرأ أيضاً:
العلامات الصينية تهيمن على سوق السيارات الأوروبية في 2025
شهدت تسجيلات السيارات الجديدة في أوروبا تراجعًا ملحوظًا خلال يونيو بنسبة 4.4%، وبنسبة 0.3% خلال النصف الأول من العام، وفقًا لبيانات صادرة عن مؤسسة "جاتو" لأبحاث سوق السيارات.
ورغم هذا التراجع، لم تكن هذه الأرقام هي الأكثر لفتًا للأنظار، بل كانت القفزة الكبيرة التي حققتها العلامات الصينية التي باتت تنافس بعض الأسماء الأوروبية التاريخية في السوق وتقترب من تجاوزها.
ارتفعت مبيعات السيارات الصينية بنسبة 91% لتصل إلى 347,100 سيارة خلال الأشهر الستة الأولى من 2025، وهو ما منحها حصة سوقية بلغت 5.1%، لتصبح مباشرة خلف مرسيدس التي تستحوذ على 5.2%، بعدما تمكنت من التفوق عليها خلال شهر يونيو تحديدًا.
كما تقدمت هذه العلامات على فورد التي لم تحقق سوى 3.8% من حصة السوق خلال الفترة نفسها.
وكانت شركة BYD أبرز الشركات الصينية صعودًا، بعدما قفزت مبيعات سياراتها الكهربائية بنسبة 133% خلال يونيو و143% خلال النصف الأول، لتبيع 41,300 سيارة كهربائية وتحتل المرتبة الثانية عشرة في قائمة أكثر العلامات تسجيلًا للسيارات الكهربائية في أوروبا.
وتفوقت بذلك على علامات مثل كوبرا التي سجلت 37,400 سيارة كهربائية، وفورد التي لم تتجاوز مبيعاتها 35,200 سيارة.
ولم يقتصر نجاح العلامات الصينية على السيارات الكهربائية فقط، بل شمل أيضًا السيارات الهجينة القابلة للشحن، حيث لاقت طرازات مثل BYD Seal U وJaecoo وOmoda رواجًا واسعًا.
وتمكنت سيارة Seal U من التعادل مع فولكس فاجن تيغوان لتصبح السيارة الهجينة القابلة للشحن الأكثر مبيعًا في أوروبا خلال يونيو.
في المقابل، شهدت بعض العلامات الأوروبية مكاسب واضحة مثل مجموعة فولكس فاجن التي ارتفعت مبيعاتها بنسبة طفيفة، إلى جانب رينو وبي إم دبليو وفورد التي سجلت جميعها زيادات متقاربة.
بينما تراجعت مبيعات تسلا بشكل حاد بنسبة 33%، وانخفضت مبيعات مجموعة ستيلانتيس بنسبة 9% في النصف الأول من العام.
ورغم أن داسيا سانديرو لا تزال السيارة الأكثر مبيعًا في القارة مع تسجيل 128,800 وحدة، فإنها فقدت 11% من مبيعاتها مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، في وقت تقترب فيه رينو كليو من منافستها بقوة بعدما ارتفعت مبيعاتها بنسبة 7% إلى 122,500 سيارة.
وحلت بيجو 2008 في المركز الثالث، بينما تواصل طرازات فولكس فاجن تي-روك وجولف وتيجوان حصد المراتب التالية ضمن قائمة الأكثر مبيعًا.
تكشف هذه المؤشرات أن سوق السيارات الأوروبية يشهد تحولات جذرية، حيث تواصل العلامات الصينية تعزيز حضورها مستفيدة من الطلب المتزايد على السيارات الكهربائية والهجينة القابلة للشحن، في حين تجد بعض العلامات الغربية نفسها مضطرة لمواجهة منافسة شرسة وتغيرات سريعة في تفضيلات المستهلكين.
ومع استمرار هذا الزخم، يبدو أن النصف الثاني من 2025 قد يشهد تجاوز بعض العلامات الصينية لمرسيدس وربما منافسة علامات أوروبية أخرى في عقر دارها.