غوتيريش: عصر الوقود الأحفوري يتلاشى والمستقبل للطاقة النظيفة
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن العالم على وشك تحقيق اختراق في المعركة ضد تغير المناخ وأن الوقود الأحفوري أصبح خارج الطريق، وحث الدول على توجيه الدعم إلى الطاقة منخفضة الكربون.
وقال غوتيريش "نحن على أعتاب عصر جديد. الوقود الأحفوري يتلاشى. الشمس تشرق في عصر الطاقة النظيفة، مضيفا أن الدول -التي تسعى إلى ضمان أمن الطاقة في مواجهة التهديدات الجيوسياسية وخفض تكاليف المستهلكين في ظل أزمة غلاء المعيشة العالمية- يجب أن تختار مصادر الطاقة المتجددة.
وأشار إلى أن الوقود الأحفوري يمثل التهديد الأكبر لأمن الطاقة اليوم. فهو يترك الاقتصادات والشعوب تحت رحمة تقلبات الأسعار وانقطاعات الإمدادات والاضطرابات الجيوسياسية. في حين لا توجد زيادات حادة في أسعار الطاقة الشمسية، ولا حظر على طاقة الرياح.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة -في خطاب له في نيويورك أُجِلَ إلقاؤه الشهر الماضي بسبب الهجوم الإسرائيلي على إيران- شركات التكنولوجيا الكبرى إلى الالتزام بتوفير 100% من احتياجاتها من الكهرباء من خلال توليد الطاقة منخفضة الكربون بحلول عام 2030.
وأكد أن "هذا التحول يتعلق أساسا بأمن الطاقة وأمن الشعوب وأنه يتعلق بالاقتصاد الذكي" مضيفا "لقد تجاوزنا نقطة اللاعودة إلى الوقود الأحفوري".
وحسب تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، فإن 9 من كل 10 مشاريع للطاقة المتجددة عالميا أصبحت الآن أقل تكلفة من بدائل الوقود الأحفوري.
وتعد تكلفة الطاقة الشمسية أقل بنحو 41% من تكلفة بدائل الوقود الأحفوري الأقل كلفة، في حين تعد تكلفة توليد طاقة الرياح البرية أقل من نصف تكلفة الوقود الأحفوري.
وقد انخفضت تكاليف الطاقة النظيفة نتيجة للاستخدام المتزايد على نطاق واسع لهذه التقنيات، والتركيز الهائل على التصنيع المنخفض الكربون خصوصا بالصين، والاستثمار المتزايد في هذا القطاع.
إعلانوبلغت الاستثمارات في قطاع الطاقة الخضراء تريليوني دولار عام 2024، وهو ما يزيد بنحو 800 مليار دولار عن المبلغ الذي ذهب إلى الوقود الأحفوري، وزيادة قدرها 70% مقارنة بالعقد الماضي.
ومع ذلك، لا يزال الطلب على الطاقة في ازدياد، مدفوعا بالطلب على التبريد مع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات غير محتملة في العديد من البلدان، وكذلك الطلب المتزايد على الطاقة لمراكز بيانات تكنولوجيا المعلومات، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي.
وحتى لو خُصصت فقط نسبة ضئيلة من هذه الزيادة للوقود الأحفوري، فسيصبح من المستحيل الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، كما تعهدت الدول.
وبموجب اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015 أصبحت كل دولة تقريبا مُلزمة الآن بوضع خطة وطنية جديدة بشأن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وأكد غوتيريش أنه من المنطقي اقتصاديا أن تستخدم الدول هذه الخطط، المقرر طرحها في سبتمبر/أيلول المقبل، لتوجيه الدعم نحو الطاقة منخفضة الكربون، وتقليص مليارات الدولارات من الدعم التي لا تزال تُخصص للوقود الأحفوري.
ومن جهته، قال فرانشيسكو لا كاميرا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) "إن القدرة التنافسية لمصادر الطاقة المتجددة من حيث التكلفة هي واقعنا اليوم. إذ تتفوق مصادر الطاقة المتجددة الجديدة على الوقود الأحفوري من حيث التكلفة، مما يوفر طريقا واضحا نحو طاقة ميسورة التكلفة وآمنة ومستدامة".
ومع التوسع في الطاقة النظيفة، لا تزال المصالح المتعلقة بالوقود الأحفوري قوية في العديد من الدول. ففي الولايات المتحدة، خفّض الرئيس دونالد ترامب حوافز الطاقة النظيفة، وتخلى عن السياسات المناخية سعيا منه لتعزيز استخدام الفحم والغاز والنفط.
أما في الصين، فلا تزال محطات الطاقة الجديدة التي تعمل بالفحم قيد التخطيط، على الرغم من الأداء القوي للبلاد في مجال الطاقة المتجددة. وفي مارس/آذار، احتفل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بإنتاج البلاد مليار طن من الفحم.
وفي هذا السياق، يقول لا كاميرا إن "التقدم في مجال الطاقة المتجددة ليس مضمونا. فالتوترات الجيوسياسية المتزايدة، والرسوم الجمركية، وقيود إمدادات المواد تُهدد بإبطاء الزخم وزيادة التكاليف".
ويشير لا كاميرا بذلك إلى المخاوف بشأن إمدادات المعادن الأساسية اللازمة لمكونات الطاقة المتجددة، ومشاكل البنية التحتية، حيث لا يواكب النمو السريع في توليد الطاقة المتجددة حول العالم الاستثمارات في شبكات الكهرباء وفقًا لتقرير إيرينا الصادر أمس الثلاثاء.
ومن جانبه، قال بيل هير الرئيس التنفيذي لمركز أبحاث تحليلات المناخ إنه ينبغي على المستثمرين والحكومات أن يأخذوا بعين الاعتبار أن أي استثمار في أنواع جديدة من الوقود الأحفوري الآن مخاطرة، في حين أن الانضمام إلى سباق الطاقة المتجددة لن يجلب سوى فوائد جمة ليس بتوفير فرص عمل وطاقة أرخص بأسعار مستقرة.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات تلوث الوقود الأحفوری الطاقة المتجددة الطاقة النظیفة
إقرأ أيضاً:
برلمانية لطلاب الثانوية العامة: لا تيأسوا من النتيجة والمستقبل مليء بالفرص
وجهت النائبة سميرة الجزار، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، مجموعة من النصائح والتوجيهات لطلاب الثانوية العامة عقب إعلان نتائجهم، مؤكدة أن هذه المرحلة لا تمثل نهاية الطريق، بل هي مجرد خطوة في بداية مسيرتهم التعليمية والحياتية.
وقالت الجزار في تصريحاتها :" لكل طالب وطالبة بعد ظهور النتيجة، سواء حققتم ما كنتم تتمنون أو واجهتم تحديات غير متوقعة، تذكروا دائما أن هذه المرحلة ليست سوى خطوة واحدة في رحلتكم التعليمية والحياتية."
وأضافت: "إذا كانت النتيجة كما تمنيتم، فهنيئا لكم، هذه ثمرة جهد وتفاني وهي خطوتكم الأولى نحو تحقيق أحلامكم الجامعية والمهنية.. استمتعوا بهذا الإنجاز، ولكن تذكروا دائمًا أن النجاح الحقيقي يكمن في استمرار التعلم والتطور."
ودعت الطلاب إلى استغلال هذه المرحلة للانطلاق نحو مستقبل مشرق، مشددة على أهمية السعي المستمر نحو التميز وعدم التوقف عند أي عقبة.
وتابعت: "إذا لم تكن النتيجة كما توقعتم، فلا تيأسوا أبدا، فالحياة مليئة بالفرص البديلة والمسارات المتنوعة."