ماهر نقولا: الأوروبيون يفتقدون الرؤية الاستراتيجية ولقاءاتهم في بكين سطحية
تاريخ النشر: 24th, July 2025 GMT
قال ماهر نقولا، مدير المركز الأوروبي الآسيوي للدراسات، إن الاجتماعات الحالية بين المسؤولين الأوروبيين والصينيين في بكين "غير ذات أهمية جوهرية"، معتبرًا أن الجانب الصيني يتعامل بجدية شديدة وفق رؤية استراتيجية عميقة، بينما لا يزال الأوروبيون متمسكين بنموذج فكري قديم لم يعد يتناسب مع الواقع العالمي الراهن.
وفي مداخلة مع الإعلامية منى عوكل، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أوضح أن النخبة الحاكمة في الصين، والمعروفة باسم "المكتب الدائم" في الحزب الشيوعي الصيني، تتبنى مدرسة فكرية تُعرف بـ"الموضوعية الجديدة"، والتي تدمج بين الملفات الاقتصادية والأمنية والعسكرية ضمن رؤية استراتيجية واحدة، لافتًا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبنى النهج ذاته حين تولى الحكم، ما عزز التوجه نحو ربط النمو الاقتصادي بالملف الأمني والدفاعي.
وأضاف: "في المقابل، لا يزال الأوروبيون متمسكين بالنموذج التقليدي، الذي يفصل بين العلاقات التجارية والمالية من جهة، وبين القضايا الأمنية والاستراتيجية من جهة أخرى، وهو ما يجعلهم خارج السياق الراهن".
وعن سبب زيارة المسؤولين الأوروبيين للصين رغم مواقفهم السابقة، قال: "رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا، عبّرا في السابق عن مواقف عدائية تجاه بكين، واتهما الحكومة الصينية بالقرصنة التجارية وانتهاج نظام شمولي، بل استخدما عبارات قاسية للغاية في وصفها"، مشيرًا إلى أن هذا الموقف انعكس في قطع جسور الثقة بين الجانبين.
وأكد أن "زيارة اليوم إلى بكين تأتي فقط تحت ضغط كبير من إدارة ترامب، وهي لا تعبّر عن تغيير حقيقي في الرؤية الأوروبية، بل تمثل حركة دبلوماسية سطحية لا ترقى إلى مستوى التحديات الاستراتيجية التي يفرضها الواقع الدولي".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بكين الجانب الصيني الأوروبيون
إقرأ أيضاً:
عودة إلى الجذور ... ترامب في زيارة مثيرة للجدل إلى اسكتلندا
في زيارة يمكن اعتبارها "عودة إلى الجذور"، يصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى اسكتلندا هذا الأسبوع، في محطةٍ تحمل بعدًا شخصيًا عميقًا، لكنها لن تخلو من الجدل والانقسام السياسي والشعبي.
فالبلد الذي ولدت فيه والدته على جزيرة نائية ويضمه ترامب إلى هويته العائلية، يشهد اليوم استقبالاً رسميًا متوترًا، وسط تظاهرات مرتقبة، ولقاءات مع قادة سياسيين لا يتفقون جميعًا مع سياساته أو تاريخه.
ابن ماري آن... يعود إلى أرض الأمولدت والدة ترامب، ماري آن ماكلويد، عام 1912 في بلدة صغيرة قرب ستورنوواي في جزيرة لويس الواقعة في جزر الهبريد الخارجي شمال غرب اسكتلندا. وكانت واحدة من آلاف الاسكتلنديين الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى الصعبة، لتتزوج لاحقًا من فريد ترامب، والد دونالد، وتنجب رجل الأعمال والسياسي الذي أصبح لاحقًا رئيسًا للولايات المتحدة.
وسبق أن قال ترامب، الذي زار المنزل المتواضع الذي نشأت فيه والدته في عام 2008، في عام 2017: "أمي ولدت في ستورنوواي. وهذا هو المعنى الحقيقي لاسكتلندا".
الغولف... ساحة الاستثمارات والاشتباكرغم البعد العاطفي، فإن علاقة ترامب باسكتلندا اتسمت بالاضطراب، لا سيما بسبب مشاريعه العقارية المثيرة للجدل في قطاع الجولف.
في عام 2006، أعلن عن مشروع لإنشاء ملعب جولف فاخر على ساحل بحر الشمال شمال أبردين. ورغم دعم الحكومة الاسكتلندية حينها، واجه المشروع معارضة شرسة من سكان محليين وناشطين بيئيين، رأوا أنه يهدد منظومة بيئية نادرة تضم طيور السمامة، الغرير، وطيور الشاطئ.
ورغم الجدل، افتتح الملعب في 2012، لكن بعض الأجزاء الموعودة من المشروع، كالفندق العملاق ومئات الوحدات السكنية، لم تتحقق بعد. كما أن الملعب لم يحقق أرباحًا تذكر. ومن المقرر أن يفتتح ملعب جديد قريبًا باسم "ملعب ماكلويد"، تكريمًا لوالدة ترامب.
أما منتجع ترامب الآخر في اسكتلندا، "ترنبيري"، الذي اشتراه عام 2014، فقد حظي بقبول أوسع نسبيًا، لكنه لم ينج تمامًا من الشكوك. ولا يزال استبعاده من استضافة بطولة بريطانيا المفتوحة مرتبطًا بـ"مشكلات بنية تحتية"، بحسب المنظمين.
لقاءات رسمية... واحتجاجات منتظرةومن المتوقع أن يلتقي ترامب خلال الزيارة برئيس الوزراء الاسكتلندي جون سويني، المعروف بمواقفه اليسارية وانتقاده لترامب سابقًا. لكن سويني قال إنه من مصلحة اسكتلندا لقاء الرئيس الأمريكي، في إشارة إلى أهمية العلاقات التجارية.
وفي المقابل، يستعد نشطاء من حركة "أوقفوا ترامب اسكتلندا" لتنظيم مظاهرات حاشدة في مدينة أبردين، تعبيرًا عن رفضهم لسياسات ترامب وسجله السياسي.
تأتي زيارة ترامب قبل شهرين فقط من زيارة دولة رسمية إلى المملكة المتحدة، من المتوقع أن تستقبله خلالها العائلة المالكة بقيادة الملك تشارلز الثالث. لكنها، في شكلها الحالي، تعكس التباين الصارخ بين رمزية العودة إلى وطن الأم، والواقع السياسي الصاخب الذي يرافق ترامب أينما حل.