علقت صحيفة جلوبال تايمز الصينية على توسع مجموعة بريكس الذي تم الاعلان عنه في ختام قمة البريكس الخامسة عشرة التي عقدت الأسبوع الماضي في جوهانسبرج بجنوب أفريقيا، عندما وافقت المجموعة على توسيع عضويتها، ودعت مصر والأرجنتين وإثيوبيا وإيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة للانضمام.
وطرحت الصحيفة تساؤلا عن أسباب توسع مجموعة البريكس الآن، ولماذا بات الطلب على التوسع ضخم للغاية؟ حيث تقدمت مجموعة من الدول الأخرى، بما في ذلك إندونيسيا، بطلب للحصول على العضوية.


وقالت الصحيفة - في مقال للرأي أوردته عبر موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء- إنه تم تصميم مجموعة البريكس -في جوهرها - لتمثيل مصالح الجنوب العالمي النامي والتعاون بشأنها، أو -على نطاق أوسع- الدول التي تقع خارج المجال الغربي، بما في ذلك بنيتها الأمنية.
وأضافت الصحيفة أنه على النقيض من مؤسسة مثل حلف شمال الأطلنطي، فإن مجموعة البريكس ليست تحالفا أو كتلة أيديولوجية. ولا يجبر أعضاءه على الانحياز لطرف ما. بل هي مصممة لتمثيل واستكمال مجموعة مشتركة من المصالح مع الهدف المشترك المتمثل في تعزيز التنمية، والحفاظ على السيادة الوطنية وتوسيع الحوكمة العالمية نحو بيئة متعددة الأقطاب. باختصار فإن مفهوم مجموعة البريكس هو عكس الهيمنة.
وأشارت جلوبال تايمز إلى أنه على مدار الأربعمائة عام الماضية، كان النظام الدولي خاضعا لسيطرة مجموعة مختارة من البلدان المعروفة باسم "الغرب". وقد تمكنت هذه البلدان من الحفاظ على موقعها المهيمن الذي سمح لها -من خلال الاستعمار- باحتكار التمويل العالمي والتجارة العالمية. والاستثمار والتكنولوجيا والقوة العسكرية. لقد استخدموا كل هذا للحفاظ على موقفهم وإبقاء الدول الأخرى في الأسفل.
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من أن هذا بدأ مع الإمبراطوريات الاستعمارية البريطانية والإسبانية والفرنسية والهولندية والبرتغالية والألمانية، إلا أنه في القرن العشرين انتقلت القيادة إلى الولايات المتحدة، التي بنت نظاما عالميا يتمحور حولها وأصبحت قوة مهيمنة.
ورأت الصحيفة أنه في ظل النظام الذي أنشأته الولايات المتحدة، فإن البلدان لن تكون قادرة على تحقيق التنمية -التي تستلزم الوصول إلى أسواق رأس المال والتصدير- إلا إذا أخضعت نفسها للأهداف العسكرية والاستراتيجية للولايات المتحدة ذاتها.
ومن ناحية أخرى، فإن البلدان التي لا تتبع أجندة الولايات المتحدة قد تخضع لعقوبات متزايدة وضوابط التصدير التي تسعى للضغط عليها والحيلولة دون تنميتها، من أجل وقف أي تهديدات للهيمنة الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك تمخض عن العالم الذي نعيشه اليوم، حيث تعمل الولايات المتحدة على إنهاء عصر عولمة السوق الحرة بالقوة وإعادة التأكيد على مناخ المنافسة الجيوسياسية. وترغب واشنطن في الحفاظ على هيمنتها أحادية القطب على كل الدول الأخرى، والمعاملة التي تلقاها الصين بشكل خاص تمثل تحذيرا لكيفية رد الولايات المتحدة على أي دولة لا تخضع لسيطرتها.
ومضت الصحيفة تقول إنه بسبب هذه البيئة، تتوسع مجموعة البريكس، حيث ترغب العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم في البقاء مستقلة عن الهيمنة الأمريكية وتأمين الاستقلال السياسي لمواصلة تنميتها الاقتصادية.
ورأت أن إعادة تأكيد الهيمنة الأمريكية ومحاولة سحق التنمية في الصين تشكل تهديدا للجنوب العالمي برمته حيث تسعى الولايات المتحدة إلى الحفاظ على الامتيازات الاقتصادية والمالية والتجارية والتكنولوجية للغرب ضد البقية. ومن ثم، باتت البريكس منتدى أساسيا لدول عدم الانحياز لتأمين مصالحها الخاصة وتعزيز التعاون فيما بينها.
ونتيجة لذلك فإن مجموعة البريكس لا تهدف إلى تشكيل "تحالف"، بل تسعى إلى تحقيق العدالة والمساواة. وهي تطمح إلى وضع متعدد الأطراف للحوكمة العالمية حيث يكون لكل الدول صوت، بدلا من الاضطرار إلى التنازل عن الاستقلال الاستراتيجي والسياسي كشرط للتنمية الاقتصادية.
واختتمت الصحيفة الصينية مقالها قائلة إن دول البريكس ترغب في نهاية المطاف في أن تكون قادرة على التنمية مع الحفاظ على سيادتها الوطنية. وبالتالي فإن مجموعة البريكس تشكل طريقا نحو الانفتاح العالمي والتكامل الاقتصادي في وقت تبذل بعض البلدان جهودا شديدة ترمي إلى عكس هذا الاتجاه.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: بريكس المساواة والعدالة الصين الولایات المتحدة مجموعة البریکس الحفاظ على

إقرأ أيضاً:

أضرار كبيرة.. 20 قتيلًا في الولايات المتحدة بسبب الأعاصير

ذكرت السلطات في ولايتي كنتاكي وميسوري، اليوم السبت، أن 20 شخصًا على الأقل لقوا مصرعهم في وسط الولايات المتحدة، بعد مرور أعاصير تسببت بأضرار كبيرة في مدينة سانت لويس.
وأعلن حاكم ولاية كنتاكي آندي بشير على حسابه على منصة اكس أن 14 شخصا على الأقل لقوا حتفهم في عواصف ليل الجمعة، قائلًا: "للأسف من المتوقع أن ترتفع هذه الحصيلة مع ورود مزيد من المعلومات".الأعاصير في الولايات المتحدةكما أفادت العديد من وسائل الإعلام الأميركية على غرار "إن بي سي نيوز" و"واشنطن بوست" عن سبعة قتلى في ولاية ميسوري المجاورة بينهم العديد في مدينة سانت لويس.
أخبار متعلقة سحابة كلور سامة تغطي منطقة واسعة قرب برشلونة.. وتحبس 160 ألف شخصموعد توقيع ترامب أمر خفض أسعار الأدوية في الولايات المتحدةالخبر المنتظر.. ترامب يعلن تخفيض سعر الدواء في الولايات المتحدة .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } أضرار كبيرة.. 20 قتيلًا في الولايات المتحدة بسبب الأعاصير - وكالات
وقالت رئيسة بلدية المدينة كارا سبنسر للصحافيين مساء الجمعة "مدينتنا في حداد الليلة. الخسائر في الأرواح مروعة وكذلك الدمار".
وعام 2024 تسببت الحوادث الناجمة عن الأعاصير بمقتل 54 شخصا في الولايات المتحدة، وفقا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA).

مقالات مشابهة

  • كندا تعلّق رسوما جمركية على الولايات المتحدة
  • «اللولو هايبرماركت» يطلق أسـبوع الطعـام البريطـاني فـي كل فروعـه
  • أضرار كبيرة.. 20 قتيلًا في الولايات المتحدة بسبب الأعاصير
  • تحذير أمريكي من جهات دولية روسية وصينية تسعى لشرعنتهم وتبييض صورتهم ... مليشا الحوثي تدخل في تنسيق عسكري مباشر مع موسكو وتتلقى دعماً استخباراتياً من الأقمار الصناعية الروسية و أسلحة صينية
  • هروب سجناء من سجن في الولايات المتحدة
  • صحيفة أمريكية: القوات المسلحة اليمنية تفوقت على أقوى تحالف عسكري في العالم
  • كوريا الجنوبية تدعو الولايات المتحدة لإلغاء الرسوم على سلعها
  • عاجل. لقاء في اسطنبول بين وفود الولايات المتحدة وأوكرانيا وتركيا
  • الأمم المتحدة تتوقع تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي بسبب التوترات التجارية
  • الأمم المتحدة تتوقع تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي