نواب ديمقراطيون يحثون ترامب على الاعتراف بدولة فلسطين
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
ذكر موقع “أكسيوس” الأمريكي، أمس الاثنين، أن أكثر من 10 أعضاء من الحزب الديمقراطي بمجلس النواب الأمريكي وقعوا على رسالة تحث إدارة ترامب على الاعتراف بدولة فلسطينية، خطوة تعكس تزايد القلق داخل الكونغرس بشأن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.
وبحسب تقارير صحفية، فإن نائباً واحداً على الأقل يعتزم تقديم مشروع قرار يؤيد إقامة الدولة.
وتأتي هذه التحركات في وقت يشهد فيه القطاع موجة مجاعة متزايدة، دفعت حتى بعض الجمهوريين والديمقراطيين المؤيدين بقوة لإسرائيل إلى توجيه انتقادات علنية للقيادة الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة.
ويقود النائب الديمقراطي رو خانا “عن ولاية كاليفورنيا” جهود جمع التواقيع على الرسالة الموجهة إلى الرئيس ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو.
ومن بين الموقعين الجدد على الرسالة النواب تشيلي بينغري “مين”، نيديا فيلازكيز “نيويورك”، وجيم ماكغفرن “ماساتشوستس”، بالإضافة إلى تسعة نواب آخرين وقعوا سابقاً، من بينهم غريغ كاسار، لويد دوغيت، فيرونيكا إسكوبار، ماكسويل فروست، آل غرين، جاريد هوفمان، مارك بوكان، وبوني واتسون كولمان. كما أكد مكتب النائب المسلم أندريه كارسون “إنديانا” توقيعه أيضاً.
وتشير الرسالة إلى أن “هذه اللحظة المأساوية سلطت الضوء على الحاجة الملحة للاعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم”، مشيرةً إلى تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماع للأمم المتحدة في سبتمبر، وهو ما قوبل بانتقاد شديد من وزير الخارجية الأمريكي روبيو.
وجاء في الرسالة أيضاً: “نشجع حكومات الدول التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية، بما في ذلك الولايات المتحدة، على القيام بذلك”.
وتأتي هذه المبادرة بالتزامن مع تزايد الاعتراف الدولي بدولة فلسطين من قِبل دول كفرنسا والمملكة المتحدة وكندا. إلا أن الاعتراف الأمريكي، وفق مراقبين، يبدو مستبعداً في ظل سياسة إدارة ترامب التي تبنت موقفاً داعماً بقوة لإسرائيل ولرئيس وزرائها بنيامين نتانياهو، على الرغم من تصريحات ترامب الأخيرة التي عبّر فيها عن نيته “توفير الغذاء للناس في غزة” بعد تشكيكه في ادعاءات نتانياهو بعدم وجود مجاعة هناك.
يُذكر أن عدد النواب الديمقراطيين الموقعين على الرسالة الجديدة يفوق بثلاثة أضعاف عدد النواب في الكونغرس الذين دعموا قراراً مماثلاً عام 2023 قدمه النائب آل غرين للاعتراف بحق دولة فلسطين في الوجود، والذي حصل حينها على تأييد 5 نواب فقط.
وفي السياق ذاته، أكدت النائبة واتسون كولمان أن “الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بشرط نزع سلاح حماس وتوفير ضمانات أمنية للطرفين، يجب أن يكون جزءًا من أي حل لإنهاء الحرب والمجاعة وضمان عودة الرهائن”.
وتشير المصادر إلى أن الأسابيع القادمة قد تشهد مبادرات مؤيدة لفلسطين داخل الكونغرس، مع استمرار تدهور الأوضاع في غزة.وكالات
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
تأخير الاعتراف بدولة فلسطين.. كيف يعرقل اللوبي الإسرائيلي السياسة الفرنسية؟
في ظل تصاعد الأزمات في الشرق الأوسط، تبرز ظاهرة "اللوبي المؤيد لإسرائيل" في فرنسا كأحد العوامل الحاسمة التي تؤثر على توجّهات باريس السياسية تجاه الاعتراف بدولة فلسطين، وكذلك الموقع من حرب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
ويضم هذا اللوبي، شبكة معقدة من الفاعلين السياسيين والإعلاميين والثقافيين، إذ أنّه لطالما لعب دورًا محوريًا في تأخير الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين من قبل فرنسا، إلى جانب دعم السياسات الإسرائيلية المثيرة للجدل في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.
وأكدت صحيفة "لو موند" الفرنسية، في تقريرها الصادر مؤخرًا، أنّ: "باريس، رغم إعلانها عن نيتها الاعتراف بدولة فلسطين في أيلول/ سبتمبر المقبل، إلاّ أنّ هذه الخطوة تأتي متأخرة بسبب التأثير القوي لتكتل سياسي وإعلامي يدعم تل أبيب بقوة".
وأوضح التقرير الذي أعدّه الصحفيان سيرج حليمي وبيير ريمبرت، أنّ: "هذا اللوبي يستخدم أدوات مختلفة منها الضغط السياسي والإعلامي للوقوف ضد أي مبادرات قد تزعج المصالح الإسرائيلية أو تؤثر على العلاقة الاستراتيجية بين باريس وتل أبيب".
وأشار التقرير إلى أنّ دولة الاحتلال الإسرائيلي قد حوّلت قطاع غزة إلى ما يشبه "معسكر اعتقال" حسب وصفه، فيما تسعى إلى ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية المحتلة، وهو ما قوبل بصمت رسمي من الحكومات الغربية وعلى رأسها فرنسا التي كانت تتبع سياسة توازن دقيق، تحافظ من خلالها على علاقات متينة مع الطرفين، لكن دون اتخاذ خطوات جريئة ضد الانتهاكات الإسرائيلية.
ورغم أن فرنسا أعلنت مجددًا اعترافها بدولة فلسطين، إلاّ أن التقرير يؤكد أنّ: "هذا القرار جاء بعد ضغط شعبي ودولي واسع، وأيضا نتيجة محاولات لتصحيح مسار السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط".
ولفت التقرير إلى أنّ: "تصاعد قوة اللوبي المؤيد لإسرائيل في فرنسا، يعود جزئيًا إلى تحولات أيديولوجية شهدها الغرب خلال العقد الماضي، خاصة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وصعود قوى يمينية وشعبوية في العديد من الدول الغربية".
وأردف التقرير: "أدّى هذا التغير إلى تعزيز التحالفات التي تدعم إسرائيل، سواء في الأوساط الحكومية أو الإعلامية، حيث تجاهلت معظم هذه الجهات الانتهاكات الإسرائيلية تحت ذريعة الحفاظ على الاستقرار الإقليمي ومصالح الدول الغربية".
وتشير الصحيفة إلى أنّ: "هذا الدعم لم يقتصر على السياسيين فحسب، بل امتد إلى قطاعات الإعلام والثقافة، حيث يلعب بعض المثقفين والصحفيين دورًا في تبرير السياسات الإسرائيلية وشيطنة الفلسطينيين". كما يوضح التقرير أنّ: "هذه الشبكة من المؤيدين تسعى إلى التأثير في الرأي العام الفرنسي عبر حملات إعلامية منظمة ومؤثرة".
يذكر أنّ السياسة الفرنسية الرسمية تجاه القضية الفلسطينية مرّت بفترات من التردد، حيث كانت باريس بين دعم الحقوق الفلسطينية وحرصها على الحفاظ على علاقات مميزة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، ولكن التزامها بالإعلان عن الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل.
أيضا، تؤكد مصادر "لو موند"، أنّ الأمر يرتبط بنقطة تحوّل قد تضع فرنسا في مصاف الدول التي تعترف رسميًا بدولة فلسطين، وهو ما يزيد من الضغوط على دولة الاحتلال الإسرائيلي لمراجعة سياساتها في الأراضي المحتلة.