الصليب الأحمر الدولي تدعو إلى توضيح مصير آلاف المفقودين في اليمن
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأربعاء، إلى توضيح مصير آلاف المفقودين جراء النزاع الدائر في اليمن، معتبرة أنه “مطلب إنساني ملح وعنصر أساسي” في أي مسعى لبناء السلام.
وقالت رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن دافني ماريت، في بيان بمناسبة اليوم العالمي للاختفاء القسري الذي يصادف 30 أغسطس من كل عام، “يوجد حاليا الآلاف من المفقودين جراء النزاع في اليمن”.
وتابعت ماريت أنه “في كل عام يختفي العديد من الأشخاص سواء كانوا من المقاتلين الذين فقدوا أو قتلوا نتيجة لمشاركتهم في القتال أو من المدنيين الذين فقدوا أرواحهم جراء الأعمال القتالية ولم يعثر على جثثهم أو يتعرف عليها أو من المحتجزين غير القادرين على الاتصال بعائلاتهم”.
وحذرت من أن عواقب حالات الاختفاء هذه على الأفراد والأسر والمجتمعات ككل “مدمرة ويمكن أن يكون لها آثار طويلة الأمد”، موضحة أن “كل مفقود يترك خلفه عائلة لن تتوقف أبدا عن البحث عنه والسعي للحصول على معلومات حول مصيره”.
وتابعت أن عائلات المفقودين “تعاني لسنوات من حالة عدم اليقين وتعاني أيضا من ألم فقدانه(…) علاوة على ذلك، فإن فقدان شخص عزيز يفرض تحديات قانونية ومالية على الأسرة، خاصة إذا كان الشخص المفقود هو المعيل الرئيس للأسرة”.
واعتبرت ماريت أن “توضيح مصير وأماكن الأشخاص المفقودين هو مطلب إنساني ملح وعنصر أساسي في أي مسعى لبناء سلام”.
وشددت المسؤولة الدولية على أن “الخطوة الأساسية في هذه العملية تتمثل في إقرار أطراف النزاع بهذه المسألة وأسبابها”.
وأوضحت “أن الاعتراف بجميع فئات المفقودين دون تمييز، يعد خطوة أساسية نحو العثور على إجابات حول مصير ومكان الأشخاص الذين فقدوا في الفترات السابقة”.
وأكدت ماريت “استعداد اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن للعمل كوسيط محايد بين أطراف النزاع لتنظيم وتسهيل عودة الجثث المحتجزة حاليا لدى الطرف الآخر إلى عائلاتها”.
ورأت أن “التعامل مع الجثث والرفات البشرية بهذه الطريقة يسهل التعرف عليها وإعادتها إلى ذويها، وهذا بدوره يسهم في تحديد مصير الأشخاص المفقودين”.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الاختفاء القسري الحرب اليمن فی الیمن
إقرأ أيضاً:
من البحر الأحمر.. اليمن يُسقط الصهاينة
في تطور عسكري نوعي وغير مسبوق، تمكنت القوات المسلحة اليمنية فجر الإثنين 7 يوليو 2025 من إحباط هجوم جوي إسرائيلي واسع النطاق استهدف منشآت مدنية وموانئ استراتيجية في محافظة الحديدة.
الدفاعات الجوية اليمنية، بأسلحتها المحلية الصنع، أجبرت الطائرات الإسرائيلية على الانسحاب بعد اشتباك جوي عنيف استمر أكثر من ثلاثين دقيقة، وذلك دون أن تُحقق القوات المعادية أي هدف عملياتي يُذكر.
ترافق هذا التصعيد مع عملية بحرية هجومية ناجحة نفذتها وحدات من القوات البحرية اليمنية، أسفرت عن إغراق سفينة إسرائيلية كانت قد اخترقت الحظر الملاحي اليمني المفروض في البحر الأحمر. العملية نُفذت بدقة عالية، وشملت رصداً استخبارياً، إنزالاً بحرياً، ثم تفجيراً مباشراً بزورق مفخخ.
ما يُميز هذا الاشتباك، أنه يُسجَّل كأول حالة يتم فيها إجبار تشكيلات جوية إسرائيلية على الانسحاب من معركة جوية مباشرة خارج فلسطين المحتلة، وهو ما يُعد ضربة مباشرة لعقيدة التفوق الجوي الإسرائيلي.
وبحسب مصادر العدو ذاته – وتحديداً القناة 14 العبرية – فقد استخدم سلاح الجو الإسرائيلي 56 قنبلة موجهة بدقة، وهو ما يكشف مستوى الكثافة النارية التي واجهتها الدفاعات اليمنية، وتمكنت من اعتراضها أو التشويش عليها ضمن شبكة نيران منسقة.
المعطى الأهم هنا، هو أن منظومة الدفاع الجوي اليمنية أثبتت قدرتها على العمل كشبكة متكاملة وليست وحدات منفصلة، وهو تطور فني وتقني بالغ الأهمية، خاصة في ظل الحصار المفروض منذ سنوات، مما يؤكد أن لدى صنعاء بنية تشغيل قتالية مرنة ومعتمدة على الصناعة المحلية.
أما على مستوى البحر، فإن نجاح الهجوم على السفينة الإسرائيلية يُعيد تعريف مفهوم السيطرة في البحر الأحمر. فاليمن، من خلال هذه العملية، فرض واقعاً نارياً جديداً في الممرات الدولية، وقدم رسالة استراتيجية واضحة مفادها أن أي تحرك معادٍ في المياه الإقليمية أو الدولية ضمن نطاق التأثير اليمني، سيُعامل كهدف عسكري مشروع.
هذا التفاعل المتزامن بين الرد الجوي والدفاع البحري يؤكد أن اليمن بات يُفكر ويعمل وفق منظور عملياتي مشترك وجبهة متعددة الأذرع، ما يعني أن المعركة لم تعد تدار بردود فعل موضعية، بل بقرار عسكري سيادي مُسبق، وبتنسيق عالي المستوى بين القوى البحرية والجوية.
الأهم من ذلك أن هذا التصعيد لا يمكن فصله عن السياق الإقليمي الأوسع لمعركة “طوفان الأقصى”. فاليمن بات طرفاً محورياً وفاعلاً في مسرح العمليات، لا يكتفي بالدعم السياسي أو الإعلامي، بل ينخرط ميدانياً بقرارات نارية تُربك العدو وتُقلب موازين الاشتباك.
في التحليل العسكري، نحن أمام مرحلة جديدة: القوات اليمنية انتقلت من مرحلة الدفاع التكتيكي إلى مرحلة الردع العملياتي الاستراتيجي. وهذا يعني أن المعادلات التي كانت قائمة سابقاً – خاصة تلك التي تتعلق بهشاشة الجبهة اليمنية جوياً وبحرياً – لم تعد قائمة اليوم.
ختاماً، يمكن القول إن ما جرى ليس حادثة منفصلة، بل إعلان عملياتي واضح بأن اليمن دخل معادلة الردع الكبرى في المنطقة، وأن تل أبيب، ومن خلفها واشنطن، باتتا مضطرتين لإدراج اليمن في حسابات أي حرب أو تصعيد مقبل. فالرسالة وصلت بوضوح: اليمن لا ينتظر أن يُستهدف ليرد… بل يُبادر، ويُسقط الطائرات، ويُغرق السفن.