الحزب الجمهوري يرحب بحكومة «تأسيس» ويضع محاذير
تاريخ النشر: 4th, September 2025 GMT
الحزب الجمهوري حذر حكومة “تأسيس” من تعريض وحدة البلاد للخطر “عبر الانشغال بالصراع مع حكومة الأمر الواقع ببورتسودان”.
الخرطوم: التغيير
أعلن الحزب الجمهوري، بإعلان حكومة تحالف “تأسيس”، لكنه حذر التحالف من تجاهل بعض المحاذير التي ينبغي تجنبها في ممارسة الحكومة العملية.
وأعلن تحالف تأسيس، أواخر يوليو الماضي، تشكيل حكومة موازية تحت مسمى “حكومة السلام والوحدة” يقود مجلسها الرئاسي قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” وينوب عنه عبد العزيز الحلو قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال، فيما يرأس وزراءها محمد حسن التعايشي.
واعتبر الحزب الجمهوري في بيان صحفي، أن حكومة “تأسيس” تمثل استجابة لتطلعات قطاع عريض من جماهير الشعب السوداني في غرب السودان، “والذين تعرضوا للتمييز على أساس (قانون الوجوه الغريبة)، وما ترتب عليه من حرمانهم من حقوقهم الأساسية في الإقامة والتنقل داخل الوطن.
ورأى الحزب أن إعلان حكومة أمر واقع قائمة على مبادئ معلنة، تتمثل في الدعوة للوحدة والسلام والعدالة، ونبذ خطاب الكراهية، ومحاربة الفساد والإرهاب، والحفاظ على حدود البلاد، ومنع الاستغلال والنهب لمواردها- كما ورد في وثيقتها التأسيسية وخطاب رئيس وزرائها- يُعد خطوة مهمة وضرورية في مواجهة حكومة الأمر الواقع ببورتسودان، التي تتبنى خطاب الحرب والتمييز والكراهية، وتفرّط في سيادة البلاد ومواردها، وتعادي مبادئ ثورة ديسمبر المجيدة، وتسعى لإعادة نظام الإنقاذ البائد، نظام الإخوان المسلمين، المدعوم بكتائبه الإرهابية.
وأشار إلى أن حكومة البرهان وحلفائه من فلول النظام السابق والحركات المسلحة، نشأت دون شرعية، إذ قامت بالانقلاب على الحكومة الانتقالية الشرعية التي جاءت بها ثورة ديسمبر المجيدة.
تجنب المحاذيرودعا الحزب الجمهوري الجمهوري حكومة تأسيس إلى تجنب بعض المحاذير في ممارستها العملية، وعلى رأسها إهمال مواجهة المشكلة الأساسية المتمثلة في الحرب، وعدم العمل الجاد على إيقافها وتحقيق السلام في جميع أرجاء البلاد.
كما حذر من تعريض وحدة البلاد للخطر، عبر الانشغال بالصراع مع حكومة الأمر الواقع ببورتسودان، التي تسعى لجرّ حكومة تأسيس إلى خيار التقسيم، كما فعل داعموها الإسلاميون من قبل مع جنوب السودان.
وحذر كذلك من تفاقم الانقسام العرقي والغبن الاجتماعي والفتن بين المكونات الأهلية بدارفور، ونوه إلى أنها الفتن التي زرعها نظام الإخوان المسلمين البائد، وفجرت أشكالاً من الصراع في الإقليم. وقال: “هذا الواقع غير مأمون العواقب ويحتاج إلى تعامل بقدر من الحكمة والمرونة والتسامح لتجنب الكوارث”.
وعبر الحزب الجمهوري عن تطلعه أن تكون حكومة تأسيس على قدر التحديات التي تواجهها في هذا الظرف الخطير الذي تمر به البلاد، وأن يكون بقاؤها مرتبطاً بإنهاء الحرب وعودة المسار المدني الديمقراطي، مع أخذ المحاذير التي أشار إليها في الاعتبار، والعمل وفق المبادئ التي أعلنتها، بما يخدم كل الشعب السوداني، خاصة مع الوضع الراهن في إقليم دارفور الذي يحتاج إلى معالجات خاصة وعاجلة.
وقال البيان: “إن العمل من أجل إيقاف الحرب، وتحقيق السلام، وعودة الأمن والاستقرار، واستعادة الحكم المدني، وسيادة حكم القانون، هو ما تتطلع إليه جموع الشعب السوداني، التي عبرت عنه أهداف ثورة ديسمبر المجيدة”.
الوسومالحرب الحزب الجمهوري السلام السودان بورتسودان حكومة تأسيس حميدتي عبد العزيز الحلو غرب السودانالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الحرب الحزب الجمهوري السلام السودان بورتسودان حكومة تأسيس حميدتي عبد العزيز الحلو غرب السودان الحزب الجمهوری حکومة تأسیس
إقرأ أيضاً:
حرب غزة التي لم تنته
لا شيء في غزة يشير إلى أن الحرب انتهت عدا اللغة الدبلوماسية الباردة التي اختارت أن تطلق على ما يجري اسم «اتفاق سلام» أو«وقف إطلاق نار». الواقع على الأرض يقول شيئا آخر تماما، قصف مستمر رغم أن البعض يطلق عليه اختراق للاتفاق، وحصار خانق لا ينتبه له الكثيرون، ومعاناة إنسانية تتفاقم كل يوم مع دخول الشتاء، فيما يتراجع الاهتمام الدولي خطوة بعد أخرى، كأن العالم قرر أن يُغلِق الملف لمجرد أن نصا «للسلام» وقع في شرم الشيخ.
لا يوجد أي نوع من أنواع «السلام» في المخيمات العشوائية التي انتشرت على طول القطاع وعرضه، مجرد خيام متهالكة تغرق في مياه الأمطار ومياه الصرف الصحي. ينام الأطفال بملابس مبللة، والمرضى بلا دواء. وجميع الأسر بلا مأوى إلا بطانيات متهالكة ورطبة وبعض خبز جاف.
ورغم أن المنظمات الدولية تتحدث بصوت واضح عن استمرار المجاعة، وتفشّي الأمراض والأوبئة، وعن نظام صحي منهار لا يستطيع التعامل مع أبسط الطوارئ إلا أن أحدا لا يكاد يصغي لكل هذا، ولا حديث إلا عن اتفاق السلام «الهش» وما يعتريه بين حين وآخر من اختراقات إسرائيلية! لكن الحقيقة لا أحد يراها أو يريد أن يراها أن الوضع ما زال مستمرا إلى حد كبير.. الهجمات مستمرة، والشهداء يسقطون كل يوم، والجوع مستمر، وغزة كلها من شمالها إلى جنوبها مكشوفة أمام الشتاء القارص. لا يوحي هذا المشهد أن غزة دخلت «مرحلة ما بعد الحرب».. ما زالت الحرب مستمرة بطريقة أو بأخرى. الذي تغير فقط أن الضمير العالمي يعتقد أنه أدى ما عليه وتم توقيع اتفاق «للسلام» حتى لو كان ذلك على الورق فقط أو في بعض وسائل الإعلام.
أما الاحتلال الإسرائيلي فما زال يتحكم في إيقاع الحياة والموت في غزة؛ يتحكم في المعابر، ويحدد عدد الشاحنات التي تدخل، ونوعية المساعدات المسموح بها، ولم يتحول الاتفاق إلى آلية لتدفق المساعدات وتحول في كثير من الأحيان إلى غطاء سياسي يتيح استمرار الضغط العسكري والاقتصادي على القطاع مع قدر أقل من الضجيج الإعلامي.
تقع المسؤولية إضافة إلى إسرائيل على الدول التي رعت الاتفاق وقدّمت نفسها ضامنة لوقف إطلاق النار الذي لم يتحقق وفق ما تم الاتفاق عليه. وعلى هذه الدول أن تعود مرة أخرى إلى الضغط على إسرائيل وتغير من مستوى اللغة المستخدمة التي تبدو أقرب إلى إدارة أزمة طويلة الأمد منها إلى مواجهة انتهاك سافر للقانون الدولي الإنساني.
والعالم الذي ملأ الشوارع باللافتات المطالبة بوقف الحرب لا يمكن أن يكتفي الآن بالقول إن «اتفاق سلام» وُقِّع وإن الملف في طريقه إلى الإغلاق. إذا كان لوقف إطلاق النار معنى حقيقي، فهو أن يتوقف القتل بالكامل، وأن تُرفَع القيود عن الغذاء والدواء والوقود، وأن تُحمى المستشفيات والمدارس ومخيمات النزوح.
ما ينبغي أن يُقال بصراحة هو أن ترك غزة في هذا الوضع، بعد كل ما شهدته من تدمير وتهجير هو استمرار للتواطؤ الذي بدأ مع بداية الحرب. وأن محاولة تكريس فكرة أن غزة في مرحلة ما بعد الحرب هو وصف تجميلي لحرب ما زالت متواصلة بأدوات أقل صخبا، لكن بالوحشية نفسها.