قطر: نتنياهو مارق ويمارس إرهاب دولة فهل سيعيد تشكيل الخليج؟
تاريخ النشر: 10th, September 2025 GMT
وصفت قطر، مساء الثلاثاء، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"المارق" الذي يمارس "إرهاب دولة"، وتساءلت مستنكرة: هل سيعيد تشكيل الخليج؟
جاء ذلك في مؤتمر صحفي لرئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عقب عدوان جوي إسرائيلي استهدف فريق حركة حماس المفاوض بالدوحة.
ويعد هذا أول هجوم إسرائيلي ضد إحدى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي يضم قطر والسعودية والإمارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان.
آل ثاني قال: "تعرضت اليوم الدوحة لهجوم غادر من قوات الاحتلال الإسرائيلية، ولا يمكن تفسيره إلا في سياق إرهاب دولة".
وأوضح أن "الاعتداء استهدف مقر قيادات المكتب السياسي لحركة حماس أثناء انعقاد المفاوضات" بشأن التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار بقطاع غزة.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 64 ألفا و605 قتلى، و163 ألفا و319 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 399 فلسطينيا بينهم 140 طفلا.
وأضاف آل ثاني: "الهجوم الإسرائيلي الذي تم اليوم على أرض قطر لا نستطيع أن نسميه إلا بإرهاب دولة".
وزاد أن هذا الإرهاب "يمارسه شخص مثل نتنياهو في سياق هذه السياسات الممنهجة، ومحاولاته المستمرة لزعزعة الأمن والاستقرار الإقليمي".
واعتبر أن الهجوم الإسرائيلي "رسالة واضحة للمنطقة ككل".
وتابع: "هذه الرسالة تقول إن هناك لاعبا مارقا في هذه المنطقة، وهناك عربدة سياسية مستمرة في هذه المنطقة وانتهاك لسيادة الدول".
و"نتنياهو بنفسه صرح (مرارا) بأنه سيعيد تشكيل الشرق الأوسط. هل هذه رسالة بأنه سيعيد تشكيل الخليج أيضا؟"، بحسب آل ثاني.
واستطرد: "نعتقد أننا اليوم وصلنا إلى لحظة مفصلية بأن يكون هناك رد من المنطقة بأكملها على مثل هذه التصرفات الهمجية".
وشدد على أن هذه التصرفات "تعكس همجية هذا الشخص (نتنياهو)، الذي يقود المنطقة إلى مستوى للأسف لا يمكن إصلاحه".
** احتفاظ بحق الرد
وجاء الهجوم على قطر رغم قيامها بدور وساطة، إلى جانب مصر وبإشراف أمريكي، في مفاوضات غير مباشرة بين "حماس" وإسرائيل.
وقال آل ثاني إن "هذا الهجوم لم يكن مجرد خرق صارخ لكل القوانين الدولية، بل تجاوز أيضا أبسط المعايير الأخلاقية".
وأوضح: "نحن نتحدث عن دولة وسيطة (قطر) تستضيف مفاوضات رسمية وبرعاية معلنة، وبحضور وفود رسمية".
وتابع: "ثم تُوجَّه الصواريخ لاستهداف الوفد المفاوض من الطرف الآخر (حماس)".
وتساءل: "بأي منطق أو معيار أخلاقي يمكن قبول ذلك؟ لا يمكن وصف ما جرى إلا بأنه غدر صريح".
وعن تحركات بلاده، قال آل ثاني: "تؤكد قطر أنها لن تتهاون فيما يتعلق بالمساس بسيادتها وسلامة أراضيها، وستتعامل بحزم مع أي اختراق متهور أو اعتداء يطال أمنها ويهدد استقرار المنطقة".
وأضاف: "قطر تحتفظ بحق الرد على هذا الهجوم السافر، وسوف تقوم باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للرد عليه".
وأردف: "وعليه سيتم البدء منذ الغد إن شاء الله في عمل مراجعة شاملة لسياسات وإجراءات لضمان ردع هذه التصرفات وعدم تكرارها"، دون إيضاحات.
** عرقلة إسرائيلية
وبخصوص المفاوضات بشأن غزة، قال آل ثاني: "في الأيام الأخيرة، جرت مفاوضات مكثفة بطلب من الجانب الأمريكي لمناقشة الورقة الأخيرة التي قُدِّمت من طرفه".
وأكد أن "الطرف الإسرائيلي عمل بشكل متعمد على عرقلة كل جهد يهدف إلى فتح نافذة للسلام".
وتساءل: "هل يحتاج العالم إلى رسالة أوضح من ذلك؟ مَن الذي يغلق باب السلام؟ وهل ما زال المجتمع الدولي بحاجة إلى برهان إضافي؟ مَن هو المتنمر الحقيقي في المنطقة؟".
وأضاف أنه " لا محادثات قائمة الآن بشأن صفقة في ظل الهجوم الإسرائيلي. لم يعد هناك شيء قائم بعد هجوم اليوم".
ورغم ذلك، قال آل ثاني إن دور وساطة قطر مستمر.
وشدد على أن الاستقرار في المنطقة لن يتحقق من خلال الحروب، بل بالدبلوماسية.
وبشأن عدم رصد العدوان، قال آل ثاني إن إسرائيل استخدمت أسلحة لم تكشفها الرادارات في بلاده.
وأضاف أن الجانب الأمريكي لم يبلغ قطر بالهجوم إلا بعد 10 دقائق من حدوثه.
وأكمل: "أجرينا اتصالات مع الدول الصديقة والشقيقة بشأن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة لبحث الإجراءات التي سنتخذها".
وأثار العدوان الإسرائيلي على سيادة قطر إدانات عربية ودولية، مع دعوات إلى ضرورة ردع تل أبيب لوقف اعتداءاتها التي تنتهك القانون الدولي.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلنت إسرائيل مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف قادة لـ"حماس" في قطر، دون أن تتطرق إلى نتيجته.
بينما أعلنت "حماس" أن وفدها المفاوض، بقيادة رئيسها بغزة خليل الحية، نجا من محاولة الاغتيال، بينما قتل جهاد لبد مدير مكتب الحية ونجله همام الحية، و3 مرافقين هم عبد الله عبد الواحد، ومؤمن حسونة، وأحمد المملوك.
فيما أفادت وزارة الداخلية القطرية، في بيان، بـ"استشهاد عنصر من قوة الأمن الداخلي وإصابة آخرين".
وبهذا الهجوم وسعّت إسرائيل اعتداءاتها في المنطقة، إذ شنت في يونيو/ حزيران الماضي عدوانا على إيران، وترتكب منذ نحو عامين إبادة جماعية متواصلة بقطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، وتنفذ غارات جوية على لبنان وسوريا واليمن.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: الهجوم الإسرائیلی سیعید تشکیل
إقرأ أيضاً:
أكثر مأساوية وخطورة.. الفاتيكان: الجيش الإسرائيلي يستهدف مدنيين عزل في غزة
أعرب الكاردينال بيترو بارولين، أمين سر دولة الفاتيكان، عن قلقه العميق حيال الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، واصفًا إياها بأنها "أكثر مأساوية وخطورة" مقارنة بالعام الماضي، في ظل حرب مدمرة أودت بحياة عشرات الآلاف.
وفي حديث أدلى به لوسائل إعلام الفاتيكان، في الذكرى الثانية للحرب الإسرائيلية على القطاع، شدد بارولين على ضرورة استعادة "صوت العقل" والتخلي عن منطق الكراهية والانتقام، مشيرًا إلى أن "العنف ليس حلاً، حتى وإن كان تحت مبرر الدفاع عن النفس، فلا بد من احترام مبدأ التناسب".
وأعرب الكاردينال عن حزنه الشديد لسقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين يوميًا، من بينهم أطفال لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا في هذه المنطقة، مؤكدًا أن "المأساة تتفاقم مع كل يوم، وسط خطر تحول العالم إلى متفرج غير مبالٍ أمام هذه المجازر".
وأضاف: "لا يمكن القبول بأن يختزل الإنسان إلى مجرد (أضرار جانبية) في هذه الحرب، حيث يقتل الأبرياء أثناء بحثهم عن الغذاء، أو يُدفنون تحت أنقاض منازلهم، أو يستهدفون في المستشفيات ومخيمات النزوح".
وانتقد بارولين ما وصفه بـ"النهج العسكري الإسرائيلي"، قائلاً إن العمليات العسكرية تستهدف غالبًا سكانًا مدنيين غير مسلحين يعيشون في ظروف مأساوية، في مناطق مدمرة بالكامل.
وأكد أن "الصور الجوية كافية لإظهار حجم الدمار في غزة، في وقت يظل فيه المجتمع الدولي عاجزًا عن التحرك لوقف الكارثة".
وتابع: "لا يكفي التنديد اللفظي بما يحدث، ثم السماح باستمراره. هناك حاجة فعلية لمساءلة الدول التي تواصل تزويد الأطراف المتحاربة بالسلاح المستخدم ضد المدنيين".
وأشار إلى فشل الأمم المتحدة في وقف ما يحدث، داعيًا إلى تعزيز دورها في إنهاء النزاعات الدموية.
وحول المبادرات السياسية، رحب الكاردينال بأي خطة – بما في ذلك المقترح الأمريكي – تسهم في إنهاء الحرب، وتطلق مسارًا جادًا للسلام، شريطة أن تشرك الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، وتؤدي إلى وقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن، وإنهاء القتل اليومي.
وفيما يخص الاعتراف الدولي بفلسطين، أشار بارولين إلى أن الفاتيكان كان من أوائل المعترفين بالدولة الفلسطينية رسميًا قبل عشر سنوات من خلال اتفاق شامل.
وأكد أن الفاتيكان يدعم قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، تشمل الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، وقادرة على العيش بسلام إلى جانب جيرانها.
واختتم حديثه محذرًا من أن التصريحات والسياسات الإسرائيلية الأخيرة تسير في الاتجاه المعاكس، عبر توسيع الاستيطان وعرقلة أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية، مؤكدًا أن "حل الدولتين"، الذي تبناه الكرسي الرسولي منذ البداية، لا يزال الخيار الأكثر منطقية في ظل تطورات العامين الماضيين، باعتباره السبيل الوحيد لضمان مستقبل مشترك وآمن للشعبين.