ويطرح توقف الحرب الإسرائيلية على غزة بموجب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تساؤلات حول إمكانية تكرار السيناريو ذاته لصالح الدولة الفلسطينية المستقلة، خاصة في ظل عزلة دولية غير مسبوقة تواجهها إسرائيل.

وتناولت حلقة (2025/10/16) من برنامج "من واشنطن" مستقبل القضية الفلسطينية من مقر الأمم المتحدة في نيويورك، مستعرضة ماضي وحاضر ومستقبل هذه القضية العالقة منذ عقود.

ويتزامن ذلك مع إعراب الرئيس ترامب عن ثقته بأن خطته ستجلب السلام والاستقرار إلى المنطقة، حيث تحدث عن "فجر تاريخي لشرق أوسط جديد" خلال خطابه أمام الكنيست الإسرائيلي.

وحول فرص تحقيق السلام، تؤكد أنالينا بيربوك، رئيسة الدورة الثمانين للجمعية العامة ووزيرة الخارجية الألمانية السابقة، أن حل الدولتين يمثل المسار الوحيد لسلام دائم في المنطقة.

وأشارت بيربوك خلال حديثها للبرنامج إلى أن الفلسطينيين لا يمكنهم العيش بأمن وسلام إلا إذا عاش الإسرائيليون كذلك بأمن وسلام، مضيفة أن اعتراف المنطقة بأمن دولة إسرائيل يتطلب بالمقابل أن يعيش الفلسطينيون بكرامة وحق تقرير المصير في دولتهم الخاصة.

ووصفت رئيسة الجمعية العامة الأيام الـ700 من الحرب على غزة بأنها كانت "درامية على المدنيين وعلى القانون الدولي".

وأكدت على أهمية احترام القانون الإنساني الدولي حتى في أوقات الحرب، مؤكدة ضرورة حماية المدنيين والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، لافتة إلى أن القانون الإنساني لا يكتسب قوته إلا باحترام الدول الأعضاء له.

ورفضت بيربوك الإدلاء بموقف شخصي بشأن محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية.

وأكدت استقلالية القضاء الدولي، موضحة أن محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية أُنشئتا تحديدا للتعامل مع مثل هذه القضايا بعيدا عن الاعتبارات السياسية، رغم الضغوطات الكبيرة التي تتعرض لها هذه المحاكم، وهو ما يعكس أهمية العدالة والمساءلة.

الاستيطان

وتطرقت رئيسة الجمعية العامة إلى قضية الاستيطان في الضفة الغربية، موضحة أن الجمعية كانت واضحة في تأكيد حق الفلسطينيين في دولتهم على حدود ما قبل 1967، وأن المستوطنات في الأراضي الفلسطينية غير قانونية.

إعلان

وأضافت أن السلام الدائم يتطلب توازنا دقيقا بين ضمانات أمنية لإسرائيل من جهة، وضمانات للشعب الفلسطيني لبناء إدارته ودولته من جهة أخرى.

من جهة أخرى، كشف محللون متخصصون في الشؤون الأممية عن محدودية الدور المتوقع للأمم المتحدة في خطة ترامب.

حيث أوضحت محللة شؤون الأمم المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية مايا أنغار، أن الخطة لا تتضمن دورا سياسيا واضحا للمنظمة الدولية، رغم أن الأمم المتحدة بدأت فعليا بإرسال آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية فور دخول المرحلة الأولى من الخطة حيز التنفيذ.

ولفت مراسل الشؤون الدولية لوكالة "ديفيكس" كولم لينش، إلى تشابهات مثيرة بين الحالة الراهنة وما حدث إبان غزو العراق عام 2003، عندما حاولت إدارة الرئيس السابق جورج بوش الابن تهميش الأمم المتحدة قبل أن تضطر لاحقا للاستعانة بها.

وأشار لينش إلى أن أي قوة استقرار دولية في قطاع غزة ستتطلب بالضرورة قرارا من مجلس الأمن، ما يعني أن الأمم المتحدة ستلعب دورا لا يمكن تجاهله مهما حاولت الإدارة الأميركية تهميشه.

وأكدت أنغار أن فلسطين بحاجة إلى موافقة مجلس الأمن للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، لكن الولايات المتحدة تعارض ذلك حاليا.

وأضافت أن أي إدارة أميركية مستقبلية قد تستخدم قنوات الجمعية العامة لدعم الاعتراف بالدولة الفلسطينية، شريطة أن يترافق ذلك مع دعم حقيقي لبناء هياكل سياسية مستدامة.

تضامن مع فلسطين

وعلى الصعيد المحلي، وصفت عضو مجلس شيوخ ولاية نيويورك من أصل كولومبي جيسيكا راموس، العلاقات بين المجموعات العرقية المتنوعة في نيويورك بأنها نموذجية رغم التوترات السياسية.

وأشارت إلى أن حيها الانتخابي يشهد حوادث نادرة من الكراهية رغم الخطاب المتشدد الصادر عن الحكومة الفدرالية.

وعبرت السيناتورة عن تضامنها العميق مع معاناة الفلسطينيين، مستشهدة بتجربة كولومبيا المؤلمة مع الحرب الأهلية التي استمرت عقودا.

وأوضحت أن سياسات الهجرة لإدارة ترامب ألقت بظلالها على جميع المجتمعات المهاجرة، بما فيها الجاليات المسلمة واللاتينية، لافتة إلى أن مئات الأطفال لم يعودوا إلى مدارسهم بعد اعتقال ذويهم.

وفي ردها على السؤال الذي طرحته الحلقة: هل ستتمكن الجمعية العامة من منح فلسطين شهادة ميلاد كما فعلت مع إسرائيل قبل 78 عاما؟ أجابت بيربوك: الصراع لن يُحل بالإرهاب أو الاحتلال أو الحروب، بل فقط عبر التفاوض على حل الدولتين.

واختتمت حديثها بتحذير صريح: الفشل في الماضي لا يعني الاستسلام، وإلا سينتصر الشر.

Published On 17/10/202517/10/2025|آخر تحديث: 01:28 (توقيت مكة)آخر تحديث: 01:28 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2

شارِكْ

facebooktwitterwhatsappcopylink

حفظ

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات الجمعیة العامة الأمم المتحدة إلى أن

إقرأ أيضاً:

الفصائل الفلسطينية تشكر مصر وقطر وتركيا لجهودهم في وقف الحرب

أعربت الفصائل الفلسطينية عن شكرها العميق لكل من مصر وقطر وتركيا، تقديرًا لجهودهم السياسية والدبلوماسية التي استمرت على مدار العامين الماضيين، وأسفرت عن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير في قطاع غزة.

 واعتبرت الفصائل أن هذا الاتفاق، الذي رعته القاهرة، جنّب القطاع كارثة إنسانية محققة، ومهّد الطريق لوصول المساعدات الإنسانية بشكل أكثر انتظامًا وسلاسة.

وأكدت الفصائل أن الدور المصري كان محوريًا وحاسمًا، سواء من خلال الوساطات السياسية أو عبر تسهيل دخول المساعدات من البحر والجو، مما يعكس التزامًا عربيًا حقيقيًا بدعم الشعب الفلسطيني في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها.

العريش تتحول إلى قبلة للمساعدات الإنسانيةاستقبال دفعات متتالية من الإغاثة عقب وقف إطلاق النار

كشف مراسل "القاهرة الإخبارية" أيمن عماد، من مدينة العريش، أن مصر بدأت استقبال دفعات جديدة من المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وذلك عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. وأشار إلى وصول سفينة تركية محملة بـ864 طنًا من المواد الغذائية وألبان الأطفال إلى ميناء العريش البحري صباح اليوم.

ميناء العريش يستقبل السفينة رقم 31 منذ بدء الحرب

أوضح المراسل أن ميناء العريش البحري شهد تطويرًا شاملًا خلال الفترة الماضية، شمل توسعة الرصيف إلى كيلومتر كامل وتعميق الغاطس إلى 12 مترًا، ما مكّنه من استقبال السفن ذات الحمولات الكبيرة. وتُعد هذه السفينة رقم 31 منذ بداية الحرب، ورقم 18 التي ترسلها تركيا تحديدًا.

الهلال الأحمر يتولى نقل المساعدات إلى غزة

تقوم فرق الهلال الأحمر المصري بعمليات التفريغ والنقل من الميناء إلى المركز اللوجستي في العريش، ومن ثم إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري. وأشار التقرير إلى أن 7 دول قدمت مساعدات للعريش، من بينها تركيا، الكويت، الإمارات، وإيطاليا، التي أرسلت أيضًا مستشفى عائمًا لتقديم الرعاية الطبية للجرحى.

تقدير دولي للدور المصري في تسهيل المساعدات

تلقت الجهود المصرية إشادات من عدة جهات دولية على خلفية تسهيل مرور المساعدات عبر البحر والجو، فضلاً عن الاستعدادات المكثفة التي يشهدها ميناء العريش ومحيطه لاستقبال مزيد من المساعدات خلال الأيام المقبلة.

طباعة شارك مدينة العريش جهود مصر وقف إطلاق النار في غزة

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تمنح إجازات غير مدفوعة للعاملين في وكالة الأسلحة النووية
  • جواز السفر الأمريكي يهبط من القمة بعد 20 عاما
  • معركة بين جماعة الحوثي والمنظمات الدولية في صنعاء .. اتهامات وإجراءات ونفي
  • «حشد» تراسل المحكمة الجنائية الدولية والمفوض السامي ومقرري الأمم المتحدة بشأن جثامين الأسرى وتطالب بتحقيق دولي
  • الفصائل الفلسطينية تشكر مصر وقطر وتركيا لجهودهم في وقف الحرب
  • "رئيس الشورى" يرأس وفد المملكة في اجتماعات الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي
  • رئيس مجلس الشورى يرأس وفد المملكة المشارك في اجتماعات الجمعية العامة الـ 151 للاتحاد البرلماني الدولي في جنيف
  • الشعبة الإماراتية تشارك في اجتماعات الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي بجنيف
  • الأمم المتحدة: إيصال المساعدات إلى غزة يواجه عراقيل رغم وقف الحرب