إعادة تقديم "البنسات الثلاثة" لبرخت في المسرح الأمريكي
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
عندما قدمت مسرحيته "الجندي الطيب شفايك" في العام 1930 ، دخل "برخت" من اوسع الأبواب لتاريخ المسرح الألماني والعالمي، كان يُعد من أبرز الكتاب والمخرجين .. سيطرت عليه لفترة من الزمن أفكار
"رينهارت" التي تدعو إلى جعل الممثل يختلط بالمتفرج، ثم تطورت الفكرة لديه واعتبر نهجه ثوريا يمتاز بالتمرد على أساليب الواقعية وقد تجاوز بكثير محاولات "رينهارت" الفكرية والتقنية، "برخت" المؤلف- المخرج، كان يراقب بدقة تجاربه مقارنا مع تجارب الآخرين، ويعمد إلى تعديل أفكاره، الأمر الذي أفضى إلى تطبيق مفهوم أيديولوجي تعليمي سياسي على خشبة المسرح، أثبتت تجاربه ومسرحياته في القرن الماضي أنها أصدق تعبير يرسم حالة التشكك والتمزق الروحي والتضليل السياسي، ذاك المسرح الغريب – الجديد – نشر الأمثولة وعمل على التركيز في صنع حبكة ورواية كل منهما، يعتمد المعضلة الأخلاقية وفق سرد ينمو ويتقدم بواسطة مشاهد توضيحية استخدم لنجاحها في العرض والتكنيك مجموعات من الكورس والمعلقين والرواة والأغاني والرقصات وعناوين ومعلومات تعرض من خلال الشاشة، كما وظف في مسرحياته الأجهزة والتقنية الآلية الحديثة.
اختلافات وأفكار
في المسرح الملحمي ثمة نقيض مع الذي ساد في المسرح "الكلاسي" مثلا " على الممثل أن يقوم بعمله بموضوعية، يجب عليه أن يتكلم بشيء من التحفظ أو البُعد أو يُعيد عملا ببطء أو يتوقف ليوضح للجمهور ، ما كان يقوم به، من خلال هذا السلوك سيخلق الممثل مؤثر – التغريب - المطلوب سيادته في المسرح الملحمي، أما طريقة الإخراج البريختي فهي معاكسة تماما للنمط الستانسلافسكي، في مجال الديكور توجد دعوة – ذكية – لإسقاط الجدار الرابع يتم تغيير ديكور المشاهد على مرآى من الجمهور المتلقي، كما يشجع الإخراج توجيه الكلام مباشرة إلى جمهور الصالة وطرح السؤال الدرامي.
أوبرا البنسات الثلاث
يعتمد نص "أوبرا البنسات الثلاثة" على رواية انجليزية كتبت في القرن الثامن تمت– ترجمتها لبرخت وتطورت الفكرة العامة في مسرح التغريب، استمر عرضها 400 يوم على مسرح برلين، ثم تحولت إلى فيلم سينمائي عام 1931 بنسختين ألمانية – فرنسية، ثم عرضت المسرحية في دول عديدة منها – موسكو – باريس – نيويورك عام 1933 ولندن عام 1956، في المحاولة الجديدة لإعادة تقديمها في المسرح الأمريكي هي قادمة من أفياء العام 1928، تلك الشخصيات الدرامية المهمة كما لو أنها تخرج من فوهات قبور مفتوحة وتفرض نفسها بقوة على عالم جديد كل شيء فيه قد تبدل عن القرن الماضي، في العرض أرى العيون مشدودة إلى تلك المشاهد الموشاة باللحن الموسيقي السمفوني ذاك القصيد المختلف تماما، أنتجت بذكاء كبير لكي توثق وتؤثر في الذاكرة الأمريكية وتجعلها بمواجهة السؤال الدرامي الكبير! كانت تمتلك جواز المرور للبصيرة والذهن من خلال الإثارة المتأنقة تماما، تمكنت من التأثير على شاشة الرؤيا للمتلقي حيث يُقاد إلى لحظة وهم مغلفة بالحقيقة - يدرك أن تلك الشخصيات العديدة قد خرجت من العقل المتأمل المتوغل في حالة النسيج الدرامي البرختي، على الخشبة تم الإنتاج على ابتكارات ماكرة تكسر كل حالة للغرابة وتقترب بمنطقية من منصة التغريب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المسرح الألماني فی المسرح
إقرأ أيضاً:
ليلى علوي : أهم ما في السينما ملامسة وجدان المشاهد
علّقت الفنانة ليلى علوي على مهمتها كرئيس لجنة تحكيم بمهرجان الجونة السينمائي في دورته الثامنة، قائلة: "مهمة صعبة تجعلني في بعض الأوقات أواجه صعوبات في المقارنات بين الأفلام المختلفة."
وأضافت، خلال التغطية المباشرة لافتتاح مهرجان "الجونة السينمائي" في دورته الثامنة، التي قدمتها الإعلامية لميس الحديدي على شاشة "النهار":"أوقات بتشوفي فيلم يعجبك جدًا، وبعدين تشوفي فيلم تاني تحسي بيه أكتر، فتحتاري في منح الصوت لمين، وده جمال السينما."
وأكملت:"التقنية وحدها لا تكفي ما لم يكن الشريط السينمائي يحمل قيمة فنية حقيقية، فالمتعة السينمائية الحقيقية لا تتغير بمرور الزمن أو باختلاف الوسائل التقنية."
وشدّدت على أن أهم ما في السينما هو الفكرة التي تلامس وجدان المشاهد وتجعله يصدقها ويتفاعل معها، مؤكدة أن التقنيات تتطور وتُجدد من شكل الصناعة لكنها لا تغيّر جوهر الفن الذي يقوم على الإحساس والمصداقية.