في مشهدٍ إنسانيٍّ مفجع، امتزجت صرخات الجرحى بأصوات الانفجارات حين استهدفت مسيّرة تابعة لميليشيا الحوثي الإيرانية سيارتي إسعاف في منطقة الفاخر شمال محافظة الضالع، أثناء قيامهما بمهام إنسانية لإنقاذ ونقل الجرحى من المدنيين.

الهجوم أسفر عن استشهاد المسعف الشاب أحمد محسن حيمد الجبيلي (25 عامًا) من أبناء مديرية جحاف، وإصابة ثمانية آخرين من أفراد الطواقم الطبية بجروح خطيرة، في جريمة وُصفت بأنها "طعنة غادرة في قلب الإنسانية".

وأكدت وزارة حقوق الإنسان في بيان رسمي أن هذا الاعتداء يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف الأربع التي تحظر استهداف سيارات الإسعاف والعاملين في المجال الطبي تحت أي ظرف.

وأوضحت الوزارة أن ما جرى في الفاخر ليس حادثًا عرضيًا، بل جزء من نهج حوثي ممنهج في استهداف المدنيين والمنشآت الإنسانية، مشيرة إلى أن استمرار هذه الانتهاكات "يعبّر عن استخفاف مطلق بالقيم الإنسانية ومواثيق حقوق الإنسان الدولية".

وحملت الوزارة ميليشيا الحوثي المسؤولية الكاملة عن الجريمة، داعية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والمبعوث الأممي إلى "إدانة هذا الفعل الإجرامي بشكل فوري"، والتحرك العاجل لوقف الاعتداءات المتكررة ضد العاملين في المجال الطبي والإغاثي، وضمان محاسبة المسؤولين عنها.

من جانبه أدان المجلس الانتقالي الجنوبي على لسان متحدثه الرسمي أنور التميمي الجريمة "البشعة" التي ارتكبتها الميليشيا الإرهابية المدعومة من إيران، مؤكدًا أن استهداف سيارتي الإسعاف في منطقة الفاخر يكشف استمرار النهج الإرهابي الممنهج ضد المدنيين والمنشآت الإنسانية في الجنوب.

وقال التميمي في بيان للمجلس إن "هذه الجريمة تمثل تحديًا سافرًا للقانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف الأربع التي تجرم استهداف الطواقم الطبية والمركبات الإنسانية في مناطق النزاع"، مشيرًا إلى أن "هذا الاعتداء يأتي ضمن سلسلة طويلة من الجرائم الحوثية التي طالت مناطق مأهولة بالسكان في الضالع ولحج وشبوة وعدد من المحافظات الجنوبية، وراح ضحيتها عشرات المدنيين الأبرياء، بينهم نساء وأطفال".

وأضاف البيان أن "الصمت الدولي المقلق إزاء هذه الانتهاكات المتكررة يشجع الميليشيا على التمادي في جرائمها"، داعيًا الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان والمنظمات الدولية إلى إدانة واضحة وصريحة لهذا العمل الإرهابي، والتحرك الجاد لوقف الانتهاكات الحوثية ومحاسبة مرتكبيها.

واختُتمت بيانات الإدانة بدعوات إلى المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لتوفير حماية عاجلة للعاملين في القطاع الصحي والإغاثي في مناطق النزاع، وضمان عدم استهدافهم مجددًا، مؤكدين أن السكوت على جرائم الحوثيين يكرّس مناخ الإفلات من العقاب ويقوّض فرص السلام العادل.


المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

برلماني: فوز مصر بعضوية مجلس حقوق الإنسان الدولي تأكيد لنجاحها في ترسيخ العدالة

قال النائب سامي نصر الله عضو لجنة الصناعة بـ مجلس النواب، إن فوز مصر بعضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للفترة 2026 – 2028 يعد إنجازًا تاريخيًا ورسالة دولية واضحة تؤكد مكانة مصر وريادتها الإقليمية والدولية في مجال ترسيخ احترام حقوق الإنسان.

وأوضح نصر الله، في تصريح صحفي له اليوم أن حصول مصر على 173 صوتًا في انتخابات الجمعية العامة للأمم المتحدة يعكس حجم التقدير الدولي للسياسة المصرية الحكيمة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وللتوازن الذي تنتهجه الدولة بين حماية الحقوق والحريات وتعزيز الأمن والاستقرار ودعم التنمية الشاملة.

برلماني: فوز مصر بعضوية مجلس حقوق الإنسان الدولي تتويج لثقة العالم في مسارها الحقوقي والإصلاحيبرلماني: فوز مصر بعضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ترجمة لما تشهده البلاد من تطور في هذا الملف

وأكد عضو مجلس  النواب. أن هذا الفوز للمرة الثالثة في تاريخ مصر بمقعد داخل مجلس حقوق الإنسان لم يأتِ صدفة، بل نتيجة جهود مؤسسية واضحة واستراتيجية وطنية جادة، أبرزها: إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان 2021 التي رسخت نهجًا شاملًا للحماية الحقوقية، وتطوير منظومة الإصلاح والتأهيل بما يتوافق مع المعايير الدولية، وتعزيز الحماية الاجتماعية وتوسيع شبكات الدعم للفئات الأكثر احتياجًا، والالتزام بمبادئ المساواة وتمكين المرأة والشباب وذوي الهمم، وترسيخ دولة القانون واحترام الدستور والفصل بين السلطات.

وأشار سامي نصر الله، إلى أن الدولة المصرية أدارت هذا الملف بحكمة بعيدًا عن الشعارات والمزايدات، واعتمدت على الإنجازات الواقعية التي شهد بها المجتمع الدولي، وعلى الشفافية في تقديم التقارير الدولية ومتابعة تنفيذ التوصيات من خلال اللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان.

وأضاف عضو صناعة البرلمان. أن الدبلوماسية المصرية لعبت دورًا كبيرًا في هذا النجاح عبر تحركات مدروسة واستراتيجية اتسمت بالاحترافية، عكست صورة مصر الحقيقية كدولة تعمل من أجل بناء السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.

واختتم النائب سامي نصر الله حديثه، مؤكدًا أن مصر ستستثمر عضويتها الجديدة في مجلس حقوق الإنسان لتعزيز ثقافة الحوار الدولي والدفاع عن الحقوق الإنسانية المتوازنة غير المسيسة، ودعم احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، مشيرًا إلى أن مصر ماضية في بناء الجمهورية الجديدة القائمة على العدالة والكرامة الإنسانية والتنمية المستدامة.

طباعة شارك النائب سامي نصر الله مجلس النواب حقوق الإنسان مجلس حقوق الإنسان ا مصر

مقالات مشابهة

  • القومي للمرأة ووزارة العدل ينظمان اليوم التعريفي الأول لمناهضة جريمة ختان الإناث
  • ضياء رشوان: إعادة إعمار غزة واحدة من أكبر التحديات الإنسانية التي تواجه العالم
  • القومي للمرأة ووزارة العدل ينظمان اليوم التعريفي الأول لموظفي مجلس الدولة حول جريمة ختان الإناث
  • فتوح يدين المجزرة المروعة التي ارتكبها الاحتلال في حي الزيتون
  • الضالع.. مقتل مسعف وإصابة آخرين بهجوم حوثي
  • عبدالملك الحوثي يمهّد لحرب داخلية تستهدف المدنيين بالاعتقالات والقمع والسجون تحت مسمى حرب «الجواسيس»
  • البابا في الذكرى الـ80 لتأسيس "الفاو": استخدام الجوع كسلاح حرب جريمة ضد الإنسانية
  • برلماني: فوز مصر بعضوية مجلس حقوق الإنسان الدولي تأكيد لنجاحها في ترسيخ العدالة
  • تضامن: ابعاد الأسرى المحررين قسرًا جريمة حرب وانتهاك خطير للقانون الدولي