غزة - صفا

أصدر مركز الدراسات السياسية والتنموية ورقة سياسات تحليلية بعنوان:" مستقبل غزة بعد وقف إطلاق النار: تقييم المرحلة الأولى من الخطة الأمريكية واستشراف المرحلة الثانية"، تناولت واقع قطاع غزة بعد عامين من الحرب الإسرائيلية المكثفة، وما بعد دخول التهدئة الهشة حيّز التنفيذ ضمن الخطة الأمريكية.

وأوضحت الورقة أن المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار شهدت عدة إنجازات نسبية، أبرزها: وقف إطلاق النار الجزئي تحت ضغوط أمريكية، وتبادل محدود للأسرى والجثامين بين الطرفين، وانسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من مناطق محددة، مؤشّر رمزي على فقدان السيطرة الكاملة على القطاع، وفتح جزئي للمعابر التجارية، مثل كرم أبو سالم، ما ساهم في تخفيف الضغط الإنساني.

ونبه المركز إلى أن هشاشة التهدئة واضحة رغم هذه الإنجازات، مشيراً إلى مجموعة من العقبات التي تهدد استقرار وقف النار، منها الخروقات الإسرائيلية المتكررة، بما في ذلك القصف الأخير الذي أسفر عن استشهاد العشرات، مما يعكس هشاشة الاتفاق، و    التأجيل المتواصل في فتح معبر رفح للأفراد، واستخدامه أداة ضغط سياسية وإنسانية، و    غياب إدارة مدنية واضحة للقطاع، ما يجعل التهدئة “معلقة” دون إطار سياسي أو مؤسسة، و    الأزمة الإنسانية والاقتصادية المستمرة، مع تضرر أكثر من 80% من البنية التحتية ونزوح ثلثي السكان، ما يخلق بيئة قابلة للانفجار الاجتماعي.

وركزت الورقة على المرحلة الثانية باعتبارها محطة فاصلة، تحدد ما إذا كانت التهدئة ستتحوّل إلى استقرار حقيقي أم ستظل هشّة.

وبينت أن هذه المرحلة تشمل عدة محاور :

•    إدارة غزة: خيارات متعددة تشمل مشاركة حماس في السلطة، إدارة فلسطينية موحدة أو إدارة دولية، لكل خيار انعكاسات على السيادة والشرعية المحلية.
 ⁠
•    الأمن وسلاح المقاومة: ضرورة التوازن بين الحفاظ على الردع الفلسطيني وعدم السماح بتصعيد إسرائيلي، مع احتمالات تفكيك سلمي أو مواجهة عسكرية.

•    إعادة الإعمار: تتطلب تنسيقًا دوليًا وإطارًا إداريًا موثوقًا، مع فتح المعابر بانتظام لضمان دخول المواد والمساعدات دون ابتزاز.

•    الدور الدولي والإقليمي: تباين مصالح الضامنين (مصر، قطر، تركيا، الولايات المتحدة) يقلل من فاعلية أي جهة منفردة، ويزيد من أهمية التنسيق الاستراتيجي الفلسطيني.

وفي تحليلها لمستقبل القطاع رسمت الورقة ثلاثة سيناريوهات:

1.    الإيجابي: تنفيذ كامل للمرحلة الثانية، فتح المعابر بشكل دائم، بدء الإعمار تحت إدارة شفافة، واستقرار نسبي.
2.    المحايد: تنفيذ جزئي ومحدود للالتزامات، استمرار قيود المعابر، تهدئة ظاهرة لكنها “خانقة”، استمرار إحباط السكان.
3.    السلبي: أي خرق كبير أو قرار عسكري إسرائيلي يؤدي إلى انهيار التهدئة واندلاع مواجهة جديدة.

وقدمت الورقة مجموعك توصيات عملية لتعزيز الموقف الفلسطيني: 

•    تعزيز الوحدة الفلسطينية وإطار تنسيقي مؤقت بين الفصائل.
•    تثبيت وقف إطلاق النار بضمانات دولية ملزمة.
•    ربط الإعمار بالحقوق الإنسانية دون شروط أمنية أو سياسية.
•    توظيف الحملات الإعلامية والدبلوماسية لتسليط الضوء على صمود غزة وحقها في التنمية.

وأكد المركز الفلسطيني للدراسات السياسية أن هذه الورقة تشكّل أداة أساسية لفهم ديناميات غزة بعد الحرب، ومتابعة التنفيذ المرحلي للخطط الدولية، مع توفير رؤية واضحة لصانعي القرار الفلسطينيين، والإعلاميين، والمجتمع الدولي، لضمان استقرار القطاع وحماية حقوق الفلسطينيين.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: غزة مركز الدراسات وقف إطلاق النار غزة بعد

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يعقد جلسة أمنية لبحث الردّ على انتهاك وقف إطلاق النار في غزة

أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، دعا اليوم الأحد إلى عقد جلسة طارئة للجنة الأمن القومي، لبحث الخطوات التي ستتخذها إسرائيل ردًا على ما وصفته السلطات بانتهاك متكرّر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وتشير المصادر إلى أن الهدف من الجلسة هو «تقييم خروقات الاتفاق وتحضير ردّ واضح يردع أي تصعيد إضافي».

وبحسب تقرير القناة، رصدت إسرائيل سلسلة من الحوادث التي اعتبرتها «خرقًا ميدانيًا» من جانب حماس، ويأتي ذلك في ظل استمرار إغلاق معبر رفح وانتقادات دولية متزايدة تجاه الوضع الإنساني في غزة.

ومن المنتظر أن يناقش الاجتماع أيضًا أبعاد إعادة فتح المعبر، والإجراءات المترتبة على عدم الالتزام بشروط التهدئة، لاسيما فيما يتعلق بتسليم جثامين الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس.

وفي البيان الرسمي الصادر عن مكتب رئيس الوزراء، جاء أنّ «إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه الانتهاكات، وسترد بكل الوسائل المتاحة للحفاظ على أمن مواطنيها وقواتها».

ويُعتبر هذا التحرك بمثابة رسالة تحذير أيضًا إلى الوسطاء الدوليين الذين يقودون جهود التهدئة، مفادها أن الصبر الإسرائيلي قد يكون محدودًا في حال تواصلت الخروقات.

وتتزامن هذه الجلسة الأمنية مع تصاعد التوتر العسكري والسياسي على جبهات عدة في المنطقة، ما يضع على رأس أولويات الحكومة الإسرائيلية صياغة استراتيجية ردّ واضحة، قد تشمل تكثيف الضغوط الدبلوماسية أو إعادة النظر في بنود اتفاق التهدئة.

طباعة شارك القناة 12 الإسرائيلية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إسرائيل إطلاق النار قطاع غزة

مقالات مشابهة

  • الذهب يواصل تألقه عالميًا.. خبير يوضح أسباب الارتفاع وتوقعات المرحلة المقبلة
  • بين نيران رفح ومساعي التهدئة.. هل تصمد الهدنة أمام التصعيد الإسرائيلي؟| محلل يجيب
  • وفد حماس يلتقي وسطاء التهدئة في غزة بالقاهرة
  • ياسين منصور: قطاع الناشئين أولوية.. وأدعو أعضاء الأهلي للحضور والمشاركة في رسم مستقبل النادي
  • باكستان وأفغانستان تشكران تركيا على وساطتها في التهدئة
  • الصين تبحث مستقبل اقتصاد البلاد وتوجهاته الكبرى
  • نتنياهو يعقد جلسة أمنية لبحث الردّ على انتهاك وقف إطلاق النار في غزة
  • وزير الخارجية: القارة الإفريقية مستقبل التنمية العالمية خلال العقود المقبلة
  • اختلاق ذرائع كاذبة.. «حماس»: حصار إسرائيل لمعبر رفح انتهاك صارخ لاتفاق التهدئة