اتفاق غزة يدخل اختبار الـ30 يومًا.. هل يلتزم الاحتلال؟
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
اعتبر المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن الأيام الثلاثين المقبلة ستكون مفصلية لدخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مرحلته الثانية، وسط تحركات دبلوماسية أميركية مكثفة للضغط على الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لتجنب أي تصعيد قد ينسف التفاهمات الحالية.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مصدر مطّلع أن ويتكوف أبلغ رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو –المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– أن المرحلة الثانية من الاتفاق تمر بمنعطف حاسم، داعيًا إلى الالتزام الصارم ببنود المرحلة الأولى لتهيئة الأرضية للخطوات المقبلة.
وفي السياق ذاته، أفادت صحيفة وول ستريت جورنال بأن ويتكوف وجاريد كوشنر، مبعوثي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أوصلا رسالة "واضحة وحازمة" إلى نتنياهو مفادها أن على الاحتلال الإسرائيلي الامتناع عن أي تصعيد ميداني، وأن أي رد على خروقات من الطرف الآخر يجب أن يكون "متناسبًا ومحسوبًا"، لتفادي انهيار الهدنة الهشة.
بالتوازي، أكدت هيئة البث الإسرائيلية أن نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، الموجود حاليًا في الأراضي المحتلة، سيعقد غدًا الأربعاء اجتماعات مع نتنياهو لمناقشة تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تتضمن ملفات شائكة من أبرزها نزع سلاح المقاومة، وترتيبات إدارة قطاع غزة، ونشر قوة دولية تحت مسمى "قوة الاستقرار".
وخلال افتتاح "مركز التعاون العسكري المدني لإعادة بناء غزة" بمشاركة ويتكوف وكوشنر، قال فانس إن خطة ترامب "تسير بشكل أفضل من المتوقع"، معترفًا بوجود صعوبات لوجستية تعرقل استعادة جثامين الإسرائيليين الذين قُتلوا وأُسروا خلال الحرب، لكنه أكد أن العملية "تسير بخطى ثابتة"، وأن الأمر "سيستغرق بعض الوقت".
وأضاف فانس أن نشر قوات على الأرض في غزة يتطلب موافقة الاحتلال الإسرائيلي، ملمّحًا إلى إمكانية أن تلعب تركيا دورًا فاعلًا في هذا الإطار، دون الخوض في تفاصيل إضافية.
من جهته، شدد ويتكوف على أن التوقيع على اتفاق غزة كان بحد ذاته تحديًا، لكن "التنفيذ هو المعركة الحقيقية"، وفق تعبيره. أما كوشنر، فأكد أن هناك "تنسيقًا كبيرًا" بين الاحتلال الإسرائيلي والأمم المتحدة لضمان تدفق المساعدات الإنسانية، في ظل استمرار الظروف الكارثية التي يعيشها سكان القطاع.
المرحلة الثانية من الاتفاق لا تزال غامضة زمنيًا، ولا تتضمن جدولًا واضحًا للتنفيذ، ما يثير تحفظات من قبل المقاومة الفلسطينية والوسطاء الإقليميين. وتشمل هذه المرحلة قضايا تمس جوهر الصراع، مثل سلاح المقاومة وترتيبات ما بعد الحرب، وهو ما يجعلها عرضة للتعثر في أي لحظة.
وفي مؤشر على تصاعد الحراك الأميركي، كشف موقع أكسيوس أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يعتزم زيارة الاحتلال الإسرائيلي خلال الأسبوع الجاري، لمواصلة دفع عجلة تنفيذ الاتفاق، الذي وُقّع في 9 أكتوبر/تشرين الأول بمدينة شرم الشيخ المصرية، برعاية قطرية ومصرية وتركية، وبمشاركة أميركية مباشرة.
وقد جاء الاتفاق عقب حرب دموية شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة استمرت لعامين، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 68 ألف فلسطيني وإصابة قرابة 170 ألفًا، فضلًا عن دمار شامل للبنى التحتية في القطاع المحاصر.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
ويتكوف وكوشنر في إسرائيل لبحث المرحلة التالية من اتفاق غزة
وصل المبعوثان الأميركيان ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صباح اليوم الاثنين إلى إسرائيل عشية وصول جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي، غداة يوم من غارات إسرائيلية على قطاع غزة بعدما اتهمت تل أبيب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بخرق الاتفاق.
وأفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأن المبعوثين الأميركيين يعقدان اجتماعا مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب في غزة.
ونقلت صحيفة هآرتس عن مصادر مطلعة أن الزيارة تهدف إلى التحضير لوصول نائب الرئيس ومناقشة ملفات المرحلة التالية من الخطة الأميركية بالمنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن المبعوثين الأميركيين كانا غادرا الشرق الأوسط قبل نحو أسبوع عقب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، بالإضافة إلى الزيارة القصيرة التي أجراها الرئيس دونالد ترامب إلى كل من إسرائيل ومصر.
ووفقا لمصدر إسرائيلي تحدّث للصحيفة، فإن من المتوقع أن يلتقي المبعوثان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبحث ملفات ذات صلة بزيارة فانس، وعلى رأسها المرحلة الثانية من خطة ترامب التي تشمل نشر قوة دولية لحفظ السلام في قطاع غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي ونزع سلاح حماس.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإدارة الأميركية تعتزم خلال الأيام المقبلة تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي بشأن تشكيل القوة الدولية في غزة يتضمن تحديد طبيعة ولايتها في ظل دعم متوقع من فرنسا وبريطانيا وعدد من الدول العربية.
وفي سياق متصل، ذكرت الصحيفة أن مسؤولين أميركيين أكدوا الأسبوع الماضي أن حركة حماس لم تخرق اتفاق وقف إطلاق النار حتى الآن، وذلك رغم المزاعم الإسرائيلية التي تتهم الحركة بالمماطلة في تسليم رفات بعض الأسرى.
دعوة مصرية للالتزاموعلى صعيد متصل، دعا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اليوم الاثنين إلى التزام إسرائيل وحركة حماس بتنفيذ اتفاق شرم الشيخ بشأن قطاع غزة.
إعلانوأمس الأحد، أسفر قصف جوي ومدفعي إسرائيلي على غزة عن استشهاد 44 فلسطينيا بمزاعم انتهاك حماس الاتفاق بمهاجمة قوات إسرائيلية في رفح جنوبي القطاع، وهو ما نفته الحركة.
كما شدد عبد العاطي على أهمية البدء في أقرب وقت في تنفيذ خطط التعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة، في إطار رؤية متكاملة تحفظ حقوق الشعب الفلسطيني.
وفجر اليوم، أعلن الرئيس الأميركي أن وقف إطلاق النار لا يزال ساريا في قطاع غزة، مشيرا إلى أن قيادة حماس لم تكن متورطة في أي خروق، وألقى باللوم على "بعض المتمردين داخل الحركة"، بحسب وصفه.
وفي مارس/آذار الماضي اعتمدت كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي خطة لإعادة إعمار غزة يستغرق تنفيذها 5 سنوات، وتكلف نحو 53 مليار دولار.
وفي 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وذلك وفق خطة ترامب التي تقوم إلى جانب وقف الحرب على انسحاب متدرج للجيش الإسرائيلي وإطلاق متبادل للأسرى ودخول فوري للمساعدات إلى القطاع.