تصدّر ماركو روبيو، وزير الخارجية  الأمريكي، المشهد بعبارات لافتة تتّهم حماس بأنها تمارس قمعاً واقعياً على الفلسطينيين داخل الغزّة، واصفاً ذلك بأنه «أمر مروع» ينبغي مواجهته بالوسائل كافة، في سياق تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزّة وتصاعد الخطاب الداعم لأجندات عسكرية.

وقال روبيو، إن الولايات المتحدة «تُشعر بقلق بالغ» إزاء الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في القطاع، مؤكداً أن الأزمة لم تُعدّ فقط مسألة نتيجة الحرب بل «نتيجة حكم حماس المباشر على المدنيين في غزّة».

 وجاء في تصريح له: «ما يعانيه الفلسطينيون في غزّة اليوم ليس مجرد ضحية للحرب، بل ثمرة تنظيم يمارس السلطة ويقوّض حياة الناس يومياً». 

مادورو يتحدّى واشنطن: فنزويلا تمتلك 5000 صاروخ روسي مضاد للطائراتترامب: لا نريد أن تسيطر روسيا على كامل أوكرانيا

ويستند هذا التصريح إلى مواقف روبيو السابقة التي طالب فيها بضرورة إنهاء حكم حماس كشأن أساسي لأي تسوية سلمية.

ويشير تحليلان غربيان إلى أن اتهام روبيو لحماس لا يأتي بمعزل عن الواقع في القطاع: فقد كتب رأياً في صحيفة أمريكية اعتبر أن النظام الذي تفرضه حماس «يتجاوز مجرد القتال مع إسرائيل ليصبح نظاماً داخلياً ينهب ويخضع شعبه». 

 ويتزامن الخطاب مع موقف أمريكي داعم لـإجراءات إسرائيلية لإعادة تشكيل السلطة في غزّة بحسب روبيو نفسه، حيث قال إن «المستقبل الأفضل لغزّة لا يبدأ إلا بعد إنهاء حماس كقوة عسكرية وحكومة».

من الناحية السياسية، يُعد تصعيد روبيو سقفاً رئاسياً مُحتَمل — بما أنه يشغل منصب وزير الخارجية في حكومة مقبلة محتملة — ويكسر رتابة الخطاب الدبلوماسي الأمريكي التقليدي، بالتركيز ليس فقط على إسرائيل أو المساعدات، بل على دور حماس الداخلي تجاه الفلسطينيين.

 في هذا السياق، خلص روبيو إلى أن وقف الحرب أو التوصّل لهدنة لن يكون كافياً ما لم يصحب ذلك «تحرير فلسطينيّين من حكم يرعبهم قبل أن يُحرّرهم العدو».

وعلى المستوى التنفيذي، دعا روبيو إلى دعم أدوات بديلة لتوزيع المساعدات في الغزّة بحيث لا تخضع أولاً لسيطرة حماس، معتبرًا أن نظامها «قاد إلى سرقة المعونات، وخلق حالة مستدامة من الاعتماد والتبعية».

ويُعدّ خطاب ماركو روبيو هذا مؤشّراً على تحوّل محتمل في السياسة الأمريكية تجاه غزة: من تركيز على الدعم والإغاثة إلى جدلية حكم داخلي ـ إن صمدت، فلن يُكتب له سلام، وإن انهارت فلن تُكتب له طمأنينة.

طباعة شارك ماركو روبيو وزير الخارجية الأمريكي الولايات المتحدة الحرب غزّة تسوية سلمية إسرائيل

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ماركو روبيو وزير الخارجية الأمريكي الولايات المتحدة الحرب غز ة تسوية سلمية إسرائيل

إقرأ أيضاً:

فانس يصل إلى إسرائيل لـ"إنقاذ" اتفاق الهدنة في غزة

وصل نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس إلى إسرائيل الثلاثاء، في زيارة طارئة تهدف إلى تعزيز اتفاق وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، وسط تجدد الغارات الإسرائيلية على مناطق شرق رفح جنوبي القطاع.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميريكة إن زيارة فانس تأتي في إطار جهود إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنقاذ الهدنة التي تم التوصل إليها قبل أيام فقط، ضمن خطة البيت الأبيض لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين في غزة.

تحركات دبلوماسية موازية

وتزامنت زيارة فانس مع وصول رئيس المخابرات العامة المصرية حسن رشاد إلى تل أبيب، حيث يجري اجتماعات مع مسؤولين إسرائيليين لبحث تثبيت الهدنة، وفق ما نقلته قناة "القاهرة الإخبارية".

ومن المقرر أن يلتقي رشاد بالمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي يزور إسرائيل حاليا للتنسيق بين الأطراف المعنية.

ووفقا لخطة ترامب للسلام، فقد اتفقت إسرائيل وحماس هذا الشهر على هدنة شملت تبادل الأسرى، إذ أفرجت إسرائيل عن 2000 أسير فلسطيني مقابل 20 رهينة إسرائيليا أطلقت حماس سراحهم في 13 أكتوبر الجاري.

رسالة أميركية للطرفين

وتهدف زيارة فانس، التي تستمر حتى الخميس، إلى توجيه رسالة مباشرة إلى كل من إسرائيل وحماس بعدم تقويض الهدنة، بحسب مصادر في إدارة ترامب.

وينضم فانس إلى ويتكوف وصهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، الذين قادوا جهود الوساطة إلى جانب مصر وقطر وتركيا.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين في الإدارة الأميركية قولهم إن واشنطن تخشى من احتمال أن يتراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تنفيذ الاتفاق، رغم تصريحات متكررة من الجانبين تؤكد الالتزام بوقف النار.

وفي خطاب مقتضب أمام الكنيست، قال نتنياهو إن المحادثات مع فانس ستتناول "التحديات الأمنية والفرص الدبلوماسية"، دون تقديم تفاصيل إضافية.

خطة ما بعد الحرب

تسعى إدارة ترامب إلى البناء على اتفاق الهدنة من خلال خطة طموحة لما بعد الحرب، تشمل نزع سلاح عناصر حماس، وتشكيل قوة دولية لتولي المسؤولية الأمنية في غزة، تمهيدا لتسليم إدارة القطاع إلى سلطة فلسطينية مستقلة.

غير أن حماس ما زالت تتحفظ بشدة على الخطة، وترفض تنفيذ بنود أساسية من اتفاق وقف النار الأولي، ما يعكس صعوبة الوصول إلى تسوية دائمة في ظل هشاشة الوضع الميداني واستمرار الخلافات بين الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالملف.

مقالات مشابهة

  • روبيو يزور إسرائيل لدعم تنفيذ “خطة ترامب” الخاصة بغزة
  • روبيو يزور إسرائيل لدعم تنفيذ "خطة ترامب" الخاصة بغزة
  • القاهرة الإخبارية: روبيو يصل إلى إسرائيل غدا في زيارة تستغرق 48 ساعة
  • أكسيوس: روبيو يخطط لزيارة إسرائيل هذا الأسبوع
  • فانس يصل إلى إسرائيل لـ"إنقاذ" اتفاق الهدنة في غزة
  • نتنياهو معلق بيد ترامب
  • خبير علاقات دولية: العودة للحرب تعني فشل ترامب في خطة السلام .. فيديو
  • «السلام في غزة» .. ربـمـا يستمـر وربـما لا
  • واقع جديد في غزة بعد الحرب.. تنافس دولي قد لا يُرضى إسرائيل