حزب الحرية النمساوي المتطرف يثير جدلا بسبب شريط دعائي
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
احتجاجات سابقة في النمسا عام 2017 ضد دخول حزب الحرية اليميني الحكومة وتشبيهه بالنازية
أثار مقطع فيديو دعائي لحزب يميني متطرف يندد بـ"استبدال السكان" و"إرهاب قوس قزح" ضجة في النمسا قبل عام من إجراء الانتخابات التشريعية. يتضمن الفيديو مشاهد منها احتراق كاتدرائية نوتردام في باريس وأعمال شغب في الضواحي، على نقيض من صور شباب يحملون مشاعل في أيديهم أو صور للطبيعة أو رقص في الأزياء التقليدية أو جنود يحملون أسلحة.
وتم تحميل المقطع الذي تبلغ مدته دقيقتين ونصف دقيقة الأحد الماضي على قناة "يوتيوب" التابعة لحزب الحرية وتحديدا لجناح الشباب فيه. وأثار المقطع ردود فعل لدى الطبقة السياسية ووسائل الإعلام، وأغضب بعض الذين وصفوه بأنه يذكر بالنازية في البلد الذي ولد فيه أدولف هتلر.
وانتقد المستشار المحافظ كارل نيهامر الأربعاء المقطع المصور قائلا إنه "يتلاعب بصور نعرفها عن الماضي" ويكثر من "التلميحات التاريخية بطريقة مظلمة وخطيرة". ويقول تعليق صوتي في الفيديو "نحن الفرصة الأخيرة للنمسا" في مواجهة "التلقين الليبرالي اليساري" و"ديستوبيا التعددية الثقافية". وفي مواجهة الجدل، سارع زعيم الحزب المثير للجدل هربرت كيكل الى الدفاع عما وصفه بالالتزام "الهائل" لهؤلاء الشباب، معتبرًا أنه لا يوجد ما يدعو إلى "الفضيحة".
وتولى وزير الداخلية السابق كيكل رئاسة الحزب عام 2021 بعد فضيحة فساد طالته عام 2019. ويتصدر الحزب نوايا التصويت للانتخابات التشريعية في 2024، مع حصوله على نسبة نحو 30%. ويعدد كيكل المواضيع التي تثير قلق مواطنيه، مشيرا إلى التضخم والجائحة والهجرة، وصولا إلى رفض دعم أوكرانيا.
من جانبه، رأى الخبير في السياسة بيتر فيلزماير أن الفيديو "المثير للقلق" يشكل تصعيدا مع وجود عناصر "مزعجة وحتى مخيفة" تظهر تشابها بين الشبان المنتمين إلى الحزب والراديكاليين اليمينيين المدافعين عن الهوية. وقال لفرانس برس "هذا يذكر بأحلك فترات التاريخ النمساوي".
تظهر في الفيديو الشرفة الشهيرة للقصر الامبراطوري في فيينا حيث احتفل هتلر بضم النمسا إلى ألمانيا النازية في 15 آذار/ مارس 1938. وتم أيضا تقديم الصحافيين فيه بوصفهم "أعداء" يجب القضاء عليهم. وأشار برنهارد فايدنغير الباحث في مركز توثيق تاريخ المقاومة النمساوية إلى ما وصفه بـ "تراكم الإشارات الواضحة إلى اليمين المتطرف، من السرد الأساسي والمصطلحات المستخدمة إلى المراجع النظرية". وتابع "من الصعب أن يرسل أي حزب آخر في أوروبا، على وشك الفوز في الانتخابات وإمكان المشاركة في الحكومة، مؤشرات بهذه الطريقة الوقحة إلى أطراف اليمين".
وتضمن الفيديو أيضا كتابات للمؤلفين الفرنسيين آلان دو بينوا وبيار دريو لاروشيل وللديكتاتور البرتغالي أنطونيو أوليفيرا سالازار. وبحسب تقارير إعلامية، فإن الفيديو اطلعت عليه مديرية حماية الدولة والمخابرات. من جانبها، أكدت مديرية حماية الدولة والمخابرات "دي اس ان" لوكالة فرانس برس أنها تقوم بـ"مراقبة الأشخاص والجماعات التي يحتمل أن تقوم بأنشطة متطرفة وغير دستورية" لكنها لا تستطيع تقديم معلومات عن "التحقيقات المحتملة".
وأشار فايدنغير إلى أن "الشعبية" التي يتمتع بها الحزب "منذ أشهر" تعزز موقعه. وبدلا من أن يصبح الحزب تشكيلا غير مرغوب فيه، قام بتشكيل تحالفات مع خصوم سياسيين في ثلاث مناطق في النمسا. وأضاف فايدنغير "في هذا السياق، ليس لدى الحزب أي حافز لتغيير نهجه".
ز.أ.ب/ع.ش (أ ف ب)
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: حزب الحرية النمساوي النازية الجديدة النمسا هتلر حزب الحرية النمساوي النازية الجديدة النمسا هتلر حزب الحریة
إقرأ أيضاً:
أهلا بغداد حبيبتنا أهلا بعروس الحرية
بقلم : هادي جلو مرعي ..
قبل التفصيل، ولكي لايكون هناك تعجيل بالشتم، أو التبجيل أقول: كنت سعيدا، وعمري ربما ثمانية سنوات حين عقدت قمة بغداد العربية في الثاني من نوفمبر 1978 وهي التاسعة، ولن أعود الى غوغل لكي أكتب وفقا لمعطيات الذاكرة الهشة، وليس لمعطيات التدوين عبر الشبكة العنكبوتية، وأظن إن صداما كان نائبا للرئيس في حينه، كنت سعيدا لأن القمة في بغداد، ولاأتذكر إني كنت أعرف من هو صدام فقد كان في الخط الثاني بعد الرئيس البكر، وكانوا يسمونه السيد النائب، حينها أبعدت مصر السادات لأنها وقعت على إتفاقية معسكر داود قرب واشنطن للسلام برعاية الرئيس الديمقراطي جيمي كارتر الذي أطيح به بعد سنتين على إثر فضيحة قوات المارينز في صحراء طبس قرب طهران عندما جرت محاولة لتحرير الرهائن الأمريكيين في سفارة الولايات المتحدة هناك عقب نجاح الثورة الإسلامية، وقيل فيما بعد أن الجمهوريين هم من سرب معلومات العملية للإيرانيين ليطيحوا بالقوة الأمريكية لإحداث ردة فعل عنيفة في الداخل ضد كارتر، وهو ماحصل بالفعل حين هزم أمام الجمهوري رونالد ريغان، ونقل مقر الجامعة العربية من القاهرة الى تونس، وحينها أنتجت مصر فيلما سينمائيا للتشهير بالعائلة المالكة في السعودية بعد موقف الرياض من إتفاقية السلام، وكانت البطلة السمراء سوسن بدر وأتذكر إن الفيلم كان عنوانه ( الأميرة ).
في 28 مايو عام 1990 حضر العرب قمة بغداد المتشنجة، وغابت دمشق وبيروت عنها، وكانت قبيل الغزو العراقي للكويت في 2-8-1990 وكان العراق مايزال يعاني من تبعات الحرب مع إيران لتتحول تلك التبعات الى مهلكات إستمرت طوال التسعينيات في ظل الحصار الذي أعقب حرب عاصفة الصحراء لتحرير الكويت، وحينها وبرغم الألم كنت سعيدا لأن القمة ينظمها العراق، وليس صدام حسين.. فالأسماء تمضي، ويبقى مايتحقق من إيجاب للشعب، ومايترتب من سلب ندفع ثمنه شئنا، أم أبينا، بينما عقدت القمة العربية الثالثة والعشرون في بغداد ما بين 27 إلى 29 مارس 2012.وهي ثالث قمة تستضيفها العاصمة العراقية، بعد قمتي 1978 و1990 وهي قمة غير مسبوقة، وجاءت الأولى بعد سقوط نظام صدام حسين، وسقوط عديد الحكومات في مصر وتونس واليمن وليبيا، وكان المأمول منها أن تمثل تكريسا للإستقرار السياسي في العراق، وعودة للعلاقات العربية البينية، لكن الظروف حينها لم تكن مواتية، فالعنف، ووجود قوات أجنبية، وتدخلات خارجية، وعدم ثقة عربية بطبيعة النظام السياسي جعلت تلك القمة لاتؤت أكلها كما ينبغي، وكما كنا نريد..
تأتي القمة العربية الرابعة التي تستضيفها بغداد في 17 مايو 2025 بعد تحولات كبرى، وترسيخ لمتغيرات سياسية ليس على مستوى العراق والوطن العربي والشرق الأوسط، بل على مستوى العالم، مع تطورات إقتصادية، وإشتعال للجبهات، وضرورة خروج العرب برؤية موحدة ليس لتغيير المعادلة، وتحقيق نجاحات كبيرة، بل لتقليل الخسائر، ومحاولة مواكبة التغيرات الكونية المتنامية على صعيد السياسة والإقتصاد والأمن، وربما إستقبالا لعالم متعدد الأقطاب.. في ظل ذلك كله فإن العراق 2025 غير العراق الذي عشناه، وهو بلد يشهد تحولات كبرى، ورغبة متصاعدة في ترميم العلاقات العربية، وتكريس حالة الإستقرار، وإيصال رسالة واضحة للعرب والعالم بأن هناك حالة إستقرار وعمل لاينبغي الإلتفات معه لمحاولات التخريب والمنافسة السياسية وترويج البعض لفكرة أن القمة تمثل مكسبا لرئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني، ولابأس في ذلك بالنسبة لنا كمواطنين نريد لبلدنا أن ينهض مادام المنجز سيحسب للعراق، أما من يريد أن يتحذلق، ويتحدث عن إنفاق مالي كبير، ودعاية فهذا شأنه، والمهم أن يشهد العراق نشاطا وحركة على مستوى السياسة والفن والشعر والرياضة، ويستضيف مختلف الفعاليات ليرى العالم أنه دولة طبيعية لا كما يصدره المأزومون، والذين يعيشون جو الولاءات لهذا وذاك…