أنقرة- تتحرك بروكسل نحو مقاربة جديدة في ملف توسيع الاتحاد الأوروبي عبر مقترح يمنح الدول المرشحة عضوية تدريجية تُكتسب على مراحل، تبدأ بمشاركة محدودة دون حقوق تصويت أو نقض كاملة، وفق ما أوردته وكالة الأناضول. 

ويهدف هذا الطرح إلى تجاوز الفيتو المجري الذي يعطل انضمام أوكرانيا وتركيا وغيرهم من الدول، في تحول يوصف بأنه إعادة صياغة لفلسفة التوسع الأوروبي من مبدأ "العضوية الكاملة أو "لا عضوية" إلى نموذج أكثر مرونة يقوم على الاندماج المرحلي داخل المنظومة الأوروبية.

تتجه بروكسل نحو تبني صيغة "عضوية على درجتين" كحل لتجاوز مأزق توسيع الاتحاد الأوروبي، بحيث تنضم الدول المرشحة في المرحلة الأولى بصفة عضو جزئي دون حق التصويت أو استخدام الفيتو، على أن تُمنح العضوية الكاملة تدريجيا بعد استيفاء الشروط السياسية والاقتصادية المطلوبة.

تجاوز الفيتو

ويهدف هذا النموذج إلى دمج المرشحين في مؤسسات الاتحاد وبرامجه منذ المراحل الأولى، مع المضي في الوقت ذاته نحو إصلاح آلية صنع القرار الأوروبي، من خلال اعتماد التصويت بالأغلبية المؤهلة بدلا من الإجماع، خصوصا في قضايا السياسة الخارجية والتوسعة، بما يقلل من قدرة أي دولة منفردة على تعطيل القرارات باستخدام حق النقض (الفيتو).

وتحظى المبادرة بدعم من دول شمال وشرق أوروبا والنمسا والسويد، التي ترى في توسيع الاتحاد أولوية إستراتيجية في ظل التحديات الجيوسياسية المتصاعدة، إذ أعادت الحرب الروسية على أوكرانيا إحياء قناعة بضرورة تسريع انضمام دول الجوار الشرقي لضمان أمن القارة واستقرارها.

لكن مسار التوسع يصطدم بمعارضة متكررة من بعض العواصم، أبرزها بودابست، حيث استخدم رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الفيتو مرارا لتعطيل انضمام كييف بدعوى أنها "غير مستعدة بعد"، بينما تخشى دول أخرى من منافسة اقتصادية جديدة أو تهديد لمصالحها الأمنية.

إعلان

وفي مواجهة هذه العقبات، تُطرح العضوية المرحلية كحل عملي دون الحاجة إلى تعديل معاهدات الاتحاد، إذ يتطلب أي تعديل دستوري موافقة جماعية ويواجه اعتراضات من دول كفرنسا وهولندا والمجر. لذلك يقترح النهج الجديد أن يتنازل الأعضاء الجدد مؤقتا عن حق النقض إلى حين تنفيذ إصلاحات مؤسسية أوسع، بدلا من المساس بحقوق الدول القائمة.

في السياق، قال أنطون هوفرايتر رئيس لجنة الشؤون الأوروبية في البرلمان الألماني إن "على الأعضاء الجدد التنازل مؤقتا عن الفيتو إلى أن تُستكمل الإصلاحات اللازمة"، مؤكدا أن "نظام الانضمام دون حقوق تصويت كاملة سيُبقي الاتحاد قادرا على العمل حتى في حال توسعه". وأضاف أن دول غرب البلقان رحبت بالمقترح واعتبرته "خطة بناءة وقابلة للتطبيق لدمجها في المنظومة الأوروبية تدريجيا".

ورغم أن النقاش الدائر داخل الاتحاد يتركز حاليا على أوكرانيا ودول الجوار الشرقي، فإن تركيا تبقى أكثر الدول تأثرا بالتحول الجديد في سياسة التوسع الأوروبية. فأنقرة، التي مُنحت صفة المرشح الرسمي عام 1999 وبدأت مفاوضات العضوية في 2005، لا تزال توصف بـ"المرشح الأبدي" بعد أن جمد مسارها فعليا منذ أكثر من عقد، بسبب خلافات سياسية وملفات تتعلق بحقوق الإنسان والديمقراطية.

معضلة التوسع

على الصعيد الرسمي، ترحب أنقرة بأي مبادرة تعيد إحياء ملف انضمامها إلى الاتحاد، لكنها في المقابل تتحفظ على أي صيغ بديلة تنتقص من هدفها الإستراتيجي بالانضمام الكامل. وقد شدد المسؤولون الأتراك مرارا على أن العضوية الكاملة تبقى خيارا إستراتيجيا ثابتا في سياسات البلاد الأوروبية.

وكان الرئيس رجب طيب أردوغان قد أكد أن "المصالح المشتركة بين تركيا والاتحاد الأوروبي لا ينبغي أن تُرتهن لمخططات عقيمة يطرحها بعض الأعضاء"، في إشارة إلى الدعوات الأوروبية لإقامة شراكة خاصة مع أنقرة بديلا عن العضوية الكاملة، وهو طرح تبنته فرنسا سابقا.

في المقابل، يربط الاتحاد أي تقدم في الملف التركي بالتزام أنقرة بمعايير الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهي المجالات التي شهدت -حسب تقارير المفوضية الأوروبية– تراجعا ملحوظا في الأعوام الأخيرة.

ويرى المحلل السياسي مراد تورال أن فكرة "العضوية التدريجية" تبدو من حيث المبدأ قابلة للتطبيق، لكنها تواجه تعقيدات سياسية ومؤسسية عميقة داخل الاتحاد الأوروبي. وأوضح للجزيرة نت أن الاتحاد يجد نفسه أمام معضلة مزدوجة، فمن جهة لا يرغب في إغلاق الباب أمام الدول المرشحة في لحظة جيوسياسية حساسة، ومن جهة أخرى يتخوف من توسيع عضويته قبل إصلاح آلية اتخاذ القرار التي باتت تعاني الشلل بفعل قاعدة الإجماع.

ويعتقد تورال أن نجاح النموذج المقترح مرهون بقدرته على تحقيق توازن بين الواقعية السياسية والطموح الإستراتيجي، بحيث يتيح للدول المرشحة الاندماج التدريجي اقتصاديا وسياسيا من دون أن يكرس طبقية داخل الاتحاد.

وأضاف أن البيئة السياسية الراهنة تمنح الفكرة زخما إضافيا في ظل رغبة أوروبية متزايدة لإحياء مشروع التوسع بعد سنوات من الجمود، خصوصا مع تصاعد التهديدات الأمنية، لكنه أشار في المقابل إلى أن التحفظات الفرنسية والمجرية والهولندية قد تجعل تطبيق الخطة في المدى القريب صعبا من دون تسويات داخلية عميقة.

إعلان حذر تركي

من جانبه، يرى المحلل السياسي جنك سراج أوغلو أن أنقرة قد تنظر إلى المقترح بوصفه فرصة جديدة لإحياء مسار انضمامها الأوروبي المجمد منذ أكثر من عقد، بعدما تراجع زخم فكرة العضوية الكاملة داخل الاتحاد.

وأوضح للجزيرة نت أن الحكومة التركية ستسعى إلى استثمار أي نافذة سياسية يمكن أن تعيدها إلى طاولة الحوار مع بروكسل، خصوصا في الملفات ذات الطابع العملي مثل التجارة والطاقة وتحديث الاتحاد الجمركي وتسهيل منح التأشيرات، باعتبارها قنوات تعاون واقعية تحقق مكاسب اقتصادية وسياسية ملموسة للطرفين.

لكن سراج أوغلو أشار في الوقت ذاته إلى أن أنقرة تتعامل مع فكرة المرحلية بحذر وريبة، إذ تدرك أن هذا النموذج قد يتحول إلى عضوية منقوصة أو وضع دائم من الانتظار السياسي يُبقيها شريكا للاتحاد دون أن تصبح عضوا كاملا فيه، مما يعني تفريغ فكرة الانضمام من مضمونها.

وختم بالقول إن الحكومة التركية ستعتمد مقاربة براغماتية ومرنة تقوم على الاستفادة من فرص الاندماج المرحلي دون التنازل عن الهدف النهائي، مؤكدا أن أنقرة ستتعامل مع الفكرة كأداة لإعادة الارتباط بالاتحاد الأوروبي لا كبديل دائم عن العضوية الكاملة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات الاتحاد الأوروبی العضویة الکاملة داخل الاتحاد

إقرأ أيضاً:

القمة المصرية الأوروبية.. الرئيس السيسي يؤكد: مصر عمق استراتيجي وشريك موثوق للاتحاد الأوروبي

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة المصرية الأوروبية الأولى التي انعقدت اليوم بمقر المجلس الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل، حيث ترأس الوفد المصري المشارك في أعمال القمة الذي ضم كلا من السيد الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، والسيدة الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والسيد المهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، وترأس الجانب الأوروبي كل من أنطونيو كوستا رئيس المجلس الأوروبي، والسيدة أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن كلا من رئيس المجلس الأوروبي ورئيسة المفوضية الأوروبية كانا في استقبال السيد الرئيس عند وصول سيادته إلى مقر المجلس الأوروبي، حيث التُقطت صور تذكارية بهذه المناسبة، أعقبها لقاء ثنائي بين السيد الرئيس والمسؤولين الأوروبيين، بحضور وزير الخارجية المصري، تلاه توقيع عدد من الاتفاقيات المشتركة.

وأوضح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن القمة بدأت بكلمتين ترحيبيتين من رئيس المجلس الأوروبي ورئيسة المفوضية، ثم ألقى السيد الرئيس كلمته الافتتاحية، التي عبّر فيها عن بالغ الامتنان لحفاوة الاستقبال.

وأوضح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن القمة المصرية الأوروبية بدأت بكلمتين ترحيبيتين من رئيس المجلس الأوروبي ورئيسة المفوضية الأوروبية، ثم ألقى السيد الرئيس كلمته الافتتاحية، التي أعرب فيها عن بالغ الامتنان لحفاوة الاستقبال، مؤكداً أن القمة تمثل تجسيداً للالتزام المشترك بتعزيز الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبي، معرباً عن التطلع لبحث سبل تعميق التعاون فى مجالات محورية تشمل الاستثمار، والتنمية المستدامة، والطاقة، والأمن، والتعليم، والابتكار والهجرة. 

كما أكد سيادته أن مصر تُعد شريكاً موثوقاً للاتحاد الأوروبي، وتمثل عمقاً استراتيجياً له، وتمتلك من الإمكانات ما يؤهلها لتكون شريكاً صناعياً وتكنولوجياً فاعلاً.

وتناول السيد الرئيس في كلمته كذلك التحديات العابرة للحدود، مثل الهجرة غير الشرعية، وتدهور الأوضاع الإنسانية، والإرهاب، والهجمات السيبرانية، مؤكداً أن مصر تظل طرفاً مسؤولاً في مواجهتها، وتسعى دوماً إلى ترسيخ السلام والاستقرار وتحقيق الرفاهية في المنطقة، وهو ما تجلى في استضافتها لقمة “شرم الشيخ للسلام” لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وسعيها المستمر للوساطة في حل النزاعات الإقليمية، معرباً عن التطلع إلى نقاشات بناءة خلال القمة.  

وأوضح المتحدث الرسمي أن فعاليات القمة تضمنت مناقشات حول عدد من القضايا الجيوسياسية المختلفة، ومن ضمنها تطورات الوضع في قطاع غزة، والأزمات في؛ ليبيا، السودان، سوريا، القرن الإفريقي، الملف النووي الإيراني، الحرب في أوكرانيا، اليمن، والبحر الأحمر، فضلاً عن موضوعات الهجرة وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين مصر والاتحاد الأوروبي، والجوانب الاقتصادية والاستثمارية، وغير ذلك من الموضوعات التي تندرج ضمن محاور اتفاقية الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبي، حيث استعرض الجانبان موقفهما إزاء كل من تلك القضايا والموضوعات.

وأشار المتحدث الرسمي إلى أنه بعد انتهاء القمة المصرية الأوروبية، تم عقد مؤتمر صحفي مشترك جمع السيد الرئيس مع رئيس المجلس الأوروبي ورئيسة المفوضية الأوروبية، حيث ألقى السيد الرئيس كلمة بهذه المناسبة، وفيما يلي نصها:

"بسم الله الرحمن الرحيم
السيد/ أنطونيو كوستا.. 
رئيس المجلس الأوروبى؛
السيدة/ أورسولا فون دير لاين..
رئيسة المفوضية الأوروبية؛
السادة الحضور؛
اسمحوا لى أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير، إلى الجانب الأوروبى، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، منذ وصولى إلى "بروكسل".

أحل اليوم ضيفا على مؤسسات الاتحاد الأوروبى، بعد أشهر قليلة، من دخول الشراكة الإستراتيجية والشاملة، بين مصر والاتحاد الأوروبى، عامها الثانى .. كى نجنى معا، ثمار الارتقاء بتلك العلاقة، وندفعها مجددا نحو الأمام، لتحقيق مصالح وطموحات شعوبنا، ومواجهة التحديات الجسام، التى تواجه جوارنا الجغرافى المشترك؛ بل والعالم بأسره. 


السيدات والسادة؛
تكتسب القمة المصرية الأوروبية اليوم، أهمية خاصة لأسباب عدة: 
أولا- لكونها الأولى من نوعها، التى يعقدها الاتحاد الأوروبى، مع أحد شركائه من دول جنوب المتوسط، أو دول الشرق الأوسط.


وثانيا- لأنها تأتى فى توقيت بالغ الأهمية والتعقيد، إقليميا ودوليا .. لتعكس الأولوية التى يمنحها الجانبان المصرى والأوروبى، لترسيخ شراكتهما الإستراتيجية، ولتعظيم استفادة الجانبين من تلك الشراكة .. سواء فيما يتعلق بالتشاور والتنسيق، حول التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية المشتركة على ضفتى المتوسط، أو لاستكشاف آفاق جديدة، لزيادة حجم التعاون الاقتصادى والتنموى، بين مصر ودول الاتحاد الأوروبى. 


السيد الرئيس "كوستا".. السيدة الرئيسة "فون دير لاين"؛
إن العلاقات بين مصر ودول الاتحاد الأوروبى، ليست وليدة اليوم، وإنما تضرب بجذورها فى عمق التاريخ والجغرافيا، وتربطهما المصالح المشتركة. 

فالاتحاد الأوروبى؛ هو الشريك التجارى الأول لمصر، والداعم الرئيسى لبرامج التنمية المستدامة والتحديث فى بلادنا ومصر بدورها؛ معبر آمن وجسر حيوى لأوروبا، يربطها بالعالمين العربى والإفريقى.. وشريك جاد، يجدر الاعتماد عليه لاستقبال الاستثمارات الأوروبية، والإسهام فى سلاسل الإنتاج الأوروبية، فى وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمى،الكثير من عوامل عدم الاستقرار والتوتر.


من هذا المنطلق؛ أولت اجتماعاتنا اليوم اهتماما خاصا، بضرورة الارتقاء بمستوى التعاون القائم، فى المجالين الاقتصادى والاستثمارى ..مع التركيز بصفة خاصة، على الاستثمار فى رأس المال البشرى، باعتباره أحد أهم محاور شراكتنا الإستراتيجية الشاملة .. بالإضافة إلى ضرورة استشراف فرص ومجالات جديدة للتعاون.


السادة الحضور،
لقد مثلت قمة اليوم أيضا، فرصة جيدة لتبادل وجهات النظر، حول العديد من التحديات والأزمات، التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط والقارة الأوروبية .. حيث أطلعت القادة الأوروبيين، على ما بذلته مصر، انطلاقا من مسئوليتها التاريخية ودورها الإقليمى، من جهود مكثفة، بهدف التوصل إلى وقف إطــلاق نــار شــامل ومســتدام فـى قطــاع غــزة .. استنادا إلى خطة السلام التى طرحها الرئيس الأمريكى "دونالد ترامب"، حتى وصلنا إلى اللحظة التاريخية، حين تم التوقيع على "إعلان الرئيس ترامب للسلام المستدام والرخاء" فى مدينة "شرم الشيخ"، يوم 13 أكتوبر الجارى .. بمشاركة رئيس المجلس الأوروبى السيد "أنطونيو كوستا"، وعدد كبير من قادة دول الاتحاد الأوروبى والعالم. 


ولعلنى أغتنم هذه المناسبة، كى أؤكد أن ما حدث كان إنجازا حقيقيا .. ولكنه فى الوقت ذاته، خطوة فى مسار ممتد، يستهدف تهيئة الظروف لاستئناف مسار السلام العادل والشامل، القائم على حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها "القدس الشرقية". 
ولعل أولى خطوات هذا المسار، هى البدء فى جهود إعادة الإعمار .. وإننى ليسعدنى من هذا المنبر؛ أن أؤكد تطلعنا لمشاركة فاعلة، من دول ومؤسسات الاتحاد الأوروبى، فى مؤتمر التعافى المبكر وإعادة الإعمار والتنمية فى غزة، الذى نعتزم تنظيمه خلال النصف الثانى من شهر نوفمبر 2025. 


السادة الحضور،
تطرقت مباحثاتنا كذلك؛ إلى الأوضاع فى السودان الشقيق ..حيث أكدت للقادة الأوروبيين، عزم مصر - بحكم الروابط التاريخية والمصير المشترك - على مواصلة جهودها الحثيثة، من أجل وقف إطلاق النار، وتطلعنا للعمل مع الرباعية، وبالتنسيق مع الاتحاد الأوروبى، لإعلان هدنة إنسانية فورية وشاملة، توقف المعاناة المســــتمرة للشــــــعب الســـــــودانى الشــــــــقيق .. وعبرت عن تطلعى كذلك، للعمل مع الجانب الأوروبى، من أجل الحفاظ على وحدة السودان وسلامة مؤسسات الدولة، ومنع انزلاقه إلى الفوضى أو التقسيم. 

تناولت أيضا الوضع فى ليبيا ..حيث عاودت التأكيد على الموقف المصرى، الذى يستهدف تحقيق الاستقرار المستدام فى ليبيا، باعتباره يمثل ركيزة أساسية، لأمن منطقة المتوسط بأسرها. 

ومن هذا المنطلق؛ أكدت دعم مصر الكامل، لجهود تحقيق تسوية سياسية شاملة، بقيادة ومشاركة ليبية خالصة؛ تنهى الانقسام، وتعيد توحيد مؤسسات الدولة، وتهيئ الأجواء لإجراء انتخابات حرة، تعبر عن إرادة الشعب الليبى. 
كما أعدت التأكيد، على ضرورة خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من أراضى ليبيا، حفاظا على سيادتها ووحدة ترابها. 

تطرقنا كذلك إلى قضية الهجرة غير الشرعية؛ التى تمثل تحديا مشتركا يواجه ضفتى المتوسط .. ولا يمكن معالجتها، إلا من خلال منهجية شاملة، تعالج جذورها الحقيقية.. لا مظاهرها فقط. 

ومن هذا المنطلق؛ تؤمن مصر بأن الحل يكمن فى تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، والاستقرار السياسى والأمنى، والعمل على خلق فرص كافية للعمل والتأهيل المهنى .. بما يمهد الطريق، لوضع حلول مستدامة لتلك المشكلة. 

وفى هذا الصدد؛ أؤكد أن مصر تقوم بدور جوهرى، فى منع الهجرة غير الشرعية، تمثل فى منع خروج أية مراكب، تحمل مهاجرين غير شرعيين من السواحل المصرية باتجاه أوروبا منذ سبتمبر ٢٠١٦ .. وذلك فى الوقت الذى تستضيف فيه مصر، ما يزيد على "9.5" مليون أجنبى، وفدوا إلى مصر من دولهم، بسبب ما تواجهه من أزمات، ويحظون بذات المعاملة، ويحصلون على ذات الخدمات، التى نقدمها للمواطنين المصريين.

السيدات والسادة،
اسمحوا لى أن أعرب أيضا، عن تقدير مصر الكبير، للتوقيع اليوم، على الاتفاقية الخاصة بانضمام مصر إلى برنامج "أفق أوروبا" .. والذى نتطلع أن يمثل انطلاقة، لتعزيز التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبى، فى مجال التعليم العالى والبحث العلمى والابتكار  وهو ما يعد استثمارا طويل الأجل، فى مستقبل الأجيال الحالية والمقبلة، وفرصة لمد جسور راسخة، للتبادل بين شعوب شمال وجنوب المتوسط.


السيد الرئيس "كوستا".. السيدة الرئيسة "فون دير لاين"؛ وحديثى أيضا إلى الشعوب الأوروبية الصديقة؛ يجمعنا الكثير والكثير من الروابط التاريخية والمصالح المشتركة، وما نطمح ليه؛ هو مستقبل أكثر استقرارا وازدهارا لأجيالنا القادمة  مستقبل قائم على العدل والسلام، والتكامل والاحترام المتبادل، ومبنى على شراكة متوازنة، تحقق مصالح الطرفين.

ومن هنا؛ فإننى أدعوكم جميعا، لكى نجعل من هذه القمة نقطة انطلاق، نحو مرحلة جديدة من العمل المشترك، بما يعزز السلام والتنمية، ويرسخ العلاقات "المصرية – الأوروبية"، كنموذج يحتذى به فى التعاون بين ضفتى المتوسط.

طباعة شارك السيسي القمة المصرية الأوروبية بروكسل صور تذكارية

مقالات مشابهة

  • ختام بطولة الإمارات الدولية لكرة الطاولة في دبي
  • الاتحاد يقلب الطاولة على “أفاد” ويقترب من مجموعات الكونفدرالية
  • ما تداعيات قواعد الاستدامة الأوروبية على صادرات الغاز التي حذرت منها قطر وأميركا؟
  • قطر تشارك في تحضيرات الاجتماع العربي العاشر مع سفراء اللجنة السياسية والأمنية لمجلس الاتحاد الأوروبي
  • الاتحاد الأفريقي لتنس الطاولة يدين تصرف عمر عصر ويصفه بالسلوك "السيئ والمؤسف"
  • الاتحاد الأفريقي لتنس الطاولة: ما صدر عن عمر عصر سلوك سيئ ومؤسفٌ
  • السيسي: أدعو للبدء في جهود إعادة إعمار غزة بمشاركة الدول الأوروبية (فيديو)
  • القمة المصرية الأوروبية.. الرئيس السيسي يؤكد: مصر عمق استراتيجي وشريك موثوق للاتحاد الأوروبي
  • الرئيس السيسي يدعو الدول الأوروبية للمشاركة في إعادة إعمار غزة