مناورات أم تمهيد للحرب؟ فنزويلا تضبط مرتزقة وتصف تحرّكات الاستخبارات الأمريكية بـ الاستفزاز
تاريخ النشر: 27th, October 2025 GMT
قال المدّعي العام الفنزويلي طارق ويليام صعب إن واشنطن تهدف لتحويل فنزويلا إلى "مستعمرة" أمريكية، وأكد: "لا ينبغي أن يحدث غزو برّي، لكننا مستعدون له".
أدانت فنزويلا، الأحد، المناورات العسكرية التي تجريها كلٌّ من ترينيداد وتوباغو في منطقة الكاريبي بالتنسيق مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، ووصفتها بأنها "استفزاز يهدف إلى إشعال مواجهة عسكرية شاملة معها".
وأعلنت كاراكاسأنها ألقت القبض على "مجموعة من المرتزقة" بحوزتهم معلومات مباشرة من وكالة الاستخبارات، كانوا يهدفون إلى تنفيذ "هجوم مزيّف" في المنطقة، أي عملية خدّاعة تُنفَّذ بطريقة تجعل جهة أخرى تظهر مسؤولة عنها.
وكان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو قد وجّه في وقت سابق اتهامات مشابهة، من بينها مزاعم بوجود خطة لتفجير السفارة الأمريكية في العاصمة مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر.
ما نعرفه عن الحشد العسكري الأمريكي في المنطقة؟منذ مطلع أيلول/سبتمبر الماضي، إستهدفت القوات الأمريكية ما لا يقل عن عشرة قوارب في الكاريبي، ما أسفر عن مقتل 43 شخصًا على الأقل، تقول واشنطن إنهم كانوا يهربون مخدرًا قاتلًا إلى الولايات المتحدة.
وقد صعّدت واشنطن وجودها العسكري في المنطقة، فنشرت مجموعة القتال البحرية رقم 12 (Carrier Strike Group 12) التي تضم أكثر من 4,500 بحّار ومارينز، وتشمل مدمّرات بصواريخ موجّهة وغواصة هجومية وسفينة عمليات خاصة وطائرات استطلاع.
كما أرسل البنتاغون السفينة MV Ocean Trader، وهي سفينة مدنية حُوّلت إلى قاعدة عائمة للقوات الخاصة تُستخدم كمقر قيادة وسكن ميداني.
وعلى صعيد الطائرات، تشارك الفرقة 160 للعمليات الجوية الخاصة، وهي وحدة نخبوية تُنفّذ أخطر المهام، وقد رُصدت مروحيات «ليتل بيرد» التابعة لها تعمل على بعد أقل من 90 ميلًا من الساحل الفنزويلي هذا الشهر.
كما أعلن البنتاغون، في تصعيد جديد، أن حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد آر فورد وسفنها المرافقة تتجه نحو المنطقة لتعزيز هذا الوجود العسكري المتزايد.
Related ترامب يلوّح بتدخل بري وشيك في فنزويلا.. ومادورو يخاطب واشنطن: "لا لحرب مجنونة.. أرجوكم"ترامب يفرض عقوبات على رئيس كولومبيا ومقربين منه وبيترو يردّ: "يريد نفط فنزويلا وغويانا" وسط تصاعد التوتر مع فنزويلا.. واشنطن ترسل أكبر حاملة طائرات في أسطولها إلى بحر الكاريبي خلفية التوتريتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مادورو بأنه يقود منظمة لتهريب المخدرات، وهو ما ينفيه الأخير، وقد تزايدت المخاوف داخل فنزويلا من أن الحشد العسكري الأمريكي يهدف إلى الإطاحة بالنظام نفسه، في ظل احتمال أن تكون هذه المناورات تمهيدًا لتوسّع الصراع، وربما تنفيذ هجمات برية ضد البلاد.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أكد الزعيم الجمهوري أنه خوّل وكالة الاستخبارات تنفيذ عمليات سرية داخل فنزويلا. وقال الأربعاء إن المرحلة التالية ستكون برّية: "لن يأتوا عبر البحر بعد الآن، لذا سيحاولون الدخول برًّا، وسنضربهم بقوة عندما يفعلون؛ لم يختبروا هذا بعد، لكننا مستعدون تمامًا الآن."
في المقابل، اتهم مادورو الولايات المتحدة بـاختلاق ذريعة للحرب، مؤكدًا أن الجيش سيقاتل عند الحاجة دفاعًا عن "كل شبر في الوطن".
دوافع الحكومة الفنزويليةفي هذا السياق، قال المدّعي العام الفنزويلي طارق ويليام صعب، المقرب من مادورو، في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، إنه لا شك في أن الرئيس الأمريكي يسعى للإطاحة بالحكومة الفنزويلية من أجل السيطرة على ثروات البلاد الطبيعية، بما في ذلك احتياطات الذهب والفضة والنحاس.
وأضاف أن هدف واشنطن تحويل فنزويلا إلى "مستعمرة" أمريكية، وأكد: "لا ينبغي أن يحدث غزو برّي، لكننا مستعدون له إن حدث".
ورغم تصاعد التوتر، شدد صعب على أن فنزويلا ما زالت مستعدة لاستئناف الحوار مع الولايات المتحدة رغم ما وصفه بالحملة غير الشرعية ضد تهريب المخدرات.
صدى التطورات في الكونغرس الأمريكيسياسيًا، أعرب عدد من أعضاء الكونغرس عن قلقهم بشأن "قانونية الضربات الأمريكية على القوارب وصلاحيات الرئيس في إصدار أوامر كهذه".
وقال السيناتور ليندسي غراهام إن تنفيذ ضربات برّية في المستقبل احتمال حقيقي، مشيرًا إلى نية الرئيس إطلاع أعضاء الكونغرس على تفاصيل العمليات المقبلة بعد عودته من آسيا.
في المقابل، شكّك السيناتور راند بول في مبررات الضربات، موضحًا أن السلطات لم تذكر أسماء المشتبه بهم أو الأدلة ضدهم، ولم يُعرض أي دليل حتى الآن.
وأشار الأخير أيضًا إلى أن كثيرًا من الضربات استهدفت قوارب على طرق تُستخدم عادة لتهريب الماريجوانا والكوكايين إلى أوروبا وغرب إفريقيا، وأضاف أن مثل هذه الجرائم تُعالج عبر القانون لا الجيش، واصفًا العمليات بأنها "قتل خارج نطاق القانون".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دراسة الصحة فرنسا دونالد ترامب بحث علمي إسرائيل دراسة الصحة فرنسا دونالد ترامب بحث علمي الولايات المتحدة الأمريكية فنزويلا دونالد ترامب حروب نيكولاس مادورو إسرائيل دراسة الصحة فرنسا دونالد ترامب بحث علمي روسيا مشروبات الاستهلاك المنزلي تلوث المياه صحة غذائية واشنطن
إقرأ أيضاً:
فنزويلا على صفيح ساخن.. مادورو يحذر واشنطن ويرفع سقف التهديدات العسكرية
قدّم الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، طلبًا رسميًا إلى المحكمة العليا في البلاد لسحب جنسية زعيم المعارضة ليوبولدو لوبيز، متهمًا إياه بالترويج لغزو عسكري وحصار اقتصادي ضد الدولة الكاريبية.
وأشار بيان صادر عن نائبة الرئيس، ديلسي رودريغيز، إلى أن الطلب يستند إلى المادة 130 من دستور جمهورية فنزويلا البوليفارية.
وأضاف البيان: “ستتخذ وزارة الخارجية والهيئة الوطنية لشؤون الهجرة واللجوء الإجراءات اللازمة فورًا، وفقًا للإجراءات ذات الصلة، لإلغاء جواز سفر الشخص المذكور”.
وأكدت رودريغيز أن الدولة الفنزويلية تمتلك موارد كافية لضمان سلامة أراضي الجمهورية وسيادتها في مواجهة القوى الأجنبية ومن يسعون إلى تقويض الاستقلال الوطني.
في سياق متصل، أمر وزير الحرب الأمريكي، بيت هيغسث، الجمعة الماضي، بنشر حاملة الطائرات “جيرالد فورد” ومجموعة من السفن الحربية المرافقة لها في منطقة قيادة القوات الجنوبية الأمريكية، تزامنًا مع تصاعد التوتر مع فنزويلا، التي تتهم واشنطن بالسعي للتدخل في شؤونها بذريعة مكافحة تجارة المخدرات.
كما وجّه الرئيس مادورو يوم الخميس الماضي نداءً باللغة الإنجليزية إلى الولايات المتحدة حذر فيه من شن “حرب مجنونة”، في ظل تصاعد التوترات بين واشنطن وكاراكاس.
وجاءت تصريحاته عقب إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تفويضه بعمليات سرية ضد فنزويلا، وسط حملة عسكرية أمريكية مكثفة تستهدف مهربي مخدرات مزعومين في منطقتي الكاريبي والمحيط الهادئ، وفق وسائل إعلام غربية.