إسرائيل: لن نقبل بوجود قوات مسلحة تركية في غزة
تاريخ النشر: 27th, October 2025 GMT
القدس المحتلة - الوكالات
قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر اليوم الاثنين إن إسرائيل لن تقبل بوجود قوات مسلحة تركية في غزة بموجب خطة أمريكية لإنهاء الحرب في القطاع الفلسطيني إلى الأبد.
وتتضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نشر قوة دولية في غزة للمساعدة في ترسيخ وقف إطلاق النار الهش الذي بدأ هذا الشهر وأوقف حربا دامت لعامين بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
ولم يتضح بعد ما إذا كانت الدول العربية وغيرها مستعدة للمشاركة بجنود في القوة الدولية.
وقال ساعر في مؤتمر صحفي في بودابست "يجب على الدول التي تريد إرسال قوات مسلحة أو على استعداد لذلك أن تكون على الأقل منصفة مع إسرائيل".
وتوترت العلاقات التركية الإسرائيلية، التي كانت جيدة في السابق، بشكل كبير خلال حرب غزة. إذ انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحملة الجوية والبرية الإسرائيلية المدمرة على القطاع الفلسطيني الصغير.
وقال ساعر، متحدثا وبجواره نظيره المجري بيتر سيارتو "تركيا بقيادة أردوغان قادت نهجا عدائيا ضد إسرائيل... لذلك ليس من المعقول أن نسمح لقواتهم المسلحة بدخول قطاع غزة ولن نوافق على ذلك وقلنا ذلك لأصدقائنا الأمريكيين".
وفي حين استبعدت إدارة ترامب إرسال جنود أمريكيين إلى قطاع غزة، أجرت واشنطن مناقشات مع إندونيسيا والإمارات ومصر وقطر وتركيا وأذربيجان للمساهمة في القوة متعددة الجنسيات.
وفي الأسبوع الماضي ألمح نتنياهو إلى أنه سيعارض بشدة أي دور لقوات الأمن التركية في غزة. وقال أمس الأحد إن إسرائيل ستقرر أي قوات أجنبية ستسمح بوجودها في غزة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، خلال زيارته لإسرائيل بهدف ترسيخ وقف إطلاق النار يوم الجمعة، إن القوة الدولية يجب أن تكون مكونة من "دول ترحب بها إسرائيل". ولم يعلق على مشاركة القوات التركية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
الصحة العالمية: المساعدات الطبية غير كافية .. وتطالب بفتح دائم للممرات لإخراج المرضى من غزة
عواصم "وكالات": قالت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، إن الرعاية الطبية مازالت غير كافية للسكان في أنحاء قطاع غزة، بعد نحو أسبوعين من بدء وقف إطلاق النار الأخير.
وقال ريك بيبركورن، ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل، في جنيف، إن إمدادات الأدوية والمعدات الطبية التي جرى منعها لشهور، بدأت تصل لتوها.
وأضاف أن إسرائيل لم تفتح سوى معبرين فقط، الأمر الذي يجعل من الصعب تلبية الاحتياجات.
وقالت المنظمة إن 14 مستشفى فقط من 36 مستشفى في القطاع تعمل بشكل جزئي وكذلك الحال مع 64 من أصل 181 مركزا صحيا، و109 من أصل 359 غرف علاج.
وهناك مستشفيات رئيسية، تقع في المنطقة التي مازالت تحت سيطرة إسرائيل ولا يمكن للمرضى الوصول إليها، بما في ذلك مستشفى غزة الأوروبي.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنه يتوفر لديها كل المعدات اللازمة في المنطقة، لكنها بحاجة إلى حرية وصول أفضل وأسرع.
وتتحكم إسرائيل في الدخول إلى قطاع غزة، ويتعين عليها منح الإذن لإيصال المساعدات إلى القطاع المحاصر.
وحتى الآن، يتم تفتيش كل شحنة على حدة، ويتعين الحصول على تصريح منفصل لكل مادة يتم إدخالها.
وقال بيبركورن إن الأمر استغرق من منظمة الصحة العالمية عامين ونصف العام لإدخال ثماني أجهزة أشعة سينية متنقلة إلى قطاع غزة.
وأعدت منظمة الصحة العالمية قائمة بالأدوية والمعدات الأساسية، وتحث السلطات الإسرائيلية على الموافقة عليها بشكل شامل بدلا من إعادة فحص كل شحنة على حدة.
وقالت المنظمة إن هناك جهازين فقط للتصوير المقطعي المحوسب في قطاع غزة، وهناك حاجة ماسة إلى مزيد من الإمكانات.
"تغيير المعطيات"
واعتبرت منظمة الصحة العالمية الجمعة أن فتح الممرات الطبية في شكل دائم للسماح بالخروج من قطاع غزة، من شأنه "تغيير المعطيات".
ومنذ اندلاع الحرب في اكتوبر 2023، دعمت منظمة الصحة العالمية الإجلاء الطبي لنحو 7800 مريض خارج القطاع حيث انهار النظام الصحي.
ومنذ التوصل إلى وقف إطلاق النار بين اسرائيل وحماس برعاية الولايات المتحدة في العاشر من أكتوبر، أشرفت المنظمة على إجلاء 41 مريضا يعانون وضعا حرجا مع 145 شخصا من مرافقيهم.
تعين دبلوماسيا مخضرما
قالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إنها عينت الجمعة الدبلوماسي المخضرم والسفير الحالي لدى اليمن ستيفن فاجين قائدا مدنيا لمركز جديد معني بتنفيذ اتفاق السلام في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني.
جاء هذا الإعلان بعد زيارة وزير الخارجية ماركو روبيو لمركز التنسيق المدني العسكري في جنوب إسرائيل، وتعهده بانضمام المزيد من الدبلوماسيين الأمريكيين إلى نحو 200 جندي أمريكي هناك.
وقالت الوزارة "سيكون السفير ستيفن فاجين القائد المدني لمركز التنسيق المدني العسكري الذي يدعم تنفيذ خطة الرئيس للسلام المؤلفة من 20 نقطة لقطاع غزة".
وافتتحت القيادة المركزية الأمريكية المركز هذا الأسبوع، مع تعيين قائدها اللفتنانت جنرال باتريك فرانك قائدا عسكريا له.
ويشغل فاجين منصب سفير الولايات المتحدة لدى اليمن منذ 2022، غير أنه يمارس مهامه من خارج البلاد التي تسيطر عليها حكومة الحوثيين التي لا تعترف بها واشنطن.
أمريكا تخطط لقوة دولية
بدأت قوات أمريكية مهمة معقدة تشمل مراقبة وقف إطلاق النار الهش في غزة والتخطيط لتشكيل قوة دولية لتحقيق الاستقرار في القطاع.
وأعلن الجيش الأمريكي هذا الأسبوع أن حوالي 200 جندي من ذوي الخبرة في مجالات النقل والتخطيط والأمن والهندسة بدأوا في مراقبة وقف إطلاق النار وسينظمون تدفق المساعدات والمساعدات الأمنية إلى غزة.
ويعمل مركز التنسيق المدني العسكري من مجمع أعمال يقع في الجهة المقابلة لمصانع خشب وصلب في مدينة كريات جات إلى الشمال الشرقي من قطاع غزة. ويستضيف المبنى أيضا عسكريين إسرائيليين وبريطانيين وكنديين.
تشكيل قوة دولية جزء أساسي من خطة وقف إطلاق النار
واحدة من المهام الرئيسية تتمثل في إنشاء قوة دولية مدعومة من الولايات المتحدة في غزة، وفي حين استبعدت الولايات المتحدة إرسال جنود أمريكيين إلى القطاع فقد تستعين بقوات من مصر وإندونيسيا ودول خليجية.
ويعد إنشاء قوة دولية جزءا رئيسيا من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب، ولكن هناك عددا من العقبات التي تواجه ذلك بداية من استعداد الدول العربية وغيرها من الدول لإرسال قوات إلى مخاوف إسرائيل بشأن تشكيل القوة.
وقال إيتمار رابينوفيتش، السفير الإسرائيلي السابق لدى واشنطن "سيكون من الضروري منع استمرار الصراع... إنه أمر ممكن، لكنه سيكون بالغ الصعوبة".
ومن بين التحديات الرئيسية أن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لم تقطع حتى الآن التزاما بنزع سلاحها، ومنذ أن تم التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار قبل أسبوعين شرعت في حملة إجراءات صارمة ضد المجموعات التي تشكل تهديدا لقبضتها على السلطة.
وردا على سؤال حول نشر قوة دولية، قال متحدث باسم حماس إنها مسألة حساسة تتطلب مناقشة مستفيضة قبل أن تتخذ الحركة موقفا.
واندلعت حرب غزة عقب هجوم قادته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 تقول الإحصاءات الإسرائيلية إنه أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص.
ووفقا لمسؤولي الصحة في غزة، قُتل أكثر من 68 ألف فلسطيني منذ ذلك الحين في الهجوم الإسرائيلي على القطاع.
ضبابية تقوض جهود إنشاء القوة
وصل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى موقع المراقبة في كريات جات الجمعة في واحدة من أولى محطات زيارة تستغرق يومين في إسرائيل. وقال إن المناقشات لا تزال جارية حول قواعد الاشتباك الخاصة بالقوة الدولية وما إذا كانت ستعمل بموجب تفويض من الأمم المتحدة.
وقال مسؤولون مطلعون على المحادثات إن هناك مناشدات تم توجيهها لعدد من الدول للانضمام إلى القوة، لكن كثيرين توخوا الحذر من تقديم وعود بدون معرفة شكل هذه القوة.
وأوضح ثلاثة دبلوماسيين مطلعين على المناقشات أن من بين المقترحات تشكيل قوتين، إحداهما لتأمين الحدود بين إسرائيل وغزة والأخرى تعمل داخل القطاع.
وأضافوا أن بعض الدول الأوروبية تريد أن يعمل داخل غزة آلاف من قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية الذين يتم تدريبهم في مصر والأردن إلى جانب قوات دولية بعدد أقل.
وبموجب هذه الخطة، قد يعمل البعض من الشرطة الأوروبية كمراقبين داخل غزة إلى جانب القوات الفلسطينية مباشرة، لكن الدبلوماسيين الثلاثة قالوا إنه لم يتضح بعد ما هي الدول التي ستشارك في هذه الخطة.
وقال مصدران أمنيان إسرائيليان ومسؤول مطلع على المحادثات إن الخطة الأمريكية تنص على أن تدخل القوة الدولية تدريجيا بدءا من منطقة رفح الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في جنوب القطاع.
وذكر اثنان من المسؤولين أن وتيرة انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي تشرف عليها القوة الدولية قيد المناقشة.
ولم يرد الجيشان الأمريكي والكندي على طلب للتعليق. وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية إن "عددا محدودا" من المسؤولين عن التخطيط كانوا في المركز، لكنه رفض الإدلاء بمزيد من التعليقات.
* تساؤلات حول إمكانية التطبيق
يشكك إتش إيه هيلير، وهو باحث كبير في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في بريطانيا، في مسألة أن عددا كافيا من الدول سيلتزم بإرسال قوات لإنجاح القوة.
وقال هيلير إن معظم الدول ستتردد في تقديم وعود بإرسال قوات إذا كان من المتوقع لهذه القوات أن تحارب حماس، بينما ستحجم الدول العربية عن المشاركة ما لم يكن هناك دفع كبير باتجاه إقامة دولة فلسطينية.
وأضاف "لن تود أي دولة المخاطرة بإدخال قواتها في مستنقع عسكري" ما لم توافق حماس على التعاون بشأن نزع سلاحها.
وألمح نائب الرئيس الأمريكي جيه.دي فانس خلال زيارته لإسرائيل هذا الأسبوع إلى أن دولا خليجية وتركيا وإندونيسيا يمكن أن تشارك في ذلك.
لكن هناك توترا بالفعل إذ أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع إلى معارضته لاضطلاع القوات التركية بأي دور في غزة.
وقال أساف أوريون، الذي كان مسؤولا عن السياسات الاستراتيجية للجيش الإسرائيلي والباحث حاليا في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن إسرائيل ستستأنف الحرب على الأرجح إذا لم يتم إنشاء هذه القوة وإذا رفضت حماس نزع سلاحها.