انتهت الحرب على غزة، توقفت القذائف وسكتت الطائرات بعد جحيم عامين كاملين، لكن هناك حربًا أخرى بدأت فور توقف الأولى، إنها حرب الصهاينة على ذاكرة الفلسطينيين وذاكرة العرب وذاكرة العالم بهدف نسيان الجريمة الوحشية.
سيحاول الاحتلال الذى دمر القطاع بالكامل وقتل عشرات الآلاف من الأبرياء، تزييف أدلة المجزرة. سيرصد مليارات الدولارات ليزعم أن ما حدث لم يكن إبادة، بل «عملية عسكرية»، وأن البيوت التى تحولت إلى تراب كانت «مخابئ لعناصر حماس».
إن الدعاية الصهيونية بارعة طوال تاريخها فى تحويل الشهداء إلى إرهابيين، وتحويل الضحايا إلى جناة. لهذا، فإن توثيق الإبادة واجب لا يقل أهمية عن المقاومة نفسها، لأن من يملك الرواية الحقيقية يملك المستقبل. التاريخ لا يكتبه المنتصر فقط، بل من يملك الصور والكلمة والشهادة. إن العالم يتغير بسرعة، ولا يملك ذاكرة طويلة. إن الصور التى هزَّت الضمير الإنسانى اليوم، ستتراجع غداً أمام صور المشاهير أو مباراة كرة قدم أو تحت ضغط ومشاغل الحياة اليومية.
لقد رأينا مدناً كاملة تُمحى من الخرائط. شوارع بلا أسماء، بيوتاً بلا سقوف، مقابر جماعية تُدفن فيها العائلات. رأينا المستشفيات تتحول إلى رماد، والمدارس إلى أطلال. مئات آلاف النازحين مشوا حفاة وجوعى وجرحى فى العراء. هذه ليست مشاهد من فيلم، بل من واقع يفوق الخيال، وقد حدث ذلك كله أمام الكاميرات، لكن الصور إن لم تُحفظ ويسلط عليها الضوء، يمكن أن تُستخدم لاحقاً ضد أصحابها، خصوصاً أن الدعاية الصهيونية خبيرة فى التزييف وقلب الحقائق.
من هنا، يجب على أحرار العالم أن يكتبوا ويوثقوا كل شيء. الأسماء قبل أن تضيع، والشهادات قبل أن تختلط، والقصص الصغيرة التى تصنع الذاكرة الكبرى. يجب حفظ صوت الأم التى بحثت عن ابنها تحت الركام، وصوت الطبيب الذى عمل أياماً بلا ماء أو كهرباء، وصوت الطفل الذى أفاق فلم يجد ساقه أو ذراعه. كل هذه الأصوات إذا لم نكتبها ونوثقها، ستضيع بلا رجعة.
إن التوثيق ليس عملاً للمؤرخين فقط، بل لكل من شهد أو قرأ أو رأى. الصور التى التقطتها الهواتف، الكلمات المكتوبة على الجدران، المقالات التى وصفت الدمار، كلها وثائق يجب أن نجمعها، نحفظها، ونخرجها إلى العالم بلغاته كلها. الحقيقة لا تنتصر من تلقاء نفسها، وإنما بمن يواظبون على توضيحها من دون كلل ولا ملل.
لقد أثبتت التجارب أن الدعاية الصهيونية لا تكتفى بقتل الأجساد، بل تحاول قتل الذاكرة أيضاً. بعد كل حرب، ينتج الاحتلال وأنصاره أفلاماً وكتباً وتقارير لتبرير الجريمة، ويعيد صياغة الأحداث بلغة «الدفاع عن النفس». فى المقابل، لابد أن يجد الفلسطينى من يروى حكايته، حتى لا يرويها الجلاد الذى تربى على تزوير الحقيقة.
فى زمنٍ يختلط فيه الصواب بالزيف والحق بالباطل، يصبح التوثيق نوعاً من المقاومة، والصورة سلاحاً، والشهادة صوتاً للحق. غزة لا تحتاج أن نبكيها فقط، بل أن نحمى ذاكرتها، لأن الذاكرة الحية لا يمكن أن يسلبها الاحتلال. إننى أناشد كل مؤسسة عربية وعالمية سواء كانت رسمية أم أهلية، أن تحفظ وتوثِّق ما جرى، لأن النسيان هذه المرة سيكون جريمة جديدة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رؤية لا تنسوا غزة الحرب على غزة لعناصر حماس
إقرأ أيضاً:
حتى 6 نوفمبر.. المترشحون بالمرحلة الأولى بانتخابات النواب يواصلون الدعاية الانتخابية
حددت الهيئة الوطنية للانتخابات، يوم الخميس الموافق 6 نوفمبر 2025، في الساعة 12 بالتوقف المحلي لكل دولة موعدا لبدء فترة الصمت الانتخابي وتوقف الدعاية الانتخابية للمترشحين بانتخابات مجلس النواب للمرحلة الأولى.
تُجرى عملية انتخابات مجلس النواب على مرحلتين، المرحلة الأولى في دوائر 14 محافظة هي : الجيزة، الفيوم، بني سويف، المنيا، أسيوط، الوادي الجديد، سوهاج، قنا، الأقصر، أسوان، البحر الأحمر، الإسكندرية، البحيرة، مطروح.
يستعد ملايين المواطنين في مختلف المحافظات للمشاركة في الاستحقاق الدستوري لانتخابات مجلس النواب 2025، وسط اهتمام واسع بمعرفة مقار اللجان الانتخابية وأرقام الكشوف قبل انطلاق عملية التصويت المقررة في نوفمبر المقبل.
حيث وفرت الهيئة الوطنية للانتخابات أكثر من وسيلة إلكترونية وهاتفية للاستعلام بسهولة عن مكان اللجنة الانتخابية وموقف الناخب من القيد في الجداول، باستخدام الرقم القومي فقط، وذلك ضمن جهود الدولة لتيسير المشاركة الانتخابية وتعزيز الوعي بدور المواطنين في العملية الديمقراطية.
وأكدت الهيئة الوطنية للانتخابات أن خدمة الاستعلام متاحة مجانا لجميع المواطنين عبر الموقع الرسمي للهيئة، أو من خلال التطبيق الإلكتروني على الهواتف المحمولة، بالإضافة إلى إمكانية الاستعلام عبر الاتصال الهاتفي أو الرسائل النصية القصيرة، بما يتيح لكل ناخب معرفة مقر لجنته دون الحاجة إلى التوجه للمقار الحكومية.
خطوات الاستعلام عن اللجنة الانتخابية عبر موقع الهيئة الوطنية للانتخابات:
يمكن للمواطنين معرفة لجنتهم بسهولة عبر الموقع الإلكتروني الرسمي للهيئة على الرابط التالي:
(https://www.elections.eg).
وتتم الخطوات على النحو الآتي:
1. الدخول إلى الموقع الرسمي للهيئة الوطنية للانتخابات.
2. الضغط على أيقونة استعلم عن لجنتك الانتخابية من الصفحة الرئيسية.
3. إدخال الرقم القومي المكون من 14 رقما في الخانة المخصصة.
4. الضغط على زر استعلام .
5. تظهر فورا جميع بيانات الناخب، وتشمل:
اسم اللجنة الانتخابية.
رقم اللجنة الفرعية.
رقم الناخب في الكشوف.
عنوان المقر الانتخابي.
موقف الناخب من القيد في الجداول الانتخابية.
خطوات معرفة اللجنة الانتخابية عبر تطبيق الهيئة الوطنية للانتخابات:
أتاحت الهيئة أيضا تطبيقا رسميا يمكن تحميله من متجري Google Play وApp Store، لتسهيل عملية الاستعلام عبر الهاتف المحمول، ويتم ذلك كالتالي:
1. تحميل تطبيق الهيئة الوطنية للانتخابات من المتجر المناسب للجهاز.
2. فتح التطبيق بعد التثبيت وإدخال رقم الهاتف المحمول لتأكيد الهوية.
3. إدخال كود التحقق الذي يصل في رسالة نصية قصيرة.
4. بعد التحقق، تظهر خانة إدخال الرقم القومي المكون من 14 رقما.
5. الضغط على تحقق من الرقم القومي ، لتظهر تفاصيل اللجنة وتشمل:
اسم المدرسة أو المقر الانتخابي.
رقم اللجنة الفرعية.
عنوان المقر بدقة.
تاريخ التصويت المحدد للناخب.
كما أكدت الهيئة الوطنية للانتخابات أن المواطنين يمكنهم الاستعلام عن لجانهم بطرق إضافية دون الحاجة لاستخدام الإنترنت، وذلك من خلال:
1. الاتصال برقم 141 من أي خط أرضي أو محمول لمعرفة بيانات اللجنة.
2. إرسال الرقم القومي في رسالة نصية قصيرة إلى رقم 5151، وستصل رسالة تحتوي على تفاصيل اللجنة الانتخابية.
وأوضحت الهيئة أن جميع خدمات الاستعلام متاحة بشكل مجاني، سواء عبر الموقع الإلكتروني أو التطبيق أو الخط الساخن، مؤكدة أن الهدف هو تسهيل مشاركة الناخبين في العملية الانتخابية وضمان معرفة الجميع بمقار لجانهم قبل موعد التصويت.