3 ادعاءات لليمين المتطرف لطرد المسلمين من تاور هامليتس شرقي لندن
تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT
انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي 3 ادعاءات استهدفت تشويه صورة المسلمين في منطقة "تاور هامليتس" شرقي لندن، عقب احتجاج سلمي نظموه يوم السبت 25 أكتوبر/تشرين الأول الجاري للرد على دعوات من حزب "استقلال المملكة المتحدة" اليميني المتطرف لتنظيم مسيرة في المنطقة للمطالبة بطرد المسلمين.
وتعد "تاور هامليتس" واحدة من أكثر مناطق لندن تنوعا ثقافيا وعرقيا، وتضم جالية مسلمة كبيرة ساهمت في تشكيل هويتها الاجتماعية والسياسية على مدى عقود، حيث أصبحت المنطقة في السنوات الأخيرة رمزا للتعايش والتعدد الثقافي، لكنها أيضا محط أنظار الجماعات اليمينية التي تستخدمها مثالا في خطاب "أسلمة بريطانيا".
ورغم أن الشرطة البريطانية ألغت مسيرة الحزب قبل انطلاقها خشية إثارة الفتنة، فإن موجة من المنشورات على منصات التواصل حاولت قلب الرواية وتشويه صورة المسلمين، بترويج مزاعم عن "سيطرة المسلمين على المنطقة"، ودعوة المتظاهرين المسلمين للجهاد، وحمل بعضهم للسلاح.
تلك المزاعم دفعت فريق "الجزيرة تحقق" إلى تقصي حقيقة الادعاءات وتحليل مصادرها، للتحقق من صحتها ومقارنتها بالمعلومات الرسمية والوقوف على صحة ما جرى خلال الاحتجاج.
سيطرة وتزويروادعى حساب باسم "توماس هارمان" عبر منصة "إكس"، أن "تاور هامليتس بأكملها يديرها مسلمون، وحتى تصويت الشباب مزور لصالح الإسلاميين. وكانت الملصقات المعلقة نتيجة تحالفات بين المسلمين وكونغرسات النقابات العمالية المناهضة للمسيحيين".
وأرفق الحساب، صورة إعلان عن دعوة للترشح لانتخابات عمدة الشباب "تاور هامليتس" التي ستجرى في ديسمبر/كانون الأول المقبل، حيث يتضمن صورة مرشحة محجبة.
Entire of Tower Hamlets is Muslim run even youth vote is rigged for Islamists. The fly posters were Muslim alliances with anti Christian trade union affilaiates who abuse their political power with @UKLabour cash flow. https://t.co/HCNRmN8jNn pic.twitter.com/VU23dpGosM
— Thomas Harman (@thomas_harman) October 25, 2025
إعلانبالتحقق تبين أن الادعاء لا أساس له من الصحة، حيث يدير المنطقة مجلس بلدي منتخب ديمقراطيا، يرأسه منذ 2022 "لوتفور رحمان" ضمن مجلس متنوع، وفق نتائج الانتخابات التي نشرتها وسائل إعلام بريطانية.
ولا توجد أيّ دلائل على تزوير الانتخابات الشبابية، وتوضح المصادر الرسمية أن النظام الانتخابي في المنطقة تراقبه اللجنة الانتخابية البريطانية، وهي هيئة مستقلة.
أما عن صورة الفتاة المحجبة، فإنها تعود إلى "فتوما حسن" عمدة الشباب الحالي التي انتخبت قبل عامين واستخدمت في الدعوة لتشجيع الشباب على الترشح، وليست دليلا على احتكار المسلمين الحكم، بل يمكن لأي شاب مقيم في المنطقة التقديم للترشح، بغض النظر عن ديانته، وفق موقع مجلس البلدية.
أغلبية مسلمةولم تتوقف ادعاءات "سيطرة المسلمين" على المدينة سياسيا فقط، بل تعداديا أيضا بزعم أن معظم سكانها مسلمون، حيث زعم حساب باسم "تيسا تيوزداي شايلد" التي عرفت نفسها بأنها من ساكني "تاور هامليتس" أن "عدد المسلمين بلغ 90 % فعلا وحمّلت المسؤولية مجلس المدينة".
I live in Tower Hamlets
The council are the problem
90% muslim with an Independent muslim mayor
This emboldens the more radical Muslims
The rally today was as much a march to impose dominance and strengthen the red/green alliance
I feel sorry for the patients who needed to attend…
— Tessa Tuesday's child (@missiemaisie) October 25, 2025
وتحقق فريقنا من صحة الادعاء، حيث كشف آخر تعداد سكاني رسمي للمملكة المتحدة في 2021، ويجري كل 10 سنوات، أن المسلمين يشكلون نحو 39.9% فقط، أي أن عددهم لم يبلغ حتى نصف إجمالي عدد سكان المنطقة.
جهاديون ومسلحونكما روجت حسابات داعمة للسردية الإسرائيلية واليمينية على المنصات، ادعاءات بأن المتظاهرين هتفوا بالجهاد خلال مظاهرتهم بالمنطقة، منها حساب باسم "ليزا روزن" الذي نشر فيديو يتضمن أنشودة دينية مضافة للمقطع، ومصحوبا بتعليق: "المسلمون اجتاحوا بلدية تاور هامليتس، وهم يهتفون بالجهاد ويمجدون الشهداء من حركة حماس الذين يضحون بحياتهم لقتل اليهود من أجل الله".
Muslims flooded Tower Hamlets Town Hall, shouting about jihad and praising Hamas “martyrs” who sacrifice their lives to kill Jews for Allah.
Islam is a death cult, not a “religion of peace.”pic.twitter.com/olq6RNViJ1
— Liza Rosen (@LizaRosen0000) October 25, 2025
كما ادعى حساب آخر، أن المتظاهرين المسلمين مسلحون، منتقدا سماح الشرطة لهم بالاحتجاج ورفضها مسيرة حزب استقلال المملكة المتحدة.
The @metpoliceuk BANNED the UKIP protest yet they not only allowed this, they didn’t even bother to show up!!
There was about 10 officers for hundreds of masked Muslims with weapons !!
Don’t ever say we don’t have two tier policing!!pic.twitter.com/XhliCzjD39
— Pippa B ???????????????????????????????????? ???? ❤️ ???????? (@pippaisright) October 25, 2025
وتحقق فريقنا من مقاطع فيديو للمظاهرة متداولة على المنصات، حيث لم تظهر أي هتافات تدعو إلى الجهاد أو قتل اليهود أو حمل المتظاهرين أسلحة، بل أكد المحتجون أن تحركهم السلمي يهدف إلى رفضهم الترحيل من "تاور هامليتس".
“I’m live and direct. All the [masked-up] brothers are ready. Not for violence… here to stand our ground in our own area, which is Tower Hamlets.”
Mob rule. pic.twitter.com/TrHNzF3bwA
— Starmer Sycophant (@sirwg202110) October 25, 2025
إعلانكما أعلنت الشرطة عبر منصة" إكس" مساء أمس السبت، أن الاحتجاج في منطقة "تاور هامليتس انتهى دون تسجيل اعتقالات وقد أعيد فتح طريق وايت شابل، الأمر الذي يؤكد مراقبة الشرطة للاحتجاج وعدم وجود أي أسلحة مع المتظاهرين.
The protest in Tower Hamlets has now largely dispersed. There have been no arrests so far.
Officers remain in the area for reassurance and to deal with any incidents.
Whitechapel Road has been reopened.
— Metropolitan Police (@metpoliceuk) October 25, 2025
ووصف موقع "آل بي سي" البريطاني الاحتجاج في تاور هامليتس بأنه "عرض قوة سلمي" بهدف "الدفاع عن المجتمع"، وقال إن آلاف السكان المحليين شاركوا فيه، دون ذكر أي أدلة عن تطرف المتظاهرين.
يذكر أن المسلمين في بريطانيا يتعرضون باستمرار لحملات تشويه ممنهجة، تعتمد بشكل كبير على التضليل ونشر الادعاءات المفبركة لتشكيل صورة مغلوطة عن المجتمع المسلم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات حملات التضليل pic twitter com
إقرأ أيضاً:
سورة الفاتحة تفضح محاولة البريطاني المتطرف تومي روبنسون دخول الأقصى
حاول اليميني المتطرف تومي روبنسون، المعروف بخطاباته المعادية للإسلام في بريطانيا، التظاهر بأنه شخص مسلم لدخول المسجد الأقصى، وفي مقاطع مصورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر روبنسون في القدس برفقة اليميني المتطرف الأسترالي الإسرائيلي آفي يمني، وصانع محتوى تركي الأصل كان مسلمًا في السابق ويُدعى رضوان أيدمير.
وأظهرت اللقطات روبنسون -واسمه الحقيقي ستيفن ياكسيلي لينون- وهو يتلقى معلومات في ساحة المسجد الأقصى من الحاخام الإسرائيلي اليميني المتطرف يهودا غليك، قبل أن يحاول دخول المسجد، وعندما طلب منه أحد أفراد الأمن الفلسطينيين عند المدخل إبراز هويته، أجاب روبنسون ملوحًا بأنه مسلم قائلاً: "نعم، أنا مسلم".
وطلب منه الحارس تلاوة سورة الفاتحة من القرآن الكريم لتأكيد ادعائه، غير أن روبنسون لم يتمكن من قراءتها، فتدخل أيدمير المرافق له وتلا السورة بالعربية. وعندها سمح الحارس بدخول أيدمير، لكنه رفض إدخال روبنسون الذي اعترض على القرار مدعيًا أن أيدمير هو "شيخه"، لكن الحارس أوضح أن المسجد مفتوح للمسلمين فقط وطلب منهم التوقف عن التصوير.
ذاك المؤثر المتطرف والعنصري البريطاني تومي روبنسون حاول دخول المسجد الأقصى برفقة سياسي إسرائيلي سابق عبر الكذب والادعاء بأنه مسلم.
ويبدو أن هناك حملة من جماعة 7000$ تهدف إلى تشويه صورة الفلسطيني المسلم، ونشر ادعاءات كاذبة تُظهر أن إسرائيل تمنح حرية العبادة، بينما المسلمون هم من… https://t.co/fkXCqoIdD9 pic.twitter.com/UI0FkbSpz1 — Tamer | تامر (@tamerqdh) October 24, 2025
وظهر في مقطع آخر أحد الحراس وهو يقول لروبنسون: "لأسباب سياسية، لا يُسمح لغير المسلمين بالدخول"، وقد عرض روبنسون وفريقه الحادثة على أنها "منع من دخول المسجد الأقصى"، إلا أن إدارة الأوقاف الإسلامية أكدت أن المسجد مغلق أمام جميع الزوار غير المسلمين، وأن الصلاة فيه مخصصة للمسلمين فقط.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Friends Of Al-Aqsa (@friendsofalaqsa)
وخلال زيارته للأراضي الفلسطينية المحتلة، التقى روبنسون عددًا من الشخصيات اليمينية المتطرفة، وأدلى بتصريحات مؤيدة للهجمات على غزة، كما استخدم عبارات معادية للعرب، وأثارت الزيارة ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل المسلمين البريطانيين وبعض الجماعات اليهودية.
وتداول ناشطون مقطعا مصورا يظهر فيه تومي روبنسون أثناء الجولة التي قام بها بتمويل من حكومة الاحتلال، أخبره المتحدث باسم الطائفة اليهودية في الخليل يشاي فلايشر أن البريطانيين "لديهم مكان خاص في الجحيم بسبب عدوانهم على الشعب اليهودي"، إلا أن روبنسون - الذي يصور نفسه على أنه قومي بريطاني - جلس وتقبل الأمر، مؤكداً له أن البريطانيين يحبون "إسرائيل".
During Tommy Robinson's Israeli govt-funded tour, Israeli spox Yishai Fleisher tells him the British "have a special place in hell for turning on the Jewish people."
Robinson—who fashions himself a British nationalist—just sits there and takes it, assuring him Brits love Israel. pic.twitter.com/wJbXtJK0xb — Chris Menahan ???????? (@infolibnews) October 21, 2025
وتومي روبنسون الناشط الأربعيني له سجل إجرامي حافل وقضى أحكامًا متعددة بالسجن، وقد تضمنت إدانته الجنائية الاعتداء على ضابط شرطة، إضافة لحيازة المخدرات والاحتيال والمطاردة وازدراء القضاء ودخول أمريكا بجواز سفر مزور، وفق ذي "آيريش تايمز" فضلا عن مواقفه المناهضة للهجرة والإسلام، وسُجن في العام 2018 بتهمة ازدراء المحكمة، ثمّ سُجن مجددا في العام 2024 لتكراره تصريحات تشهيرية بحق أحد اللاجئين، وأُطلق سراحه في شهر أيار/مايو، وحظي بدعم الملياردير الأمريكي إيلون ماسك.
ومن المقرّر أن يمثل تومي روبنسن مجددا أمام المحكمة في تشرين الأول/أكتوبر 2026، لرفضه تقديم رقم التعريف الخاص بهاتفه المحمول، امتثالا لطلب الشرطة بموجب صلاحياتها الواسعة التي منحها إياها قانون الإرهاب الصادر في العام 2020.
في الماضي، نجحت عدّة تظاهرات نظمها أنصاره في جذب الآلاف أو حتى عشرات الآلاف من الأشخاص، وهو ما حدث في تموز/يوليو 2024 عندما بلغ عدد المشاركين في إحدى الاحتجاجات ما بين 20 ألفا و30 ألف شخص، وفقا لتقديرات منظمة "هوب نات هايت" (Hope Not Hate) المناهضة للعنصرية.