الذكاء الصطناعي ينافس الأطباء في منع السكري قبل ظهوره
تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT
كشفت دراسة جديدة أجرتها جامعة جونز هوبكنز أن تطبيقا يعتمد على "الذكاء الاصطناعي" لتعديل نمط الحياة لدى المصابين بمقدمات السكري، استطاع تقليل خطر الإصابة بالسكري بنفس فعالية البرامج التقليدية التي يقودها مختصون بشريون.
ونشرت نتائج الدراسة في مجلة "JAMA". وأثبتت أول تجربة سريرية عشوائية من المرحلة الثالثة أن برنامجا رقميا يعتمد كليا على الذكاء الاصطناعي يمكنه تحقيق المعايير المعتمدة من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) لتقليل خطر السكري.
وقال نيستوراس ماثيوداكيس، المدير المشارك لبرنامج الوقاية من السكري في جامعة جونز هوبكنز والمحقق الرئيسي في الدراسة: "حتى خارج نطاق أبحاث السكري، هناك عدد قليل جدا من التجارب السريرية التي تقارن مباشرة بين تدخلات يقودها الذكاء الاصطناعي وأخرى تقليدية يقودها البشر، وهذا ما يجعل نتائجنا ذات أهمية خاصة".
شارك في الدراسة 368 شخصا بمتوسط عمر 58 عاما، حيث تمت إحالتهم إلى إما برنامج بشري تقليدي عن بعد أو تطبيق يعتمد على خوارزمية تعلم معزز، يقدم إشعارات شخصية تساعد على تحسين السلوك الغذائي والنشاط البدني وإدارة الوزن.
وأظهرت النتائج أن 31 بالمئة من المشاركين في التطبيق الذكي و31.9 بالمئة من المشاركين في البرامج البشرية تمكنوا من تحقيق معايير الوقاية من السكري التي حددتها الـCDC بعد عام واحد فقط، ما يعني أن الفعالية كانت متقاربة للغاية بين المجموعتين.
وأوضح بنجامين لالاني، المؤلف المشارك وطالب الطب في جامعة هارفارد: "أكبر عائق أمام إكمال برنامج الوقاية من السكري هو البدء به، وغالبا ما تكون العقبات اللوجستية السبب. لذلك، لاحظنا أن سهولة الوصول في البرنامج الرقمي جعلت الناس أكثر استعدادا للمشاركة منذ البداية".
كما كشفت الدراسة أن معدلات البدء في البرنامج كانت أعلى في المجموعة التي استخدمت الذكاء الاصطناعي (93.4 بالمئة مقابل 82.7 بالمئة)، وكذلك معدلات الإتمام (63.9 بالمئة مقابل 50.3 بالمئة)، مما يشير إلى أن سهولة الوصول والمرونة زادت من التفاعل والالتزام.
ويرى الباحثون أن النتائج تفتح الباب أمام اعتماد أوسع لتقنيات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية الوقائية، خصوصا للفئات التي تواجه صعوبات في حضور البرامج البشرية التقليدية.
وقال لالاني: "على عكس البرامج البشرية، يمكن للبرامج المدعومة بالذكاء الاصطناعي أن تكون مؤتمتة بالكامل ومتاحة على مدار الساعة، وهذا يجعلها أكثر مقاومة للتحديات مثل نقص الكوادر الطبية أو محدودية الوقت".
ويخطط فريق البحث لمواصلة الدراسة على نطاق أوسع، لاستكشاف مدى فعالية التطبيق لدى الفئات الأقل حظا أو التي تفتقر إلى الموارد اللازمة للمشاركة في البرامج التقليدية، بالإضافة إلى دراسة تفضيلات المرضى والتكاليف المرتبطة بالبرامج الرقمية.
وتعد هذه النتائج مؤشرا على تحول مهم في مستقبل الوقاية من السكري، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دورا محوريا في توسيع نطاق الرعاية الصحية الشخصية وجعلها أكثر مرونة وشمولا.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الذكاء الاصطناعي السكري التجارب السريرية الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي الأطباء داء السكري مرض السكري الذكاء الاصطناعي السكري التجارب السريرية الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي صحة الوقایة من السکری الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يحل لغزًا يتعلق بمرض كرون
توصل باحثون من جامعة كاليفورنيا الأميركية في سان دييغو إلى حل لنقاش دام عقودا حول دور أول جين مرتبط بمرض كرون والذي يرتبط بزيادة خطر الإصابة بهذا المرض المناعي الذاتي.
تحتوي الأمعاء البشرية على نوعين من الخلايا البلعمية، أو خلايا الدم البيضاء المتخصصة، والتي لها أدوار مختلفة تمامًا ولكنها متساوية في الأهمية في الحفاظ على التوازن في الجهاز الهضمي. تحارب الخلايا البلعمية الالتهابية العدوى الميكروبية، بينما تقوم الخلايا البلعمية غير الالتهابية بإصلاح الأنسجة التالفة.
في مرض كرون، وهو أحد أشكال أمراض الأمعاء الالتهابية، يمكن أن يؤدي عدم التوازن بين هذين النوعين من الخلايا البلعمية إلى التهاب مزمن في الأمعاء، مما يؤدي إلى تلف جدار الأمعاء ويسبب الألم وأعراضًا أخرى.
طور باحثون في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو نهجًا جديدًا يدمج الذكاء الاصطناعي مع تقنيات البيولوجيا الجزيئية المتقدمة لفك شفرة ما يحدد ما إذا كانت الخلية البلعمية ستصبح التهابية أم غير التهابية.
كما تحل الدراسة لغزًا طويل الأمد يحيط بدور جين يسمى NOD2 في عملية اتخاذ القرار هذه. تم اكتشاف NOD2 في عام 2001 وهو أول جين مرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض كرون.
باستخدام أداة قوية للتعلم الآلي، حلل الباحثون آلاف أنماط التعبير الجيني للخلايا البلعمية من أنسجة القولون المصابة بأمراض الأمعاء الالتهابية ومن أنسجة القولون السليمة. وحددوا بصمة جينية للخلايا البلعمية تتكون من 53 جينًا تفصل بشكل موثوق الخلايا البلعمية التفاعلية الالتهابية عن الخلايا البلعمية التي تعمل على شفاء الأنسجة.
اقرأ أيضا... تطوير طريقة تجعل صورا طبية مولدة بذكاء اصطناعي كالحقيقية
أحد هذه الجينات الـ 53 يُشفر بروتينًا يسمى جيردين. وكشف تحليل إضافي أنه في الخلايا البلعمية غير الالتهابية، ترتبط منطقة محددة من بروتين NOD2 بالجيردين. هذا يمنع الالتهاب الجامح، ويزيل الميكروبات الضارة ويسمح بإصلاح الأنسجة التالفة بسبب أمراض الأمعاء الالتهابية. لكن الطفرة الأكثر شيوعًا لمرض كرون في جين NOD2 تحذف الجزء من الجين الذي يرتبط به الجيردين عادةً. هذا يؤدي إلى خلل خطير في التوازن بين الخلايا البلعمية الالتهابية وغير الالتهابية.
قالت المؤلفة الرئيسية للدراسة الدكتورة براديبتا غوش، أستاذة الطب الخلوي والجزيئي في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو "يعمل NOD2 كنظام مراقبة العدوى في الجسم". عند ارتباطه ببروتين جيردين، يكتشف بروتين NOD2 مسببات الأمراض الغازية ويحافظ على التوازن المناعي في الأمعاء عن طريق تحييدها بسرعة. وبدون هذا الارتباط، ينهار نظام المراقبة الذي يقوم بهبروتين NOD2.
ثم أكد الباحثون أهمية التفاعل بين NOD2 وجيردين من خلال مقارنة نماذج فئران مصابة بمرض كرون تفتقر إلى بروتين جيردين بتلك التي تحتوي على جيردين سليم. ووجدوا أن الفئران التي تفتقر إلى جيردين عانت من خلل في ميكروبيوم الأمعاء وأصيبت بالتهاب في الأمعاء الدقيقة. وكثيراً ما ماتت هذه الفئران بسبب الإنتان، وهي حالة يفرط فيها الجهاز المناعي في الاستجابة للعدوى، مما يسبب التهاباً في جميع أنحاء الجسم وتلفاً للأعضاء الحيوية.
وقال الدكتور غاجانان د. كاتكار، الباحث المشارك الأول في الدراسة، والأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو "الأمعاء ساحة معركة، والخلايا البلعمية هي حماة السلام"، مضيفا "لأول مرة، أتاح لنا الذكاء الاصطناعي تحديد وتتبع اللاعبين في الفريقين المتنافسين بوضوح".
من خلال الجمع بين التصنيف المدعوم بالذكاء الاصطناعي، والكيمياء الحيوية الميكانيكية، ونماذج الفئران، تحل هذه الدراسة واحدة من أقدم النقاشات المتعلقة بمرض كرون. ولا تفسر هذه النتائج كيفية تسبب طفرة جينية رئيسية في المرض فحسب، بل يمكن أن تساهم أيضاً في تطوير علاجات تهدف إلى استعادة العلاقة بين جيردين وNOD2.
مصطفى أوفى (أبوظبي)