آل الكرمي.. إبداع فلسطيني عربي رائع

 

 

 

د. سعيد بن سليمان العيسائي **

أنجبت فلسطين على مدى تاريخها المجيد الكثير من العلماء والمفكرين والأساتذة في مختلف المجالات والتخصصات والعلوم والتعليم والمعارف كالطب والفيزياء والهندسة والثقافة والصيدلة والرياضيات والأحياء وعلوم الفضاء والجغرافيا والشعر والأدب وريادة الأعمال.

كما أنجبت الكثير من المناضلين والشهداء والمجاهدين الذين يفخر بهم وطنهم فلسطين، وتفخر بهم أمتهم العربية والإسلامية.

وقد اخترنا عائلة الكرمي نموذجًا لهذا الشعب العظيم المبدع، بالإضافة إلى ثلاثة من الرموز الفلسطينية البارزة من غير هذه العائلة.

وسنبدأ مقالنا أولًا بالحديث عن هذه العائلة، وأبرز أبنائها المبدعين.

تنتمي هذه العائلة إلى مدينة طولكوم، ولجهاد وثقافة الشيخ سعيد الكرمي (1852- 1935) التي لعبت دورًا هامًا في الثقافة الفلسطينية، وممثليها الكبار الكرميين الذين ظهروا على سطح الحياة الفكرية والسياسية في فلسطين في بدايات القرن العشرين.

ومن أشهر رموز العائلة الشيخ سعيد الكرمي وأبناؤه الذين لمعوا في مجالات هامة، وخاصة أحمد شاكر الكرمي، الكاتب والأديب، وعبد الكريم الكرمي (أبو سلمى) الشاعر والمناضل، ومحمود الكرمي، وعبد الغني الكرمي، اللذين عملا في الصحافة، وحسن الكرمي، الذي كرَّس حياته للعمل المعجمي.

وتمتد حلقة الكبار من الكرميين لتشمل الأستاذ زهير محمود الكرمي، مؤسس كلية العلوم والتكنولوجيا وأبناءه د. محمود الكرمي، والدكتور علي الكرمي، والدكتورة غادة حسن الكرمي، وشقيقتها الإعلامية سهام حسن الكرمي، ومصطفى الكرمي، والأستاذ هاني الكرمي، والدكتور بشار عدنان الكرمي.

وسنُحاول تسليط الضوء على بعض رموز هذه العائلة ممن نبغوا في العلم والأدب والثقافة، وهم: عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى) الشاعر والمناضل، والأستاذ حسن الكرمي، والأستاذ زهير الكرمي، بالإضافة إلى بعض الرموز والقامات الفلسطينية في مجالات الإعلام والمحاسبة وريادة الإعلام.

وسنبدأ حديثنا بأحد أبرز شخصيات هذه العائلة، وهو عبد الكريم الكرمي (1909- 11 أكتوبر 1980) وكنيته (أبو سلمى)، ولقبه (زيتونة فلسطين).

هو شاعر وأديب وكاتب وسياسي فلسطيني، وُلِدَ في مدينة طولكوم الفلسطينية، يعدُّ أحد أبرز الشعراء العرب في العصر الحديث، ويعدُّ من الشعراء الأبرز انتشارًا على المستوى العالمي والعربي والفلسطيني. ولشاعرنا مجموعة من الدواوين الشعرية، أشهرها ديوان (المشرد) الذي طُبِعَ عام 1953، وديوان (أغنيات بلادي) الذي طُبِعَ عام 1959. وقد أشرنا إليه في مقالنا المنشور في صحيفة الرؤية بعنوان: (صورة النكبة في الشعر الفلسطيني).

وتأتي شخصية بارزة في هذه العائلة، هو: حسن الكرمي، وكنيته (أبو زياد) (1905- 5 مايو 2007)، وهو عالم لغوي، وأديب وإعلامي، وهو مؤلف مجموعة من المؤلفات اللغوية والأدبية، ومن أشهر مذيعي راديو (بي بي سي)، وصاحب برنامج: (قول على قول).

وهذا العالم هو أخو الشخصية الأولى، الشاعر والمناضل عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى)، وقد أشرنا إلى الأستاذ حسن الكرمي في مقالنا المنشور في صحيفة الرؤية بعنوان: (برامج المسابقات حنين إلى الزمن الجميل).

أما ثالث شخصيات ورموز آل الكرمي، فهو زهير الكرمي (7 ديسمبر 1921 – 29 نوفمبر 2009) العالم والباحث والكاتب والإعلامي.

يعدُّ من أبرز مقدمي البرامج العلمية في محطات التلفزة العربية، فقد اشتهر بتقديم برنامجه العلمي الشهير "العلم والحياة"، والذي بُثَّ في الوطن العربي منذ عام 1962، وحتى عام 1984، وقد كنت من محبي هذا البرنامج ومتابعيه في أوائل الثمانينات من القرن الماضي.

وسننتقل الآن للحديث عن ثلاث شخصيات فلسطينية من غير هذه العائلة كان لها دور على الصعيدين الإعلامي والثقافي، وعلى صعيد ريادة الأعمال، بالإضافة إلى الكفاح والصبر الذي عُرِفَ به الشعب الفلسطيني.

أولى هذه الشخصيات هو شريف العلمي (1931- 3 يناير 2008)، وهو إعلامي ومؤلف كتب عامة. وشريف العلمي من مواليد يافا، وقد تحدثنا فيه في مقالنا المنشور في صحيفة الرؤية بعنوان: (برامج المسابقات حنين إلى الزمن الجميل).

وثاني هذه الشخصيات الثلاث هو الدكتور عمر الخطيب (1930- 7 ديسمبر 2007)، وهو من ومواليد بلدة عين كارم المقدسية.

وفاتني الحديث عنه في مقالي التي أشرت إليه، وعندما ذكرني به وببرنامجه ابن عمي الأخ سلطان بن سيف العيسائي، القارئ المثقف بعد نشر المقال رأيت لزامًا عليَّ الإشارة إليه في هذا المقال إحقاقًا للحق، وإنصافًا للشعب الفلسطيني المناضل والمكافح والمرابط.

وقد اشتهر ببرنامجه "بنك المعلومات"، وله عدد من الكتب باللغتين العربية والإنجليزية، وأجريت معه مقابلة تليفزيونية حول سر اختفاء برامج المسابقات التليفزيونية، فكانت إجابته مؤلمة فحواها أن معظم الفضائيات العربية أصبحت لا تصرف على هذا النوع من المسابقات، وسوف أشير إليه في مقال آخر له صلته بالتعليم.

وثالث الشخصيات الفلسطينية، وختام مسك مقالنا هذا هو الدكتور طلال أبو غزالة، المولود في يافا في 22 إبريل عام 1938م، وهو مؤسس ومالك ورئيس مجموعة طلال أبو غزالة الدولية منذ العام 1972، ورئيس عدد من الجمعيات ذات الصلة بالمحاسبة والوساطة والتحكيم وضمان الجودة والتقنيات الرقمية وغيرها من الجمعيات والمنظمات.

وقد تحدثت عنه في محاضرة "صناعة النجاح والأمل" التي ألقيتها على عدد من موظفي وزارة التعليم العالي قبل عدة سنوات، ونُشرت في مقال بعد ذلك في صحيفة الرؤية.

** كاتب وأكاديمي

المصدر: جريدة الرؤية العمانية