في ظل مزاعم إسرائيل حول “انتهاكات حزب الله” لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت مصادر إسرائيلية أن تل أبيب “تقترب من مرحلة اتخاذ القرار بشأن الخطوات المقبلة على الجبهة الشمالية”.

وتشير التقارير إلى أن هذا الإعلان يأتي بعد حصول إسرائيل على ضوء أخضر من واشنطن لتعزيز عملياتها ضد ما تعتبره خروقات حزب الله على الحدود مع لبنان.

وشملت التحركات الأمريكية زيارة الموفدة الخاصة مورغان أورتاغوس للحدود اللبنانية، حيث تلقت إحاطة من وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس وقائد المنطقة الشمالية اللواء رافي ميلو، بحضور السفيرين الإسرائيلي والأمريكي. ثم توجهت إلى بيروت لبحث الملف مع السلطات اللبنانية.

في لبنان، التقت أورتاغوس رئيس الجمهورية جوزيف عون، الذي شدد على ضرورة تفعيل عمل لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية (الميكانيزم) ووقف الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية، وتمكين الجيش اللبناني من الانتشار حتى الحدود الدولية الجنوبية، إضافة إلى إعادة تأهيل المواطنين المتضررين في الجنوب.

كما التقت الموفدة رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام، حيث تناولت الاجتماعات تفعيل الميكانيزم، تطبيق إعلان وقف الأعمال العدائية، حصر السلاح بيد الدولة، والإفراج عن الأسرى اللبنانيين، إلى جانب دعم الجيش اللبناني والإعمار الاقتصادي.

وفي المقابل، أكد حزب الله تمسكه بالاتفاقية، وأوضح أمينه العام نعيم قاسم أن المقاومة جاهزة للدفاع وليست جاهزة لشن حرب، محذراً من أن أي عدوان إسرائيلي لن يحقق أهدافه إذا لم تُطبق الاتفاقية.

وتواصل إسرائيل خرق اتفاق وقف إطلاق النار منذ 27 نوفمبر 2024، حيث سُجل أكثر من 4500 انتهاك، أسفرت عن مقتل وإصابة المئات، في حين يؤكد حزب الله التزامه الكامل بالاتفاق.

الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال مسؤول الإسناد اللوجيستي في حزب الله

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قام باغتيال حسين علي طعمة، المسؤول عن الإسناد اللوجيستي في حزب الله اللبناني، في ضربة نفذتها القوات الإسرائيلية بتاريخ 14 أكتوبر 2025.

وأوضح الجيش في بيانه أن طعمة كان يعمل على نقل وسائل قتالية بهدف إعادة بناء القدرات العسكرية لحزب الله في المنطقة، وهو ما اعتبره الجيش خرقًا للتفاهمات القائمة بين إسرائيل ولبنان.

وشدد الجيش على أنه سيواصل عملياته لإزالة أي تهديد يستهدف دولة إسرائيل، مؤكداً التزامه بـ استهداف البنية التحتية العسكرية لحزب الله ومن يقف وراءها.

أميركا تمهل لبنان: نزع سلاح حزب الله أو “المواجهة الحتمية”

تشهد الساحة اللبنانية تصعيدًا دبلوماسيًا أميركيًا غير مسبوق، بعد وصول المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت للضغط على السلطات اللبنانية بشأن نزع سلاح حزب الله، في رسالة تحمل خيارين: إما الانخراط في مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع إسرائيل، أو مواجهة احتمالات تصعيد عسكري قد يقود إلى حرب شاملة.

واجتمعت أورتاغوس مع الرئيس اللبناني جوزيف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وطرحت عليهم خيارين: الدخول في مفاوضات مباشرة مع تل أبيب برعاية واشنطن، أو التفاوض غير المباشر عبر لجنة الميكانيزم.

وكشفت مصادر لبنانية أن زيارة الموفد الأميركي توم براك المرتقبة ستكون الأخيرة، حيث سيبلغ المسؤولين أن أمامهم فرصة نهائية لتنفيذ خطة نزع السلاح، وإلا “سيُترك لبنان لمصيره”.

وفي المقابل، أكد الرئيس عون أن الجيش اللبناني لا يملك الإمكانية لتنفيذ قرار حصر السلاح، محذرًا من أن أي محاولة لنزع السلاح بالقوة قد تؤدي إلى حرب أهلية. فيما تشير المعلومات الأمنية إلى أن حزب الله تمكن من تهريب مئات الصواريخ قصيرة المدى من سوريا خلال الأشهر الأخيرة، بينما يكتفي الجيش اللبناني حاليًا بإغلاق المواقع بدل تدميرها، في انتظار دعم عسكري أميركي إضافي.

بدوره، أشار الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات حسين عبد الحسين إلى أن الرسالة الأميركية “واضحة وصارمة”: إما دولة لبنان تتدبر أمر حزب الله، أو تقوم إسرائيل بذلك”. وأضاف أن إسرائيل ستواصل ما وصفه بـ”ضربات الصيانة لمنع حزب الله من إعادة تنظيم نفسه”، مؤكدًا أن احتمالات التصعيد العسكري مفتوحة في أي لحظة، سواء على شكل مواجهات محدودة أو حرب واسعة.

ويشير عبد الحسين إلى أن الدعم الأميركي للبنان مستمر على شكل مساعدات مالية وعسكرية، لكنه لا يعوض غياب الإرادة السياسية اللبنانية للتعامل مع سلاح حزب الله. كما أكد أن زيارة أورتاغوس وبراك ليست مجرد بروتوكول دبلوماسي، بل تعكس أن الوضع على الأرض غير إيجابي وأن الاتفاقية السابقة لوقف الأعمال العدائية مع إسرائيل لم تُطبق بالكامل.

وأضاف أن استمرار الوضع الحالي يؤدي إلى استمرار الحالة شبه الحربية في لبنان، في حين تحقق إسرائيل قدرًا من الاستقرار وإعادة الإعمار، مشددًا على أن مصلحة لبنان تكمن في الخروج من دوامة الحرب وعدم الحرب، إلا أن القيادات اللبنانية تمارس المناورات الكلامية بدل اتخاذ خطوات عملية.

وأشار إلى أن خطة الجيش اللبناني لنزع السلاح في منطقة جنوب الليطاني تقترب من موعد تنفيذها مع بداية ديسمبر، لكن من المرجح أن تبقى غير مكتملة، مما يثير القلق لدى واشنطن وتل أبيب، ويزيد من وتيرة العمليات العسكرية الإسرائيلية ويعطل عودة لبنان إلى الحياة الطبيعية والنمو الاقتصادي.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الجبهة الشمالية حزب الله حزب الله الجيش اللبناني حزب الله لبنان حزب الله وإسرائيل لبنان لبنان وإسرائيل الجیش اللبنانی حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

تحليل: لبنان على حافة مواجهة جديدة

في خضمّ التصعيد المتواصل بين حزب الله وإسرائيل، تتزايد التحذيرات الدولية من انزلاق لبنان إلى مواجهة جديدة قد تكون الأخطر منذ حرب 2006. فالحزب يصرّ على الاحتفاظ بسلاحه ورفض أي تسوية تُضعف نفوذه العسكري، في وقت تتحرك فيه الولايات المتحدة ومصر بشكل متسارع لتفادي انفجارٍ شامل قد يغيّر ملامح الأمن في المنطقة.

ويرى مراقبون أن لبنان يقف اليوم أمام مفترق مصيري، حيث يتقاطع العامل الداخلي المأزوم مع ضغوط خارجية متصاعدة تسعى إلى إعادة رسم توازن القوى في المشرق العربي.

يؤكد الكاتب والباحث السياسي نضال السبع أن لبنان يعيش مرحلة غاية في الحساسية، إذ يواجه حزب الله أزمة متفاقمة بسبب رفضه تسليم السلاح أو الدخول في أي تسوية تقلّص نفوذه العسكري. ويقول السبع في حديثه إن الحزب "لم يدرك بعد تداعيات السابع من أكتوبر وما أحدثه من تحولات إقليمية عميقة في موازين القوى، خصوصاً بعد تراجع الدعم السوري وتزايد الضغوط الإيرانية".

ويرى أن الحزب ما زال أسير فكرة قديمة عن قدراته، بينما تغيّر الواقع الميداني بشكل جذري، مع سقوط سوريا وتآكل خطوط الدعم اللوجستي عبرها. ويضيف: "نتنياهو خرج منتصراً في غزة، وحزب الله تلقى ضربة استراتيجية موجعة، لكنه يتصرّف كما لو أنه ما زال يملك زمام المبادرة".

وبحسب نضال السبع، فإن أجهزة الأمن المصرية نقلت إلى بيروت تحذيرات وُصفت بأنها "شديدة الخطورة"، تفيد بأن شيئًا كبيرًا يُحضّر للبنان، داعية الحكومة إلى التعاطي مع التهديدات الإسرائيلية بواقعية وجدية. ويكشف أن رئيس المخابرات المصرية سيزور بيروت قريبًا حاملاً هذه الرسائل، في إطار مساعٍ لفتح خطوط تواصل غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل، على أمل تجنّب المواجهة.

كما يشير السبع إلى أن زيارة المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت جاءت ضمن مهمة عاجلة تهدف إلى منع الانزلاق نحو الحرب، موضحًا أنها وصلت "برفقة ضباط إسرائيليين إلى مناطق حدودية في الجنوب، في رسالة واضحة بأن ملف سلاح حزب الله أصبح مطروحًا على الطاولة بجدية".

ويكشف نضال السبع، نقلًا عن مرجع حكومي لبناني رفيع، أن المبعوثة الأميركية حملت مهلة زمنية لا تتجاوز أسبوعًا واحدًا لسحب سلاح الحزب، وهو ما وصفه المرجع بأنه "طلب غير واقعي ولا يتناسب مع تعقيدات الملف اللبناني".

ويضيف السبع أن الحكومة اللبنانية لا تملك معلومات دقيقة عن مستودعات السلاح التابعة للحزب، وأن التنسيق يجري عبر "آلية أميركية – إسرائيلية" معقّدة تتطلب وقتًا طويلًا.

وفي المقابل، يلفت إلى أن بيروت أبدت استعدادًا لإحياء اتفاق 27 نوفمبر الذي أرسى وقفًا لإطلاق النار قبل عام، مشيرًا إلى أن "مرجعًا حكوميًا قال صراحة: لا فرق بين المفاوضات المباشرة وغير المباشرة، ما دام الأميركيون ينقلون الرسائل في الغرفة نفسها".

وفي تحليل أمني لافت، يوضح نضال السبع أن حزب الله يعاني من اختراق أمني خطير، واصفًا حالته بـ "السرطانية التي أصابت بنيته بعد نجاح إسرائيل في اغتيال ستة من كبار قادته خلال 48 ساعة فقط". ويقول السبع إن هذه الاغتيالات كشفت هشاشة منظومة الأمن الداخلي للحزب، وإن أي صاروخ يطلقه اليوم لا يمكن تعويضه بسبب انهيار خطوط الإمداد عبر سوريا وتراجع الدعم الإيراني.

ويضيف أن الحزب قد يتمكن من تجنيد عناصر بشرية جديدة، لكنه يواجه أزمة مالية خانقة نتيجة تشديد الرقابة على التحويلات من إيران وعلى منافذه البحرية والجوية، ما يجعل إعادة ترميم ترسانته العسكرية شبه مستحيلة.

على الصعيد الداخلي، يسلّط السبع الضوء على انقسام الموقف اللبناني الرسمي إزاء ملف السلاح. فالرئيس نبيه بري، كما يقول، يميل إلى التهدئة والتسوية السياسية، بينما يتبع قائد الجيش جوزيف عون "سياسة النفس الطويل" سعيًا لاحتواء الأزمة بهدوء.

أما رئيس الحكومة نواف سلام فيظهر – بحسب السبع – "أكثر استعجالًا في حسم الملف خلال عام واحد لتجنيب لبنان مواجهة عسكرية مع إسرائيل". ويشير الباحث إلى أن هذا التباين يعقّد المشهد السياسي، ويجعل الدولة اللبنانية تبدو عاجزة عن بلورة موقف موحد تجاه مصير سلاح الحزب.

في ختام تحليله، يرى نضال السبع أن لبنان يقف أمام مفترق طرق خطير: فإما أن ينجح في فتح مسار تفاوضي يضمن خفض التوتر وتحييد البلاد عن الصراع، أو أن ينزلق إلى مواجهة ميدانية لا تُعرف حدودها. ويقول: "المنطقة تغيّرت، لكن حزب الله لم يتغيّر. استمرار رفضه تسليم السلاح سيجعل من لبنان ساحة مفتوحة لحرب قادمة، ما لم يتم التوصل إلى صيغة تفاهم تُنقذ البلاد من الانفجار".

مقالات مشابهة

  • إشادة أمريكية بالجيش اللبناني في جهود حصر السلاح بيد الدولة
  • واشنطن تُشيد باحترافية الجيش اللبناني في مساعي حصر السلاح
  • المسؤول الأميركي يشيد باحترافية الجيش اللبناني وسط جهود لحصر السلاح بالدولة
  • إشادة أميركية بالجيش اللبناني في جهود "حصر السلاح"
  • تحليل: لبنان على حافة مواجهة جديدة
  • سلام لأورتاغوس: تطبيق قرار الحكومة لحصر السلاح يتطلّب الإسراع في دعم الجيش وقوى الأمن
  • رويترز: الجيش اللبناني يسلك طريقا سياسيا وعرا لحصر السلاح
  • آخر خبر.. ماذا طلبت إسرائيل من أميركا بشأن لبنان؟
  • رسالة من الجالية اللبنانية في مشيغن الأميركية إلى الخارجية.. ماذا فيها؟