الابتلاء.. قال الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن الحياة ليست مبنية على الترف مع الإيمان أو الضيق مع الكفر، بل هي دار الابتلاء وتداول للأيام بين الناس.

الابتلاء في الشرع الشريف:

وأوضح جمعة أن النصر والهزيمة، الغنى والفقر، الضيق والسعة كلها خاضعة لحكمة الله في تدبير الكون.

وجاء في قوله تعالى: {فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ}، والقرح يعني الجرح أو الألم العميق، سواء ظاهرًا أو باطنيًا.

سُنة الابتلاء:

وأضاف أن الابتلاء سنة مشتركة بين المؤمنين وغيرهم، فكما تألم المؤمنون في أحد، كذلك تألم الكفار في بدر، فالألم سُنّة في التدافع بين الناس.

وقال تعالى {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} وتفسير الآية أنها سنة كونية عظيمة تشير إلى تعاقب النصر والهزيمة، والعلو والانخفاض، واليسر والعسر.

كما أنه لا دوام لقوة ولا لضعف، فالأيام تدور وفق حكمة الله وعدله، ويمكن لهذه الآية أن تُبنى عليها علوم اجتماعية وتاريخية ونفسية لأنها تختصر فلسفة الحياة في كلمات قليلة.
-{وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا} أي لتمييز الصادقين في إيمانهم وقت الشدائد.

وقوله تعالى {وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ} أي ليصطفي الله من عباده من يموت في سبيله أو يشهد على عصره بالحق.

حكم الابتلاء
وقوله تعالى أيضًا {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} تؤكد أن الابتلاء لا يُخرج عن عدل الله، وأن الظلم سبب زوال النعم، مشيرًا إلى أن النصر الحقيقي ليس في الغلبة المادية فقط، بل في تحقيق العدل والإيمان والثبات.

دعاء الابتلاء:

«اللهم اصرف عني السوء بما شئت وأنى شئت وكيف شئت»

«اللهم إن همومنا قد كثرت، وليس لها إلا أنت، فاكشفها، يا مفرج الهموم، لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين، اللهم اكفني ما أهمني، اللهم إني ضعيف فقوني، وإني ذليل فأعزني، وإني فقير فارزقني وأسألك خير الأمور كلها وخواتم الخير وجوامعه».

«اللهم اكفني ما أهمني، وما لا أهتم له، اللهم زودني بالتقوى، واغفر لي ذنبي، ووجهني للخير أينما توجهت، اللهم يسرني لليسرى، وجنبني العسرى، اللهم اجعل لي من كل ما أهمني وكربني سواء من أمر دنياي وآخرتي فرجًا ومخرجًا، وارزقني من حيث لا أحتسب، واغفر لي ذنوبي.

الابتلاء والصبر:

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

اللهم إنّي أعوذ بك من الهمّ والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدّين، وغلبة الرّجال.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ جَهْدِ البَلاَءِ، وَدَرْكِ الشَقَاءِ، وَسُوءِ القَضَاءِ، وَشَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيِعِ سَخَطِكَ.

اللَّهُمَّ إِنِّي أسألُكَ أن تَجعَلَ خَيْرَ عَمَلي آخِرَهُ، وَخَيرَ أيامي يَومًا ألقاكَ فيه، إنَّك عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدير. اللَّهُمَّ مَن عاداني فَعادِه، وَمَن كادَني فَكِدهُ، وَمَن بَغَى عَلَيَّ بِهَلَكَةٍ فَأهلِكهُ، وَمَن أرادَنِي بِسوءٍ فَخُذهُ، وأطفِأ عَنِّي نارَ مَن أشَبَّ لِيَ نَارَهُ، وَاكفِنِي هَمَّ مَن أدخَلَ عَلَيَّ هَمَّه، وَأدخِلني في دِرعِك الحَصينَة، وَاستُرني بِسِترِكَ الواقي.

الابتلاء:
اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين أنت ربي ورب المستضعفين. إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمرى، إن لم يكن بك على غضب فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي.أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات وصلح عليها أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل على سخطك ولك العتبى حتى ترضى.

اللهم يا مجلي العظائم من الأمور ويا كاشف صعاب الهموم، ويا مفرج الكرب العظيم ويامن اذا أراد شيئا فحسبه أن يقول كن فيكون.أنت ثقتي في كل كربة وأنت رجائي في كل شدة وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة، كم من كرب يضعف عنه الفؤاد وتقل فيه الحيلة ، ويخذل عنه القريب والبعيد ، ويشمت به العدو ، ويعين فيه الأمور ، أنزلته بك وشكوته إليك ، راغبًا فيه عمن سواك ففرجته وكشفته وكفيتنيه فأنت ولي كل نعمة وصاحب كل حاجة ومنتهى كل رغبة فلك الحمد كثيرًا ولك المن فاضلًا.

دعاء الابتلاء والصبر:
اللهم إنّي عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكلّ اسم هو لك سمّيت به نفسك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، فقد أخبر النّبي صلّى الله عليه وسلّم، أنّ هذا الدّعاء ما قاله أحد إلا أذهب الله همّه، وأبدله مكان حزنه فرحًا.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الابتلاء الابتلاء تكفير للذنوب الابتلاء للمؤمنين الابتلاء والصبر اللهم إن

إقرأ أيضاً:

من هم المتقون الذين يدخلون الجنة ويخلدون فيها للأبد؟

المتقون.. كشف الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، عن صفات المتقون الذين يدخلون الجنة ويخلدون فيها للأبد.

ما هى صفات المتقون:

وأوضح علي جمعة أن المتقون هم الذين:

 "ينفقون في السراء والضراء"؛ أي في الرخاء والشدة.

"يكظمون الغيظ" أي يملكون أنفسهم عند الغضب.

 "يعفون عن الناس" أي يسامحون من أساء إليهم.

"إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم استغفروا الله"، فلا يصرّون على الذنب.

بماذا وعد الله سبحانه وتعالى المتقون في كتابه الكريم:

وأضاف جمعة أن الله سبحانه وتعالى وعد المتقون بأن جزاؤهم مغفرة من ربهم، أي تطهير من الذنوب والآثام، وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً، مشيرًا إلى أن هذا وعدٌ صادق لا يُخلفه الله، لأن الله لا يحتاج ولا يضره العطاء.


وقال إن الله تعالى لا ينقص من ملكه شيء إذا أعطى؛ فهو الغني القادر. بخلاف البشر الذين إذا أنفقوا نقص مالهم، فالله يزيد ملكه ولا ينقص، أي خلقه للشيء يكون بـ{كن فيكون}.

المتقون في القرآن الكريم:

وأكد جمعة أن علماء الفيزياء والفلك لاحظوا أن الكون يزداد اتساعًا ويتمدّد باستمرار، مما يشير إلى أن عطاء الله متجدد لا يتناقص.

قال  سيدنا النبي ﷺ: «لن يدخل أحد الجنة بعمله»؛ لأن دخول الجنة برحمة الله وفضله، فالعمل الصالح سبب للنجاة من النار، أما دخول الجنة فهو فضلٌ من الله لا استحقاق.

كما أن الأجر الذي يعطيه الله فوق العمل هو عطية إلهية، قال تعالى {وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}.

دعاء المتقون:

اللهم اجعلني من عبادك الصالحين القانتين، واجعلني فيه من أوليائك المتقين المقربين".

"اللهم اجعلني من الذين يتقونك في السر والعلانية".

المتقون:
"اللهم ارزقنا التقوى فإنها أفضل المراتب".

"يا رب اجعلنا من عبادك المتقين الواقفين عند حدودك إلى يوم الدين".

"يا رب اجعلنا من الذين يقال لهم: كلوا واشربوا هنيئاً بما كنتم تعملون".

اللّهم اجعلني فيه من المستغفرين واجعلني فيه من عبادك الصالحين القانتين، واجعلني فيه من أوليائك المتقين المقربين برأفتك يا أرحم الراحمين، اللّهمّ ربّ السّموات السّبع وربّ الأرض، وربّ العرش العظيم، ربّنا وربّ كلّ شيءٍ، فالق الحبّ والنّوى، ومنزل التّوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شرّ كلّ شيءٍ أنت آخذٌ بناصيته، اللّهمّ أنت الأوّل فليس قبلك شيءٌ، وأنت الآخر فليس بعدك شيءٌ، وأنت الظّاهر فليس فوقك شيءٌ، وأنت الباطن فليس دونك شيءٌ، اقض عنّا الدّين وأغننا من الفقر.

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: الذكر في اللغة ضد النسيان وفي الاصطلاح يشمل جميع العبادات
  • علي جمعة: التصوف بريء من البدع.. والإسلام لا يُحاكم بأفعال المسلمين
  • الرزق .. علي جمعة يوضح 10 عجائب وأسرار عن توقيته ومفاتيحه
  • من هم المتقون الذين يدخلون الجنة ويخلدون فيها للأبد؟
  • علي جمعة: أمرنا رسول الله ﷺ أن نُوسِّع على العالمين أمور حياتهم
  • حكم أكل أموال الناس بالباطل وعقابه بالشرع الشريف
  • علي جمعة: وسَّع لنا سيدنا النبي أمرَ الحياة لأن الإسلام لكل زمانٍ ومكان وأمرنا بعدم الاختلاف
  • هل تقبل الصلاة على النبي من الفاسق؟.. علي جمعة يجيب
  • أولياء الله.. سرُّ النور في زمن العتمة