الأمريكيون يتظاهرون بأنهم كنديون لتجنّب الكراهية.. وهذه العلامات تكشفهم
تاريخ النشر: 30th, October 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كانت سوزانا شانكار تجوب إسبانيا بمفردها هذا الصيف، عندما قابلت مسافرًا رفض التصديق بأنّها كندية.
كانت شانكار في الفندق الذي تمكث فيه عندما بدأت بالحديث مع رجلٍ مسنٍّ بلكنةٍ بريطانية.
ومثلما يفعل المسافرون عادةً، سألها المسنّ من أي بلد تأتي، وعندما أجابته بأنها من فانكوفر بكندا، اتخذ الحديث منعطفًا غير متوقّع.
نظر الرجل إليها بريبةٍ على الفور واتّهمها بالكذب.
لكن شانكار البالغة من العمر 37 عامًا، التي تدير مواقع إلكترونية تتمحور حول السياحة المتجدّدة والمستدامة، تحمل الجنسيتين الأمريكية والكندية، فوالدها كندي ووالدتها أمريكية.
لأسبابٍ سياسية، تُعرِّف شانكار عن نفسها ككندية، لكن في بعض الأحيان، قد تكشف لهجتها الأمريكية خلفيّتها.
وعند حديثها عن شكوك الرجل، قالت: "أعتقد أنّ شكوكه نابعة إلى حدٍ ما من محاولة الكثير من الأمريكيين التظاهر بأنّهم كنديّون".
تُشير شانكار إلى ممارسة قديمة تُعرف باسم "خدعة العلم"، حيث يتظاهر بعض الأمريكيين بأنّهم كنديون أثناء السفر إلى الخارج لتجنّب المشاعر المعادية لأمريكا.
من الانتقادات المنتشرة عبر الإنترنت ضد ممارسة "سرقة العلم" كونها لا تخدع أحدًا، إذ يقول كثيرون إنّه من السهل تمييز الأمريكيين عن الكنديين، بغض النظر عن عدد الأعلام المزينة بالقيقب التي يرتدونها.
لكن هل الأمر صحيح؟
الفروق بين الأمريكيين والكنديينيرى العديد من المرشدين السياحيين الأوروبيين الذين يعملون مع الأمريكيين والكنديين أنّه من السهل التمييز بينهم.
وعندما يتعلق الأمر بالأمريكيين، قالت دينيسا بودراتسكا، من سكان لندن، ومؤسِّسة شركة "Let Me Show You London"، التي تُنظّم جولات خاصة للسيّاح الأثرياء منذ العام 2014، إنّ واحدة من أسهل الطرق للتعرف عليهم في الخارج أنّك تسمعهم قبل أن تراهم.
وأوضحت بودراتسكا: "دائمًا ما تسمع الأمريكيين لأنّهم صاخبون. إنّهم لطفاء للغاية وصاخبون".
ومن ثمّ أضافت: "الكنديون لا يلفتون الانتباه بقدر الأمريكيين. أثناء المحادثات، هم أكثر تحفظًا".
وأشار الباريسي، برتران دالمان، مؤسِّس شركة "My Private Paris" للجولات السياحية، إلى أنّ الكنديين يعرِّفون عن أنفسهم بأنهم كنديون على الفور.
وقد اتفق مرشدون سياحيون آخرون على هذا الأمر، معتقدين أنّهم يفعلون ذلك لتجنّب الخلط بينهم وبين الأمريكيين.
لا توجد أبحاث أكاديمية تدرس الاختلافات بين السيّاح الأمريكيين والكنديين في الخارج، وفقًا لأستاذ إدارة الضيافة في جامعة ميسوري، كيم داي يونغ، غير أنّ بحثه الخاص يُقدّم نظرة ثاقبة حول كيفية تأثير جنسية السائح، وشعوره بالاستحقاق، ومكانته الاجتماعية المُتصوَّرة على تفاعلاته في أي وجهة سفر.
وشرح كيم لـCNN: "تُظهر النتائج باستمرار أنّ جنسية المسافر يُمكن أن تُؤثر بشكلٍ كبير على سلوكه في الخارج"، مضيفًا أنّه "عندما يزور الأفراد وجهةً يعتبرونها أكثر تقدّمًا من بلدهم الأصلي، فهم أقل عرضة للانخراط في سلوكيات سيئة. ويميل الأفراد ذاتهم إلى الانخراط بسلوكيات سيئة أكثر عند السفر إلى بلد يعتبرونه أقل تقدمًا".
الأمريكيون أكثر صراحةرُغم عدم وجود دراسات علمية كافية بشأن هذا الموضوع، إلا أنّ لدى خبراء السفر الكثير من الملاحظات الأخرى حول الاختلافات بين المسافرين من الولايات المتحدة وكندا.
وأفاد الأسترالي لي بارنز، مسؤول منطقة الأمريكتين لدى شركة "Intrepid Travel" للجولات السياحية، أنّ الكنديين يميلون للتمتع بحس المغامرة، ومنفتحون على الأنشطة الجديدة والعفوية، فيما يميل الأمريكيون إلى تفضيل الهيكلية والتنظيم.
كما أضاف بارنز أنّ الكنديين أقل ميلاً للشكوى علنًا في حال عدم الرضا عن شيءٍ ما، فيما الأمريكيون أكثر صراحةً عند عدم تلبية شيء لمعاييرهم.
وتابع: "الأمريكيون أكثر صخبًا، ويطرحون أسئلة أكثر، كما أنّهم أكثر صراحة".
لكن الاختلافات الحقيقية تبدأ بالظهور أثناء التعمّق في الحوار، إذ تُسلِّط إشارات خفية في الآراء والسلوكيات الضوء على الاختلافات الثقافية بين البلدين.
في مقابلتين منفصلتين، اتفق كلّ من بودراتسكا ودالمان على أنّ الكنديين يميلون إلى التمتع بفهمٍ أوسع للتاريخ الأوروبي والأحداث الجارية مقارنةً بالمسافرين الأمريكيين، نظراً لارتباطهم التاريخي بأوروبا كدولة عضو في الكومنولث، إضافةً لتراثهم الفرنسي الكندي.
"أنت في منطقتهم"المصدر: CNN Arabic
إقرأ أيضاً:
نحو 200 ألف من الحريديم يتظاهرون بالقدس رفضا للتجنيد
أفادت القناة 14 الإسرائيلية بأن نحو 200 ألف من طائفة الحريديم وصلوا إلى القدس -حتى الآن- للمشاركة بما يعرف بمسيرة المليون، رفضا لقانون التجنيد الإلزامي الذي تسعى الحكومة الإسرائيلية لتمريره.
وأشارت يديعوت أحرونوت إلى وجود فوضى عارمة في محطات انتظار الحافلات والقطار واختناقات مرورية في شوارع مدينة القدس الغربية بسبب مظاهرة المتدينين المتزمتين الحريديم.
وتأتي المظاهرة في وقت تستمر فيه الأزمة بين الأحزاب الدينية ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على خلفية قانون التجنيد الذي كان يعفي الحريديم منذ عقود من الخدمة العسكرية.
وتضغط الأحزاب الدينية، التي استقالت من الحكومة منتصف العام الجاري، لتمرير مشروع قانون التجنيد الذي يمنح متدينين إعفاءات من الخدمة العسكرية، والذي تطلق عليه المعارضة قانون التهرب من الخدمة العسكرية.
مظاهرات حاشدة لليهود الحريديم في القدس الغربية بسبب عدم سن قانون يعفيهم من الخدمة العسكرية#الأخبار pic.twitter.com/7hl4silE2C
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 30, 2025
الحاخامات يعبئون للمظاهرةومن جهتها، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن عشرات الآلاف من اليهود الحريديم توافدوا للقدس للمشاركة في مظاهرة المليون رفضا لقانون التجنيد الإلزامي، وسط دعوات دينية تؤكد أن الخدمة العسكرية تتعارض مع روح التوراة.
وأضافت أن المسيرة تنظم بدعوة من كبار الحاخامات ومجالس طلاب التوراة، بمشاركة واسعة من الأحزاب الدينية ومؤسسات التعليم التوراتي، احتجاجا على ما اعتبروه اعتداء على هوية المجتمع التوراتي ومساسا بحرية دراسة الدين.
وأوضحت أن الحاخام غرشون إدلشتاين، أحد أبرز المرجعيات الدينية، دعا أتباعه إلى المشاركة الواسعة، معتبرا أن التوراة هي درع الأمة، وكل محاولة لفرض الخدمة العسكرية على طلابها تشكل خطرا روحيا على الشعب اليهودي.
إعلانووفق تقديرات الشرطة الإسرائيلية، قد يتجاوز عدد المشاركين مئات الآلاف، لتكون من أكبر المظاهرات الدينية في تاريخ إسرائيل، حسب الهيئة.
في السياق، أعلنت الأحزاب الحريدية في الكنيست أنها ستواصل الضغط لإسقاط قانون التجنيد، مؤكدة أن الحفاظ على طابع المجتمع التوراتي خط أحمر لا يمكن المساس به.
ويواصل الحريديم احتجاجاتهم ضد التجنيد في الجيش عقب قرار المحكمة العليا (أعلى هيئة قضائية) في 25 يونيو/حزيران 2024، إلزامهم بالتجنيد ومنع تقديم مساعدات مالية للمؤسسات الدينية التي يرفض طلابها الخدمة العسكرية.
ويشكل الحريديم نحو 13% من سكان إسرائيل البالغ عددهم 10 ملايين نسمة، ويرفضون الخدمة العسكرية بدعوى تكريس حياتهم لدراسة التوراة، مؤكدين أن الاندماج في المجتمع العلماني يشكل تهديدا لهويتهم الدينية واستمرارية مجتمعهم.
ويعلو صوت كبار الحاخامات، الذين ينظر إلى أقوالهم باعتبارها فتوى دينية للحريديم، بالدعوة إلى رفض التجنيد، بل تمزيق أوامر الاستدعاء.
وعلى مدى عقود، تمكن اليهود الحريديم من تفادي التجنيد عند بلوغهم سن 18 عاما، عبر الحصول على تأجيلات متكررة بحجة الدراسة في المعاهد الدينية، حتى بلوغهم سن الإعفاء التي تبلغ حاليا 26 عاما.
وتتهم المعارضة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالسعي لإقرار قانون يعفي الحريديم من التجنيد، استجابة لمطالب حزبي "شاس" و"يهدوت هتوراه" اللذين انسحبا في وقت سابق من العام الجاري من الحكومة، لكنهما يستعدان للعودة فور إقرار قانون يلبي مطالبهما.