من الهرم لـ سور الصين العظيم حوار الحضارات على خط الزمن
تاريخ النشر: 31st, October 2025 GMT
بين الرمال الذهبية لهضبة الجيزة، حيث تصطف الأهرامات في صمت مهيب منذ آلاف السنين، تستعد مصر لكتابة فصل جديد في سجلها الحضاري مع الافتتاح المرتقب المتحف المصري الكبير، أكبر صرح أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة، وفي الجهة الأخرى من العالم، يمتد سور الصين العظيم كتنين حجري يعانق الجبال والوديان، شاهدا على عبقرية الإنسان وقدرته على تخطي حدود الزمن والمكان.
                
      
				
فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير تعود إلى تسعينيات القرن الماضي، قبل أن يوضع حجر الأساس رسميا في عام 2002 بموقع استثنائي يطل مباشرة على أهرامات الجيزة، ليجعل من منطقة الهرم مركزا عالميا للحضارة والتاريخ.
ومع اقتراب افتتاحه غدا تتحول أنظار العالم إلى القاهرة، حيث وعدت الحكومة بعروض “تُبهر العالم”، وفق تصريحات رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، مؤكدة أن المتحف سيكون بوابة جديدة لمصر على الخريطة السياحية الدولية.
يعد المتحف المصري الكبير ثالث المتاحف الكبرى في مصر بعد متحف التحرير ومتحف الحضارة بالفسطاط، لكنه الأكبر على الإطلاق في الشرق الأوسط وأفريقيا، بل والأوسع عالميا من حيث تخصيصه لحضارة واحدة.
وينتظر أن يكون معرض الملك الذهبي توت عنخ آمون أبرز محطات الزيارة، إذ ستُعرض مقتنياته الكاملة، التي تتجاوز خمسة آلاف قطعة أثرية، في قاعة مهيبة تبلغ مساحتها 7500 متر مربع، مجهزة بأحدث أنظمة العرض والتحكم البيئي، لتمنح الزوار تجربة فريدة "تليق بملكٍ خالد".
من الأهرامات إلى سور الصين العظيم رحلة بين العجائبوفيما تتهيأ القاهرة لتقديم معجزتها المعمارية الحديثة إلى العالم، يظل سور الصين العظيم أحد أبرز عجائب الدنيا السبع الجديدة شاهدا على عبقرية أخرى نشأت على الضفة الشرقية من القارة الآسيوية.
يمتد السور لأكثر من 21 ألف كيلومتر عبر شمال الصين، من مقاطعة لياونينغ شرقا حتى صحراء غوبي غربا، مارا بجبال وسهول ومدنٍ مثل بكين وخبي وقانسو، ليشكل بانوراما فريدة تجمع بين الطبيعة والهندسة العسكرية القديمة.
بدأ بناء السور في القرن الخامس قبل الميلاد كتحصينات دفاعية متفرقة، قبل أن يوحّدها الإمبراطور تشين شي هوانغ في سور واحد لحماية الإمبراطورية الصينية من الغزوات الشمالية ومع مرور القرون، تحول السور من خط دفاع إلى رمز وطني للثبات والوحدة، تماما كما تمثل الأهرامات رمزا للخلود والإبداع المصري.
حوار حضاري بلا كلماتبين الأهرامات التي تحرسها أبو الهول منذ آلاف السنين، والسور الذي يلتف كأفعى حجرية حول جبال الصين، يمتد خيط غير مرئي من التواصل الإنساني؛ حضارتان عظيمتان فصلت بينهما المسافات، وجمعتهما الرغبة في الخلود والتفوق والإبداع.
فبينما تعد زيارة الأهرامات والمتحف الكبير تجربة تغوص بالزائر في أسرار الملوك والآلهة، تمنح رحلة سور الصين العظيم فرصة للتأمل في إرادة الإنسان حين يواجه الطبيعة بالعمل والعزيمة.
الهرم وسور الصين وجهان لعظمة الإنسانومع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير، تتجدد الدعوة لرحلة عبر التاريخ تبدأ من هضبة الهرم، وتصل بخيال الزائر إلى سور الصين العظيم، حيث تتجسد أروع صور التواصل الإنساني بين الشرق والشرق، في لغة واحدة هي لغة الحضارة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المتحف المصري الكبير الأهرامات المتحف المصري معرض الملك الذهبي توت عنخ آمون المتحف المصری الکبیر سور الصین العظیم
إقرأ أيضاً:
المتحف المصري الكبير أحدث أعجوبة معمارية وثقافية في العصر الحديث على أعتاب الأهرامات
كأحدث أعجوبة معمارية وثقافية في العصر الحديث، يقف المتحف المصري الكبير شامخًا ، جامعًا بين عبق التاريخ وروح الحاضر.
ليقف على بُعد أمتار قليلة من أهرامات الجيزة، وموصلًا رسالة حضارية من قلب مصر إلى العالم.
ويعد هذا الصرح الفريد لا يُعد مجرد متحف لعرض الآثار، بل هو مدينة ثقافية متكاملة تعيد صياغة العلاقة بين الإنسان وتاريخه، وتُبرز عظمة الحضارة المصرية القديمة في ثوبٍ معاصرٍ يجمع بين الفن والهندسة والهوية.
مقتنيات وكنوز شاهدة على التاريخيضم المتحف المصري الكبير أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل مختلف العصور المصرية القديمة، من عصور ما قبل التاريخ حتى العصرين اليوناني والروماني. وتُعرض العديد من القطع لأول مرة بعد ترميمها في معامل حديثة تُعد الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط.
ويُعد كنز الملك توت عنخ آمون أهم ما يميز المتحف، حيث تُعرض مقتنياته الكاملة لأول مرة منذ اكتشاف المقبرة في وادي الملوك عام 1922.
وقد خُصصت له قاعات فسيحة تعتمد على الإضاءة الذكية وتكنولوجيا العرض ثلاثي الأبعاد لتروي قصة الملك الذهبي بطريقة تفاعلية تجمع بين العلم والإبداع.
الحلم أصبح حقيقةبدأت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير في نهاية تسعينيات القرن الماضي، حين أعلنت مصر عن رغبتها في إقامة أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة.
وجاءت المسابقة العالمية لتصميم المشروع عام 2002، لتشهد مشاركة أكثر من 1500 مكتب هندسي من نحو 80 دولة، قبل أن تفوز شركة هينغان بنغ المعمارية (Heneghan Peng Architects) الأيرلندية بالمركز الأول.
كان التصميم الفائز مستوحى من روح المكان ذاته، إذ يقوم على فكرة "الانتقال بين الحاضر والماضي"، مستعينًا بخطوط هندسية مستوحاة من الأهرامات المجاورة، ما يمنح الزائر إحساسًا بالامتداد الطبيعي للتاريخ.
ويشار إلى أنه يمتد المتحف على مساحة تُقدّر بـ نحو 490 ألف متر مربع، تشمل قاعات العرض الدائم والمؤقت، ومركزًا للترميم، ومكتبة أثرية متخصصة، ومنشآت تعليمية وثقافية ومناطق ترفيهية.
فيما يتكوّن الواجهة الخارجية من ألواح حجرية مثلثة الشكل، تلتقط أشعة الشمس بزاويا مدروسة لتمنح المبنى طابعًا متغيرًا على مدار اليوم، بينما تتجه خطوط التصميم بانسيابية نحو الأفق حيث تقف الأهرامات العظيمة، في مشهد بصري فريد يمزج بين عظمة الماضي وحداثة الحاضر.
في قلب المدخل الرئيسي، يستقبل الزائر تمثال رمسيس الثاني الشهير، الذي يبلغ ارتفاعه أكثر من 11 مترًا، وقد نُقل بعناية من ميدان رمسيس في القاهرة إلى موقع المتحف ليصبح أيقونة الاستقبال الكبرى للمكان.
مصر علي موعد مع التاريخ في افتتاح المتحف المصري الكبير
- بدأت مصر تخطط لإنشاء أكبر متحف للآثار في العالم منذ أكثر من عشرين عامًا ويجمع بين عبق الماضي وروح الحاضر.
- وضع حجر الأساس للمتحف المصري الكبير عند سفح أهرامات الجيزة، في موقع فريد يجمع بين أعظم رموز التاريخ الإنساني في عام 2002
- مر المشروع بعدة مراحل من البناء والتصميم، شارك فيها مئات الخبراء والمهندسين من مصر والعالم، حتى تحول الحلم إلى حقيقة ملموسة على أرض الجيزة.
- واجه المشروع تحديات كثيرة، لكن الإرادة المصرية لم تتراجع لحظة واحدة وفي كل عام، كانت تقترب الخطوة أكثر من الافتتاح الكبير.
- يقف المتحف المصري الكبير جاهزًا ليستقبل زواره من كل أنحاء العالم، واجهة زجاجية ضخمة تطل على الأهرامات، وقاعات عرض مجهزة بأحدث تقنيات الإضاءة والحفظ والعرض المتحفي.
- أكثر من خمسين ألف قطعة أثرية تعرض داخل هذا الصرح، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون لأول مرة في التاريخ، داخل قاعة مصممة لتأخذ الزائر في رحلة إلى قلب مصر القديمة.
- من أهم مقتنيات توت عنخ آمون التي ستعرض في المتحف ( التابوت الذهبي- قناع الملك- كرسي العرش- والخنجر).
- يضم المتحف تمثال الملك رمسيس الثاني الذي استقر في موقعه المهيب داخل البهو العظيم.
- في الأول من نوفمبر، تفتتح مصر أبواب المتحف المصري الكبير للعالم أجمع، افتتاح يعد صفحة جديدة في تاريخ الحضارة، واحتفاء بجهود أجيال عملت على صون تراث لا مثيل له.
- المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى بل رسالة من مصر إلى العالم، بأن الحضارة التي بدأت هنا لا تزال تنبض بالحياة.
المتحف المصري الكبير
الفراعنة
مصر 
العالم 
الحضارة 
توت عنخ امون 
الرئيس السيسي 
موكب الملوك 
الجيزة 
الأهرامات
 سعر الذهب الآن اليوم الخميس 30 أكتوبر 2025.. تحديث لحظي
سعر الذهب الآن اليوم الخميس 30 أكتوبر 2025.. تحديث لحظي